وصل فيلم «بنات ألفة» للمخرجة كوثر بن هنية إلى المنافسة النهائية في فئة أفضل فيلم وثائقي في النسخة الـ 96 من حفل توزيع جوائز أوسكار، وتعتبر تلك المرة الثانية التي تصل فيها المخرجة التونسية إلى ترشيحات جائزة أوسكار وذلك بعد فيلمها «الرجل الذي باع ظهره» في فئة أفضل فيلم عالمي في النسخة الـ 93 من حفل توزيع جوائز أوسكار.

ويتنافس على جائزة أوسكار أفضل فيلم وثائقي؛ 4 أفلام أخرى بجانب «بنات ألفة»، وهي: «Bobi Wine: The People's President» تأليف وإخراج كريستوفر شارب وموسى بويو، و«The Eternal Memory» إخراج مايتي ألبيردي، و«To Kill a Tiger» إخراج نيشا باهوجا، بالإضافة إلى «20 Days in Mariupol » إخراج مستيسلاف تشيرنوف.

تفاصيل الإعلان عن ترشيحات أوسكار 2024

بدأ الممثلان زازي بيتز وجاك كويد، الإعلان عن قوائم ترشيحات جوائز أسكار في نسختها الـ 96، من مسرح «صامويل جولدوين» بأكاديمية علوم وفنون الصور المتحركة، والتي من المقرر الإعلان عن الفائزين فيها في حفل توزيع الجوائز المقام في 10 مارس المقبل على مسرح دولبي الشهير في لوس أنجلوس.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: كوثر بن هنية بنات ألفة فيلم بنات ألفة أوسكار 2024 أفضل فیلم

إقرأ أيضاً:

المفكر التونسي الطاهر لبيب: سيقول العرب يوما أُكلنا يوم أُكلت غزّة

تحت وطأة القضايا المصيرية التي تفرض نفسها على الفكر والسياسة والمجتمع، يظل الحوار مع المفكرين الكبار ضرورة لفهم الواقع واستشراف المستقبل. ويستضيف هذا الحوار المفكر وعالم الاجتماع التونسي الطاهر لبيب.

ولبيب كاتب ومترجم وباحث في علم الاجتماع، شغل لبيب منصب المدير العام للمنظمة العربية للترجمة في بيروت بين عامي 2000 و2011، وساهم في تأسيس الجمعية العربية لعلم الاجتماع عام 1985 في تونس، والتي يشغل فيها الآن منصب الرئيس الشرفي، كما يتولى الإشراف على مشروع "نقل المعارف" الذي يهدف إلى ترجمة الأعمال الفكرية العالمية إلى اللغة العربية

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2قتلوا العرعير ورفاقه وطلابه.. عن الإبادة التعليمية في غزةlist 2 of 2العلويون.. القصة الغامضة لحكم سورياend of list

يضع لبيب تشخيصا دقيقا لحالة التبعية السياسية والفكرية في العالم العربي، محذرا من الاستبطان البنيوي للخوف كأحد مظاهر الضعف الذي تستغله قوى الهيمنة العالمية. كما يناقش بشاعة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة، ويفكك الترابط العميق بين المشروع الصهيوني والمشاريع الإمبريالية في الشرق الأوسط، مستعرضا كيف تحولت التبعية العربية من حالة مفروضة إلى تبعية طوعية في بعض الأحيان.

كما يسلط الضوء على أزمة الفكر العربي في التعامل مع القضية الفلسطينية، متسائلا: هل لا تزال "القضية المركزية" أم أنها تحولت إلى "فضيحة العرب الكبرى"؟

إعلان

وبينما يُعرف الطاهر لبيب بجهوده في البحث السوسيولوجي، يكشف في هذا الحوار عن تحوله إلى الرواية من خلال عمله "في انتظار خبر إنّ". فهل جاء هذا التحول نتيجة إحساس بضيق الأفق البحثي في التعبير عن تعقيدات الواقع العربي؟ وهل يمكن للرواية أن تحمل مشروعا فكريا قادرا على تجاوز الحدود الأكاديمية؟

بوصفكم عالم اجتماع، ما قراءتكم لما ارتكبه الاحتلال الإسرائيلي من جرائم الحرب والإبادة الجماعية في قطاع غزّة بدعم غربي وصمت عربي تقريبا؟

ما حدث ويحدث في فلسطين وفي بعض "ضواحيها" العربية قد يفاجئ ببشاعة وحشيّته، ولكنه لا يفاجئ إذا نُظر إليه، كما هو في الواقع، على أنه تحيين رأسمالي نيوكولونيالي لمشروع "الشرق الأوسط الجديد". إسرائيل طرف حليف مجرَّب وجاهز لهذا التّحيين، والشرق الأوسط مهيّأ له، لا بما فيه من مصالح فحسب وإنما، أيضا، بقابليته للإضعاف والاستسلام. وأشير، عَرضا، إلى أن الشرق الأوسط تسمية سيئة النيّة، إذ هي، أصلا، للفصل بين العرب، وهي للوصل بينهم حين يُراد تضخيم ما يهدّد إسرائيل ومصيرها.

الشرق الأوسط تسمية سيئة النيّة، إذ هي أصلا للفصل بين العرب، وهي للوصل بينهم حين يُراد تضخيم ما يهدّد إسرائيل ومصيرها

قوى الهيمنة تتصرّف على أساس أن هذه القابليّة للإضعاف والاستسلام هي معطى موضوعي يحول دون تحوّل أيّ قدرة شرق أوسطيّة إلى قوة فاعلة. إسرائيل، منذ نشأتها، كانت ولا تزال وكيل هذه القوى ورأس حربتها في الشرق الأوسط، ولأنها كذلك لا يمكن التخلّي عن مناصرتها، وقد رأينا كيف كان جنون الهبّة إلى هذه المناصرة.

عالم الاجتماع التونسي الطاهر لبيب يسلط الضوء على أزمة الفكر العربي في التعامل مع القضية الفلسطينية (مواقع التواصل)

لا نتصور أن قيادات هذه القوى لها من الجهل والغباء والعمى ما يجعلها تعتقد، حقا، أن الإبادة الجماعيّة لآلاف الأطفال والنساء والشيوخ وما صاحبها من تدمير وتهجير هو "دفاع عن النفس"، ولكننا نعلم أنها تتنكّر لتعاريف الظواهر وللمبادئ والقيم الإنسانية والقوانين الدوليّة، بما فيها تلك التي تدّعي الدفاع عنها، كلّما رأت أنها تعطّل هيمنتها.

إعلان

خارج الترابط الوظيفي بين قوى الهيمنة والمشروع الصهيوني لا تُفهم ولا تُفسّر بشاعة الإبادة، وكلّ الآمال والحلول المستسلمة للهيمنة مستسلمة، ضمنا، للمشروع الصهيوني الذي لا تزال إسرائيل الكبرى بلا حدود، غير تلك التي في نصوص الدين القديمة والأساطير وفي أذهان خامات اليمين وسياسييه. فالإبادة الجماعية، من هذا المنظور، هي آلية من الآليّات التي يتطلّب وحشيتها "الحل النهائي" لحسم الصراع.

الإبادة الجماعية هي آلية من الآليّات التي يتطلّب وحشيتها "الحل النهائي" لحسم الصراع

إذا سلّمنا بالترابط بين المشروع الصهيوني ومشاريع قوى الهيمنة، فكيف نفسّر الصمت العربي أمام هذا الترابط؟

أما ما يسمّى صمتا عربيّا فهو، في الحقيقة، قناع المصالح العليا والسفلى إذا خافت. هذا الخوف مستبطن في السياسة، وقوى الهيمنة تجيد تضخيمه واستثماره في تخويف السياسيين الذين يمرّرون خوفهم إلى شعوبهم. استبطان الخوف هذا ليس، بالضرورة، لقلة الشجاعة، فهذه تحضر وتغيب، وإنما هو من أعراض تبعيّة بنيويّة.

استبطان الخوف ليس بالضرورة لقلة الشجاعة، فهذه تحضر وتغيب، وإنما هو من أعراض تبعيّة بنيويّة

أستعمل هذا المفهوم القديم لوضوحه في الدلالة على وضع يفقد فيه مجتمع قدرته الذاتية على التحكّم في قدراته وخياراته الكبرى، وترتسم فيه لصاحب القرار حدود إرادته وقراره. طبعا، يترك المتبوع للتابع هامشا محسوبا للحركة، قد يتسع أو يضيق، ولكنّه، في كل الحالات، لا يمسّ مصالح المتبوع. ومهما يكن فقد بيّن صمت العرب أن الهامش المتروك لتحركهم لا يتّسع لمواجهة إبادة جماعية لمن يقولون إنهم "أهلهم"، رغم أن هذه الإبادة حرّكت بقايا إنسانيات العالم.

على أن الأغرب في الوضع الحالي أن تبعيّة العرب، ولها أوصاف كثيرة، تبدو، في بعض حالاتها، تبعيّة طوعيّة، وهذا ما زاد من صلف قوى الهيمنة ومن استخفافها، علنا، بمشاعر العرب وبسياساتهم وسياداتهم، وقد شاهدنا وسمعنا كيف يكون التعبير عن الصلف والاستخفاف تعبيرا سوقيّا، بالمعنييْن للكلمة.

الأغرب في الوضع الحالي أن تبعيّة العرب، ولها أوصاف كثيرة، تبدو، في بعض حالاتها، تبعيّة طوعيّة، وهذا ما زاد من صلف قوى الهيمنة ومن استخفافها

ما قاله "الإمبراطور" عن تهجير الفلسطينيين واضح، فوراء مساندته التطهير العرقي والتهنئة به يفترض أن المعنيين بصفقة التهجير من العرب يفقدون إنسانيتهم، خوفا وطمعا، ويتنازلون عن سيادتهم الوطنية وأمنهم القومي. لولا هذا الافتراض ما كان يفكر في صفقة تهجير. لولا هذا الافتراض ما كان يجرؤ على القول إن عرب الشرق الأوسط سيفعلون ما أقول لا ما يقولون.

إعلان

ويبدو، أو هكذا نتمنى، أن هذا الاستفزاز سيجمع العرب ليقولوا له، جماعيّا، ما لا يستطيعون قوله فرادى: لا. إن أجمعوا على هذه اللا فستكون تاريخيّة. وإذا كنت أصف البلدان المتاخمة لفلسطين بـ"الضواحي" فلأنّ مصير هذه البلدان أصبح ملحقا بمصير فلسطين وليس العكس، كما كان يُتوهّم.

لقد تبين أن ما حدث ويحدث في فلسطين و"ضواحيها" العربيّة هو نتيجة منطقيّة لقابليّة التبعيّة. هذه القابليّة معقدة الحل، و"فك الارتباط"، كما كان يقال، أو التخفيف منه ليس سهلا ويتطلب تكتلا ما. إنْ لم يتصدَّ العرب، بدءا بمن هم في "ضواحي فلسطين"، للمشروع الصهيوني المتمدد فسيقول العرب يوما: أُكلنا يوم أُكلتْ غزّة!

القضيّة الفلسطينيّة، بوصفها قضية العرب الكبرى، أين أصبحت، من ناحية فكريّة؟

القضية الفلسطينية لم تكن، يوما، قضية العرب الكبرى وهي، اليوم، فضيحتهم الكبرى. لم يسئ إليها أحد مثلما أساء إليها العرب، والعرب هنا حكّامهم. في مرحلة كان فيها الصراع يسمّى صراعا عربيا إسرائيليا رفعت الأنظمة، خصوصا منها الأكثر استبدادا، شعار القضية الكبرى في وجه مطالب شعوبها، باعتبار أن لا شيء يعلو عليها، ولم يستفد من هذا الشعار غير إسرائيل التي ظهرت للعالم وكأنها، فعلا، محاطة من كل جانب بأعداء يريدون إزالتها من الوجود. وعندما استنزف الواقع هذا الشعار أصبح الصراع فلسطينيا إسرائيليا، قبل أن ينتهي صراعا حمساويا إسرائيليا. وعبر هذا التراجع اكتفى العرب، حتى الآن، بأبغض كلمتين وأشدّهما عجزا: الشّجب والتّنديد.

هذا سياسيّا، وأما فكريّا فأول ما يشار إليه هو قدرة الفلسطيني على الإبداع، وهو إبداع مؤسِّس في مجالات متنوعة، لا في الرواية والشعر فحسب، وإنما كذلك في العلوم الإنسانية والاجتماعية. فالأسماء كثيرة، من غسان كنفاني ومحمود درويش إلى هشام شرابي وأدوار سعيد، على سبيل المثال والاختزال، لا الحصر. هذا الإبداع أشعّ، عربيّا، وأثّر في الكتابة وفي التحليل لدى الكثيرين منا. الإشارة إلى هذا مهمّة حتى لا ننظر إلى الفلسطينيين باعتبارهم "موضوعا" نسقط عليه آراءنا وهُواماتنا وننسى أنهم منتجو معنى، نتلقّاه منهم وندين لهم به.

إعلان

لم ينفصل الاهتمام بالإنتاج الفكري الفلسطيني عن الاهتمام بالمسألة الفلسطينية وعن السرديات التحرّرية الكبرى، ويبدو أن هناك تراجعا لهذا الاهتمام، أغلب ظنّي أن بدايته كانت مع الإحباط الناتج عن اتفاق أوسلو عام 1993. وسواءٌ صحّ هذا أم لم يصح، فإنّ ما حدث ويحدث في فلسطين أعاد الاهتمام بالقضية الفلسطينية ولكنه اهتمام قليل الفكر، في مجمله، ارتجالي، في شكل مقاطعَ، أو هو من النوع الفايسبوكي، تعبيرا عابرا عن مشاعر ومواقف هي من الحسّ المشترك.

ما يترسّب هو أن المقاومة، مهما لحق بها ومهما كان الثمن، هي فكرة لا تموت

ما يترسّب من كل هذا هو فكرة المقاومة أو المقاومة بما هي فكرة. ما يترسّب هو أن المقاومة، مهما لحق بها ومهما كان الثمن، هي فكرة لا تموت. هذه الفكرة ما هي؟ من سينقلها من القوة إلى الفعل؟ هذا النوع من الأسئلة مطروح على جيل قادم يتناوله برؤيته وبوسائل فكرية وعمليّة لا نعرفها، في عالم لن يكون كما عرفناه.

لاحظنا، خلال الحرب على غزّة أن من المفكرين الغربيين من كان ضدّ الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني ومنهم أيضا من كان مؤيّدا لها.. هل هذا التأييد قائم على فكر حقا، أم هو موقف أيديولوجي سياسي؟

ما حدث ويحدث صدم الفكر المؤنسَن، أينما كان، ولكنّ الفكر، أيّ فكر، مشدود، عن وعي أو عن غير وعي، إلى كينونة ذهنيّة يتفاوت المفكرون في التعبير عنها أو في تحييدها. هذا طبيعي. الفكر العربي هو، أيضا، مشدود إلى كينونة ذهنية أو ثقافية وإن كان هذا الشدّ، في الأغلب، بالدوران حولها، في حين أن الفكر الغربي، موازاة لهيمنة بلدانه، توسّع وهيمن بما نشره من معارف ورؤى جديدة تمّ تلقّيها وتثبيت مرجعيّتها. نقد ما يسمّى مركزية فكرية غربيّة، مهما كان جادّا ومقنعا، قد يمسّ أعراضها وسوء نواياها ولكنّه لا يبطلها ولا يعطّلها. النقد الذاتي الغربي نفسه لا ينفصل عنها، مهما تسامى.

هناك مفكرون كبار نعتبرهم مراجع أساسية لم يتخلّصوا من مركزية الفكر الغربي، لماذا؟ إعلان

الفيلسوف كانط، مثلا، في كتاباته عن الجغرافيا التي نادرا ما يتمّ الرجوع إليها، نظر باستعلاء ألماني إلى شعوب "غير متحضّرة" ورأى، بصورة غريبة، أن "على خط العرض الذي يمرّ بألمانيا، مع بعض الدرجات على جانبيه، يعيش، ربما، أعظم الناس وأجملهم في القارة".

وهيغل، في كتابه "العقل في التاريخ"، لا يكتفي بوصف شعوب أفريقية وآسيويّة بأوصاف تُعتبر، اليوم، عنصريّة وإنما ذهب إلى مساندة استعمارها. متحدّثا عن شمال أفريقيا، يقول "إن هذا الجزء من أفريقيا يمكن ويجب أن يُلحق بأوروبا، مثلما حاول فعله الفرنسيون، مؤخّرا وبنجاح".

وماركس نفسه الذي واجه الرأسمالية واستغلال الإنسان للإنسان، اعتبر أن عرب الجزائر التي زارها بقوا خارج أي تطور ومعادين للحضارة، وهذا يبرّر استعمارهم، تحسينا لأوضاعهم، ولربما لخلق ظروف ثوريّة.

قريبا منّا، هابرماس التنويري لم يتردّد، مع زملاء له من الألمان، في تبرير الإبادة الجماعية في غزة بدفاع إسرائيل عن نفسها. هؤلاء الذين ذكرتهم يُعتبرون من عمالقة الفكر ومرجعياته، وتشترك فلسفاتهم في اعتماد مقولتي العقل والتقدم. صدمة ما حدث تطرح، من جديد، سؤال: أيّ عقل وأيّ تقدّم؟ وأعتقد أن الأجوبة المصدومة ستفقد بعض اطمئنانها وأنها ستنزع إلى النقد. وأما الحذر فمن العودة إلى خصوصيّة عدميّة.

من أقوالكم المشهورة "إن الثورات تأكل أولادها، دائما، والخوفُ أن تأكلهم باكرا". هل ينطبق هذا على ما يجري في سوريا، حاليا؟

لا نعرف ثورة فاعلة انتقلت إلى سلطة من دون أن تأكل أولادها، وأولادها هم الفاعلون فيها، بدءا بقياداتها. وأما الأكل فأنواع متنوعة، من التهميش والإقصاء إلى التصفية، وغالبا ما يكون ذلك في البحث عن التموقع أو في الصراع على المعنى. يكفي أن نستحضر الثورتين الفرنسية والروسية. لا نتحدث عن انقلابات عسكرية، على الطريقة العربية، وصفت نفسها، هي أيضا، بالثورية.

إعلان

وأما القول إن هذا ينطبق أو لا ينطبق على ما يجري في سوريا فأراه قولا متسرّعا، لأن جدليّة ما يجري لم تتبلور ولم تتّضح بعد. ما يعرَّف به الفعل الثوري ليس الحدث وإنما الصيرورة. هل هي ثورة؟ لا يجيب عن هذا ملاحظ من خارج سوريا. فاعل الفعل هو الذي يسمّيه، وللمفعول من أجلهم تبنّي التسمية أو رفضها.

ما يجري في سوريا يخرج عن مألوف ما سمّي "الربيع العربي" بنوع فاعليه والقوى المتدخلة فيه والرهانات الجيوسياسية وتركيبة المجتمع الذي يجري فيه

ومهما كانت التسمية، فالواضح أن ما يجري في سوريا يخرج عن مألوف ما سمّي "الربيع العربي" بنوع فاعليه والقوى المتدخلة فيه والرهانات الجيوسياسية، إضافة إلى تركيبة المجتمع الذي يجري فيه. إن كان هناك من مشترك فالأبرز هو الإطاحة برأس السلطة، وهذا، في حدّ ذاته، إنجاز كبير، وإن كان شرطا ضروريّا غير كافٍ، كما يقال، لتحقيق ثورة. هذا إذا كان المقصود بالثورة تغييرا جذريّا، ذا مدٍّ شعبي، يخترق مستويات الواقع ومجالاته كلّها ويحيّد ما يمكن أن يعيد إلى ما قبله.

بهذا المعنى يصعب الحديث عن ثورات وقعت في العالم العربي، وإذا كان هناك ما يمكن تسميته ثورة فالمؤكّد أننا لم نعرف ما نفعل به. الثورة تتطلّب قطيعة ما، ومفهوم القطيعة لا وجود له في الثقافة العربية ولا في السائد من الحسّ العربي المشترك. هذا الغياب عطّل الانتقال الثوري وسهّل الانتكاسة.

صدرت لكم رواية بعنوان "في انتظار خبر إنّ" اهتمّ بها الأكاديميون والنقاد.. ماذا يعني هذا المرور من البحث إلى الرواية؟

في المرور إلى الرواية رغبة في قول ما لا يتّسع البحث لقوله ولا لطريقة قوله. البحث مشروط، عرفا، بانضباط نظري ومنهجي ومرجعي، رغم أنّ بعضه، في الكثير من البحوث، شكلي وغير مفيد. النص الإبداعي، ومنه الرواية، يتحرّر من هذا الانضباط، وإن كانت له، هو الآخر، مقاييسه. المعرفة، في الحالتين، سند ضروري. المرور من البحث السوسيولوجي، مثلا، إلى الرواية لا يعني الاستغناء عن الرصيد المعرفي بدعوى الإبداع وإلّا فالخسارة مضاعفة. الروائي من دون سندٍ معرفي هو مجرّد حكواتي، ولو أجاد السرد. طبعا، ليس مطلوبا منه ولا مقبولا أن يحشو النص بمعارفه ولا أن يتكلّف ذلك ولكن على النص أن يوحي بما وراءه من تأمّل معرفي في ما يقال ويوصف. في المرور إلى الرواية، أيضا، بحث عن الكتابة، فإذا كان في البحث كلّ شيء ما عدا الكتابة، على حدّ تعبير رولان بارت، فإن الرواية، ككلّ نصٍّ إبداعي، لا تكون من دون كتابة. متى تكون الكتابة كتابةً؟ هذا هو السؤال.

إعلان

مقالات مشابهة

  • فيلم وثائقي جديد عن الأيام الأخيرة من حياة ماثيو بيري نجم مسلسل Friends
  • حفل جوائز ضخم في ختام الموسم لتكريم الأفضل في دوري المحترفين
  • خالد الغندور: أوسكار يهدد باستبعاد وجيه أحمد وعزب حجاج من لجنة الحكام
  • ليست في سهول أوروبا وروسيا “ثورة في كثبان تهامة”.. وثائقي مذهل يكشف عن نهضة زراعية غير مسبوقة في اليمن
  • أمريكا.. عدالة في توزيع الموت على الشعوب
  • جائزة عالمية للإعلان التشويقي "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو"
  • جائزة عالمية لـ الإعلان التشويقي البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو
  • أبرز لقطات "البافتا 2025".. مفاجآت مدوية وسخريات لاذعة تهز الحفل!
  • المفكر التونسي الطاهر لبيب: سيقول العرب يوما أُكلنا يوم أُكلت غزّة
  • بافتا 2025.. أدريان برودي ومايكي ماديسون الأفضل تمثيلا