"الله نور السماوات والأرض"
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
أنيسة الهوتية
نستفتح المقال بآية النور، وهي الآية 35 في سورة النور: "الله نور السَماواتِ والأرض مَثَل نورهِ كَمِشكاةٍ فِيها مِصباحٌ المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كَوكبٌ دريٌ يوقَد مِن شَجرةٍ مبارَكةٍ زَيتونةٍ لا شرقيةٍ ولا غَربية يَكاد زَيتها يضيء وَلَو لَم تَمسسه نَارٌ نورٌ عَلى نورٍ يَهدي الله لنورهِ مَن يشاء وَيضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيءٍ عَليم" صدق الله العظيم.
وسورة النور مِن الآيات الطِوال كآية الكرسي والتي من المتعارف عند الأغلب أنها أطول آية في القرآن الكريم إلا أنها على فضلها العظيم ليست كذلك؛ إذ إن أطول آية هي آية الدَين أو المداينة أو التداين وهي الآية 282 من سورة البقرة.
والنور ضوءٌ يتسلل عبر الظلمة فيقشعها وينيرها، والضوء نوعٌ من الإشعاعاتِ التي تنتشر في الفضاء وتمكِننا من رؤية الأشياءِ في الظلام، والإشعاعات والتي مفردها شعاع هي طاقة منبعثة تؤثر على العين البشرية معتمدة على عدة عوامل، وَيدخل العين من خلال القرنية والعدسة فيتركز على الشبكية التي تحتوي على خلايا حساسة للضوء تسمى العصب البصري والذي بدوره يحول الاشارات الضوئية إلى إشارات عصبية ترسل إلى الدماغ، وهناك يتم ترجمة الإشارات فنرى الصورة النهائية بالإضاءة بعيدًا عن الظلمة.
والإنسان الذي يعاني من خلل في تلك الاجهزة والأنسجة لا يستطيع الرؤية والإبصار برغم وجود النور المضيءِ حوله، ومثله الإنسان الذي يعاني من خلل في أنسجة عضلة القلب أو في صماماتهِ وشرايينه الأربعة، فإنه يكون فاقداَ للبصيرةِ وهذا وضعه أسوأ من الفاقدِ للبصر.
ويكاد يكون قلبه كمثل المصباح المحترقِ فتيله لا يضيء ويبقى في ظلامٍ دامسٍ مهما كان النور ساطعًا حوله، أما القلب الذي يسع الكون كله بما فيهِ فهو قلبٌ يضيء بنورِ خالقهِ سبحانه عزوَجَل، قَلبٌ لا يعبد الله خشية جهنم، ولا يعبد الله طمعًا في الجنة، إنما يعبد الله حبًا وغرامًا وهيامًا مؤمنًا إيمانًا تامًا ويقينًا بأنه الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوءٌ أحد، المتفرد بالعبادة حقًا.
وهذا القلب نتصوره كما وصفته الآية الكريمة؛ فالمِشكاة التي شبهت بِكوةِ البيت والتي هيَ نافذةٌ مغلقةٌ في جدار البيت سنشبهها بفجوة القلبِ في وسطِ صدرِ جسم الإنسانِ مع القليل من الميلانِ إلى الجانب الأيسر، والمصباح أو الفتيل هما الشريانين الرئوي والأبهر والأذينيينِ الأيمن والأيسر، والصمامات الثلاث التاجي، والأبهري، والرئوي، والزجاجة هي البطينينِ الأيمن والأيسر والحاجز السميك بينهما، وكل ذلك التصميم الدقيق مَعًا هو القلب.
ومثل المصباح الذي لا يضيء بدون الزيت، أو في زمننا الحالي بدون كهرباء، فإن عضلة القلب كذلك لا تعمل ولا تضيء إلا بجريان الدمِ فيها، والذي يشبه بزيت الزيتونة المباركة التي هي لاشرقية ولاغربية وهي الشجرة التي تكون في موضع من الشجرِ لا تشرق الشمس عليها ولا تغرب، إلا أنها تثمر بكثرةٍ وكرمٍ شديد.
والقلب الذي يسكنه نور اللهِ الذي هو نور السماوات والأرض، يكون قلبًا مشعًا منيرًا لا عتمة فيهِ ولاحوله، وصاحب القلبِ هذا متى ما وقعَ وظهرَ ينير المكان الذي يتواجد فيهِ بطاقةٍ إيجابيةٍ مبهرةٍ تغمر المتواجدين حوله وإن لم يتحدث معهم أو أن يرمشهم بطرفة عين. فإن نور الله يشع من قلبهِ فيهِ إلى من حوله أينما حَل، وهؤلاءِ هم أحباب الله تعالى وأولياؤه الصالحين الذين يندر وجودهم في الكون، والأرضَ لا تخلوا منهم ويبقون على مر الأزمانِ موجودين وإن قَلوا، تجلوا السماحة وجوههم، والوقارَ وجودهم، والطاعة طباعهم.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
نتنياهو: الحوثيون سيتعلمون الدرس الذي تعلمته حماس وحزب الله
أضاء رئيس الوزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو، مساء الأربعاء، شمعة عيد الحانوكا الأولى في مكتب رئيس الوزراء، بمشاركة موظفي المكتب وكبار المسؤولين وأطفالهم، وفق ما أفادت صحف عبرية.
وقال نتنياهو بعد إضاءة الشموع: "اليوم نضيء الشمعة الأولى من عيد الحانوكا احتفالا بانتصار المكابيين آنذاك، وأيضا انتصار "المكابيين اليوم".
وأضاف "كما فعلنا آنذاك، فإننا نضرب أعداءنا، و الذين ظنوا أنهم يستطيعون قطع حياتنا".
وتابع رئيس الوزراء: "الحوثيون سوف يتعلمون أيضا ما تعلمته حماس وحزب الله ونظام الأسد وآخرون، وهذا سيستغرق وقتا أيضا. هذا الدرس سوف يتعلمه الشرق الأوسط بأكمله".
كما قال ديوان نتنياهو: "صدى جديد ومضلل لدعاية حماس من جهات مجهولة في فريق المفاوضات تعمل بدافع أجندة سياسية حيث إن رئيس الوزراء ملتزم بإعادة جميع المختطفين وتحقيق أهداف الحرب في غزة و من الأفضل للجهات التي تنشر التسريبات أن تركز كل جهودها على المهمة المقدسة لإعادة المختطفين".