جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-26@19:33:56 GMT

"الله نور السماوات والأرض"

تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT

'الله نور السماوات والأرض'

 

أنيسة الهوتية

نستفتح المقال بآية النور، وهي الآية 35 في سورة النور: "الله نور السَماواتِ والأرض مَثَل نورهِ كَمِشكاةٍ فِيها مِصباحٌ المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كَوكبٌ دريٌ يوقَد مِن شَجرةٍ مبارَكةٍ زَيتونةٍ لا شرقيةٍ ولا غَربية يَكاد زَيتها يضيء وَلَو لَم تَمسسه نَارٌ نورٌ عَلى نورٍ يَهدي الله لنورهِ مَن يشاء وَيضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيءٍ عَليم" صدق الله العظيم.

وسورة النور مِن الآيات الطِوال كآية الكرسي والتي من المتعارف عند الأغلب أنها أطول آية في القرآن الكريم إلا أنها على فضلها العظيم ليست كذلك؛ إذ إن أطول آية هي آية الدَين أو المداينة أو التداين وهي الآية 282 من سورة البقرة.

والنور ضوءٌ يتسلل عبر الظلمة فيقشعها وينيرها، والضوء نوعٌ من الإشعاعاتِ التي تنتشر في الفضاء وتمكِننا من رؤية الأشياءِ في الظلام، والإشعاعات والتي مفردها شعاع هي طاقة منبعثة تؤثر على العين البشرية معتمدة على عدة عوامل، وَيدخل العين من خلال القرنية والعدسة فيتركز على الشبكية التي تحتوي على خلايا حساسة للضوء تسمى العصب البصري والذي بدوره يحول الاشارات الضوئية إلى إشارات عصبية ترسل إلى الدماغ، وهناك يتم ترجمة الإشارات فنرى الصورة النهائية بالإضاءة بعيدًا عن الظلمة.

والإنسان الذي يعاني  من خلل في تلك الاجهزة والأنسجة لا يستطيع الرؤية والإبصار برغم وجود النور المضيءِ حوله، ومثله الإنسان الذي يعاني من خلل في أنسجة عضلة القلب أو في صماماتهِ وشرايينه الأربعة، فإنه يكون فاقداَ للبصيرةِ وهذا وضعه أسوأ من الفاقدِ للبصر.

ويكاد يكون قلبه كمثل المصباح المحترقِ فتيله لا يضيء ويبقى في ظلامٍ دامسٍ مهما كان النور ساطعًا حوله، أما القلب الذي يسع الكون كله بما فيهِ فهو قلبٌ يضيء بنورِ خالقهِ سبحانه عزوَجَل، قَلبٌ لا يعبد الله خشية جهنم، ولا يعبد الله طمعًا في الجنة، إنما يعبد الله حبًا وغرامًا وهيامًا مؤمنًا إيمانًا تامًا ويقينًا بأنه الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوءٌ أحد، المتفرد بالعبادة حقًا.

وهذا القلب نتصوره كما وصفته الآية الكريمة؛ فالمِشكاة التي شبهت بِكوةِ البيت والتي هيَ نافذةٌ مغلقةٌ في جدار البيت سنشبهها بفجوة القلبِ في وسطِ صدرِ جسم الإنسانِ مع القليل من الميلانِ إلى الجانب الأيسر، والمصباح أو الفتيل هما الشريانين الرئوي والأبهر والأذينيينِ الأيمن والأيسر، والصمامات الثلاث التاجي، والأبهري، والرئوي، والزجاجة هي البطينينِ الأيمن والأيسر والحاجز السميك بينهما، وكل ذلك التصميم الدقيق مَعًا هو القلب.

ومثل المصباح الذي لا يضيء بدون الزيت، أو في زمننا الحالي بدون كهرباء، فإن عضلة القلب كذلك لا تعمل ولا تضيء إلا بجريان الدمِ فيها، والذي يشبه بزيت الزيتونة المباركة التي هي لاشرقية ولاغربية وهي الشجرة التي تكون في موضع من الشجرِ لا تشرق الشمس عليها ولا تغرب، إلا أنها تثمر بكثرةٍ وكرمٍ شديد.

والقلب الذي يسكنه نور اللهِ الذي هو نور السماوات والأرض، يكون قلبًا مشعًا منيرًا لا عتمة فيهِ ولاحوله، وصاحب القلبِ هذا متى ما وقعَ وظهرَ ينير المكان الذي يتواجد فيهِ بطاقةٍ إيجابيةٍ مبهرةٍ تغمر المتواجدين حوله وإن لم يتحدث معهم أو أن يرمشهم بطرفة عين. فإن نور الله يشع من قلبهِ فيهِ إلى من حوله أينما حَل، وهؤلاءِ هم أحباب الله تعالى وأولياؤه الصالحين الذين يندر وجودهم في الكون، والأرضَ لا تخلوا منهم ويبقون على مر الأزمانِ موجودين وإن قَلوا، تجلوا السماحة وجوههم، والوقارَ وجودهم، والطاعة طباعهم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

شاهد بالفيديو.. خلال مخاطبته مبادرة دعم أسر الشهداء والنازحين.. البرهان يمازح الحاضرين: (نرجو أن يتسع صدر أهلنا وما يبقوا زي حماد عبد الله الذي ضاق صدره وتكلم بما في خاطره)

دشن السيد رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان اليوم مبادرة دعم أسر الشهداء والنازحين والمتضررين من الحرب.

مشيداً بالقائمين على أمر هذه المبادرة التي تعبر عن تعاضد وتكاتف وتراحم أهل السودان مشيرا إلى الإرث الأخلاقي الذي يتكئ عليه الشعب السوداني مبيناً أن هذه المبادرة ستكون عوناً وسنداً لأسر الشهداء والنازحين واللاجئين.

وبحسب رصد ومتابعة محرر موقع النيلين, فقد مازح رئيس مجلس السيادة, الحاضرين مطالباً الجميع بالصبر وسعة الصدر وقال ضاحكاً: (نرجو أن يتسع صدر أهلنا وما يبقوا زي حماد عبد الله الذي ضاق صدره وتكلم بما في خاطره).

محمد عثمان _ الخرطوم

النيلين

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • شاهد بالفيديو.. خلال مخاطبته مبادرة دعم أسر الشهداء والنازحين.. البرهان يمازح الحاضرين: (نرجو أن يتسع صدر أهلنا وما يبقوا زي حماد عبد الله الذي ضاق صدره وتكلم بما في خاطره)
  • كربلاء المقدسة .. مدينة النور التي أخرست ألسنة التشاؤم وأضاءت دروب الأمل
  • الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف يرفع التهنئة للقيادة بمناسبة النجاحات والمنجزات التي حققتها رؤية المملكة 2030 في عامها التاسع
  • الشرطة تصدر توضيحا بشأن الحدث الذي وقع في رام الله
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • غرب كردفان.. الأضرار التي لحقت بالمشروعات والبنى التحتية
  • دعاء يوم الجمعة مكتوب
  • قداسة البابا تواضروس يتسلم النور المقدس | صور
  • النور حمد (نموذجاً): عندما يتحدث النخبوي عن نفسه بصفة (نحن عملاء)
  • سلاح الجو النوعي الذي أرعب الحركة الإسلامية