ونحن على أبواب معرض القاهرة الدولى للكتاب، نتذكر سور الأزبكية وهو معرض كتاب دائم، تربى الكثيرون عليه وأنشئوا منه مكتبات كبرى، ومن هذا المنطلق كانت دراسة المهندس فاروق شرف استشارى وخبير الترميم والمنشآت التاريخية 

ويشير المهندس فاروق شرف إلى أن حكاية منطقة الأزبكية تبدأ من أواخر القرن الرابع عشرالميلادى إبان حكم دولة المماليك، عندما أهدى السلطان قايتباي مكافأة لقائد جيوشه الأتابك سيف الدين بن أزبك قطعة أرض ناحية بركة بطن البقرة وأقام عليها منزلًا له ومتنزهًا حول البركة يحمل اسمه «الأزبكية»

وبحلول عام 1495م كانت الأزبكية قد تحولت إلى حي كبير يتوسط القاهرة، وبعد دخول العثمانيين مصر شيد رضوان كتخدا في الأزبكية قصرًا كبيرًا على حافة البركة الشرقية وسماه «العتبة الزرقاء»، ومن ميدان الأزبكية خرجت جماهير القاهرة عام 1805م تنادي بمبايعة محمد علي أميرًا على مصر.

ويلقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية الضوء على هذه الدراسة موضحًا أن  الخديوى إسماعيل يعتبر المؤسس الحديث للأزبكية حيث عاد عام 1867م من زيارته لباريس مبهورًا بعمرانها الحديث وشوارعها وحدائقها فقرر تحويل الأزبكية إلى حى حديث على شاكلة الأحياء الباريسية يضم حديقة رائعة فأصدر أوامره عام 1864م بردم البركة التي كانت تتوسط الميدان، وأنشأ في نفس مكانها عام 1872م حديقة الأزبكية على يد المهندس الفرنسي «باريل ديشان بك»، على مساحة 18 فدانًا أحيطت بسور من البناء والحديد وفتحت بها أبواب من الجهات الأربع

وأقام في طرف الأزبكية مسرح  (الكوميدي الفرنسي)، وبعد الانتهاء من تشجير الحديقة بالأشجار والنباتات النادرة وتزيينها وإنارتها  قام الخديوى إسماعيل بتعيين مسيو «باريليه» الفرنسي ناظرًا لها ، وكانت تقام بالحديقة العديد من الاحتفالات الرسمية والشعبية الكبري للأجانب والمصريين، وكان لكوكب الشرق نصيب كبير فى هذه الإحتفالات ... فكانت هذه الحديقة لائقة بمصر التى كانت درة الشرق وساحرة العالم القديم، وكانت منطقة الأزبكية تضم عددًا كبيرًا من الفنادق الفاخرة فى ذلك الوقت منها «شبرد» و»الكونتيننتال» «وندسور وإيدن بالاس» بالإضافة الى الأوبرا الخديوية .

نافورة الأزبكية

وينوه الدكتور ريحان إلى أن دراسة المهندس فاروق شرف أشارت إلى وجود نافورة أثرية من الرخام بحديقة الأزبكية غاية فى الإبداع والدقة فى النحت المجسم لزخارفها  .. زارها أكثر من مرة ووضع خطة عمل لترميمها إذا أتيحت له الفرصة كمتخصص لإحيائها وعلى أن توضع على الخريطة السياحية بإعتبارها إحدى الحدائق التاريخية الشاهدة على عظمة مصر ورقيها الحضاري 

وهى نافورة وراء الحديقة لا يلحظها الكثيرون، أنشأها الخديوي إسماعيل عام 1872، وقد تم تسجيلها كأثر عام 1986، ثم تم ترميمها عام 1993، كما تخبرنا لافتة رخامية معلقة عليها.

والنافورة الآن حالتها سيئة محاطة بسقالات من المعدن وحولها سور، وقديمًا كانت توجد مقايسة لإنشاء حديقة الأزبكية عام 1869م.. تدل على التطور العمرانى والتنسيق الحضارى والجمالى لمصر المحروسة فى منتصف القرن التاسع عشر، ويبدو أنها كانت جزءًا من ملف مرفوع الى الخديوى إسماعيل، وهذه المقايسة مقدمة من كوردييه بك أحد المقاولين الذين عملوا فى مصر فى تلك الفترة .. وكوردييه هذا هو المثال الفرنسى الذى عمل تمثال إبراهيم باشا البرونزى فوق قاعدته بميدان الاوبرا.

وهو كما تقول الوثيقة أنه تقدم بكشف تكاليف إنشاء حديقة الأزبكية وتضم تفاصيل إنشاء الحديقة واللوازم التى تحتاج اليها والأشغال المراد تركيبها وبجانب كل عمل تكلفته بالفرنك الفرنسى ( وهى إحدى العملات المستخدمة فى مصر فى ذلك الوقت حيث عرفت مصر عملات دول كثيرة لوجود عددًا كبيرًا من الأجانب بها ) .

وتم إحالة هذه المقايسة داخل وثيقة  الى ديوان المالية تذكر أن :« أشغال جنينة الأزبكية تضم بخلاف غرس الأشجار والدرابزينات إقامة فسقية كبيرة بقطر ثلاثين مترًا فى وسط الجنينة بإستخدام 95 مترًا كنارات من الجرانيت بتكلفة 198 ألفا و690 فرنكًا بالإضافة الى تكملة الأشغال خارج درابزين الجنينة وعمل فسقيتين من الخرسانة بنافورات ماء وإنشاء فسقية أمام لوكاندة ( كولومبو) بتكلفة 15 ألف فرنك بالإضافة الى ترميم المماشى ( الممرات ) وعمل حنفيات وتركيب ثلاث ماكينات بخارية لزوم رش الأزبكية

ويوضح كوردييه بك فى المقايسة أنه تم استخدام 1500 متر درابزين حديد وعمل 20 ألفًا من أقواس الحديد الصغيرة وإنشاء ثمانية بيوت (قراقولات) باعتبار البيت الواحد 2500 فرنك وأربعة قناطر حديد وأربعة قناطر حجر نحت وخشب وقهوة وكشك لزوم (الموزيقة) أى الموسيقى بالإضافة لاستخدام ثلاثين نفر من الجناينية لزوم غرس الأشجار، كما توضح الوثيقة أن إنشاء مغارة داخل الجنينة تكلف 6 آلاف فرنك بالإضافة لدفع 50 فرنكًا لتصليح سكك الأزبكية لمدة ستة أشهر

ويشير كوردييه بك أن الذى صار استلامه حتى التاريخ الموضح بالوثيقة بخصوص أشغال حديقة الأزبكية هو مبلغ واحد مليون وأربعمائة وخمسون الف فرنك بالتمام والكمال ..

ويؤكد المهندس فاروق شرف بأنه تواصل مع  الوزير اللواء محمد  سلطان نائب محافظ القاهرة و رئيس مجلس إدارة الحدائق المتخصصة بالقاهرة بشأن هذه النافورة والذى رحب بذلك مع إعادة حديقة الأزبكية بمفرداتها الأثرية والتاريخية إلى سابق عهدها ولأنها لن تقل أهمية عن حديقة الأندلس أو الحرية أو حتى الحديقة الدولية الجميلة بتنسيقها وندرة أزهارها.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: خبير آثار معرض القاهرة الدولي للكتاب سور الأزبكية حدیقة الأزبکیة

إقرأ أيضاً:

مايكل جاكسون المصري.. والد العروس يبهر الحضور برقصة ملك البوب (شاهد)

أثارت رقصة أب مصري خلال حفل زفاف ابنته جدلا واسعا على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وتداولها المستخدمون بشكل كبير، وأبهر والد العروس الجميع برقصة مختلفة نوعًا ما على المناسبة حيث قلد رقصة الراحل مايكل جاكسون الشهيرة "المشي على القمر".

ويظهر الرجل في الفيديو في منتصف القاعة ملتف حوله الشباب وهو يؤدي الرقصة بكل مرونة وخفة وسط التصفيق الحار والصياح بإسمة من قبل أقاربه وعائلته ، وبعد أن انتهى من الرقص التف حوله مجموعة من الشباب وحملوه بحماس شديد.

 

وانهالت التعليقات على مقطع الفيديو ، ولعل أبرزها: "السن مجرد رقم" ، "جامد يا جدو لو حد " ، "شافه في المترو مايقوم له "،" ايه ده انا ركبي كركبت "، " علشان يبقى حد يقف ليهم تانى فى الموصلات".

وفاة مايكل جاكسون

ويصادف اليوم ذكرى وفاة ملك البوب مايكل جاكسون الـ 15 حيث رحل في 25 يونيو عام 2009م، تاركًا بصمة خالدة في عالم الفن وصناعة الموسيقى.

وكان أول ظهور لرقصته الشهيرة المشي على القمر في 25 مارس 1983 في قاعة باسادينا سيفيك.

وقد تكون حقيقة حصوله على براءة اختراع مجهولة للكثيرين حيث حصل عليها اختراعه لأداة خطافية بسيطة تُثبَّت على أرضية المسرح عبارة عن حذاء مثبت إلى الأرضية من خلال فتحة في الكعب بحيث يستطيع من يرتديه أن يميل إلى الأمام دون أن يسقط بالرغم من أن مركز جاذبية الجسم يقع بعيداً عن القدمين، والمثير للدهشة أنه قد تخلى عن براءة الاختراع لصالح شركة Triumph للملابس الداخلية.

مقالات مشابهة

  • خبير شئون دولية: حرب أهلية في أمريكا قادمة بسبب اليمين المتطرف
  • النائب حازم الجندي يرصد أهم الملفات على مائدة الحكومة الجديدة
  • تمثال لرجل من تاريخ اليمن القديم معروضة للبيع بالمزاد
  • 9 أسباب تجعلك تتناول الفاكهة الشهيرة.. إليك فوائد التين الشوكي
  • مايكل جاكسون المصري.. والد العروس يبهر الحضور برقصة ملك البوب (شاهد)
  • تمثال رجل من تاريخ اليمن القديم يعرض في مزاد أبولو في لندن منتصف يوليو القادم
  • خبير آثار: اكتشاف مقابر عائلية بأسوان يضيف زخمًا جديدًا لأهمية أسوان السياحية
  • الاتحاد يرصد 20 مليون دولار لضم سفيان رحيمي
  • «صور».. إخماد حريق محدود اندلع بقسم شرطة الأزبكية
  • الاتحاد السعودي يرصد عرضًا ضخمًا لحسم صفقة رحيمي