موقع النيلين:
2024-07-08@12:17:48 GMT

المقاومة الفلسطينية.. الانحياز إلى عقيدة الوطن

تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT


لم تسلم تضحيات ودماء الشعب الفلسطينى من محاولة التدنى بالثوابت التاريخية التى رسّخت على مدى عقود عدالة القضية الفلسطينية فى الضمير العربى عبر تلخيصها داخل إطار دينى، وكأن العدل والحق الذى يحارب من أجله شعب أعزل وحشية ممارسات صهيونية قاصر على ديانة واحدة أو طائفة بعينها، رغم اتفاق وحث الأديان السماوية الثلاثة على إعلاء قيمة هذه الفضائل.

هذه النظرة القاصرة تحمل إشارات مصدر الترويج لها المثل الشهير «يكاد المريب يقول خذونى»، إذ لا تخلو من بصمات جماعة منحلة اعتنقت المتاجرة بكل شىء وأى شىء منذ تأسيسها.. الإسلام، السلطة، المرأة. بالتالى حين بدأت مأساة النكبة الفلسطينية، بادرت -كدأبها- إلى استغلال نبل وعدالة القضية الفلسطينية خدمة لأهدافها.

إذ لا يذكر التاريخ أن الجماعة أطلقت رصاصة واحدة أو قدمت أحد أفرادها شهيداً من أجل فلسطين. لكن سجلات التاريخ توثق سجلاً طويلاً للقاءات واتفاقات تمت بين مسئولين من أمريكا وبريطانيا مع قادة الجماعة -منهم على سبيل المثال لا الحصر زينب الغزالى- طبعاً بالإضافة إلى توثيق لقاءات حسن البنا بضباط الاستخبارات البريطانية والأمريكية بهدف جس نبض الطرف الأول لموقف الثانى من الكيان الصهيونى.

الرد عبر محطات التاريخ المختلفة لم يتغير، يحمل الرضوخ لكل الطلبات وشروط المسئول الأجنبى تجاه قبول المحتل الإسرائيلى طالما حصلت الجماعة على ضمان دعم وصولها إلى السلطة، حتى إن موقفهم الأخير لم يشكّل أى خروج عن حقيقة أدبياتهم حين هرعوا إلى تبنى المواقف الصهيونية وجميع ما تبثه آلة إعلامهم، لعل أبرزها حدث تجاه سلسلة الأكاذيب التى سردها محامى الدفاع الإسرائيلى أمام محكمة العدل الدولية، فالحقيقة الوحيدة التى ظهرت فى جلسة مرافعة المحامى الإسرائيلى أن الكيان الصهيونى وجماعة الإرهاب المحظورة يجمعهما كل الأهداف مع ارتماء واقعهم الخبيث فى الحضن الصهيونى عند أول تلميح كاذب من الأخير ضد مصر، ولتذهب كل الهتافات التى صدّعونا بها عن الذهاب إلى القدس إلى الجحيم طالما صدرت الأكاذيب الإسرائيلية ضد وطن هم لا يعترفون بمكانته وقداسته أصلاً.. فمن لا يعترفون بالأوطان كيف يصدق منهم الدفاع عن حق استرداد الأوطان؟!

وضوح الحدود الفاصلة بالتأكيد كشف نهم وعبث مناورات جماعة يائسة لاستغلال قضية قومية عربية. المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها نجحت فى جمع دعم الموقف العربى حين تجاوزت كل الأطر الضيقة التى كانت تتحرك ضمن دوائرها إلى هدف وطنى عربى لا يعرف التفرقة بين مسلم ومسيحى أو سنى وشيعى.. حين حددت انحيازها إلى القضية، لا إلى مذهب أو ديانة، أعادت الحياة إلى القضية الفلسطينية لتصبح على أجندة الاهتمام الدولى حتى شهد العالم لحظة فارقة مع وقوف إسرائيل داخل قفص اتهام محكمة العدل الدولية التى أنشئت عام 1945 لتحاكم بنفس قانون الهولوكوست النازى ضد اليهود -القضية التى ما زال يتاجر بها كيان الاحتلال- هذا التحرر من القوالب المحددة فتح الآفاق أمام الفصائل الفلسطينية للانتقال من النمط التقليدى وفق منهج وآليات بدائية إلى آفاق تخطيط عمل تكتيكى مدروس. نقل عقيدة المقاومة من الدفاع إلى الهجوم.

المقاومة فى إعادة بلورة توجهاتها إلى صورة حركة تحرر وطنى، قومى، عربى، فلسطينية الهوى والعقيدة أكثر من كونها حركة إسلامية سياسية بل حتى ابتعاد الخطاب الإعلامى عن تحديد صيغة تعكس ديانة محددة بعينها بعدما كشفت الأحداث فى مصر والمنطقة العربية أن مسميات مثل «الإسلام السياسى» هى مجرد شعار يُخفى النهم إلى السلطة وإثارة الفتن والحروب الأهلية، كما ثبت فشل جماعات الإسلام السياسى فى امتلاك أى مشروع لإدارة الدول، فما بالنا والحديث عن قضية فرض حق شعب فى إقامة دولته.

أخيراً «طوفان الأقصى» أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك التفاف الموقف العربى حول المقاومة الفلسطينية حين تحررت من أى شبهة تحالفات، سواء مع أطراف إقليمية أو جماعات إرهابية، لترفع بوضوح شعار الدفاع عن حق كل فلسطينى مسلماً كان أو مسيحياً.

لينا مظلوم – الوطن نيوز

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

العموم البريطاني: حكومتنا الجديدة ستدعم القضية الفلسطينية

أكد أفضال خان، عضو مجلس العموم البريطاني، أن الحكومة البريطانية الجديدة برئاسة كير ستارمر ستدعم القضية الفلسطينية وتعمل على تخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني.

 

 

رئيس وزراء بريطانيا الجديد يعين أنجيلا راينر نائبة له الرئيس السيسي يُهنئ "ستارمر" بفوز حزب العمال بالأغلبية وتكليفه برئاسة حكومة بريطانيا

وتابع “خان” خلال تصريحاته عبر فضائية “القاهرة الإخبارية”، اليوم الجمعة،  أنه يمكن إنشاء الدولة الفلسطينية وإيجاد حل نهائي للأزمة الراهنة عبر التواصل مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

 

وأشار إلى  أن هناك دعمًا كبيرًا للحكومة الجديدة وتعزيز الإصلاح خلال الفترة المقبلة، ولديها قدرات كبيرة يجب استغلالها بشكل أمثل ولديها أولويات وأهداف كثيرة على رأسها التعليم وقطاعا الصحة والأمن.

 

وواصل “خان” أن حزب المحافظين حصل في الانتخابات البرلمانية على نتائج مخيبة للآمال، لافتا إلى أن الحكومة الجديدة ستعمل على إصلاح القانون ودعم الشركات وتعزيز التعاون مع القطاع الخاص، كما أنها ستعمل أيضًا على تجنب أي تداعيات سلبية على الاقتصاد البريطاني وستكون لديها الكفاءات والقدرات اللازمة لخدمة الشعب البريطاني.

 

التشكيل الجديد ببريطانيا.. "هيلي" وزيرا للدفاع و"لامي" للخارجية.. وأول سيدة تتولى المالية


 

وفي سياق آخر، كشفت رئاسة وزراء بريطانيا اليوم الجمعة، عن ملامح التشكيل الوزاري الجديدة تحت قيادة زعيم حزب العمال، كير ستارمر، الذي تولى رئاسة الوزراء خلفا لريشي سوناك.


وأوضحت رئاسة الوزراء - حسبما ذكرت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية - أنه تم تعيين، أنجيلا راينر، نائبة لرئيس الوزراء، ووزيرة دولة لشئون الإسكان والمجتمعات، كما جرى إسناد حقيبة المالية لراشيل ريفز؛ لتصبح بذلك أول سيدة تتولى هذا المنصب في تاريخ البلاد.

فيما تم تعيين جون هيلي وزيرا للدفاع، وتم إسناد حقيبة الخارجية لديفيد لامي، وإسناد حقيبة الداخلية لإيفايت كوبر.

ويواصل ستارمر الاجتماع بقيادات حزب العمال لاختيار باقي أعضاء الحكومة الجديدة بعدما نجح الحزب في تحقيق فوز ساحق في الانتخابات التي جرت أمس؛ لينهي بذلك 14 عاما من حكم حزب المحافظين عاصر خلالها أحداثا مهمة كخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وأزمة جائحة كورونا (كوفيد-19)، إلى جانب فضائح سياسية وأزمات اقتصادية واجتماعية.

مقالات مشابهة

  • السيسي ورامافوزا يؤكدان استمرار التشاور بشأن القضية الفلسطينية وتطورات غزة
  • الصهاينة.. يأجوج هذا الزمان يأكلون الأخضر واليابس
  • المعادلات الصعبة فى حرب غزة
  • عمرو موسى: مصر تتبنى القضية الفلسطينية منذ بدايتها
  • القضية الفلسطينية في ضوء الانتخابات البريطانية
  • البرلمان العربي يؤكد استمراره في دعم القضية الفلسطينية بالمحافل الدولية
  • حرص المؤتمرين ودوافع المصريين
  • المجلس الوطني الفلسطيني يدين اغتيالات الاحتلال الإسرائيلي في جنين
  • المجلس الوطنى الفلسطينى يدين اغتيالات الاحتلال الإسرائيلى فى جنين
  • العموم البريطاني: حكومتنا الجديدة ستدعم القضية الفلسطينية