موقع النيلين:
2024-11-24@20:20:10 GMT

المقاومة الفلسطينية.. الانحياز إلى عقيدة الوطن

تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT


لم تسلم تضحيات ودماء الشعب الفلسطينى من محاولة التدنى بالثوابت التاريخية التى رسّخت على مدى عقود عدالة القضية الفلسطينية فى الضمير العربى عبر تلخيصها داخل إطار دينى، وكأن العدل والحق الذى يحارب من أجله شعب أعزل وحشية ممارسات صهيونية قاصر على ديانة واحدة أو طائفة بعينها، رغم اتفاق وحث الأديان السماوية الثلاثة على إعلاء قيمة هذه الفضائل.

هذه النظرة القاصرة تحمل إشارات مصدر الترويج لها المثل الشهير «يكاد المريب يقول خذونى»، إذ لا تخلو من بصمات جماعة منحلة اعتنقت المتاجرة بكل شىء وأى شىء منذ تأسيسها.. الإسلام، السلطة، المرأة. بالتالى حين بدأت مأساة النكبة الفلسطينية، بادرت -كدأبها- إلى استغلال نبل وعدالة القضية الفلسطينية خدمة لأهدافها.

إذ لا يذكر التاريخ أن الجماعة أطلقت رصاصة واحدة أو قدمت أحد أفرادها شهيداً من أجل فلسطين. لكن سجلات التاريخ توثق سجلاً طويلاً للقاءات واتفاقات تمت بين مسئولين من أمريكا وبريطانيا مع قادة الجماعة -منهم على سبيل المثال لا الحصر زينب الغزالى- طبعاً بالإضافة إلى توثيق لقاءات حسن البنا بضباط الاستخبارات البريطانية والأمريكية بهدف جس نبض الطرف الأول لموقف الثانى من الكيان الصهيونى.

الرد عبر محطات التاريخ المختلفة لم يتغير، يحمل الرضوخ لكل الطلبات وشروط المسئول الأجنبى تجاه قبول المحتل الإسرائيلى طالما حصلت الجماعة على ضمان دعم وصولها إلى السلطة، حتى إن موقفهم الأخير لم يشكّل أى خروج عن حقيقة أدبياتهم حين هرعوا إلى تبنى المواقف الصهيونية وجميع ما تبثه آلة إعلامهم، لعل أبرزها حدث تجاه سلسلة الأكاذيب التى سردها محامى الدفاع الإسرائيلى أمام محكمة العدل الدولية، فالحقيقة الوحيدة التى ظهرت فى جلسة مرافعة المحامى الإسرائيلى أن الكيان الصهيونى وجماعة الإرهاب المحظورة يجمعهما كل الأهداف مع ارتماء واقعهم الخبيث فى الحضن الصهيونى عند أول تلميح كاذب من الأخير ضد مصر، ولتذهب كل الهتافات التى صدّعونا بها عن الذهاب إلى القدس إلى الجحيم طالما صدرت الأكاذيب الإسرائيلية ضد وطن هم لا يعترفون بمكانته وقداسته أصلاً.. فمن لا يعترفون بالأوطان كيف يصدق منهم الدفاع عن حق استرداد الأوطان؟!

وضوح الحدود الفاصلة بالتأكيد كشف نهم وعبث مناورات جماعة يائسة لاستغلال قضية قومية عربية. المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها نجحت فى جمع دعم الموقف العربى حين تجاوزت كل الأطر الضيقة التى كانت تتحرك ضمن دوائرها إلى هدف وطنى عربى لا يعرف التفرقة بين مسلم ومسيحى أو سنى وشيعى.. حين حددت انحيازها إلى القضية، لا إلى مذهب أو ديانة، أعادت الحياة إلى القضية الفلسطينية لتصبح على أجندة الاهتمام الدولى حتى شهد العالم لحظة فارقة مع وقوف إسرائيل داخل قفص اتهام محكمة العدل الدولية التى أنشئت عام 1945 لتحاكم بنفس قانون الهولوكوست النازى ضد اليهود -القضية التى ما زال يتاجر بها كيان الاحتلال- هذا التحرر من القوالب المحددة فتح الآفاق أمام الفصائل الفلسطينية للانتقال من النمط التقليدى وفق منهج وآليات بدائية إلى آفاق تخطيط عمل تكتيكى مدروس. نقل عقيدة المقاومة من الدفاع إلى الهجوم.

المقاومة فى إعادة بلورة توجهاتها إلى صورة حركة تحرر وطنى، قومى، عربى، فلسطينية الهوى والعقيدة أكثر من كونها حركة إسلامية سياسية بل حتى ابتعاد الخطاب الإعلامى عن تحديد صيغة تعكس ديانة محددة بعينها بعدما كشفت الأحداث فى مصر والمنطقة العربية أن مسميات مثل «الإسلام السياسى» هى مجرد شعار يُخفى النهم إلى السلطة وإثارة الفتن والحروب الأهلية، كما ثبت فشل جماعات الإسلام السياسى فى امتلاك أى مشروع لإدارة الدول، فما بالنا والحديث عن قضية فرض حق شعب فى إقامة دولته.

أخيراً «طوفان الأقصى» أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك التفاف الموقف العربى حول المقاومة الفلسطينية حين تحررت من أى شبهة تحالفات، سواء مع أطراف إقليمية أو جماعات إرهابية، لترفع بوضوح شعار الدفاع عن حق كل فلسطينى مسلماً كان أو مسيحياً.

لينا مظلوم – الوطن نيوز

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

أستاذ علوم سياسية: غزة تشهد «محرقة يومية» لتصفية القضية الفلسطينية

قال الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، إن ما تشهده فلسطين يوميًا هو بمثابة هولوكوست حقيقي، إذ إن المحرقة التي يدعي اليهود أنهم تعرضوا لها على يد هتلر تتجلى اليوم في معاناة الفلسطينيين.

محاولات تصفية القضية الفلسطينية

وأضاف «سلامة»، خلال مداخلة مع الإعلامية عزة مصطفى، ببرنامج «الساعة 6»، المذاع على قناة «الحياة»، أن المسألة ليست مرتبطة بحماس أو حزب الله، بل تتعلق بأمرين، الأول: تصفية القضية الفلسطينية بالكامل، مشددا على أن مصر وقفت كحجر عثرة أمام هذا المخطط، ووضعت خطوطًا حمراء لا تزال قائمة.

وتابع: «لولا الموقف المصري، لكانت العواقب على الفلسطينيين وخيمة، ولولا تحمل مصر لكل الادعاءات والأكاذيب التي تم ترويجها ضدها، وصبرها وحكمتها في التعامل مع هذا الوضع، لكانت الكوارث أكبر بكثير».

الدعم الأمريكي يمنح إسرائيل القوة

ولفت إلى أن الأمر الثاني هو محاولة الترويج لفكرة أن إسرائيل تمتلك أذرعًا طويلة تستطيع من خلالها الوصول إلى أي مكان، فقد استهدفت مناطق في العراق وإيران، مما يشير إلى أن إسرائيل تسعى لإظهار نفسها كقوة لا يمكن المساس بها، مدعومة من الولايات المتحدة، مما يمنحها القدرة على تنفيذ هذه الهجمات.

مقالات مشابهة

  • أستاذ علوم سياسية: غزة تشهد «محرقة يومية» لتصفية القضية الفلسطينية
  • مصر تشيد بالموقف المشرف لـ بوليفيا في دعم القضية الفلسطينية| صور
  • القضية الفلسطينية محور رئيسي في محطات العلاقات العربية الأمريكية
  • مدير «القاهرة السينمائي»: الدورة الحالية تعبر عن تضامن مصر مع القضية الفلسطينية
  • اللواء سمير فرج: القضية الفلسطينية ستعيش أسوأ فتراتها بعد نجاح دونالد ترامب
  • هل سويسرا محايدة حقا تجاه القضية الفلسطينية؟
  • عاجل.. الرئيس السيسي يشيد بموقف إسبانيا العادل إزاء القضية الفلسطينية
  • الرئيس السيسي يشيد بموقف إسبانيا العادل تجاه القضية الفلسطينية
  • سفير سلطنة عمان في القاهرة: مصر لم تتأخر يومًا عن دعم القضية الفلسطينية
  • سفير سلطنة عمان: مصر لم تتأخر يومًا عن دعم القضية الفلسطينية