دار الإفتاء: أحاديث شهر رجب الضعيفة يعمل بها في فضائل الأعمال
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إن الأحاديث الواردة في الصوم في شهر رجب وإن كانت ضعيفة إلا أنَّها ممَّا يُعْمَل به في فضائل الأعمال على ما هو المقرر عند جمهور الفقهاء، كما أن الصيام في شهر رجب داخلٌ في عموم الصوم التطوعيِّ الذي رغب الشرع فيه.
. أكثر من الدعاء
وورد في فضل رجب من السُنَّة: ما رواه النسائي وغيره من حديث سيدنا أُسَامَةَ بن زَيْدٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ مِنَ شَهْرٍ مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، قَالَ: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبَ وَرَمَضَانَ».
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "تبيين العجب" (ص: 12): [فهذا فيه إشعار بأنَّ في رجب مشابهة برمضان وأن الناس يشتغلون من العبادة بما يشتغلون به في رمضان، ويغفلون عن نظير ذلك في شعبان؛ لذلك كان يصومه صلى الله عليه وآله وسلم، وفي تخصيصه ذلك بالصوم إشعار بفضل رجب، وأن ذلك كان من المعلوم المقرر لديهم] اهـ.
فضل شهر رجبوورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول صاحبه (ما فضل شهر رجب في شريعة الإسلام؟
وقالت دار الإفتاء، في إجابتها على السؤال، إن شهر رَجَب من الأشهر الحُرُم التي ذكرها الله عَزَّ وجَلَّ في مُحكم التنزيل؛ حيث قال تعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾ [التوبة: 36].
وذكرت دار الإفتاء، أن هذه الأشهر الحرم هي: ذو القَعدة، وذو الحِجة، والمُحَرَّم، ورَجَب، كما بينتها السنَّة المطهرة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام؛ حيث روى الإمامان البخاري ومسلم عن أبي بكرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ؛ ثَلاَثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِى بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ». وهذه الأشهر الحرم هي أشرف الشهور، بالإضافة إلى شهر رمضان، وهو أفضلها مطلقًا.
وأوضحت دار الإفتاء، أن شهر رجب كان من الشهور الْمُعَظَّمة عند العرب؛ فأكثَروا من أسمائه على عادتهم في أنهم إذا هابوا شيئًا أو أحبوه أكثروا من أسمائه، وكثرة الأسماء تدلُّ على شرف المسمَّى، أَو كمالِه في أَمر من الأمور.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء شهر رجب الصوم الأحاديث دار الإفتاء فی شهر رجب الله ع
إقرأ أيضاً:
هل الاعتكاف في المسجد ضرورة .. وماهي أشكاله الشرعية؟
يعد الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان من أبرز السنن الثابتة والتي يحرص عليها الكثيرون، وتقول دار الإفتاء إن الاعتكاف في المساجد مندوب إليه بالقرآن الكريم، وبالسنة المطهرة، وبإجماع الأمة، وآكد ما يكون في العشر الأُخر من رمضان لطلب ليلة القدر؛ فقد روى الشيخان في "صحيحيهما" عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ".
والمقصود من الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان الانقطاعُ عن الناسِ والتفرغ لطاعةِ الله في المسجد طلبًا للثواب وإدراكِ ليلة القَدْرِ، ولذلك ينْبغِي للمعتكفِ أنْ يشتغلَ بالذكرِ والقراءةِ والصلاةِ والعبادةِ، وأن يتَجنَّب ما لا يَعنيه من حديثِ الدنيَا، ولا يخرج من المسجد إلا لحاجة.
حكم الاعتكاف
وأكدت دار الإفتاء، أن الاعتكاف سنة نبوية ومن تتاح له فرصة للاعتكاف ولو قليلة جاز له شرعًا أن يعتكف اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، موضحة: ومن لا يتاح له ذلك فليس مطلوبا منه الاعتكاف، ويصل له ثواب البقاء في المسجد حتى لو كان انتظارًا للصلاة، مشيرة إلى أنه يمكن له أن يعتكف ليلة أو أكثر من قبل الغروب إلى بعد الفجر.
شروط الاعتكاف
وشددت على أنه يشترط للاعتكاف ستة أمور: الإسلام، والعقل، والتميز، والنية، والمسجد، والطهارة من الجنابة والحيض والنفاس، مشددة على أنه يكره للمعتكف البيع والشراء، والكلام بما فيه إثم، والصمت عن الكلام مطلقا إن اعتقده عبادة.
محظورات الاعتكاف
أفادت دار الإفتاء المصرية، بأن الاعتكاف في المساجد سُنة عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، مشيرة إلى أن له شرطين أساسيين، أولهما النية، وثانيهما المكوث في المسجد حتى تنتهي فترة الاعتكاف التي نواها المعتكف.
وأوضحت «الإفتاء» في إجابتها عن سؤال: «ما شروط الاعتكاف وأركانه وزمانه وما المباحات والمحظورات على المعتكف؟»، أنه من الأمور المحظورة بالنسبة للمعتكف أثناء فترة اعتكافه بالمسجد، أمران، أولهما عدم الخروج من المسجد إلا لضرورة، وثانيًا عدم إتيان الزوجة مُدَّة الاعتكاف بالمسجد.
أركان الاعتكاف وشروطها
المُعتكِف، والنِّية، والمُعتكَف فيه، واللَّبث في المسجد.
المعتكف: وهو الشخص الذي ينوي الاعتكاف، سواء كان رجلا، أو إمرأة، أو صبيا مميزا -وهو الصبي الذي بلغ من العمر سبع سنوات فأكثر ولم يصل سن البلوغ بعد-، ويشترط في هؤلاء عدة شروط: الإسلام، والعقل، والتمييز، والطهارة من الحدث الأكبر، والطهارة من الحيض والنفاس للمرأة.
النية: تشترط نية الاعتكاف لكي يصح الاعتكاف، سواء كان الاعتكاف مسنونا أم واجبا -كأن ينذر المسلم الاعتكاف لله فيصبح واجبا-، ليتم تمييز الفرض عن السنة، لقوله -عليه الصلاة والسلام-: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى».
مكان الاعتكاف: ويشترط بمكان الاعتكاف أن يكون مسجدا ولا يصح بغيره، وتجدر الإشارة إلى أن الاعتكاف في المسجد الحرام يعد من أفضل أماكن الاعتكاف مطلقا، ثم يليه المسجد النبوي، ثم المسجد الأقصى، وهذا باتفاق الفقهاء، ويشترط في المسجد المراد الاعتكاف فيه أن يكون مسجدا تقام فيه صلاة الجماعة، ولا يصح بالمسجد الذي لا تقام فيه صلاة الجماعة.
اللبث في المسجد: يعد اللبث في المسجد ركنا من أركان الاعتكاف عند جميع الفقهاء، إلا أن آرائهم في مقدراه تعددت إلى عدة أقوال كما يأتي: ذهب الحنفية إلى أن أقل مدة للبث مقدار ساعة. قال بعض المالكية إن أقل اللبث يوم وليلة، وقال البعض الآخر منهم إن أقله يوم.
ذهب الشافعية إلى إطلاق مدة اللبث وعدم تقييدها من الأساس؛ بل قالوا إن اللبث لا يقدر بزمن معين، وإنما يكون أقله ما يسمى به عرفا عكوفا وإقامة، وبهذا قال الشيخ ابن باز؛ إذ إنه يرى عدم ورود دليل على تحديد اللبث بمدة معينة طالت أم قصرت.
أعمال تستحب للمعتكف
يستحب للمعتكف أثناء فترة اعتكافه ومكوثه في المسجد أعمال عدة، نذكر منها ما يأتي:
-إخراج الصدقات، لما لها من فضل كبير عند الله تعالى
- الإكثار من تلاوة القرآن الكريم.
- تدراس القرآن الكريم.
-حضور مجالس أهل العلم إن أقيمت في المسجد.
-الإكثار من فعل المعروف، وعمل الخير والطاعات.
إقامة الصلاة وكذلك السنن والنوافل.
الإكثار من ذكر الله تعالى والاستغفار
الإكثار من الدعاء والتذلل فيه، والإكثار من الاستغفار، وصلاة النوافل، والتهجد، وصلاة الوتر.