متطوعون مصريون يمدّون يد العون للنازحين الغزيين برفح
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
رفح– بعد مرور أكثر من 100 يوم على الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، بات انتشار المجاعة انتشارا واسعا يشكل تهديدا للنازحين الغزيين برفح الفلسطينية، بيد أن الحرب ونزوح السكان أديا إلى ظهور مبادرات تطوعية لمساعدة النازحين من مصريين على الحدود مع القطاع المحاصر.
يقول أحد المتطوعين المصريين للجزيرة نت "نصارع الوقت لإيصال بعض الأطعمة ومياه الشرب المعلبة لإخواننا النازحين من أنحاء قطاع غزة إلى رفح".
أحمد البيك أحد الشباب المتطوعين لإيصال المساعدات من السياج الحدودي إلى النازحين الغزيين في منطقة "المواصي"، وهي أقرب نقطة حدودية للقطاع مع مصر في الجنوب الغربي لمدينة رفح، وباتت تؤوي نحو نصف سكان القطاع البالغ عددهم حوالي 2.2 مليون نسمة.
يقول البيك للجزيرة نت "نتسلل بصعوبة تجاه السياج الفاصل ونقدم بعض الأطعمة المعلبة بغرض إشباع طفل وإقامة صُلب آخرين".
لكنه يضيف أن "حجم المساعدات التي نقدمها ضئيل جدًا مقارنة بأعداد واحتياجات النازحين، ولكن لا نستطيع إدخال أكثر من ذلك"، مشيرا إلى أن فتحات السياج الحدودي الحديدية والشبكية ضيقة، "وكثيرا ما نواجه صعوبات في أخذ تصريح بإدخال تلك المساعدات من القوات المصرية المتمركزة للمراقبة".
ينظر كثير من النازحين في منطقة المواصي وتل السلطان برفح الفلسطينية إلى هذه المساعدات كفرصة للنجاة من الجوع بعد أكثر من شهرين قضتها آلاف العائلات في الشوارع وعاشت عمليات النزوح جنوبا عدة مرات، حتى وصلت إلى مسافة قريبة من السياج الشائك الفاصل بين قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء.
ويواجه هؤلاء النازحون أوضاعا إنسانية صعبة، إذ إن الكثير منهم لا يستطيعون تأمين الطعام أو مياه الشرب، وقد غادر بعضهم مراكز الإيواء في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بسبب قلة المساعدات الغذائية، لكنهم واجهوا ظروفا مأساوية قرب الحدود المصرية.
محمود سعد، شاب ثلاثيني، يقدّم مساعداته البسيطة -حسب تعبيره- للنازحين. ويقول للجزيرة نت "نحاول إدخال المساعدات التي تكون في الغالب عبارة عن مياه شرب وبعض البسكويت والمعلبات التي نستطيع إدخالها عبر فتحات السياج الضيقة لتتلقفها أيادي النازحين وأطفالهم بالجانب الفلسطيني، وتعتبر طوق نجاة للتشبث بالحياة".
ويلفت سعد، في حديثه للجزيرة نت، إلى أن المنطقة الحدودية من الجانب المصري لا يوجد بها سكان إطلاقًا، والمتطوعون هم إمّا عمال في شركات تنشط بالقرب من السياج، وإما موظفون يستطيعون الوصول للنقاط الحدودية، "ولا يوجد سكان يقيمون بشكل عادي، وإلا كان الوضع مختلفا واستطعنا إدخال كميات كبرى من المساعدات".
كما أن الداخلين للمنطقة يُمنع عليهم، وبتعليمات أمنية مشددة، حمل هواتف مزوة بكاميرات، لذا لم يستطيعوا توثيق أوضاع النازحين في المنطقة الحدودية المحاذية.
إمدادات الكهرباء والماءاستطاع النازحون الذين استقروا بجوار السياج الحدودي بين رفح الفلسطينية والمصرية، شحن هواتفهم المحمولة وأجهزتهم الخفيفة بفضل توفير أحد المتطوعين من العاملين في مجال المقاولات منظومة كهربائية محمولة على شاحنة (مولد كهربائي يعمل بالوقود)، توقفت في الطريق الدولي داخل الأراضي المصرية في المنطقة بين السياج الحدودي والجدار الخرساني الذي يفصله ببضعة أمتار.
وعن الإجراءات الأمنية التي تتخذها السلطات المصرية في هذه المنطقة، يقول أحمد عليان، أحد المتطوعين للتخفيف عن النازحين، "نرجو الجنود المكلّفين بمراقبة وحراسة نقاط المراقبة على طول الحدود للسماح لنا بتقديم بعض الطعام والشراب للأطفال الذين ينتظروننا".
ويضيف للجزيرة نت "بعض الجنود يسمحون لنا بذلك، وبعضهم يساعدوننا في إمداد الأطفال ببعض الأطعمة، وفي بعض الأحيان يرفض الجنود قطعا وجودنا بالمكان، رغم توسّلنا لهم، لكننا نتلافى ذلك بالمرور بجوار السياج وقذف المعلبات بصورة عشوائية والفرار فورا من المنطقة حتى لا يؤذى أحدنا".
يشير عليان، إلى أن عملية إمداد النازحين ببعض المساعدات الغذائية البسيطة -حد تعبيره- لا تتم يوميا، ولكن عندما تتاح الفرصة ويسمح لهم الوقت بالاقتراب من السياج الحدودي. وقال "نقوم بتقديم مساعدات خفيفة لسد جوع الأطفال الذين ينتظرون مجيئنا، ولا تكفي المساعدات المقدمة إلا لعدد محدود جدا منهم".
وقال إن عددًا من النازحين اتجهوا إلى أحد أبراج المراقبة على الحدود المصرية في بداية الأسبوع، وطلبوا من أفراد الحراسة في البرج وصلة مياها نظيفة تصل إلى الخيام القريبة لاستخدامها في الشرب والطهي، ووعدت قوات البرج بتجهيز مصدر للمياه لهم في أقرب فرصة.
وحسب شهود عيان بالمنطقة، فقد مدّت السلطات المصرية اليوم الاثنين "خراطيم" بلاستيكية عبر ساحل البحر المتوسط لإيصال المياه إلى النازحين الغزيين الموجودين بالمنطقة الحدودية القريبة من السياج الفاصل بين مصر وقطاع غزة، وذلك بشكل تطوعي وغير رسمي.
مصادر لمؤسسة سيناء: السلطات المصرية تمد النازحين بالجانب الفلسطيني من رفح بالمياه عبر خطوط بلاستيكية تم تمريرها من السياج الحدودي على ساحل البحر مروراً بمحور فيلادلفيا.
حصلت مؤسسة سيناء على صور خاصة تظهر قيام السلطات المصرية بإمداد خطوط بلاستيكية عبر ساحل البحر، لإيصال المياه… pic.twitter.com/MXMdTrwbIR
— Sinai for Human Rights (@Sinaifhr) January 21, 2024
وتنتشر خيام النازحين الغزيين بالقرب من السياج الحدودي الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المصرية، حيث شبه جزيرة سيناء، وبمسافة تبعد حوالي 10 أمتار عن السياج وعلى مرمى بصر الجنود المكلفين بمراقبة الحدود داخل منطقة محور فيلادليفيا.
ولا تزال المنطقة تشهد تكدّسا للخيام وازدياد عدد النازحين مع استمرار القصف الإسرائيلي على مناطق متفرقة من مدينة رفح الفلسطينية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: من السیاج الحدودی السلطات المصریة رفح الفلسطینیة للجزیرة نت قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
نواب: تصريحات ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين مرفوضة شكلا ومضمونا.. وتعكس جهلًا واضحًا بطبيعة الدولة المصرية ودورها المحوري في المنطقة
برلماني: الاصطفاف الوطني خلف القيادة السياسية قوة لمواجهة مخططات ترامب
نائبة: الإصرار الأمريكي على تهجير الفلسطينيين انتهاك صارخ لحقوق الإنسان
نائب: تصريحات ترامب انتهاك صارخ للقوانين الدولية وغطاء سياسي لتصفية القضية الفلسطينية
أكد عدد من النواب أن تصريحات الرئيس الأمريكى خلال المؤتمر الصحفى مع رئيس الوزراء الإسرائيلى فى البيت الأبيض، بشأن التهجير القسري أو الطوعي للفلسطينيين إلى مصر والأردن ودول أخرى، وضم الضفة الغربية لإسرائيل والسيطرة الأمريكية على قطاع غزة، انتهاك صارخ للقانون والاتفاقيات والمواثيق والمعاهدات الدولية، وأشاروا إلى أن هذه التصريحات تأتي ضمن محاولات مكشوفة للتأثير على مسار علاقات القاهرة الدولية ومساعيها المستقلة في الدفاع عن مصالحها الوطنية.
في البداية أكد النائب يسري المغازي، عضو لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، أن الدولة المصرية والمنطقة العربية تمر بمرحلة دقيقة تتطلب أعلى درجات التكاتف الوطني لمواجهة التحديات المتزايدة التي تستهدف استقرارها وأمنها القومي.
وأوضح أن الأوضاع الدولية المتغيرة والتصريحات غير المسؤولة من بعض الأطراف تجعل الاصطفاف خلف الدولة المصرية واجبًا وطنيًا لا يحتمل التهاون أو التردد.
وأشار المغازي، في بيان صحفي ، إلى أن التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن مصر مرفوضة شكلًا ومضمونًا، إذ تعكس جهلًا واضحًا بطبيعة الدولة المصرية ودورها المحوري في المنطقة ، كما تأتي ضمن محاولات مكشوفة للتأثير على مسار علاقات القاهرة الدولية ومساعيها المستقلة في الدفاع عن مصالحها الوطنية.
وشدد عضو مجلس النواب على أن الدولة المصرية، بقيادتها الحكيمة ومؤسساتها القوية، أثبتت قدرتها على حماية مصالحها وصون سيادتها، دون الالتفات إلى أي ضغوط أو تصريحات تهدف إلى فرض أجندات خارجية لا تخدم سوى مصالح ضيقة.
واختتم النائب يسري المغازي تصريحه بالتأكيد على أن اللحظة الراهنة تستدعي من جميع المصريين، بمختلف توجهاتهم، الالتفاف حول دولتهم ودعمها في مواجهة أي محاولات للمساس بها أو التشكيك في سياساتها الداخلية والخارجية.
و أكدت النائبة أمل سلامة، عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، أن الإصرار الأمريكي الواضح من خلال تصريحات دونالد ترامب، انتهاك صارخ لمواثيق حقوق الإنسان الدولية، والتي تجرم التهجير قسريا تحت أي ظرف.
وقالت النائبة في بيان صحفي له : ما يحدث من الرئيس الأمريكي بشأن تهجير الفلسطينيين مخالفة صريحة وواضحة للشرعية الدولية وانتهاك لمبادئ حقوق الإنسان.
وأشارت أمل سلامة، إلى أن الموقف المصري ثابت ولن يتغير في رفض أي صورة من صور التهجير، والتمسك بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وشددت عضو مجلس النواب، على ضرورة أن يكون هناك موقف عربي موحد، داعية مجلس جامعة الدول العربية إلى عقد اجتماع عاجل لبحث هذه التطورات، لاتخاذ موقف موحد في رفض تهجير الفلسطينيين.
وأكدت أمل سلامة، أن هناك العديد من دول العالم التي ترفض الموقف الأمريكي المتمسك بتهجير الفلسطينيين، الأمر الذي يحتم على المجتمع الدولي سرعة التحرك من أجل إقرار حق الشعب الفلسطيني في تحديد مصيره وإقامة دولته المستقلة.
وقال النائب عمرو القطامى، عضو مجلس النواب، إن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أكد من خلال تصريحاته حول تهجير الأشقاء الفلسطينين، حجم المؤامرة الأمريكية الإسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية من مضمونها، وهو ما لم ولن تسمح به الدولة المصرية، على الرغم من حجم الضغوط التي تُمارس ضد مصر.
وأشار النائب عمرو القطامى في بيان صحفي له ، إلى أن مصر أكدت رفضها لمسألة التهجير نهائيا منذ بداية الحرب على قطاع غزة، وتجدد يوميا رفها لمسألة التهجير حتى لا يتم تصفية القضية من مضمونها، وفي نفس الوقت لعدم دخول المنطقة فى صراع مستمر، وحفظ الأمن القومي للمنطقة بالكامل، وخرج الشعب المصرى عن بكرة أبيه ليعلن دعمه لموقف الرئيس عبد الفتاح السيسى لحفظ الأمن القومي المصري، وحماية سيادة الدولة المصرية، ومساندة القضية الفلسطينية.
وأضاف عضو مجلس النواب، أن تصريحات الرئيس الأمريكى خلال المؤتمر الصحفى مع رئيس الوزراء الإسرائيلى فى البيت الأبيض، بشأن التهجير القسرى أو الطوعى للفلسطينيين إلى مصر والأردن ودول أخرى، وضم الضفة الغربية لإسرائيل والسيطرة الأمريكية على قطاع غزة، انتهاك صارخ للقانون والاتفاقيات والمواثيق والمعاهدات الدولية، فى حالة صمت غير مبرر من قبل المجتمع الدولي الذي يقف عاجزا عن فعل أى خطوة لوقف هذا الانتهاك الصارخ.
وشدد عضو النواب، على ضرورة أن يكون هناك موقف عربي موحد لرفض التهجير وتصفية القضية، خاصة وأن تصريحات الرئيس الأمريكى بضم الضفة الغربية لإسرائيل والسيطرة على قطاع غزة بعد تهجير الفلسطينيين ما هي إلا هي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه التاريخية والشرعية في أرضه ووطنه، وأن هذا الأمر لن ينتج عنه سوى مزيد من الصراع فى المنطقة بالكامل.