جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-17@13:50:50 GMT

الإنسان والفلسفة.. محور الكون

تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT

الإنسان والفلسفة.. محور الكون

 

زكريا الحسني

 

قصة الإنسان بدأت بابتكار اللغة، وأصبح من خلالها التواصل والتطور، ومنها بدأت الحكاية، وتكونت تجمعات، وابتُكرت القوانين، والتي جاءت لتسد حاجة الإنسان للأنظمة التي تؤسس له مجتمعا مدنيا يمسك من خلاله بزمام الأمور، فإذا افترضنا عدم حدوث ذلك التطور والتقدم فأتصور أنه لن تكون هناك إنسانية باقية، وحتى لو كانت باقية لما بلغت إلى هذا المستوى من التقدم والتحضر.

من هذا المنطلق قالوا إنّ الإنسان هوَ محور الكون، ولقد عُرّفت الفلسفة عبر تاريخها بتعريفات متعددة اختلفت في تحديد معناها وكانت بعض تلك التعريفات تحط من قيمتها وأهميتها من قبيل أنها ضرب من الكفر والزندقة والإلحاد، وتعمل على ترسيخ فكرة نكران الله وعدم الاعتراف بالدين، وإنها كلام فارغ لا طائل منه سوى مضيعة الوقت، وهذا المعنى هو المتداول كثيرا عن الفلسفة.

وتفسير المفاهيم والمصطلحات يخَتلف من مكان إلى آخر باختلاف الأمكنة والأزمنة، وما لهُ من تأثير في طريقة التعاطي مع الأفكار وتحليلها وتفسيرها من خلال الحصيلة المعلوماتية والتجربة الحياتية، وهذه سنة الله في خلقه، ونتيجة ذلك حدث هذا التطور الإنساني؛ فالمعرفة كلها تراكمية وتتطور وتتغير لتواكب العصر، والذي لا يتماشى مع ذلك يندثر.

وكم رأينا من أمم وحضارات أصبحت كالهشيم ذرته الرياح فأصبحت نسياً منسيا كأنها لم تكن شيئاً يذكر.

‏وإذا أردنا أن نفهم أي مصطلح أو مفهوم ينبغي علينا أن نعود إلى نقطة البداية ولا يمكن ذلك إلا من خلال التاريخ، وأن نجمع أكبر قدر من المعلومات للوصول إلى أقرب نقطة تقربنا للحقيقة، أو هي الحقيقة بعينها فحتى لو لم نصل إليها فطريقنا إليها جزء من الحقيقة تقربنا الى موضوع الفلسفة وتاريخها وتطورها.

 إن الفلسفة وُجدت لحظة وُجد العقل، فالفلسفة تخضع لنطاق العقل والمنطق وبالتأمل في الأشياء وتفسيرها وتحليلها والغوص في أعماقها والإتيان بالحجج والبراهين لفهم الأشياء من جميع الأبعاد. كما إن التفلسف والانبهار أمام عظمة هذا الوجود منح للغات مضمونها العميق.

الفلسفة كانت البداية، ومنها تفرعت شتى العلوم، ولكن مصطلح الفلسفة في عالمنا الإسلامي عامةً والعربي خاصةً مقرونٌ بالغيبيات والكفريات، ولهذه الأسباب يتم التهجم على الفسلفة والخوف منها.

الفلسفة تُحطِّم كثيرًا من الأوهام، وتزيح دائرة الراحة التي يطمئن لها الإنسان فلذلك يطالها الهجوم والتشويه.

تاريخ الفلسفة هو تاريخ التفكير، يتضح هذا بالعودة إلى الوراء، فالإنسان ما برح يفكر قبل أرسطو وأفلاطون وسقراط وفيثاغورث، وحتى قبل ظهور اللغة والكتابة فقد وُجدت الفلسفة عند وجود العقل وكما يقول رينيه ديكارت أنا أفكر إذن أنا موجود.

الفلسفة تفسير وتحليل الظواهر للوصول إلى ماهية الأشياء.

إنها مؤشر لوجود العقل المفكر والتحليل المبدع.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

حكم وحكمة: ضرورة تحكيم الشرع قبل العقل في قضايا الميراث

وشكلت قضية الميراث في الإسلام محور نقاش حلقة (2024/11/15) من برنامج "حكم وحكمة" على منصة "الجزيرة 360″، حيث تناول الشيخ عمر عبد الكافي بالتحليل والشرح أحكام الميراث في الإسلام، مؤكدا وضوحها في القرآن الكريم، واستعرض مواقف الناس المختلفة منها، مبينا أهمية تقديم الشرع على العقل في هذه المسألة.

وأكد الشيخ في بداية الحلقة أن آيات المواريث هي المسألة الفقهية الأكثر وضوحا وتفصيلاً في القرآن الكريم، مشيرا إلى أنها جاءت مبينة بتفاصيل دقيقة تفوق حتى أركان الإسلام الأخرى كالصلاة والزكاة، وقال "آيات المواريث هي المسألة الفقهية التي وردت واضحة في القرآن وضوح الشمس بتفاصيلها".

وتطرق البرنامج إلى ثلاثة أصناف من الناس في تعاملهم مع قضية الميراث: المؤمن المسلم بحكم الله، والمتسائل الباحث عن الفهم، والمتشكك المتأثر بالأفكار الغربية. وشدد الشيخ على ضرورة التفريق بين "حكم الدين" و"رأي الدين"، موضحا أن المصطلح الأول هو الصحيح.

وضرب الشيخ مثالاً توضيحيا بقصة أم موسى عليه السلام، حيث تغلب الشرع على الطبع الإنساني في إلقاء رضيعها في اليم، وكذلك قصة سيدنا إبراهيم في ذبح ابنه إسماعيل عليهما السلام، مؤكدا أن "هذه القضايا تشريعية وليست عقلانية".

تغليب الشرع

وأوضح عبد الكافي أن بعض المتشككين في أحكام الميراث يتأثرون بأفكار المستشرقين والمستغربين الذين "يريدون أن يغلبوا العقل على الشرع"، منبها إلى خطورة تحكيم العقل البشري في الأحكام الشرعية القطعية.

وناقشت الحلقة مخاوف البعض من توزيع الميراث وفق الشرع، خاصة فيما يتعلق بنصيب المرأة، حيث أشار البرنامج إلى أن هذه المخاوف غير مبررة شرعا، وأن الحكمة من التقسيم الشرعي أكبر من الفهم البشري المحدود.

وأكد البرنامج أن المسلم مطالب بتقديم الشرع على الطبع في كل المسائل، وأن قضية الميراث ليست استثناءً، موضحا أن المؤمن الصادق هو من يقدم النص الشرعي على اجتهاده العقلي، تماماً كما فعلت أم موسى وسيدنا إبراهيم عليهما السلام.

15/11/2024

مقالات مشابهة

  • حسن مدن يوقع كتاب «في مديح الأشياء وذمها»
  • جلستان حواريتان لمفكر مغربي وكاتبة إماراتية بـ «الشارقة الدولي للكتاب»
  • عاجل -من البداية إلى النهاية.. تفاصيل حبس اللاعب أحمد فتوح وكواليس القضية
  • قبل ما تشتري "كاوتش" للسيارة... تأكد من فحص هذه الأشياء
  • «چيل دولوز».. وإعادة تأسيس الخطاب الفلسفي
  • وزير قطاع الأعمال عن عودة «النصر للسيارات»: ما نراه اليوم يمثل نقطة البداية في خطة متكاملة
  • إغتيال العقل السوداني
  • حكم وحكمة: ضرورة تحكيم الشرع قبل العقل في قضايا الميراث
  • شيخ العقل بحث مع زواره في دار الطائفة قضايا النازحين
  • خيرى بشارة: تعلمت في فترة بمدارس راهبات.. واقتبست هذه الأشياء في "يوم حلو ويوم مر"