حتى الآن، تم احتواء تداعيات الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة على النمو العالمي، لكن حرب إسرائيل أضرت باقتصادات أقرب جيرانها، مصر ولبنان والأردن، بحسب تقرير لصحيفة "ذا نيويورك تايمز" الأمريكية (The New York Times) ترجمه "الخليج الجديد".

ووفقا لتقييم أجراه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، كلفت الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" مصر ولبنان والأردن، خلال ثلاثة أشهر فقط، 10.

3 مليار دولار، أو 2.3% من ناتجها المحلي الإجمالي مجتمعا.

وحذر التقييم من أن "التنمية البشرية قد تتراجع لمدة سنتين إلى ثلاث سنوات على الأقل في مصر والأردن ولبنان"، مشيرا إلى تدفقات اللاجئين وارتفاع الدين العام وانخفاض التجارة والسياحة، وهي مصدر حيوي للإيرادات والعملة الأجنبية وفرص العمل.

وقال مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما الأمريكية جوشوا لانديس إن "الضربات الاقتصادية الأخيرة (جراء الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي) لا يمكن أن تأتي في وقت أسوأ بالنسبة لهذه البلدان".

و"كان النشاط الاقتصادي في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في حالة تراجع بالفعل، إذ انخفض النمو بنسبة 2% في عام 2023 من 5.6% في العام السابق. ووقع لبنان في شرك ما وصفه البنك الدولي بواحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية والمالية في العالم منذ أكثر من قرن ونصف. وكانت مصر على حافة الإفلاس"، وفقا للصحيفة.

اقرأ أيضاً

صندوق النقد الدولي: حرب غزة تؤثر على اقتصادات المنطقة.. و3 بلدان تواجه الخطر

تآكل الثقة

الصحيفة قالت إنه "في الأردن ولبنان ومصر يؤدي عدم اليقين بشأن مسار الحرب إلى تآكل ثقة المستهلكين والشركات، وهذا من المرجح أن يؤدي إلى انخفاض الإنفاق والاستثمار".

وتابعت: "لم تتعاف مصر، أكبر دولة في العالم العربي من حيث عدد السكان، بعد من ارتفاع تكلفة الواردات الأساسية مثل القمح والوقود، وانخفاض عائدات السياحة، وانخفاض الاستثمار الأجنبي الناجم عن جائحة فيروس كورونا والحرب (الروسية) في أوكرانيا".

وأضافت أن "الإنفاق الحكومي الباذخ على المشاريع الضخمة والأسلحة أدى إلى ارتفاع ديون مصر. وعندما رفعت البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم أسعار الفائدة للحد من التضخم، تضخمت مدفوعات هذه الديون. ويستمر ارتفاع الأسعار داخل مصر في التهام القوة الشرائية للأسر وخطط الشركات للتوسع".

وقال لانديس إنه "لا أحد يرغب في الاستثمار، لكن مصر أكبر من أن تفشل، فمن غير المرجح أن تسمح الولايات المتحدة وصندوق النقد الدولي أن تتخلف مصر عن سداد قروضها الأجنبية البالغة 165 مليار دولار؛ نظرا لأهميتها الاستراتيجية والسياسية".

اقرأ أيضاً

ف. تايمز: حرب غزة تهز اقتصادات الشرق الأوسط.. ودول الخليج ستتضرر

تراجع السياحة

كما "أحدث انخفاض حركة الشحن العابر من قناة السويس ضربة لمصر"، بحسب الصحيفة في إشارة إلى تداعيات هجمات شنها الحوثيون على سفن شحن في البحر الأحمر مرتبطة بإسرائيل؛ رفضا لحربها التي أودت بحياة أكثر من 25 ألف فلسطيني في غزة.

وقال خبير اقتصادي الأسواق الناشئة في "كابيتال إيكونوميكس" جيمس سوانستون إن "هذا هو أكبر تأثير غير مباشر"، مشيرا إلى إعلان هيئة قناة السويس انخفاض حركة المرور في القناة بنسبة 30% منذ بداية يناير/ كانون الثاني الجاري، مقارنة بديسمبر/كانون الأول الماضي، وكذلك انخفاض الإيرادات 40% مقارنة بمستويات 2023.

وبحسب الصحيفة، فإنه "بالنسبة لهذه الاقتصادات الثلاثة المتعثرة، فإن انخفاض السياحة مثير للقلق بشكل خاص، ففي 2019، شكلت السياحة في مصر ولبنان والأردن ما بين 35% إلى 50% من صادراتها من السلع والخدمات مجتمعة، وفقا لصندوق النقد الدولي".

وأضاف أنه "في الأردن، انخفضت حجوزات الطيران بنسبة 18%. وفي لبنان، حيث يتبادل الجيش الإسرائيلي وجماعة "حزب الله" القصف على طول الحدود، انخفضت الحجوزات بنسبة 25%".

اقرأ أيضاً

حرب غزة واقتصاد الجيران.. ضغط أمريكي على 3 دول ودرس من عبد الناصر

المصدر | ذا نيويورك تايمز- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: حرب غزة إسرائيل مصر لبنان الأردن خسائر اقتصاد

إقرأ أيضاً:

مصطفى بكري في رسالة شديدة اللهجة لـ إسرائيل: «إذا اخترتم الحرب فنحن لها»

هل تندلع الحرب بين مصر وإسرائيل؟.. سؤال يتكرر كثيرً على ألسنة السياسيين، والشخصيات العامة، والمصريون في الشوارع، إزاء التطورات والتحديات التي تواجهها مصر بسبب تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن تهجير الفلسطينيين، والعنجهية التي يلمح إليها الإعلام العبري بالحرب مع مصر.

وأجاب الكاتب الصحفي مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، على هذا السؤال، خلال تقديمه برنامج «بالعقل» عبر صفحته الرسمية على «يوتيوب»، اليوم، قائلًا: «نحن المصريون عندنا خط أحمر اسمه الأمن القومي المصري، وأي كان من يفكر بالتطاول أو بتجاوز هذا الخط الأحمر، سيرى نار جنهم على الأرض».

وعن تفكير جموع الشعب المصري وقلقهم بشأن مسألة الحرب قال «بكري»: «من حق المواطن أن يبحث عن السيناريوهات القادمة، ومن حقه أن يتساءل، ومن حقه أن يقلق»، مضيفا: «نحن نرى ما يحدث في الأيام الحالية، فهناك بلطجة للقوة، وعشوائية للقرارات، وحديث وكلام عن بيع الأوطان، نرى «ترامب» تحول إلى مطور عقاري، وعايز يعمل ريفيرا، ويقول إن همشي الفلسطينيين من غزة وهعيشهم في أمان، وهاخد وطنهم».

واستنكر مصطفى بكري الاستهانة بالشعب الفلسطيني قائلًا: «الاستهانة بالشعب الفلسطيني أصبحت لغة يرددها القاصي والداني، أصبح هذا في الوقت الحالي الشعب يباع ويشترى»، مؤكدا أنّ هذا الشعب العظيم يضرب جذوره في عمق التاريخ، الشعب الحضاري المقاوم والمدافع عن أرضه.

وبخصوص الاستعداد المصري للحرب، قال «بكري»: «وزير الدفاع الفريق عبد المجيد صقر، القائد العام للقوات المسلحة، أصدر التعليمات بجاهزية الجيش لأي سيناريو، ولأي مفاجأة»، مؤكدا: «نحن نتوقع المفاجآت في أي وقت وفي أي زمان».

وتابع:«نحن اليوم أمام جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي يهدف لإنشاء شرق أوسط جديد، وتغيير الخريطة السياسية كاملة، نتنياهو يريد أن يعلن يهودية الدولة، يريد أن يتوسع»، موضحا: «زي ما قال ترامب إسرائيل موجود في منطقة صغيرة، والعالم العربي في مناطق ومساحات واسعة، فلازم نبدأ في توسيع إسرائيل».

واستكمل: «بناء على ذلك يتم الاعتداء بهمجية غير عادية على الأوطان، وعلى حقوق الإنسان، وعلى المواثيق والعهود الدولية».

وأكد «بكري»: «لن يتسامح جيشنا العظيم مع كل من يستهدف بأمننا القومي»، محذرًا إسرائيل: «إياكم أن تلعبوا بالنار».

وأشار إلى أن مصر اختارت السلام كخيار استراتيجي، لكن هذا لا يعني أنها ستقبل بكل العنجهية اللي تتحرك بها إسرائيل، لافتا إلى أن الجيش المصري مستعد وبكامل جاهزيته على الحدود.

وفي رسالته لـ الاحتلال الإسرائيلي، قال بكري: «إذا مافكرتم بالمساس الأمن القومي المصري، فالجيش المصري وشعب مصر كتلة واحدة وكيان واحد خلف القيادة القيادة السياسية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي».

وعن الموقف العظيم للرئيس السيسي، قال بكري: «نحن جميعنا خلف الرئيس السيسي، اللي قال مفيش تهجير، ومفيش تصفية للقضية الفلسطينية، وملقاش وراه 110 مليون مصري بس، وإنما وجد وراءه مئات الملايين من العرب يدعمونه ويؤيدونه بقوة».

وفي ختام رسالته للاحتلال، قال «بكري»: «فإذا اخترتم الحرب فنحن لها، وإذا اخترتم السلام فعليكم الالتزام بالقرارات الدولية، وحقوق الشعب الفلسطيني، ورفض الاستيطان، وحق العودة، دي كلها قرارات دولية».

وأشار في ختام حلقة برنامجه بالعقل: «المفاوضات كانت خيارا ارتضاه العرب، ولكن إسرائيل يبدو أنها لا تعرف سوى لغة القوة».

اقرأ أيضاًيابني احنا تاني يوم نبقى في تل أبيب.. مصطفى بكري يرد على خبراء إسرائيليين

«اوعوا تفتكروا إن مصر هينة».. تعليق قوي من مصطفى بكري على خيال إسرائيل بضرب السد العالي

«ضد التهجير.. كل مصر وراك ياريس» مصطفى بكري يوجه رسالة قوية للسيسي

مقالات مشابهة

  • لميس الحديدي: إسرائيل تستخدم حماس كذريعة لاستمرار الحرب
  • روبيو يصل إلى إسرائيل في جولة تشمل السعودية والإمارات
  • تنظمه “المالية” وصندوق النقد الدولي.. انطلاق مؤتمر العلا لاقتصادات الأسواق الناشئة
  • مصطفى بكري في رسالة شديدة اللهجة لـ إسرائيل: «إذا اخترتم الحرب فنحن لها»
  • بتنظيم مشترك من وزارة المالية وصندوق النقد الدولي.. انطلاق مؤتمر العُلا لاقتصادات الأسواق الناشئة غدًا
  • استمرار الحرب يفاقم الازمة الانسانية في السودان .. حماية المدنيين من مبادئ القانون الدولي
  • الصفدي يؤكد رفض الأردن لتهجير الفلسطينيين ودول عربية تبحث خطة لإعادة إعمار غزة
  • جهود عربية بقيادة السعودية لإيجاد بديل لخطة ترامب بشأن قطاع غزة
  • جنرال إسرائيلي: إسرائيل فشلت في حرب غزة
  • مهندس خطة الجنرالات: إسرائيل فشلت فشلا ذريعا في غزة