لوتان: لهذه الأسباب الإسرائيليون غير مبالين بمعاناة المدنيين في غزة
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
قالت صحيفة "لوتان" السويسرية إن الإسرائيليين يبدون غير مبالين بمعاناة المدنيين الفلسطينيين في غزة، رغم أن الحرب التي يشنونها هناك خلّفت أكثر من 25 ألف قتيل في غضون 100 يوم فقط، وحاولت تحديد الأسباب التي أدت إلى ذلك.
تنطلق الصحيفة –في تقرير شارلوت غوتييه من القدس- من قصة آرييل شاكي غليك، المدرّسة التي ذهب زوجها للحرب في شمال البلاد، فهي لا تطفئ الأنوار بالليل منذ عملية طوفان الأقصى 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهي تتابع القناة الإسرائيلية 12، وموقع يديعوت أحرنوت، وليست لديها سوى فكرة غامضة عما يحدث في غزة.
ورغم أنها اطلعت على بعض الأخبار المؤلمة من غزة من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، تقول وهي تتحدث عن هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي "بالنسبة لي كانوا جميعا متورطين، لكن مرت 3 أشهر وأنا إنسان".
وتضيف "بالطبع عندما أرى الأم تحمل ابنها الميت أشعر بالحزن عليها. لكن في الوقت الحالي، ليس هناك مجال لتأنيب الضمير أو الشفقة. الآن هو الوقت المناسب للعمل. الأولوية هي ضمان أمننا، بالنسبة لنا نحن الإسرائيليين. ولتحقيق ذلك، عليك أن تفعل ما يجب القيام به".
7 أكتوبر.. تكرار لا ينتهيويكشف هذا الخطاب –حسب الصحيفة- كثيرا عن الحالة الذهنية للمجتمع الإسرائيلي الذي يشعر بأنه يُساء فهمه من بقية العالم، كلما ابتعدنا عن 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ويقول الصحفي الفرنسي الإسرائيلي شارل إندرلين في القدس، "لا يزال الإسرائيليون مصدومين تماما مما حدث في ذلك اليوم. إنهم يستعيدون، مرارا وتكرارا، يوم 7 أكتوبر"، ويضيف "لقد عانت إسرائيل من أخطر هزيمة عسكرية لها منذ إنشائها، ولا يزال هناك محتجزون في غزة، ويشعر السكان بعدم الثقة في الحكومة والجيش"، وهم يعانون من الصدمات النفسية وحالات ما بعد الصدمة.
وحسب الصحيفة فقد استوعبت وسائل الإعلام هذه الصدمة وانسجمت معها، فهي تذكر أسماء المحتجزين على الهواء، وتمدح كل جندي إسرائيلي قُتل في غزة، وبعد مرور 3 أشهر على الهجوم، لا تزال جميع المعلومات فيها تدور حول 7 أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، والرؤية الإسرائيلية للحرب، وقد اعتمدت جميع القنوات شعارات مخصصة؛ مثل: "أقوياء معا" لدى القناة 13، و"معا سوف ننتصر" لدى القناة 12، والهدف هو توحيد الصفوف حول الدولة.
أم إسرائيلية: بالطبع عندما أرى الأم (في غزة) تحمل ابنها الميت أشعر بالحزن عليها. لكن في الوقت الحالي، ليس هناك مجال لتأنيب الضمير أو الشفقة. الآن هو الوقت المناسب للعمل. الأولوية هي ضمان أمننا، بالنسبة لنا نحن الإسرائيليين. ولتحقيق ذلك، عليك أن تفعل ما يجب القيام به
ويشرح أراد نير، الذي يعمل صحفيا في القناة 12 منذ أكثر من 30 عاما، بصراحة كيف تغطي قناته أخبار غزة، قائلا "نحن لا نظهر حداد المدنيين، ولا الجثث التي تُنتشل من تحت الأنقاض، ولا المعاناة في المستشفيات، بل تُقدّم المستشفيات على أنها قواعد خلفية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، كما أننا لا نعطي عدد الضحايا المدنيين الذي سجلته حماس اهتماما، وعندما نستخدم صور الوكالات الدولية، نختار الأكثر حيادية، ونفضل عليها الصور التي يرسلها الجيش الإسرائيلي".
جمهورنا إسرائيلي
ويسوّغ الصحفي هذا الأسلوب بجمهور القناة قائلا "نحن وسيلة إعلام إسرائيلية وجمهورنا إسرائيلي، وفي هذه اللحظة هم مصدومون، لذلك نقدم لهم المعلومات التي يحتاجونها. وعندما أقدم الأخبار، وأحاول أن أروي ما يحدث على الجانب الآخر، وأعرض الطريقة التي تغطي بها وسائل الإعلام الأجنبية غزة، تنخفض الأرقام. الجمهور لا يريد سماع ذلك".
ويوضح أراد نير أن هذا الاختيار خطأ لأنه "يجب على الإسرائيليين أن يعرفوا ما يجري باسمهم، حتى لو وضعنا الاعتبارات الأخلاقية جانبا. يمكنك أن تؤيد ذلك أو ترغب في جعل سكان غزة يدفعون الثمن، أو تقول إن هذا هو الحل الوحيد لتكون آمنا، أو ترفض القيام بذلك باسمك، لكن عليك أن تعرف. ونحن لا نقدم هذه المعلومات. أنا محبط للغاية".
وخلافا لراد نير يأخذ جدعون ليفي من صحيفة هآرتس وجهة النظر بشكل أكثر قسوة قائلا "إننا نعيش الفترة الأكثر خزيا في تاريخ الإعلام الإسرائيلي. نحن صحفيون أحرار ولا توجد رقابة، ومع ذلك، باستثناء صحيفة هآرتس، اختارت الصحف والقنوات التلفزيونية الرئيسة إخفاء الكارثة في غزة، لاعتقاد الصحفيين أن عليهم أن يقوموا بالدعاية، كجزء من آلة الحرب".
جدعون ليفي: إننا نعيش الفترة الأكثر خزيا في تاريخ الإعلام الإسرائيلي. نحن صحفيون أحرار ولا توجد رقابة، ومع ذلك، باستثناء صحيفة هآرتس، اختارت الصحف والقنوات التلفزيونية الرئيسة إخفاء الكارثة في غزة، لاعتقاد الصحفيين أن عليهم أن يقوموا بالدعاية، كجزء من آلة الحرب
ويقارن جدعون ليفي صحافة إسرائيل مع الصحافة الروسية، قائلا "كنا نسخر من وسائل إعلامهم وتغطيتهم للحرب في أوكرانيا. لكنهم يخضعون لنظام (الرئيس الروسي) فلادمير بوتين، وليس لديهم خيار آخر. هذه ليست حالتنا، وواجبنا ليس إرضاء الإسرائيليين، أو الحصول على موافقتهم بشأن هذه الحرب. دورنا هو أن نروي القصة كاملة. ونحن لا نفعل ذلك".
لا صورة من غزة
ورغم أن هذا الصحفي كان يُدعى كل يوم للمناظرة على القناة 13 فقد أُبعد حتى نهاية الحرب؛ لأنهم –كما يقول- "لا يريدون أي أصوات معارضة"، لأن "الفلسطينيين والاحتلال خارج المجال التلفزيوني والإعلامي منذ قيام إسرائيل (…) يمكنك مشاهدة التلفاز لمدة 12 ساعة متواصلة دون أن ترى صورة واحدة لغزة. هذا جنون"، كما يقول جدعون ليفي.
وبالفعل قالت أنات ساراجوستي، الصحفية ومسؤولة حرية الصحافة في اتحاد الصحفيين بإسرائيل، إن تأثير هذه الفجوة بين الإسرائيليين وبقية العالم خطير، "معظم الأخبار هي غزة. والناس في جميع أنحاء العالم يرون الصور الرهيبة، على عكسنا نحن الإسرائيليين".
ساراجوستي: معظم الأخبار هي غزة. والناس في جميع أنحاء العالم يرون الصور الرهيبة، على عكسنا نحن الإسرائيليين.
وفي إسرائيل نفسها، تثير الطريقة التي يدير بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذه الحرب وتأثيرها جدلا متزايدا، ولكن الموضوع المطروح هو عدم وجود مخصصات للنازحين والرعاية الاجتماعية في ميزانية الحكومة الجديدة، ولكن حقيقة -أيضا- أن "أهداف الحرب لم تتحقق"، كما تقول أنات ساراجوستي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: أکتوبر تشرین الأول نحن الإسرائیلیین جدعون لیفی فی غزة
إقرأ أيضاً:
ثلاثة أرباع الإسرائيليين تؤيد صفقة شاملة لتبادل الأسرى مقابل وقف الحرب
أظهر استطلاع للرأي أن حوالي ثلاثة أرباع الإسرائيليين تؤيد صفقة شاملة لتبادل الأسرى مقابل وقف الحرب.
وأجرى الاستطلاع اجراه معهد لزار للبحوث برئاسة د. مناحم لزار لصالح صحيفة "معاريف".
وأظهر الاستطلاع أن 74 بالمئة من الإسرائيليين يعتقدون أن على "إسرائيل" أن تسعى الآن إلى صفقة كاملة لإعادة كل المخطوفين، حتى بثمن وقف القتال في غزة.
اللافت في الاستطلاع هو أن 57 بالمئة من مؤيدي أحزاب الائتلاف الحالي يؤيدون الصفقة الشاملة مقابل وقف الحرب، فيما يؤيدها 84 بالمئة من مؤيدي أحزاب المعارضة، فيما 16 بالمئة فقط يؤيدون صفقة جزئية.
وفي الشأن الداخلي يظهر الاستطلاع أن 40 بالمئة من الإسرائيليين يعتقدون أنه لا يجب إقالة المستشارة القانونية للحكومة غالي بهرب ميارا، بالمقابل فإن 29 بالمئة مع إقالتها، و 14 بالمئة يعتقدون أن من الصواب تقسيم المنصب.
ويبين الاستطلاع أيضا أن 61 بالمئة يعتقدون أنه ينبغي للجيش الإسرائيلي أن يبقى في المناطق على الحدود مع سوريا، بقدر ما يلزم. على هذا يوجد إجماع بين مؤيدي الائتلاف (75 بالمئة)، ومؤيدي المعارضة (57 بالمئة)، فيما يقول 25 بالمئة آخرون انه ينبغي البقاء هناك لزمن محدود فقط.
وعلي صعيد المقاعد في الكنيست يظهر الاستطلاع أن حزبا برئاسة نفتالي بينيت يتعزز هذا الأسبوع بمقعد إلى 25، والليكود يضعف بمقعدين ويصل إلى 21 فقط. وبالإجمال تصل أحزاب المعارضة بما فيها بينيت إلى أغلبية مستقرة من 66 مقعدا مقابل 44 للائتلاف الحالي.
وتأتي خريطة المقاعد حسب الأحزاب الحالية، مقارنة في الاستطلاع السابق، على النحو التالي: الليكود 24 (25)، المعسكر الرسمي (التحالف بين غانتس وآيزنكوت) 20 (19)، يوجد مستقبل (يائير لابيد) 15 (14)، إسرائيل بيتنا (أفيغدور ليبرلمان) 14 (14)، الديمقراطيون (حزب جديد بعد اندماج حزبي العمل وميرتس) 12 (13)، شاس 9 (10)، القوة اليهودية (إيتمار بن غفير) 9 (8)، يهدوت هتوراة 7 (7)، الجبهة/العربية (أيمن عودة) 6 (5)، القائمة الموحدة (عباس منصور) 4 (5). و3 أحزاب لا تتجاوز نسبة الحسم: الصهيونية الدينية (بتسلئيل سموتريتش)، واليمين الرسمي، والتجمع.