كييف (أوكرانيا) ـ (أ ف ب) – انتهت عند منتصف الليل بتوقيت اسطنبول (21,00 ت غ) مدة صلاحية الاتفاق الذي يسمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب إلى الأسواق الدولية عبر البحر الاسود بعد رفض روسيا تمديدها. وتحدد موعد انتهاء العمل بالاتفاق الذي توسطت الأمم المتحدة وتركيا للتوصل إليه في تموز/يوليو 2022، بعدما جرى تمديده آخر مرة لمدة شهرين في أيار/مايو الماضي.

ورفض الكرملين الإثنين تمديد العمل باتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية، الحيوي للأمن الغذائي العالمي، في قرار أتى بعد ساعات من هجوم أوكراني دمّر جزئياً، للمرة الثانية منذ بدء الحرب، جسر القرم الذي يربط روسيا بشبه الجزيرة التي ضمّتها موسكو إليها عام 2014. – غوتيريش يحذّر – وسارع الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش إلى التحذير من أنّ مئات الملايين في العالم “سيدفعون الثمن” من جراء قرار روسيا. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن “نتيجة ما قامت به روسيا اليوم من استخدام الغذاء كسلاح… سيكون جعل وصول الغذاء الى الأمكنة التي في حاجة ماسة إليه أكثر صعوبة، إضافة الى زيادة الأسعار”، مضيفا “خلاصة القول إن (ما حصل) غير مقبول”. ودانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين “بشدة” إعلان موسكو واصفة إياه بـ”الوقح”. كما دانت باريس القرار الروسي، مطالبة موسكو بـ”وقف ابتزازها للأمن الغذائي العالمي”. وقالت الخارجية الفرنسية في بيان إنّ “روسيا وحدها مسؤولة عن عرقلة الملاحة في هذا المجال البحري وتفرض حصارا غير قانوني على الموانىء الأوكرانية”، مطالبة روسيا ب”التراجع عن قرارها”. بالمقابل، أعلنت أوكرانيا رغبتها بالاستمرار في تصدير حبوبها عبر البحر الأسود، سواء أعطت موسكو ضمانات أمنية لسفن التصدير أو لم تعطها. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “لسنا خائفين”. وأتى موقف زيلينسكي بعد أن تلقّى خلال زيارة إلى اسطنبول مطلع تمّوز/يوليو الجاري دعم نظيره التركي رجب طيب أردوغان مما أثار غضب موسكو. لكن بالنسبة إلى موسكو فإنّ الاتفاق هو اليوم في حكم الميت وإحياؤه ممكن فور تلبية شروطها. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إنّ “اتفاق البحر الأسود انتهى عملياً اليوم” الإثنين. وأضاف “ما أن يلبّى الجزء المتعلّق بروسيا (في الاتفاق) ستعود روسيا فوراً إلى اتفاق الحبوب”. ولاحقاً، قالت الخارجية الروسية في بيان إنّه “إذا كانت العواصم الغربية تقدّر حقّاً مبادرة البحر الأسود، فلتفكر جدّياً في الوفاء بالتزاماتها ولتسحب فعلياً الأسمدة والمواد الغذائية الروسية من العقوبات. فقط عندما يتم تحقيق نتائج ملموسة، وليس إطلاق وعود وإعطاء ضمانات، ستكون روسيا مستعدة للنظر في إعادة العمل بالاتفاقية”. وأتت هذه المواقف قبل ساعات من انتهاء صلاحية الاتفاقية التي أبرمت في اسطنبول وتنتهي مفاعيلها في الساعة 21,00 ت غ. وأبرمت هذه الاتفاقية في تمّوز/يوليو 2022 على ضفاف البوسفور وتم تجديدها مرتين حتى اليوم، وقد أتاحت، خلال العام الماضي، تصدير ما يقرب من 33 مليون طن من الحبوب من الموانئ الأوكرانية، رغم الحرب. وتهدف مبادرة حبوب البحر الأسود التي وقّعتها روسيا وأوكرانيا برعاية تركيا والأمم المتحدة، للتخفيف من خطر المجاعة في العالم من خلال ضمان تصدير المنتجات الزراعية الأوكرانية رغم الحرب. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إنّ تركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة أُخطرت بقرار الكرملين. على الرغم من اعلان الكرملين، أبدى إردوغان ثقته برغبة نظيره الروسي فلاديمير بوتين في استمرار الاتفاق. من جانبها، دعت برلين روسيا الى تمديد العمل بالاتفاق، مؤكدة أهميته للأمن الغذائي العالمي. أما لندن التي أعربت عن خيبة أملها إزاء قرار موسكو فقالت إنّها “ستواصل المحادثات”. وأتاح الاتفاق لبرنامج الأغذية العالمي مساعدة دول تواجه نقصاً غذائياً حادّاً مثل أفغانستان والسودان واليمن. واعلنت الامم المتحدة مساء الاثنين انتهاء تفتيش آخر سفينة شحن محملة بالحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، موضحة ان عملية التفتيش هذه تحمل الرقم 1972 منذ الأول من آب/اغسطس 2022. – هجوم على جسر القرم – وأتى قرار الكرملين بعد ساعات من تعرّض جسر القرم الذي يعدّ خط إمداد رئيسياً للقوات الروسية في أوكرانيا، لهجوم ليل الأحد باستخدام “مسيّرات بحرية”. وقال مصدر في أجهزة الأمن الأوكرانية (اس بي يو) أن الاستخبارات وسلاح البحرية يقفان وراء استهداف الجسر الذي يعبر مضيق كيرتش. وأوضح المصدر لوكالة فرانس برس أنّ “هجوم اليوم على جسر القرم هو عملية خاصة لجهاز اس بي يو والبحرية” تمّ تنفيذها “بواسطة مسيّرات بحرية”. من جهتها، قالت لجنة التحقيق الروسية في بيان “قُتل مدنيان هما رجل وامرأة في سيارة سياحية على الجسر” جراء الهجوم، مشيرة أيضا الى أنّ ابنتهما أصيبت بجروح. وأفادت لجنة مكافحة الإرهاب الروسية أنّ الهجوم وقع عند الساعة 03,05 (الساعة 00,05 ت غ). وبثت محطة “القرم-24” العامة مقطعا مصورا يظهر انهيار قسم من الجزء الطرقي من الجسر. ونشرت هيئة التحقيق الروسية أيضا مقطعا مصورا يظهر رجالا يرفعون أدلة عن الطريق. ولاحقا، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تعزيز الإجراءات الأمنية على جسر القرم الاستراتيجي، واصفا الهجوم بأنه “عمل إرهابي”. وقال بوتين خلال اجتماع حكومي نقل التلفزيون وقائعه “سيكون هناك بالتأكيد رد من جانب روسيا. وزارة الدفاع تعد اقتراحات ملائمة”. يمتدّ الجسر على مسافة 18 كلم ويتألف من قسمين أحدهما طرقي والآخر للسكك الحديد، ودشّنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في العام 2018 لربط روسيا بشبه الجزيرة التي ضمّتها عام 2014. وأدّى الهجوم الى تضرّر الجزء الطُرُقي وتعليق الحركة لساعات، بينما لم تطاول أضرار الجزء المخصص للسكك الحديد. واستؤنفت حركة السكك الحديد على الجسر قبل ظهر الإثنين، وفقاً لسلطات القرم. وهي المرة الثانية في غضون أشهر يتعرّض فيها الجسر لهجوم. وفي تشرين الأول/أكتوبر، أدى انفجار ضخم ناتج من شاحنة مفخخة، وفق موسكو، الى تدمير جزء من الجسر ومقتل ثلاثة أشخاص. – عبر السيارة – والإثنين استأنفت العبّارات تنقّلاتها المكوكية بين ضفّتي المضيق، لكنّ الحاكم الروسي لشبه جزيرة القرم سيرغي أكسيونوف دعا السيّاح الروس الذين يريدون العودة إلى روسيا بالسيارة لأن يعبروا الأراضي الخاضعة لسيطرة روسيا في شرق أوكرانيا على الرّغم من أنّ أجزاء من هذه المناطق تتعرّض لقصف أوكراني يستهدف خطوط الإمداد الروسية. وبالموازاة، تمضي كييف في هجومها المضادّ لاستعادة أراض تسيطر عليها قوات موسكو في شرق البلاد وجنوبها. وأقرّت أوكرانيا في الفترة الأخيرة بأنها تواجه صعوبات في القتال داعية الولايات المتحدة ودولا حليفة أخرى إلى تقديم أسلحة بعيدة المدى ومدفعية. وأعلنت بيلاروس، الدولة الحليفة لروسيا والمجاورة لأوكرانيا، الإثنين أنّها أسقطت مسيّرة أوكرانية اخترقت مجالها الجوّي، في حادث يأتي بعد أيام من تأكيد مينسك وجود مقاتلين من مجموعة فاغنر المسلّحة الروسية على أراضيها. كما قُتل طيّار روسي إثر تحطم طائرته المقاتلة “سو-25” خلال طلعة تدريبية في جنوب غرب روسيا، فوق بحر أزوف، وفق ما أفادت السلطات المحلية الاثنين. وأعلن المخرج الأوكراني أوليغ سينتسوف الذي انضم إلى القتال ضد القوات الروسية، أنه عولج من إصابات بشظايا لحقت به جراء قصف مدفعي على الجبهة الجنوبية. وفرضت بريطانيا الإثنين سلسلة عقوبات على شخصيات روسية بينها وزير وصحافي معروف، للاشتباه بضلوعهم في “الترحيل القسري لأطفال أوكرانيين”. وروسيا متّهمة بنقل آلاف الأطفال الى مناطق خاضعة لسيطرتها في أوكرانيا وإلى الأراضي الروسية. وتتهم المحكمة الجنائية الدولية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بارتكاب جرائم حرب لـ”الترحيل غير الشرعي” لآلاف الأطفال الأوكرانيين خلال النزاع بين موسكو وكييف. وترفض روسيا هذه الإتهامات.

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

«الخارجية الروسية»: حلف «ناتو» يستعد للحرب مع موسكو

قالت وزارة الخارجية الروسية، إنّ حلف «ناتو» يستعد للحرب مع روسيا، مواصلة: «ونحن ملتزمون بتجنب المواجهة المباشرة معه»، حسبما أفادت قناة «القاهرة الإخبارية»، في خبر عاجل. 

وذكرت «الخارجية الروسية»، أنّ تصريحات الولايات المتحدة حول احتمال تبادل محدود للضربات النووية ستؤدي لكارثة عالمية. 

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن سمح لأوكرانيا بضرب العمق الروسي باستخدام الأسلحة الغربية، وهو ما أسفر عن تغيير العقيدة النووية الروسية، إذ أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعديلها ردًا على تطور غير متوقع في النزاع الأوكراني وتطورات متسارعة في السياسة العسكرية الغربية.

ويعكس التعديل في العقيدة النووية الاستعداد لاستخدام الأسلحة النووية ليس فقط كوسيلة للرد على الهجوم النووي، بل أيضًا كوسيلة للرد على الهجمات التقليدية الضخمة.

مقالات مشابهة

  • سفارة روسيا في لشبونة: الأضرار التي لحقت بالسفارة البرتغالية في كييف كانت بسبب قوات الدفاع الجوي الأوكرانية
  • السكك الحديدية الأوكرانية تزيل اللغة الروسية من تذاكر القطارات
  • روسيا: السفارة البرتغالية في كييف تضررت بسبب الدفاعات الجوية الأوكرانية
  • موسكو: 6 قتلى و10 جرحى جراء استهداف القوات الأوكرانية لمقاطعة "كورسك"
  • الخارجية الأوكرانية: كييف لا ترى مقترحات واقعية لهدنة عيد الميلاد
  • روسيا: القوات الأوكرانية تواصل هجومها على مدينة ريلسك في كورسك الروسية
  • نائب: العراق يوقف تصدير النفط الأسود لسوريا
  • كاميرا الجزيرة ترصد حجم الدمار في كييف جراء الهجمات الروسية
  • «الخارجية الروسية»: حلف «ناتو» يستعد للحرب مع موسكو
  • عاجل. أنباء عن انفجارات عنيفة في كييف عقب هجوم سيبراني نفذته على موسكو