الإعمار: عام 2024 سيشهد إنجاز تسعين بالمئة من مشاريع الحزمة الأولى
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
الاقتصاد نيوز ـ بغداد
أكدت وزارة الإعمار والإسكان، الثلاثاء، أن عام 2024 سيشهد إنجاز 90 بالمئة من مشاريع حزمة فك الاختناقات المرورية الأولى، وفيما بينت أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أطلق مشروع إنشاء جسرٍ موازٍ للصرافية وتنظيم تقاطع براثا، أشارت إلى أن نسبة إنجاز مدخلي بغداد - بسماية وبغداد - ديالى وصلت إلى 90 بالمئة.
وقال مدير عام دائرة الطرق والجسور بالوزارة حسين جاسم، في تصريح أوردته وكالة الأنباء الرسمية، واطلعت عليه "الاقتصاد نيوز"، إن "عام 2024 سيكون بالفعل عام الإنجازات كما أطلقت عليه الحكومة، حيث بدأ بإنجاز مجسر (فائق حسن) في تقاطع الفنون الجميلة وسنتبعه بمشاريع أخرى من الحزمة الأولى التي أطلقت في بداية عام 2023 والتي وضعت سقوف زمنية لها لتدخل الخدمة في العام 2024".
وأضاف، أن "مجسر الفنون الجميلة أنجز بنصف المدة المطلوبة وبسقف 104 أيام ليكون أولى الثمرات في مشاريع فك الاختناقات المرورية التي تبنتها الحكومة وأطلق من رئيس مجلس الوزراء في آذار عام 2023".
وأضاف، أنه "من ضمن خططنا الموضوعة في هذا العام، إنجاز أغلب المشاريع ابتداء من الربع الأول من هذا العام وتباعا سينجز المتبقي منها حسب المدة التعاقدية المطلوبة"، مشيرا، إلى أن "هناك 14 مشروعا تستمر فيه الأعمال على الأرض بعد إنجاز مجسر الفنون الجميلة والذي دخل الخدمة".
وذكر، "أننا بانتظار إطلاق المشروع الـ 15 من مشاريع فك الاختناقات في بداية شباط المقبل"، لافتا، إلى أن "نسب إنجاز هذه المشاريع متفاوتة، حيث إن بعضها وصل إلى 80 بالمئة وسيتم افتتاحها بحلول نيسان المقبل".
وأكد، أن "هناك مشاريع أخرى ستتبعها لنصل إلى منتصف العام الحالي بإنجاز 4 إلى 5 مشاريع"، لافتا، إلى أن "عام 2024 سيشهد إنجاز 90 بالمئة من مشاريع الحزمة الأولى".
وذكر، أن "الحكومة لم تتوقف عند إطلاق هذه الحزمة"، موضحا، أن "رئيس الوزراء عندما افتتح مجسر الفنون الجميلة أطلق مشروعا آخر في نفس المحور وهو تطوير التقاطع اللاحق وتقاطع الصرافية وإنشاء جسر آخر مواز لجسر الصرافية الحالي وتنظيم تقاطع براثا وتوسيع الطريق الممتد إلى تقاطع الشالجية".
وذكر، أن "محور صفي الدين الحلي الممتد من تقاطع المستنصرية عند طريق محمد القاسم إلى تقاطع الشالجية عند مطار المثنى سيكون سالكا دون أي تقاطع في المستويات الأرضية".
وحول ملف المداخل أوضح، أن "تطوير مداخل بغداد أمر مهم للغاية؛ لأن هنالك أعدادً كبيرة تتوافد إلى العاصمة عبر المنافذ، ولذلك وضعنا خطة لفك الاختناقات في مداخل بغداد الخمسة، وتم توزيعها بين محافظة بغداد ووزارة الإعمار والإسكان دائرة الطرق والجسور، حيث إن دائرتنا مسؤولة عن مدخلين وهما بسماية ومدخل بغداد – ديالى والتي وصلت نسبة الإنجاز فيهما إلى أكثر من 90 بالمئة وسيتم افتتاحهما خلال الأشهر القليلة المقبلة بعد إكمال أعمال التأسيس والإنارة والمجسرات لكون هذه الطرق سريعة ولا تشهد توقفا أو استدارات عشوائية".
وأكد، أن "تنظيم هذه المداخل مكملة لمشاريع فك الاختناقات التي تعالج مشكلة الزحامات في داخل العاصمة مع إنشاء جسور جديدة على هذه المداخل كما هو الحال في جسر الرستمية بمدخل بغداد الجنوبي الذي وصلت نسبة إنجازه 95 بالمئة وسيتم افتتاحه خلال الشهر المقبل".
وأكد، "اهتمام الحكومة في إطلاق مشروع الطريق الحلقي الرابع حول بغداد الذي يمثل الحل الجذري للاختناقات".
وبشأن تمويل المشاريع، أكد جاسم أن "الحكومة وضعت قانون الموازنة لثلاث سنوات والذي سهل كثيرا موضوع التمويل، حيث إن الجداول التي من المفترض أن ترسل إلى البرلمان نتوقع أن تكون عملية إقرارها أسهل"، لافتا إلى "أننا في بداية عام 2024 نسقنا مع وزارات التخطيط والمالية من أجل وضع التخصيص السنوي الكافي لهذا العام لإكمال المشاريع التي بعهدة الوزارة".
وتابع، أن "هناك تنسيقا مع اللجنة المالية في مجلس النواب من أجل إقرار هذه المبالغ وإدخالها في جداول عام 2024 ليتسنى لكوادرنا المضي بوتيرة أعلى بهذه المشاريع ويلمس المواطن الخدمة مباشرة وإنجازها في توقيتاتها المحددة".
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار الفنون الجمیلة فک الاختناقات من مشاریع عام 2024 إلى أن
إقرأ أيضاً:
معارك ما بعد الحرب هزيمة الفراغ وإعادة الإعمار
معارك ما بعد الحرب هزيمة الفراغ وإعادة الإعمار
لم تنتهِ الحرب بعد، لكن المعارك تغيّرت. لم تعد كلها تُخاض بالسلاح والنار، بل صار بعضها داخليًا صامتًا، يدور في صدور الرجال والنساء الذين فقدوا وظائفهم ومصادر دخلهم، وفقدوا معها الإحساس بالجدوى. واحدة من أخطر هذه المعارك الآن هي معركة الفراغ. الفراغ ليس مجرد وقت فائض، بل حالة خانقة تتضخم فيها الأحاسيس، ويكبر فيها الإحباط، وتتآكل فيها النفس ببطء. قال محمد شكري:
“على المرء أن يبقى مشغولاً للحد الذي يلهيه عن تعاسته”
وقال غازي القصيبي: “العمل لا يقتل مهما كان شاقًا، ولكن الفراغ يقتل أنبل ما في الإنسان”.
ما بين هاتين العبارتين مساحة واسعة من المعاناة السودانية اليوم.
من فقدوا أعمالهم لم يفقدوا المال فقط، بل فقدوا أيضًا الشعور بأنهم مفيدون، منتجون، قادرون على العطاء. باتوا فريسة لأفكار قاتمة، وهاجمتهم الوحدة بأسوأ صورها. وكما كتب ستيفان زفايغ في روايته لاعب الشطرنج :
“لم نتعرض لأي تعذيب جسدي، بل أسلمونا ببساطة إلى فراغٍ مطلق، ومن البديهي أن لا شيء في العالم يعذّب النفس البشرية أكثر من الفراغ.”
في واقعنا، هذا هو حال كثير من السودانيين اليوم. الفراغ يضغط على الروح، يُضاعف الحزن، ويُفقد المرء اتزانه. أما الذين ما زالوا مشغولين — حتى في أبسط المهام — تجدهم أكثر تماسكًا، لأنهم ببساطة لا يملكون وقتًا للانهيار.
وإذا كنا، لسبب أو لآخر، لم نلعب دورًا حين كانت المعارك تدور بالرصاص أمامنا، فها هي الفرصة اليوم لنلعب دورًا في معارك إعادة الإعمار، بنشر الأمل، ومقاومة الإحباط، والانضمام إلى فرق ترميم الأحياء، ولو بالرأي والمشورة. فإعادة البناء لا تحتاج فقط إلى الأيادي، بل إلى العقول والقلوب أيضًا. نحتاج اليوم أن نعيد تعريف النجاة: النجاة ليست فقط في البقاء على قيد الحياة، بل في أن نحافظ على إنسانيتنا، على قيمنا، على إحساسنا بأن لنا دورًا نؤديه. وهذا الدور قد يكون في التعليم، في التطوع، في دعم الجيران، أو حتى في خلق مساحة صغيرة من الفرح وسط الركام.
كل لحظة نقاوم فيها الفراغ، نكسب فيها جولة جديدة في معركة ما بعد الحرب. معركة إعادة الإعمار لا تبدأ من الطوب والحجر، بل من داخل النفوس. من قرار الإنسان أن ينهض، ويُشارك، ويُقاوم الفراغ قبل أن يقضي عليه. ولن يكون هناك نصر حقيقي ما لم نربح هذه المعركة أيضًا. الحرب سرقت من الناس أشياء كثيرة، لكن لا نسمح لها أن تسرق أرواحنا ونحن أحياء.
بقلم: عميد شرطة (م) عمر محمد عثمان
٢٠ أبريل ٢٠٢٥م
إنضم لقناة النيلين على واتساب