كيفية خلق جيش مهني، قضية التدريب والتأهيل (9 – 10)
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
تعرض المقال الأول للأهمية القصوى لإيقاف الحرب ومعالجة أسبابها، التي لن تتم بدون وحدة القوى المدنية، للدفاع عن التصور الديمقراطي لحل هذه الأزمة الكارثية. وكان المقال الثاني بعنوان " من يحمي الديار من حماة الديار؟" ومقولته الأساسية ان الخطر على استقرار الشعوب يأتي، وعبر التاريخ، من الجيوش، عندما تنتزع السلطة وتحكم.
يشكل التدريب جوهر عملية تأهيل الجيش المهني الذي نسعى اليه. التدريب المقصود لا يشمل العلوم العسكرية البحتة، بكل تفرعاتها. نقصد القضايا التي توضح وظيفة ومكانة العسكر، بكل رتبهم وافرعهم، في إطار الدولة الديمقراطية الحديثة. الغرض هو التدريب والتأكيد على ان الأجهزة العسكرية، بمختلف مسمياتها او مهامها، هي مؤسسة من مؤسسات الدولة، لها مهام محددة حسب الدستور، ولديها قوانين تنظم كيفية أداء واجباتها. وأنها ليست فوق مؤسسات المجتمع الأخرى، وتدار حسب تشريعات وموجهات مؤسسات الدولة المدنية. ويقوم المجلس التشريعي بتحديد نصيبها من الميزانية العامة للدولة، ويقود الرقابة عليها، والتأكيد على تنفيذ أسس حوكمتها.
أهم أسس التدريب المقترح:
• الدراسة الجادة لتشريعات وقوانين حقوق الانسان، والتأكيد على الزامية التمسك بها، وان أي خرق يعرض من أصدر الأوامر ومن نفذ الأوامر للعقاب.
• تثقيف الضباط والطلاب الحربيين والجنود بضرورة الولاء للقيم الديمقراطية، وأعلاء احترام المواطن كانسان كامل الادمية.
• التعامل مع العنف الزائد أثناء التدريب لإذلال الجنود والطلاب العسكريين وكسر شخصياتهم، خلال عملية منظمة لتطويع فرديتهم لتنسجم مع مبدأ الطاعة العمياء.
• محاربة الفهم المبني على ان مشاكل المجتمع تحتاج للحزم والقوة، وان الضباط هم أفضل من يدير ويصلح الدولة والمجتمع. وأن تربيتهم العسكرية الصارمة تجعل منهم قادة حقيقيين ومخلصين ومستعدين للتضحية من اجل شعوبهم.
• العمل على تحرير مبدأ الطاعة العمياء عند الجندي حتى لا ترتكب جرائم مناقضة للدستور أو مبادئ حقوق الانسان، وإبراز تجارب الشعوب الأخرى عندما رفض العسكريون تنفيذ أوامر غير دستورية (قائد الجيش رفض امر الرئيس الأمريكي بضرب المتظاهرين.، ورفض قائد شرطة لندن امر رئيس الوزراء بمنع مظاهرة دعم شعب غزة).
• فضح تجارب جرائم الجيوش ودور القانون الدولي في معاقبة مرتكبيها.
• دراسة تجارب انحياز العسكر للشعب مثل ما حدث في ثورة أكتوبر أو انتفاضة أبريل، وتجربة رفض الجيش التونسي ضرب المتظاهرين، وبقية التجارب العالمية.
• رفض ومقاومة العقلية الذكورية عند العسكر وضرورة التعامل مع المرأة كأنسان.
• محاربة ونقد الآراء التي تنظر لدخول الجيش في الاقتصاد، وتوضيح خطورة تلك الممارسات وتقديم امثلة من السودان والبلاد العربية الواقعة تحت حكم العسكر.
• مراجعة التربية العسكرية المبنية على فهم كل شيء انطلاقا من عدو وصديق، وان الخصم يجب ان يقتل قبل ان يقتلك، وعدم النظر للمجتمع من هذا المنطلق، كل من يخالفك وجهة النظر هو عدو يجب ان يحسم.، والتأثير السيء لذلك على إدارة الدولة.
• جوهر النظرية العسكرية هي حماية الدولة ومواجهة العدو الخارجي، وانه لا يوجد للجيش عدو داخلي، وان الامن الداخلي هو مسؤولية الشرطة.
siddigelzailaee@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
رئيس الدولة ومحمد بن راشد يبحثان في العين عددا من الموضوعات التي تهم شؤون الوطن
استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، اليوم أخاه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، بحضور سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة.
وتبادل سموهما، خلال اللقاء الذي جرى في قصر الروضة في مدينة العين، الأحاديث الأخوية الودية وبحثا عددا من الموضوعات التي تهم شؤون الوطن والمواطن والسبل الكفيلة بتعزيز مسيرة الدولة التنموية الطموحة والعمل على تسريع إنجاز المستهدفات الوطنية خلال المرحلة المقبلة، سائلين المولى عز وجل أن يديم على دولة الإمارات وشعبها الرخاء والتقدم على جميع المستويات.
حضر اللقاء، سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة العين، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون الخاصة، وسمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران المدني رئيس مطارات دبي الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، ومعالي الشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان مستشار رئيس الدولة، وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين.