سودانايل:
2024-07-04@05:48:29 GMT

بين المحجوب وكرتي أو في حكاية الكيزان الزعلانين!

تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT

يحكى أنّ الراحل محمد أحمد محجوب كان في زيارة الى مصر وهو وزير لخارجية السودان، بعد انتهاء زيارته كان يود زيارة صديق كاتب وصحفي مصري، لكنه عرف انه معتقل ضمن اعتقالات شملت عددا من المثقفين والناشطين، التقى المحجوب الرئيس عبد الناصر لوداعه، سأله عبد الناصر: متى ستعود للسودان؟
قال المحجوب : الأمر يتوقف عليك يا سيادة الرئيس!
سأله عبد الناصر باهتمام: كيف ذلك؟
قال المحجوب: لدي صديق أود رؤيته بشدة قبل سفري، لكنني علمت أنه معتقل!
فرد عبد الناصر مبتسما: اذن لن نطلق سراحه حتى نسعد ببقائك بيننا لأطول وقت!
وفي لحظة خروج المحجوب من مكتب عبد الناصر، صدر الأمر بإطلاق سراح صديقه الكاتب، فالتقاه المحجوب قبل أن يغادر عائدا لبلاده.


لم يكن جيل المحجوب مُبَرَّءًا من الأخطاء، بل أن انعدام الرؤية والخطط الاستراتيجية لجيل ما بعد الاستقلال افضى للكثير من المشاكل والتعقيدات التي شهدتها بلادنا لاحقا. لكن ذلك الجيل اجتهد قدر استطاعته، وكانت تلك الرموز وجوها ناصعة للدبلوماسية السودانية، إنّ من المحزن أن الوزارة التي شغلها افذاذ أمثال المحجوب وجمال محمد أحمد ومنصور خالد ومحمد توفيق أحمد، ورثها في زمن الضياع عدد من ضباع وسماسرة السياسة، فمن عُشّاق الأدب والفنون أمثال المحجوب وجمال، انتهى الامر بالخارجية إلى عاشق الأرض (تقرأ الأراضي) (المجاهد)علي كرتي!
إنها مأساة وطن تسلط عليه تشكيل عصابي يتخذ الدين ستارا لتنفيذ مآربه الشيطانية، لم يتركوا شريعة أو قانونا أو عرفا لم ينتهكوه، لم يتركوا مالا عاما لم ينهبوه، ومجتمعا هادئا في تعايش سلمي سليم الا ودمروه، لم يجتهدوا في شيء ومنذ بيان انقلابهم الأول مثل اجتهادهم في غرس بذور تفتيت وتدمير هذه البلاد.
في تسعينات التمكين، طردوا كل الكفاءات في الخدمة المدنية، وقاموا بتعيين غير المؤهلين من سدنة التنظيم، لم يشغلهم التفكير في عدالة توزيع الفرص بين أبناء الوطن، بل كانوا حريصين على تنمية الغبن في النفوس، ولم يشغلهم هم انهيار الخدمة المدنية وما قد يستتبع ذلك من انهيار كل شيء، فالإنسان، تعليمه وصحته وتنمية قدراته، كان يقبع في مؤخرة اهتماماتهم، فالأولوية كانت للتمكين، غرس التنظيم الشيطاني في تربة بلادنا.
لكن تلك التربة الطيبة لفظت تنظيمهم فبقي غريبا، لا يجمع حوله سوى السفلة واللصوص وشذاذ الآفاق. مجرد نبت شيطاني بلا جذور، لا يطرح سوى الشوك والفتن والمصائب، والحرب العبثية التي تشهدها بلادنا الان هي آخر ثمار نبت مشروع النهب والموت والدمار.
ورغم أنّ اعلان انقلابهم الكاذب كان أساسه مزاعم اهمال الحكومة الديمقراطية للجيش، لكنهم بعد استيلائهم على السلطة، امعنوا في اهماله وتدميره، صنعوا المليشيات الموازية له، من دفاع شعبي وأمن شعبي. وجهاز امني تتواضع أمام اعماله، عصابات الجريمة المنظمة، يمارس فقط كل ما تحرمه القوانين، من قتل واغتصاب وسرقة وتجارة بالممنوعات!
ثم أنشأوا الدعم السريع، وبلغ من فرح رئيسهم مجرم الحرب به، أن أدمن الإشادة به في كل يوم، بمناسبة وبدون مناسبة. كانت كل المليشيات التي ينشئوها تهدف فقط في الواقع لإرهاب الشعب وتثبيت نظامهم. وحين شعروا بتنامي قوة الدعم السريع واحتمال خروجه على سلطتهم، كانوا بصدد انشاء جيش آخر باسم جيش الاحتياط، حين فاجأتهم الثورة.
ومنذ لحظة اندلاع حربهم الأخيرة، كان واضحا رهانهم على هزيمة الدعم السريع خلال فترة وجيزة، ليعودوا بعدها للواجهة كمنقذين (نسخة جديدة من الإنقاذ، حتى صارت كلمة انقاذ مرادف للموت والنهب والخداع) وبعد وضع كل القوى التي تناهضهم في سلة الدعم السريع. للخلاص من الجميع بضربة لازب.
لا تهدف حربهم سوى لهزيمة الثورة، صناعة فظائع تفوق ما اقترفته أيديهم خلال عقود الشؤم الثلاثة. يحاولون خداع الناس كالعادة، وحرف الأنظار عن حقيقة انّ الجرائم التي ترتكب في هذه البلاد من قبل كل الأطراف، منذ يونيو 89 وحتى هذه اللحظة كلها من صنع أياديهم، فالدعم السريع لم يهبط من السماء، وحين تقاطعت المصالح صار عدوا، وصار النصر عليه مطلوبا لمحاولة غسل ذاكرة الأمة بانتصار وهمي.
نالت الخارجية نصيبها من التمكين، فتقاطر إلى صفوفها متردية التنظيم الشيطاني، فشهدنا التخبط والفضائح الأخلاقية، لننتهي إلى دبلوماسية الزعل والحردان، تطرد المبعوثين الدوليين وتقاطع دول الجوار والمنظمات الإقليمية، وترفض دعوات مؤتمرات البحث عن سلام في بلادهم، وتلوم الايقاد على استقبال قائد الدعم السريع، والأمين العام للأمم المتحدة بسبب اتصاله مع حميدتي! ولم يبق لهم سوى تعيين سكرتير اتصالات للسكرتير العام ليحدد له على من يجب أن يرد، ومن يجب أن يعمل لهم (بلوك) في تليفونه!
دبلوماسية يكون العسكر أكثر دبلوماسية منها! حين يتنازلون ليلا (في لحظات اللاوعي السيادي) ويقبلون التفاوض لوقف الحرب، فيمحو كلامهم نهار دبلوماسية بطل جهاد الأراضي: علي كرتي!
لا_ للحرب
التحية للسفراء أصحاب المواقف نورالدين ساتي وعبد الرحيم خليل ورفاقهم من الشرفاء.



ortoot@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع عبد الناصر

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يعلن عن استرداد منطقة جديدة بأم درمان من الدعم السريع

 

أعلن الجيش السوداني عن انتصارات جديدة لقواته في مدينة أمدرمان وتكبيد قوات الدعم السريع خسائر في العتاد و الأوراح.

الحرطوم ــ التغيير

قال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية العميد  د.نبيل عبدالله، إن أمدرمان حي الدوحة  خالية من التمرد، و أكد أنه تم  استلام 3 عربات قتالية “كروزر” ومدرعة صرصر وعدد كبير من القتلى في عمليات تمت اليوم الثلاثاء.

و عرض الجيش فيديو يظهر الغنائم التي تم استلامها من مليشيا الدعم السريع.

ومنذ مطلع  مارس الماضي حقق الجيش السوداني،  اختراقًا جديدًا، في حرب الشوارع التي يخوضها ضد  الدعم السريع في وسط وجنوب مدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم.

وسيطر الجيش على مقر محلية أم درمان الواقعة في تقاطع شارعي الموردة والعرضة وعلى مقر  الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون التي تسيطر عليها مليشياالدعم السريع منذ اليوم الأول للحرب في منتصف أبريل الماضي. كما أحكم قبضته على محليتي أمدرمان القديمة وكرري .

وقال الجيش السوداني إن قواته عازمة على المضي قدماً في تطهير “الجزء اليسير” المتبقي من مدينة أم درمان.

وكان قد أعلن الجيش السوداني في وقت سابق سيطرته على منطقة كبري ود البشير بمدينة أم درمان في العاصمة الخرطوم، وذلك بعد ساعات من إعلان قوات الدعم السريع تحقيق انتصارات كبيرة في المنطقة واسترداد الكبري.

واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على نحو مفاجئ في منتصف أبريل 2023م بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دولياً، ومع اقتراب الحرب من إكمال العام شهدت أم درمان تقدماً للجيش في عدة محاور.

وظل الطرفان منذ اندلاع الحرب يتبادلان ادعاءات السيطرة والتقدم الميداني دون توافر إمكانية التحقق من صحة ما يبثانه من معلومات من مصادر مستقلة في ظل الاشتباكات وانعدام الأمن وانعدام شبكة الاتصالات والإنترنت في بعض المناطق.

الوسومالجيش الدعم السريع حي الدوحةـ أم درمان

مقالات مشابهة

  • توم بيرييلو: أشعر بالقلق جراء هجمات الدعم السريع التي أدت لنزوح جماعي للمدنيين من ولاية سنار
  • ياسر العطا يحدد (4) شروط للتفاوض مع الدعم السريع
  • الجيش السوداني يحدد 4 شروط للتفاوض مع الدعم السريع
  • هل ينجح الانقلاب على البرهان هذه المرة؟
  • الدعم السريع تواصل تقدمها في سنّار بالسودان والقتال يتجدد في أم درمان  
  • حرب السودان: ثم ماذا بعد سنجة !!
  • الجيش السوداني يعلن استرداد منطقة جديدة بأم درمان
  • الجيش السوداني يعلن عن استرداد منطقة جديدة بأم درمان من الدعم السريع
  • الانتحار السوداني ... متى يتوقف وكيف؟!
  • تسريبات: الحركة الاسلامية الان تتفاوض ثنائيا مع الدعم السريع