سودانايل:
2025-04-28@19:38:17 GMT

بين المحجوب وكرتي أو في حكاية الكيزان الزعلانين!

تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT

يحكى أنّ الراحل محمد أحمد محجوب كان في زيارة الى مصر وهو وزير لخارجية السودان، بعد انتهاء زيارته كان يود زيارة صديق كاتب وصحفي مصري، لكنه عرف انه معتقل ضمن اعتقالات شملت عددا من المثقفين والناشطين، التقى المحجوب الرئيس عبد الناصر لوداعه، سأله عبد الناصر: متى ستعود للسودان؟
قال المحجوب : الأمر يتوقف عليك يا سيادة الرئيس!
سأله عبد الناصر باهتمام: كيف ذلك؟
قال المحجوب: لدي صديق أود رؤيته بشدة قبل سفري، لكنني علمت أنه معتقل!
فرد عبد الناصر مبتسما: اذن لن نطلق سراحه حتى نسعد ببقائك بيننا لأطول وقت!
وفي لحظة خروج المحجوب من مكتب عبد الناصر، صدر الأمر بإطلاق سراح صديقه الكاتب، فالتقاه المحجوب قبل أن يغادر عائدا لبلاده.


لم يكن جيل المحجوب مُبَرَّءًا من الأخطاء، بل أن انعدام الرؤية والخطط الاستراتيجية لجيل ما بعد الاستقلال افضى للكثير من المشاكل والتعقيدات التي شهدتها بلادنا لاحقا. لكن ذلك الجيل اجتهد قدر استطاعته، وكانت تلك الرموز وجوها ناصعة للدبلوماسية السودانية، إنّ من المحزن أن الوزارة التي شغلها افذاذ أمثال المحجوب وجمال محمد أحمد ومنصور خالد ومحمد توفيق أحمد، ورثها في زمن الضياع عدد من ضباع وسماسرة السياسة، فمن عُشّاق الأدب والفنون أمثال المحجوب وجمال، انتهى الامر بالخارجية إلى عاشق الأرض (تقرأ الأراضي) (المجاهد)علي كرتي!
إنها مأساة وطن تسلط عليه تشكيل عصابي يتخذ الدين ستارا لتنفيذ مآربه الشيطانية، لم يتركوا شريعة أو قانونا أو عرفا لم ينتهكوه، لم يتركوا مالا عاما لم ينهبوه، ومجتمعا هادئا في تعايش سلمي سليم الا ودمروه، لم يجتهدوا في شيء ومنذ بيان انقلابهم الأول مثل اجتهادهم في غرس بذور تفتيت وتدمير هذه البلاد.
في تسعينات التمكين، طردوا كل الكفاءات في الخدمة المدنية، وقاموا بتعيين غير المؤهلين من سدنة التنظيم، لم يشغلهم التفكير في عدالة توزيع الفرص بين أبناء الوطن، بل كانوا حريصين على تنمية الغبن في النفوس، ولم يشغلهم هم انهيار الخدمة المدنية وما قد يستتبع ذلك من انهيار كل شيء، فالإنسان، تعليمه وصحته وتنمية قدراته، كان يقبع في مؤخرة اهتماماتهم، فالأولوية كانت للتمكين، غرس التنظيم الشيطاني في تربة بلادنا.
لكن تلك التربة الطيبة لفظت تنظيمهم فبقي غريبا، لا يجمع حوله سوى السفلة واللصوص وشذاذ الآفاق. مجرد نبت شيطاني بلا جذور، لا يطرح سوى الشوك والفتن والمصائب، والحرب العبثية التي تشهدها بلادنا الان هي آخر ثمار نبت مشروع النهب والموت والدمار.
ورغم أنّ اعلان انقلابهم الكاذب كان أساسه مزاعم اهمال الحكومة الديمقراطية للجيش، لكنهم بعد استيلائهم على السلطة، امعنوا في اهماله وتدميره، صنعوا المليشيات الموازية له، من دفاع شعبي وأمن شعبي. وجهاز امني تتواضع أمام اعماله، عصابات الجريمة المنظمة، يمارس فقط كل ما تحرمه القوانين، من قتل واغتصاب وسرقة وتجارة بالممنوعات!
ثم أنشأوا الدعم السريع، وبلغ من فرح رئيسهم مجرم الحرب به، أن أدمن الإشادة به في كل يوم، بمناسبة وبدون مناسبة. كانت كل المليشيات التي ينشئوها تهدف فقط في الواقع لإرهاب الشعب وتثبيت نظامهم. وحين شعروا بتنامي قوة الدعم السريع واحتمال خروجه على سلطتهم، كانوا بصدد انشاء جيش آخر باسم جيش الاحتياط، حين فاجأتهم الثورة.
ومنذ لحظة اندلاع حربهم الأخيرة، كان واضحا رهانهم على هزيمة الدعم السريع خلال فترة وجيزة، ليعودوا بعدها للواجهة كمنقذين (نسخة جديدة من الإنقاذ، حتى صارت كلمة انقاذ مرادف للموت والنهب والخداع) وبعد وضع كل القوى التي تناهضهم في سلة الدعم السريع. للخلاص من الجميع بضربة لازب.
لا تهدف حربهم سوى لهزيمة الثورة، صناعة فظائع تفوق ما اقترفته أيديهم خلال عقود الشؤم الثلاثة. يحاولون خداع الناس كالعادة، وحرف الأنظار عن حقيقة انّ الجرائم التي ترتكب في هذه البلاد من قبل كل الأطراف، منذ يونيو 89 وحتى هذه اللحظة كلها من صنع أياديهم، فالدعم السريع لم يهبط من السماء، وحين تقاطعت المصالح صار عدوا، وصار النصر عليه مطلوبا لمحاولة غسل ذاكرة الأمة بانتصار وهمي.
نالت الخارجية نصيبها من التمكين، فتقاطر إلى صفوفها متردية التنظيم الشيطاني، فشهدنا التخبط والفضائح الأخلاقية، لننتهي إلى دبلوماسية الزعل والحردان، تطرد المبعوثين الدوليين وتقاطع دول الجوار والمنظمات الإقليمية، وترفض دعوات مؤتمرات البحث عن سلام في بلادهم، وتلوم الايقاد على استقبال قائد الدعم السريع، والأمين العام للأمم المتحدة بسبب اتصاله مع حميدتي! ولم يبق لهم سوى تعيين سكرتير اتصالات للسكرتير العام ليحدد له على من يجب أن يرد، ومن يجب أن يعمل لهم (بلوك) في تليفونه!
دبلوماسية يكون العسكر أكثر دبلوماسية منها! حين يتنازلون ليلا (في لحظات اللاوعي السيادي) ويقبلون التفاوض لوقف الحرب، فيمحو كلامهم نهار دبلوماسية بطل جهاد الأراضي: علي كرتي!
لا_ للحرب
التحية للسفراء أصحاب المواقف نورالدين ساتي وعبد الرحيم خليل ورفاقهم من الشرفاء.



ortoot@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع عبد الناصر

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يعلن مقتل 7 من أسرة واحدة بقصف الدعم السريع على الفاشر

أفاد الإعلام العسكري للجيش السوداني بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بمقتل 7 أفراد من أسرة واحدة، بينهم طفلة، وإصابة 7 مدنيين آخرين في قصف مدفعي لقوات الدعم السريع أمس السبت على أنحاء متفرقة من المدينة.

وقال بيان للفرقة السادسة مشاة للجيش في الفاشر إن الدعم السريع قصف أحياء مدينة الفاشر بالمدافع أمس السبت ما أدى إلى مقتل أسرة كاملة مكونة من 7 أشخاص بينهم طفلة عمرها 5 سنوات، كما أدى القصف إلى إصابة 7 مدنيين آخرين بينهم امرأة وكادر طبي بجروح عميقة، وتم نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج.

وأضاف الإعلام العسكري أن الجيش نفذ عمليات تمشيط في المدينة أسفرت عن ضبط كميات من الأسلحة، مؤكدا أن الوضع في مدينة الفاشر تحت السيطرة.

ولم تعلق قوات الدعم السريع فورا على بيان الجيش السوداني، لكنها تواصل منذ أيام قصفا مدفعيا على الفاشر، مما أوقع عشرات القتلى والجرحى، بحسب السلطات السودانية.

كما قالت مصادر محلية للجزيرة إن مسيرات استهدفت فجر اليوم محطة الكهرباء التحويلية في بربر شمالي مدينة عطبرة بولاية نهر النيل شمال السودان، ما أدى إلى اشتعال النيران فيها. ويأتي استهداف هذه المحطة، بعد يوم واحد من هجوم مماثل بالمسيرات على محطة كهرباء عطبرة.

امرأة سودانية تتلقى العلاج بعد تعرضها لإصابات في قصف مسيرة على عطبرة (رويترز)

ومنذ العاشر من مايو/أيار 2024، تشهد الفاشر اشتباكات بين قوات الجيش والدعم السريع رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.

إعلان

ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة الدعم السريع في ولايات السودان لصالح الجيش، وتسارعت انتصارات الأخير في الخرطوم بما شمل السيطرة على القصر الرئاسي، ومقار الوزارات بمحيطه، والمطار، ومقار أمنية وعسكرية.

وفي الولايات الـ17 الأخرى، لم تعد الدعم السريع تسيطر سوى على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان وجيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بجانب 4 من ولايات إقليم دارفور (غرب).

مقالات مشابهة

  • خالد سلك ومحاولة تبرئة الدعم السريع: قراءة تحليلية في رسالة إدانة مجزرة صالحة
  • ???? تاج الدين “الرقيبة”.. وثائقي سقوط أحد أخطر ضباط الدعم السريع
  • الكشف عن جريمة غير أخلاقية لقوات الدعم السريع.. قطع “أعضاء تناسلية”
  • الحكم بإعدام “مصورة” قوات الدعم السريع شنقًا
  • التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود” يدين الجريمة التي ارتكبها الدعم السريع بامدرمان وأدت لمقتل 31 مواطنا
  • وصفها بـ «البشعة» .. تحالف «صمود» يُدين جريمة الدعم السريع بـ «الصالحة» أم درمان 
  • الجيش السوداني يعلن مقتل 7 من أسرة واحدة بقصف الدعم السريع على الفاشر
  • مستشار في الدعم السريع يكشف عن تدمير مسيرات إستراتيجية
  • مسيرات لقوات الدعم السريع تستهدف قاعدة وادي سيدنا – فيديو
  • ???? الحقيقة التي يعلمها هذا التائه أن معركة الكيزان ليست مع أشباه الرجال !!