صحيفة: سيطرة حزب الله على القرار السياسي اللبناني يقود إلى إشعال مزيد من التوتر
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
تعيش لبنان في الوقت الحالي على برميل بارود يمكن أن ينفجر في أي وقت خاصة مع تصاعد الاشتباكات بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي، وعودة المناوشات بينهما منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة أكتوبر الماضي.
ولا يغيب عن اذهان الشعب اللبناني ما فعلته الحرب بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006 ووفق تعبير صحيفة "لوريون لو جور" اللبنانية فقد خرج لبنان منها ملطخا الدماء.
ونشرت الصحيفة اللبنانية الناطقة بالفرنسية تقريرا حول سيطرة حزب الله على القرار السياسي اللبناني، الذي قد يقود إلى إشعال مزيد من التوتر في الدولة التي تعاني من أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية.
واستهلت الصحيفة تقريرها بسرد قصة تعود إلى حرب ٢٠٠٦ "بابتسامة حالمة على وجهها، وقفت ريم حيدر أمام كاميرات قناة المنار، توجه رسالة إلى زعيم حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، أن يمنحها عباءته التي كان يرتديها خلال خطاباته المتلفزة في صيف عام 2006 أبان الهجوم الإسرائيلي على لبنان".
ونوهت إلى أن هذه الرسالة كانت في نهاية صيف 2006، بعد مواجهة قاسية استمرت 33 يومًا بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، وبعد انتهاء الحرب التي خرج لبنان منها ملطخا بالدماء مع الكثير من الدمار والضحايا، حصل حزب الله على مكانة كبيرة، باعتباره جيش يدافع عن البلد، واكتسب زعيم التنظيم، حسن نصر الله شهرة واسعة.
توضح الصحيفة أنه بعد مرور سبعة عشر عاما على حرب عام 2006، تضائل الحماس تجاه حزب الله في لبنان، وباتت العديد من قطاعات الشعب ترى في الحزب ونصر الله، جزء أساسي من الأزمة الكبيرة التي تعيشها لبنان، موضحة أن ريم حيدر التي وقفت تترجى حسن نصر الله من أجل عباءته، قامت ببيع هذه العباءة للحصول على بعض الأموال من أجل احتياجاتها الأساسية في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية بشكل كبير في لبنان.
ويوضح التقرير أن لبنان جراء هذا النفوذ الكبير الذي يحظى به حسن نصر الله، بات يطارد شبح الحروب الماضية ويقف على حافة هاوية جديدة بسبب القرارات الأحادية للـ “السيد”، والتي قد تقود إلى اضطرابات جديدة لا يتحملها لبنان.
واليوم، يقف حسن نصر الله وحيدا وبعيدا عن أي عقاب تجاه أي قرار سياسي أو عسكري يأخذه، قد قاد إلى تدمير منازل وتهجير قرى بأكملها جنوب لبنان، بل وبات يتجاوز القوانين والقرارات البرلمانية.
ينوه التقرير أن مؤسسات البرلمان والحكومة والرئاسة في لبنان باتت بلا تأثير على خلفية اتخاذ نصر الله القرارات من جانب واحد، وهو انحراف صارخ عن الحكم الجماعي الذي شوهد في الدول التي تم إصلاحها حيث يتم تداول قرارات الحرب والسلام في أعلى مستويات السلطة.
ويخشى اللبنانيون أن ينفرد حزب الله بالقرارات الداخلية أيضا ويفرض يده القمعية على المناوئين لقراراته داخل البلاد، فبحسب التقرير فإن المواطنين اللبنانيون يتسألون عن جوهر صوتهم وعن وجود الديمقراطية في لبنان، في حين أن نصر الله، في الواقع، هو الذي يملي مسار الدولة.
يلفت التقرير أن الهيمنة المتزايدة للشيعة بقيادة حسن نصر الله، باتت تقلق الطوائف السياسية والدينية الأخرى، لاسيما حزب الكتائب، الذي دخل في حرب تصريحات مع حزب الله، خوفا الاستيلاء العلني على السلطة، وهو ما قد يؤدي إلى إشعال العنف الطائفي مرة أخرى وجذب القوى الأجنبية مرة أخرى.
واختتم التقرير بالقول إنه في دولة حيث صدى صراعات الماضي لا تزال قائمة بشكل مشؤوم، يلوح في الأفق شبح حكم نصر الله الجامح، مما يهدد بتحول قمعي للوضع في لبنان.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: حزب الله حسن نصر الله حزب الله فی لبنان
إقرأ أيضاً:
مفاجآت عن منظمة تموّل حزب الله.. صحيفة إسرائيلية تعلنها!
نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تقريراً جديداً تحدثت فيه عن وجود علاقات بين "حزب الله" ومؤسسة "هند رجب"، وهي منظمة غير حكومية مقرها في بلجيكا، وتركز على ملاحقة جنود إسرائيليين مُتّهمين بارتكاب جرائم حرب. وينقل التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" عن مصدر إسرائيلي قوله إن هناك أكثر من 1000 قضية ضدّ جنود إسرائيليين في مختلف أنحاء العالم، معتبراً أن هذه العملية ضخمة وتتطلب مجموعة كاملة من المحللين والمحامين وغيرها من العاملين والفاعلين، وأضاف: "بعبارة أخرى، فإن هذا الأمر يتطلب الكثير من المال وربما وجدنا بعض مصادره". وبحسب "جيروزاليم بوست"، فإن مؤسس منظمة "هند رجب" هو دياب أبو جهجه، وهو مواطن لبناني له تاريخٌ في إنكار "الهولوكوست" ودعم الإرهاب، كما أنه تلقى تدريباتٍ من "حزب الله" خلال نشأته واعترف بأنه كذب على سلطات الهجرة البلجيكية لتسهيل الحصول على اللجوء. التقرير يقول إنَّ معلومات جديدة مُستقاة من مسؤولين كبار سابقين في المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية بالإضافة إلى نظام جديد لمعرفة العميل (KYC) تم تطويره في إسرائيل لمكافحة تمويل الإرهاب (CFT)، أظهرت أن علاقات "هند رجب" مع حزب الله أعمق بكثير مما كان يعتقد في البداية وتشمل شبكة معقدة من الجهات والشركات التابعة لحزب الله في 4 قارات. وكشفت المعلومات الجديدة المتاحة، بحسب الصحيفة، "تاريخ أبو جهجه كجزء من شبكة معقدة من الشركات التابعة لحزب الله وعائلات الممولين والمستشارين القانونيين، وكثير منهم تم تصنيفهم من قبل الولايات المتحدة بسبب علاقاتهم مع التنظيم التابع لإيران، ومن بينهم قاسم تاج الدين، وهو ممول لحزب؛ وسالم سليم، وهو محام مسجل للعديد من الشركات التي تم تصنيفها كجزء من الشبكة المالية لحزب الله". وأظهرت تسريبات أن أبو جهجه مدرج على قائمة حظر الطيران الأميركية، وهو ما يشير إلى أن السلطات الأميركية تعتبره مرتبطاً ارتباطاً قوياً بنشاط "حزب الله". كذلك، بيّنت المعلومات الجديدة المتاحة وجود صلة بين أبو جهجه وسالم سليم، وهو شخصية بارزة في مجموعة الاستشارات القانونية لحزب الله، وهو المحامي المسجل لما لا يقل عن 24 شركة لبنانية، وكثير منها إما مصنفة على أنها مرتبطة بحزب الله من قبل مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية (OFAC) أو خاضعة لسيطرة أفراد خاضعين لعقوبات بسبب علاقاتهم مع حزب الله. وبالإضافة إلى عمله مع المنظمات التابعة لحزب الله، فإن سليم هو أيضاً محامي مسجل لشركة مقرها لبنان يملكها أبو جهجه، بالإضافة إلى والده وشقيقيه، واسمها "Sales Force" . ووفقاً للمصدر، فإن شقيقة سليم، زينة، تقيم في كينشاسا، الكونغو، وهي مركز للعديد من الشركات التي يقودها ممول حزب الله المدرج على قائمة العقوبات قاسم تاج الدين، وتعمل في إحدى شركات تاج الدين هناك.وأضاف المصدر أن هذا يسلط الضوء بشكل أكبر على العلاقة بين ممول حزب الله المحدد والمحامي الذي يمثل العديد من شركات حزب الله المحددة، وفق ما تقول "جيروزاليم بوست". وتمر علاقات أبو جهجه بمزيد من الترابط عبر العائلة، فشقيقه زياد، وهو مالك آخر لشركة "Sales Force"، عمل في الماضي في شركة مقرها بلجيكا تدعى Soafrimex (نشطت في الفترة من 1989 إلى 2018)، والتي اتُهمت بالاتجار في الماس الدموي وتمويل حزب الله ومنظمة أبو جهجه الأقدم، الرابطة العربية الأوروبية (نشطت في الفترة من 2001 إلى 2006). وكانت شركة Soafrimex مملوكة لتاج الدين، وهو رجل أعمال لبناني تم تعيينه من قبل مكتب مراقبة الأصول الأجنبية لتسهيل الشبكة المالية لحزب الله من خلال مجموعة من الشركات في لبنان وأفريقيا، وخاصة في الكونغو. وفي عام 2017، وجه المدعي العام الأميركي لمنطقة كولومبيا إلى تاج الدين تهمة الاحتيال والتآمر وغسل الأموال وانتهاك لوائح العقوبات العالمية لمكافحة الإرهاب، وقد أقر تاج الدين بالذنب بعد اعتقاله من قبل الإنتربول في المغرب. وفي عام 2020، قالت السلطات الأميركية إن تاج الدين تم ترحيله من الولايات المتحدة إلى لبنان عند محاولته دخول البلاد. وكان شقيق تاج الدين حسين، الذي أدرجته أيضاً هيئة مراقبة الأصول الأجنبية لمساهمته في الشبكة المالية لحزب الله، يملك شركة أغذية في البرازيل تدعى Zaimex (نشطت بين عامي 2008 و2013)، وكان شقيق أبو جهجه زياد مساهماً بارزاً فيها. وذكرت موظفة سابقة في شركة "زايمكس" على حسابها على موقع "لينكد إن" أن "زايمكس تعاونت مع العديد من الشركات التي صنفتها الولايات المتحدة لتمويل حزب الله". وبما أن زايمكس كانت نشطة حتى بعد تصنيف تاج الدين وشركاته في عام 2010، فهذا يعني أن الشركة البرازيلية انتهكت العقوبات من خلال العمل مع شبكة تمويل حزب الله بشكل مباشر أو غير مباشر، بحسب "جيروزاليم بوست". ويملك زياد أبو جهجه أيضاً شركة عقارية في جمهورية التشيك تدعى أندروميدا، ونشاطها الوحيد الموثق هو شحنتان بحريتان كبيرتان غير مبررتين من السكر تزن أكثر من 45 ألف كيلوغرام من كولومبيا. ووفقاً للمصدر، فإن "هذا الأمر جدير بالملاحظة بشكل خاص لأن كولومبيا تشتهر بأنها مركز لتهريب المخدرات التي يشتهر حزب الله بتورطه فيها"، وفق ما زعمت الصحيفة الإسرائيلية. وبالمثل، فإنَّ أحد الشركاء البارزين لدياب أبو جهجه هو كريم حسون، الذي يقودُ مؤسسة هند رجب وانضم أيضاً إلى أبو جهجه في قيادة الرابطة العربية الأوروبية ومنظمة غير حكومية أخرى تسمى حركة 30 مارس، وهي المنظمة الأم لـ"هند رجب". ووفقاً لتسريبات عام 2019، تم وضع حسون أيضاً على قائمة حظر الطيران الأميركية، مما يسلط الضوء بشكل أكبر على وجهة نظر السلطات الأميركية بشأن علاقاته وأنشطته المحتملة. وتبين أن حسون وأبو جهجه يمتلكان شركة تدعى Bellezza BV، والتي تم تسجيلها في عام 2020، ويقع عنوانها فيما يبدو أنه منزل حسون في ويليبروك، بلجيكا. وأفادت الشركة في تسجيلها الرسمي بمجموعة متنوعة من الأنشطة، بما في ذلك تقديم الطعام، وتشغيل الفنادق وبيوت الضيافة، وشراء وبيع العقارات، والوساطة التجارية. ولكن لم يتم العثور على أي نشاط ملموس حقيقي، ولم يتم تسجيل أي حضور على الإنترنت. ووفقاً للمصدر، فإن هذا قد يشير إلى نشاط غير نزيه ومريب، خاصة مع الأخذ في الاعتبار تاريخ وجهود كل من حسون وأبو جهجه المشتركة. وتشير المعلومات الجديدة إلى أن دياب أبو جهجه كان يتعاون مع جهات قريبة من الشبكة المرتبطة بممولي حزب الله ومستشاريه القانونيين وشركاته المملوكة، كما تقول "جيروزاليم بوست". وفي السياق، قال المصدر: "لقد أظهر جميع الأشخاص المذكورين عدة مرات دعمهم لحزب الله وهجمات السابع من أكتوبر وحتى احتجاز المزيد من الرهائن. مع هذا، يُظهر قادة مؤسسة حقوق الإنسان روابط واضحة مع الإيديولوجيات المتطرفة والشبكات التابعة للإرهاب والأنشطة المالية غير المشروعة المحتملة. وعلى الرغم من محاولتها تصوير نفسها على أنها مناصرة قانونية، فإن المؤسسة ومؤسسيها يتماشون مع الجهود الأوسع لدعم حزب الله اقتصادياً ومعنوياً".
المصدر: ترجمة "لبنان 24"