المسعفون في جنوب لبنان يعملون بإمكانيات متواضعة
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
بيروت- في الخطوط الأمامية يواجه المسعفون ورجال الإنقاذ خطر الموت وهم يقومون بعملهم الإنساني في نقل الشهداء والجرحى نتيجة الاستهداف الإسرائيلي للقرى والبلدات الحدودية في جنوب لبنان، في خضم التصعيد العسكري الذي تشهده عقب عملية "طوفان الأقصى"، ويكاد العديد منهم يفقدون حياتهم أثناء تأدية مهامهم.
ويروي رئيس إقليم الجنوب الشرقي في الصليب الأحمر اللبناني نادر جودي للجزيرة نت تفاصيل المخاطر التي عاشها أثناء تأديته إحدى المهمات الصعبة التي شاركت فيها فرق الإسعاف والطوارئ التابعة للصليب الأحمر.
ويقول إنهم تلقوا إخطارا في غرفة العمليات بوجود إصابات في بلدة يارون الحدودية، فانطلقت طواقم تضم 21 مسعفا و7 آليات إلى منطقة رميش الحدودية، حيث كانت نقطة الالتقاء الأولى.
ويقول جودي "اللحظات كانت مروعة، واجه المسعفون تحديات الوصول إلى مناطق جبلية صعبة وسط الظلام الشديد، وما زاد تعقيد الأمور فقدان الاتصال لساعات طويلة بين غرفة العمليات والمسعفين في الميدان، وهذا يعتبر من أخطر ما يمكن حدوثه".
وبتأثر كبير يكمل جودي "ولكن على الرغم من ذلك فإن العملية استمرت وفق الخطة الموضوعة، وصلت الفرق إلى مكان الإصابات حيث كان يوجد جريح في وضع حرج، وبعد محاولات صعبة ومعقدة استغرقت وقتا طويلا تكللت العملية بالنجاح وأنجزت المهمة، وجرى نقله للعلاج، وهو على قيد الحياة".
وإلى جانب الصليب الأحمر اللبناني تقوم كشافة الرسالة الإسلامية (جهاز دفاع مدني) بدور فعال في المشهد الجنوبي المشتعل لأكثر من 3 أشهر، حيث تنجز مهامها اليومية في إخماد الحرائق ونقل المصابين واستخراج جثامين الشهداء.
ويشدد مفوض الدفاع المدني المركزي في جمعية كشافة الرسالة الإسلامية ربيع عيسى في حديثه للجزيرة نت على أهمية أداء الدور الإنساني والأخلاقي في خدمة أهالي الجنوب في ظل "الهجمات الوحشية" الإسرائيلية.
ويضيف عيسى "نفذنا أكثر من 300 مهمة مختلفة، وقدمت الجمعية شهداء وجرحى على امتداد سلسلة الاعتداءات الإسرائيلية".
ويتابع "لا شك أن العمل أثناء القصف والغارات يشكل خطرا كبيرا، خاصة مع إعادة استهداف الأماكن التي جرى قصفها مسبقا، وكذلك الألغام التي لا تزال موجودة، ناهيك عن القذائف الفسفورية والدخانية أمام قلة وتواضع التجهيزات والعتاد".
لكن عيسى يضيف "رغم كل التحديات والأخطار نحن مستمرون ومصممون على العطاء والعمل لما فيه خير الإنسان والمجتمع والوطن، لم ولن ترهبنا غارات الطائرات الحربية الإسرائيلية والمسيّرات".
فرق الدفاع المدنيتنتشر مراكز الدفاع المدني على طول خطوط التماس الساخنة في المناطق الحدودية، وتتوزع فرقهم على 13 مركزا تمتد من منطقة العرقوب في شبعا إلى عيتا الشعب، وتقدم هذه المراكز خدمات الإسعاف والإطفاء وعمليات الإنقاذ.
وفي حديث للجزيرة نت، أكد رئيس مركز الدفاع المدني الإقليمي في النبطية حسين فقيه أن فرق الدفاع المدني تستجيب بسرعة في حال وقوع أي اعتداء على المناطق الحدودية.
ويقول فقيه إن فرق الدفاع المدني ينفذون تحت القصف مهامهم المتعلقة بالإطفاء والإسعاف والإنقاذ، ويعملون على تأمين المياه لمراكز إيواء النازحين "ويعتبرنا المواطنون شبكة الأمان الرئيسية في ظل المخاطر بأنواعها كافة".
ويشير رئيس المركز إلى التحديات التي يواجهونها والظروف الصعبة التي يتعاملون معها، خاصة بعد تصاعد العدوان الإسرائيلي، وتتمثل بإطفاء الحرائق الناجمة عن قذائف الفسفور، والتعامل مع القنابل غير المنفجرة والقنابل العنقودية، بالإضافة إلى التحديات الناشئة عن توسع القصف إلى المناطق السكنية.
ويؤكد فقيه للجزيرة نت أن كل المهام تتم متابعتها لحظة بلحظة من قبل مدير عام الدفاع المدني العميد ريمون خطار، ويتم تنسيق العمل مع الجيش اللبناني في المهام والتحركات الميدانية.
ويقول إن "الوضع من حيث الإمكانيات يشبه وضع كل مؤسسات الدولة اللبنانية، ولكن هذا لا يمنعنا من العمل بجد لأداء المهام بشكل كامل حفاظا على حياة المواطنين وممتلكاتهم".
ولا تختلف مهام الدفاع المدني عن مهام الهيئة الصحية الإسلامية، ويتشاركون في مواجهة الصعوبات والتحديات، ومواكبة التطورات الميدانية على مدار الساعة.
ويقول المدير العام للدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية عدنان مقدم للجزيرة نت إن لهم نحو 100 مركز تتوزع على جميع أنحاء الأراضي اللبنانية، من الجنوب إلى بيروت، ثم إلى البقاع والشمال.
ويقول مقدم "يعمل في هذه المراكز أكثر من 4 آلاف رجل وامرأة، ويمتلك الدفاع المدني أسطولا من الآليات يتراوح عددها بين 500 و550 آلية إسعاف بجميع فئاتها، بالإضافة إلى آليات الإنقاذ ورفع الأنقاض والإطفاء".
ويضيف مقدم "في ظل التصعيد العدواني الصهيوني على لبنان -ولا سيما في المناطق الحدودية الجنوبية- استمرت هذه المراكز في تقديم الخدمات نفسها ولكن بوتيرة أكبر، خاصة في المناطق التي تتعرض للقصف، وتقوم بعمليات البحث ورفع الأنقاض، وسحب الجرحى والشهداء من المناطق المستهدفة، ونقلهم إلى المستشفيات، كما تواكب تشييع الشهداء ومتابعة النازحين وإسعافهم في أماكن إيوائهم".
وعن تفاصيل ما يواجهونه، يشير مقدم في حديثه للجزيرة نت إلى أن "العدو لا يفرق بين المدنيين وغير المدنيين، حيث يستهدف المستشفيات وسيارات الإسعاف والأطقم الطبية والتمريضية".
ويضيف "في 11 يناير/كانون الثاني الحالي فقدنا مسعفيْن أثناء أدائهما مهام إنسانية في بلدة حانين الجنوبية، حيث تم استهدافهما في هجوم صهيوني مباشر على المبنى الذي يحتوي على نقطة إسعاف، إلى جانب استهداف سيارة الإسعاف الموجودة بجوار المبنى".
وختم قائلا "هذا العدو لا يلتزم بالشرعية الدولية ولا يحترم القوانين، ويتجاوز كل الأخلاقيات الإنسانية، ومع ذلك نحن مستعدون على مدار هذه الجبهة الواسعة، خاصة مع تصعيد العدو واستهدافه القرى والبلدات الآمنة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الدفاع المدنی للجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
انتشال جثامين 15 شهيدا من الدفاع المدني والهلال الأحمر برفح
أعلن جهاز الدفاع المدني في غزة ، مساء الأحد 30 مارس 2025 ، انتشال جثامين 15 شهيدا من طواقم الدفاع المدني والهلال الأحمر الفلسطيني وموظف يتبع لوكالة الأونروا من منطقة تل السلطان بمدينة رفح جنوب القطاع.
وقال الدفاع المدني في بيان صحفي تلقت سوا نسخه عنه :" بعد ثمانية أيام وبالتنسيق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية OCHA طواقمنا تنتهي من انتشال جثامين 15 شهيدا من طواقم الدفاع المدني، والهلال الأحمر الفلسطيني وموظف يتبع للأونروا بعد ارتكاب مجزرة بحقهم وقتلهم بشكل مباشر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة تل السلطان برفح".
الهلال الأحمر: ارتفاع عدد الجثامين المنتشلة من رفح إلى 14 بينها 8 مسعفينأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، مساء اليوم الأحد، ارتفاع عدد الجثامين المنتشلة من منطقة تل السلطان في رفح جنوب قطاع غزة إلى 14، من بينها ثمانية مسعفين من طواقمها، وخمسة من طواقم الإنقاذ، وموظف يتبع لوكالة الأمم المتحدة، الذين فُقدت آثارهم منذ ثمانية أيام بعد أن حاصرتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضحت في بيان، أن طواقمها برفقة طاقم من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وطواقم الإنقاذ توجهوا إلى حي تل السلطان، للبحث عن الطواقم المفقودة، حيث جرى انتشال 14 جثمانا حتى اللحظة، وما زالت الجهود جارية للبحث عن جثامين أخرى.
وأشارت إلى أنه تم العثور على جثامين ثمانية مسعفين من أصل تسعة فُقد الاتصال بهم قبل ثمانية أيام، بعد أن تعرضوا لإطلاق نار كثيف في منطقة الحشاشين في رفح، موضحة أن المسعف التاسع أسعد النصاصرة لا يزال مفقودا ويُعتقد أنه قد يكون تعرض للاعتقال.
ولفتت إلى أنه تم انتشال الجثامين بصعوبة، حيث كانت مطمورة في الرمل، وبعضها بدأ بالتحلل.
ونعت الجمعية مسعفيها الشهداء وهم: مصطفى خفاجة، وعز الدين شعت، وصالح معمر، ورفعت رضوان، ومحمد بهلول، وأشرف أبو لبدة، ومحمد الحيلة، ورائد الشريف.
وكانت جمعية الهلال الأحمر قد حملّت في مؤتمر صحفي عُقد صباح اليوم، سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن سلامة وحياة مسعفيها التسعة، مؤكدة أن استهدافهم لا يمكن اعتباره إلا جريمة عن سبق الإصرار والترصد يحاسب عليها القانون الدولي الإنساني.
وذكرت أن الاحتلال استهدف 34 مركبة إسعاف تابعة له، وأخرجها عن الخدمة، منذ بداية العدوان في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر عام 2023.
واستنكرت وزارة الصحة في غزة الجريمة البشعة التي ارتكبها الاحتلال باستهدافه للمسعفين والطواقم الطبية في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أثناء قيامهم بمهامهم الإنسانية في محافظة رفح قبل أسبوع، حيث تم انتشال جثامين 8 مسعفين منهم اليوم بعد فقد الاتصال بهم على مدار الأيام السابقة، وجزء من هذه الجثامين كانت مقيدة وتعرضت لإطلاق نار في الصدر ودفنوا عبر حفرة عميقة لعدم الاستدلال عليهم.
وطالبت المنظمات الأممية والجهات الدولية و المعنية بإجراء تحقيق عاجل في هذه الجرائم، ومحاسبة الاحتلال على ارتكابها.
وأكدت على ضرورة توفير الحماية للطواقم الطبية، وضمان وصولهم الآمن وتقديم الخدمة إلى المحتاجين بما كفلته ونصت عليه القوانين الدولية.
حماس تعقبنص بيان حماس
تدين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأشد العبارات الجريمة البشعة التي ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني في حي تل السلطان برفح، حيث تم العثور على جثامين أربعة عشر شهيدًا: ستة من أفراد طواقم الدفاع المدني، وثمانية من مسعفي الهلال الأحمر الفلسطيني، الذين فُقدوا منذ أيام، وقد وُجدوا مقيّدي الأيدي ومدفونين في حفرة واحدة.
تُعدّ هذه الجريمة أكبر عملية استهداف جماعي وقتل عمد لطواقم الإسعاف، وتؤكد أننا أمام عدو مجرم سادي، متحلل من كل القيم الإنسانية، ومستهتر بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، واتفاقيات جنيف التي تضمن حماية طواقم الإغاثة الطبية والدفاع المدني أثناء النزاعات.
إن العدو الصهيوني المجرم لا يزال يرتكب أبشع الجرائم خلال حرب الإبادة الوحشية التي يشنها على المدنيين الأبرياء في قطاع غزة، وينتهك بشكل ممنهج وفاضح كل القوانين والشرائع، مستندًا إلى حالة صمت دولي مخزية، وغطاء سياسي وعسكري من الإدارة الأمريكية المتواطئة مع هذه الجرائم.
يتعيّن على العالم أجمع، أمام هذه الجريمة الوحشية غير المسبوقة في تاريخ الصراعات، أن يقف بقوة في وجه هذا السلوك الوحشي المنفلت من كل عقال، وأن يدين بشكل لا لبس فيه جرائم حكومة نتنياهو الفاشية، ويعمل على سوق قادة الاحتلال المجرم إلى المحاكم الدولية لمحاسبتهم على جرائمهم ضد الإنسانية.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من أخبار غزة المحلية محدث: العثور على جثامين 6 مُسعفين من طاقم الهلال الأحمر المفقود في رفح إسرائيل تزيد عدوانها على غزة.. 22 شهيدا بأول أيام عيد الفطر الهلال الأحمر ينشر صور 9 من طاقم الإسعاف المفقود في رفح الأكثر قراءة اللجنة الوزارية العربية الإسلامية تعرب عن قلقها من انهيار اتفاق غزة الأونروا تحذر من أزمة جوع حادة في قطاع غزة صورة: الاحتلال يعلن اغتيال نائب قائد لواء غزة وقائد كتيبة الشجاعية بالفيديو والصور: اغتيال إسماعيل برهوم عضو المكتب السياسي لحماس في مجمع ناصر الطبي عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025