yas_shalabi@yahoo.com
أي صوت زار بالأمس خيالي..طاف بالقلب وغنى للكمال. وأذاع الطهر في دنيا الجمال.. وأشاع النور في صوب الليالي.. إنه صوتي أنا أو تدري من أنا ! الكابلي يعاني هذا الصوت من أهوال الحرب و فظائعها ، والفتيات من أكثر الفئات المتضررة من الحرب و الانتهاكات الفظيعة و المخاطر،الفتيات هن الأكثر عرضة للعنف بكافة أشكاله و الاستغلال و اساءة المعاملة و الاهمال وعلاوة على ذلك، معرضات دوما لأفعال العنف الجنسي و هو انتهاك جسيم لحقوق الانسان له عواقب جسدية و جنسية وعقلية و غيرها فورية و طويلة الاجل عليهن ، و قد يرتفع الخطر أثناء التنقل لببحث عن أماكن أكثر أمانا و المؤسف و المؤلم أنه يذهب مرتكبو العنف في كثير من الأحيان دون عقاب ، ويجب عدم التسامح مطلقا مع العنف الجنسي و تجب محاسبة جميع الجناة و كذلك في جميع الانتهاكات ، كما يتم خطفهن لممارسة الجنس معهن، أو كي يقمن بأعمال الطهي والتنظيف بالقوة، فضلاً عما يتعرضن له من أخطار و اضهاد من جانب المختطِفين، كما أنهن أكثر عرضة للتهميش والفقر والمعاناة الناجمة عن الحرب من نزوح و لجوء و عدم استقرار في ظل تزايد عدم الأمان والخوف الدائم .
لقد حظيت المشكلات التي واجهتها الفتيات في حالات الحرب باهتمام متزايد في السنوات الأخيرة، و خاصة داخل الحركة الدولية للصليب الأحمر .لقد تعهدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مؤتمرها السابع والعشرين المتعلق بضمان تقييم احتياجات الحماية الخاصة، والصحة، والمساعدة التي تحتاجها النساء والفتيات المتأثرات من النزاعات المسلحة تقييماً مناسباً في عملياتها، من أجل ادراجها في أنشطتها بهدف التخفيف من حالة الأزمة التي تعاني منها الفتيات و النساء والعمل على تشديد الحظر المفروض على جميع أشكال العنف الجنسي لأطراف نزاع مسلح . كما سبق أن صدر قرار عن مجلس الأمن ،يدعو الأمين العام إلى إعداد دراسة حول أثر النزاعات المسلحة على النساء والفتيات و العمل على معالجتها . كما أنه نسبة لمعاناة الفتيات الكبيرة ، و الفظائع التي يتعرضن لها من عنف و من تمييز و غيره ، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم العالمي للفتيات وذلك لتعزيز الاعتراف بحقوق الفتيات وبالتحديات الكبيرة التي تواجههن، و التركيزعلى الحاجة إلى التصدي للتحديات لتلك التحديات وتعزيز تمكينهنّ وإحقاق حقوق الإنسان المكفولة لهن و معالجة االعنف و الانتهاكات و كافة المشاكل التي تواجهها الفتاة وحقهن في التمتع بحياة آمنة كريمة و ضمان كل حقوقهن. كانت بداية الفكرة من مشروع صممته منظمة بلان العالمية، الذى كان مستوحى من حملتهم المعروفة باسم (لأننى فتاة). كما نجد ضمان حقوق النساء والفتيات في كل هدف من أهداف التنمية المستدامة و دون ذلك لا يمكننا تحقيق العدالة التي تعمل من أجل الجميع .
تقر أحكام القانون الدولي الإنساني بوجود احتياجات خاصة إضافية للنساء و الفتيات،.يكمن هدف تلك الأحكام الخاصة في توفير حماية إضافية لهن ، خاصة فيما يتعلق بحمايتهن و بتوفير احتياجاتهن الطبية والنفسية الخاصة .هنالك العديد من التحديات التي تواجه الفتيات والتي غالبا ما تكون مخفية وبعيدة عن الأنظار داخل الأسر و المجتمعات،على سبيل المثال ، بجانب الاغتصاب و التحرش و العنف ،نجد المعاناة في كيفية الحصول على المنتجات الصحية ،فالدورة الشهرية لا تتوقف بسبب الحرب و النزاعات المسلحة. وهن في حاجة الى حل مشكلة فقر الدورة الشهرية، أي عدم قدرتهن على توفير الأموال الضرورية للحصول على وسائل صحية وآمنة ، تضطر النساء إلى استخدام مواد ضارة مما يعرّضهن للخطر الجسدي والأذى النفسي كما تظهر العديد من الالتهابات والأمراض للفتيات ، يفتقرن إلى إمكانية الحصول على خدمات إمدادات المياه والمرافق والإمدادات الكافية التي تمكنهن من الاعتناء بالصحة أثناء الدورة الشهرية و خاصة في المعسكرات.على الرغم من أنّ الدورة الشهرية تعتبر أمراً طبيعياً وعلامة على بداية نضج الفتاة ، إلا أنه يُنظر إليها على أنه أمر يجب كتمانه و التعامل معه في صمت!
لقد أنشأت الأمم المتحدة الصندوق الاستئماني للقضاء على العنف ضد المرأة والذي يهدف الى دعم اﻹجراءات الرامية إلى القضاء على العنف ضد المرأة و الفتيات، و لتقديم المنح متخصصة في منع وإنهاء جميع أشكال العنف ضد النساءوالفتيات , كما نجد هنالك مبادرة عالمية و هي من أكثر الجهود العالمية تركيزا للقضاء على جميع أشكال العنف ضد المرأة والفتاة ، تسمى هذه المبادرة ( تسليط الضوء)، شرع فيها الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وهي تركز على القضاء على جميع أشكال العنف ضد النساء والفتيات، ويطلق عليها اسم مبادرة تسليط الضوء وذلك من أجل الاهتمام بقضايا العنف ضد النساء و الفتيات ، و الدفع بها إلى دائرة الضوء و طليعة الجهود و الاهتمام . مؤخرا ، فتح هذا الصندوق باب التقديم لمقترحات لمعالجة العنف ضد النساء والفتيات المهمشات والتصدي للعنف ضد النساء والفتيات المتأثرات بالأزمات وذلك لمنظمات المجتمع المدني، وخاصة منظمات حقوق المرأة، والمنظمات التي تقودها النساء، والمنظمات التي تديرها الفئات المستهدفة ، والمنظمات الصغيرة وذلك حتى الأول من فبراير 2024 نظام التقديم عبر الإنترنت: https://grants.untf.unwomen.org يجب علينا جميعا العمل على أعطاء الأولوية و الاهتمام الأكثر للفتيات و حمايتهن و تقديم الدعم والرعاية المتواصلة و التأهيل النفسي و الاجتماعي و توفير كافة احتياجاتهن و خاصة ذوات الاعاقة و هم أكثر القئات أهمالا و تجاهلا و الأكثر انتهاكن لحقوقهن . نحتاج الى تحسين المعرفة والمهارات بين أولياء الأمور ومقدمي الرعاية لضمان حماية الفتيات في ظل الحرب ، التدريب على المهارات المعيشية؛ التثقيف الجنسي الشامل و تقديم خدمات دعم الناجيات وبرامج منع العنف ، و كافة الأنشطة وأعمال التحريك و الضغط و المناصرة التي تمكن من إعمال حقوقهن الكاملة. نرى في السودان، رغم كل ظروف الحرب و تأثيراتها الكارثية والقاسية على الفتيات بشكل خاص ، ان الفتيات لم يستسلمن ، نسمع أصواتهن القوية و نشاهد دورهن في إحداث تغيير في مجتمعاتهن و رصد الانتهاكات و تأهيل الناجيات و غير ذلك من العديد من المبادرات الخلاقة القوية من الفتيات أنفسهن داخل و خارج السودان بعد أن تخاذل من تخاذل عنهن وعملن بالمثل الجمرة بتحرق الواطيها! يجب علينا التحرك إلى ما هو أبعد من إعادة تأكيد الالتزامات و العمل اللازم بقوة لوقف الحرب من أجل حماية حقوق الفتيات ولمزيد من الفرص لحياة أفضل .
ياسر سليم
ناشط في حقوق الطفل
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: جمیع أشکال العنف النساء والفتیات العنف ضد النساء ضد النساء من أجل
إقرأ أيضاً:
حدث للناجين من مجزرة حماة.. العنف يغير الجينات البشرية لأجيال
توصلت دراسة حديثة إلى أن تعرض الشخص للعنف يؤدي إلى تغييرات في جيناته تنتقل لأبنائه وأحفاده والأجيال القادمة.
وقد قام باحثون من جامعتي فلوريدا وييل بالولايات المتحدة، والجامعة الهاشمية في الأردن، بهذه الدراسة التي نشرت يوم 27 فبراير/شباط الماضي في مجلة تقارير علمية.
وعام 1982، حاصر نظام الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد مدينة حماة، وارتكب فيها مجزرة مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من مواطنيها.
ووجد الباحثون أنه بالإضافة لمقتل الآلاف، فقد تركت المجزرة آثارا مخفية عميقا في جينات الأسر السورية. إذ تبين أن أحفاد النساء اللاتي كن حوامل أثناء الحصار ــالأحفاد الذين لم يختبروا مثل هذا العنف قط- يحملون علاماته في جينوماتهم. وهذه البصمة الجينية، التي تنتقل عبر أمهاتهم، تقدم أول دليل بشري على ظاهرة لم يتم توثيقها من قبل إلا في الحيوانات: الانتقال الجيني للإجهاد (ضرر وتلف) عبر الأجيال.
وقالت كوني موليجان، أستاذة الأنثروبولوجيا ومعهد علم الوراثة جامعة فلوريدا والمؤلفة الرئيسية للدراسة الجديدة "إن فكرة أن الصدمة والعنف يمكن أن يكون لهما تداعيات على الأجيال القادمة من شأنها أن تساعد الناس على أن يكونوا أكثر تعاطفا، وأن تساعد صناع السياسات على إيلاء المزيد من الاهتمام لمشكلة العنف. بل وقد تساعد حتى في تفسير بعض الدورات التي تبدو غير قابلة للكسر بين الأجيال من الإساءة والفقر والصدمات التي نراها في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة".
إعلان
تجارب الحياة
وفي حين لا تتغير جيناتنا بتجارب الحياة، فإنه يمكن ضبطها من خلال نظام يعرف باسم علم الوراثة فوق الجينية. وفي الاستجابة للإجهاد أو الأحداث الأخرى، يمكن لخلايانا إضافة علامات كيميائية صغيرة إلى الجينات التي قد تهدئها أو تغير سلوكها. وقد تساعدنا هذه التغييرات على التكيف مع البيئات المجهدة، على الرغم من أن التأثيرات غير مفهومة جيدا.
وكانت المؤلفة الرئيسية للدراسة وفريقها يبحثون عن هذه العلامات الكيميائية في جينات العائلات السورية. وفي حين أظهرت التجارب المعملية أن الحيوانات يمكن أن تنقل التوقيعات الجينية للإجهاد إلى الأجيال القادمة، فإن إثبات نفس الشيء في البشر كان مستحيلا تقريبا.
وعملت موليجان مع الدكتورة رنا دجاني عالمة الأحياء الجزيئية في الجامعة الهاشمية بالأردن، وعالمة الأنثروبولوجيا كاثرين بانتر بريك من جامعة ييل، على إجراء الدراسة الفريدة. واعتمد البحث على متابعة 3 أجيال من المهاجرين السوريين إلى البلاد. وعاشت بعض العائلات هجوم حماة قبل الفرار إلى الأردن. وتجنبت عائلات أخرى حماة، لكنها عاشت الثورة السورية ضد نظام بشار.
وقد جمع الفريق عينات من الجدات والأمهات الحوامل أثناء الصراعين، وكذلك من أطفالهن. ويعني تصميم الدراسة هذا أن هناك جدات وأمهات وأطفالا تعرضوا للعنف في مراحل مختلفة من النمو.
وهاجرت مجموعة ثالثة من العائلات إلى الأردن قبل عام 1980، متجنبة عقود العنف في سوريا. وعمل هؤلاء المهاجرون الأوائل كعنصر تحكم حاسم للمقارنة بالعائلات التي عانت من ضغوط الحرب الأهلية.
وعملت دجاني، وهي ابنة لاجئين، بشكل وثيق مع مجتمع اللاجئين في الأردن لبناء الثقة والاهتمام بالمشاركة في القصة. وفي النهاية جمعت عينات (مسحات من الخد) من 138 شخصا من 48 عائلة.
وقالت موليجان "تريد العائلات أن تُروى قصتها. يريدون أن تُسمع تجاربهم. أعتقد أننا عملنا مع كل عائلة مؤهلة للمشاركة في الدراسة".
إعلانوفي فلوريدا، قام مختبر موليجان بمسح الحمض النووي بحثا عن تعديلات وراثية وعن أي علاقة بتجربة العائلات للعنف.
وفي أحفاد الناجين من حماة، اكتشف الباحثون 14 منطقة في الجينوم تم تعديلها استجابة للعنف الذي تعرضت له جداتهم. وتثبت هذه التعديلات الـ14 أن التغيرات الجينية الناجمة عن الإجهاد قد تظهر بالفعل في الأجيال القادمة، تماما كما يمكن أن تظهر في الحيوانات.
شيخوخة جينيةكما كشفت الدراسة عن 21 موقعا جينيا في جينومات الأشخاص الذين تعرضوا للعنف بشكل مباشر في سوريا. وفي اكتشاف ثالث، أفاد الباحثون أن الأشخاص الذين تعرضوا للعنف أثناء وجودهم في أرحام أمهاتهم أظهروا أدلة على شيخوخة جينية متسارعة، وهو نوع من الشيخوخة البيولوجية التي قد ترتبط بقابلية الإصابة بأمراض مرتبطة بالعمر.
وأظهرت معظم هذه التغيرات الجينية نفس النمط بعد التعرض للعنف، مما يشير إلى نوع من الاستجابة الجينية المشتركة للإجهاد، والتي لا يمكن أن تؤثر فقط على المعرضين للإجهاد بشكل مباشر، بل وأيضا على الأجيال القادمة.
وقالت موليجان "نعتقد أن عملنا ذو صلة بالعديد من أشكال العنف، وليس فقط اللاجئين. العنف المنزلي، والعنف الجنسي، والعنف المسلح: كل أنواع العنف المختلفة.. إننا نواجه أنواعا من العنف في الولايات المتحدة، ويجب علينا دراستها، ويجب أن نأخذها على محمل الجد".
وليس من الواضح ما إذا كانت هذه التغيرات الجينية تؤثر على حياة الذين يحملونها داخل جينوماتهم. لكن بعض الدراسات وجدت رابطا بين التغيرات الجينية الناجمة عن الإجهاد وأمراض مثل السكري.
وأشارت إحدى الدراسات الشهيرة -التي أجريت على الناجين الهولنديين من المجاعة أثناء الحرب العالمية الثانية- إلى أن ذريتهم تحملوا تغيرات جينية تزيد من احتمالات إصابتهم بالسمنة في وقت لاحق من حياتهم. وفي حين أن العديد من هذه التعديلات يمكن ألا يكون لها أي تأثير، فمن المحتمل أن يؤثر بعضها على صحتنا، كما قالت موليجان.
إعلان