صورة قاتمة للأوضاع المعيشية في ولاية الخرطوم، وفي حال استمرار الحرب لفترة قادمة فإن الكارثة قادمة لا محالة
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
صورة قاتمة للأوضاع المعيشية في ولاية الخرطوم، وفي حال استمرار الحرب لفترة قادمة فإن الكارثة قادمة لا محالة، ومن لم يمت بالقصف كثيرون سيموتون بسب الجوع".
الحرب تفاقم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في الخرطوم
ارتفاع أسعار المواد الغذائية وندرة السلع يضاعفان معاناة المواطنين في الخرطوم
الجريدة: الخرطوم: امتثال عبد الفضيل
فاقمت الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع من معاناة سكان ولاية الخرطوم الذين رفضوا مغادرة منازلهم منذ اندلاع الصراع المسلح في منتصف أبريل الماضي، وإلى جانب تصاعد القتال وما يترتب عليه من قصف عشوائي ورصاص طائش، فضلاً عن عمليات السلب والنهب، تدهورت الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وانحدرت نحو الكارثة.
وتشهد الأسواق وبعض المحال التجارية ارتفاعاً غير مسبوق في أسعار المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية وصل إلى نسبة 400 في المئة، في وقت يعاني فيه آلاف المواطنين من نفاد المدخرات المالية بسبب توقف الأعمال اليومية وعدم صرف رواتب العاملين بالقطاعين العام والخاص لأكثر من تسعة أشهر.
تكاليف وأزمات
يقول المواطن عبدالرحمن عثمان الذي يسكن جنوب الخرطوم لـ (الجريدة): أسهمت الحرب في مضاعفة أسعار المواد الغذائية لمستويات قياسية ليس بمقدور سكان العاصمة مجاراتها نظراً لعدم وجود مبالغ مالية بحوزتهم، لأن الأسر ظلت تعتمد على موارد نقدية شحيحة خلال الأشهر التسع الماضية.
وأضاف: عمليات السلب والنهب للمحال والأسواق والمصانع أجبرت التجار على إغلاق الدكانين والطبالي داخل الأحياء السكنية الأمر الذي أسهم في ندرة السلع والاحتياجات الضرورية خصوصاً السكر والزيوت والبصل والدقيق والأرز، ويضطر كثيرون للجوء إلى الأسواق الكبيرة لشراء المواد الغذائية بأسعار خرافية دون مراعاة لظروف المواطن في الظروف الحالية.
وتابع عبد الرحمن: هناك ندرة في الخضروات وبعض الفواكه التي كانت تأتي من ولاية الجزيرة لكن مع الاشتباكات الأخيرة وعدم أمان الطرق توقف نقلها، رغم أن الغالبية يرون أن الفواكه نوع من الكماليات في ظل الأوضاع الحالية وليست ذات ضرورة.
ورسم المتحدث صورة قاتمة للأوضاع المعيشية في ولاية الخرطوم، وقال أنه وفي حال استمرار الحرب لفترة قادمة فإن الكارثة قادمة لا محالة، ومن لم يمت بالقصف كثيرون سيموت بسب الجوع.
ارتفاع الأسعار
من جانبها بينت المواطنة إحسان فضل لـ (الجريدة) أن هناك ندرة في السلع الغذائية وارتفاع في الأسعار وعدم توفر المال لدي كثير من سكان العاصمة لأن أعمالهم توقفت منذ فترة طويلة، كما أن الموظفين في كافة المجالات لم يتقاضوا رواتبهم لأكثر من تسعة أشهر.
وتضيف: الأسواق الصغيرة داخل الأحياء السكنية توفر بعض من الاحتياجات، لكن التجار يضاعفون الأسعار بصورة كبيرة في استغلال واضح لظروف الناس.
وأشارت إلى أن القصف المدفعي والجوي لم يؤثران في طبيعة حياة سكان الخرطوم، ويشرع المواطنين يومياً في الذهاب للأسواق لشراء المواد الغذائية والأدوية.
وناشدت احسان فضل طرفي الصراع بوقف الحرب من أجل توقف معاناة السودانيين الذين أصبحوا ما بين نازحين ولاجئين داخل البلاد وخارجها.
توقف حركة الاقتصاد
في السياق يقول الخبير الاقتصادي هيثم فتحي لـ (الجريدة) إن الحرب أثرت على مناحي الحياة كافة، وأوقفت حركة الاقتصاد ودفعت بملايين السودانيين إلى هاوية الجوع والاعتماد على المساعدات الإنسانية التي تقدمها المنظمات الدولية، كما تسببت في تفاقم معاناة المواطنين نتيجة شح المواد الغذائية والخدمات الأساسية.
وأشار إلى أن عدد كبير من المواطنين فقدوا مصادر رزقهم، سواء في الأعمال الخاصة أو الحكومية، ومع ارتفاع معدلات التضخم وتدهور العملة المحلية ارتفعت أسعار السلع الاستهلاكية لأعلى معدل الأمر الذي أسهم في توقف حركة البيع وعدم قدرة الآلاف على توفير الاحتياجات اليومية.
ولفت فتحي إلى أن خروج عدد كبير من مناطق السودان المنتجة أثر على الدورة الاقتصادية، إذ كانت تشكل إضافة إلى الناتج المحلي الإجمالي إلى جانب تعطل حركة وصول الثروة الحيوانية للأسواق.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: المواد الغذائیة ولایة الخرطوم
إقرأ أيضاً:
والي الخرطوم يطالب المنظمات الدولية بتمليك الرأي العام جرائم المليشيا ضد المواطنين
طالب والي الخرطوم الأستاذ أحمد عثمان حمزة المنظمات الدولية النهوض بمهمتها التي تنص عليها مواثيقها وأهدافها بتمليك الرأي العام العالمي بالجرائم التي ترتكبها المليشيا الإرهابية في حق المواطنين العزل في مناطق الجموعية جنوبي أمدرمان ومعسكر زمزم للنازحين غربي الفاشر.جاء ذلك خلال لقائه اليوم وفد برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة بحضور المدير العام لوزارة التنمية الإجتماعية صديق فريني والمدير العام لوزارة الثقافة والاعلام والسياحة الطيب سعدالدين ومفوض العون الإنساني خالد عبد الرحيم وممثل هيئة أمن ولاية الخرطوم العميد محمد موسى.ورحب والي الخرطوم بالوفد وقال أنه ظل متواجدا بالسودان منذ فترة طويلة وقدم مساعدات للمواطنين خلال الحرب عبر وكلائه بالخرطوم غير أن ما قامت به المليشيا من تخريب للبنى التحتية للخدمات الأساسية يحتاج الى مزيد من التدخلات للمساعدة في إعمارها.من جهته أعرب رئيس وفد برنامج الغذاء العالمي عن تقديره للتسهيلات التي قدمت للبرنامج للقيام بمهامه .وقال الهدف من الزيارة هو التفاكر مع مسئولي الولاية لتحديد الأولويات حيث يخطط البرنامج لتقديم مساعدات انسانية طارئة لمليون مواطناً بولاية الخرطوم باعتبارها تمثل ثقلا سكانياً.وأضاف أن الدعم لن يقتصر على المساعدات الإنسانية بل يشمل تمكين المواطنين من استعادة حياتهم الطبيعية من خلال إعمار المنازل والتغذية المدرسية والدعم النقدي المباشر.المدير العام لوزارة التنمية الإجتماعية صديق فريني قال ان برنامج الأمم المتحدة اتبع المعايير الدولية في توزيع الدعم للمواطنين لكن هناك شريحة لم تتم تغطيتها وتتوقع المزيد من الدعم إلى جانب الدعم النفسي والاجتماعي.مفوض العون الإنساني خالد عبد الرحيم تطرق للمساهمات التي قدمها البرنامج وتوقع أن يسهم البرنامج بعد عودته لممارسة عمله من داخل الخرطوم بتقديم المزيد من المساهمات والتعرف عن قرب على إحتياجات المواطنين.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب