الوثيقة الاستراتيجية المقترحة لمعركة طوفان الأقصى
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
(رسالة شعب فلسطين ومقاومته المشروعة الواجبة على شعبه وعلى كل أحرار العالم.. رؤية جيواستراتجية خاصة أعدت في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023)
موضوع الوثيقة:
المقاومة والمعركة وبواعثها وسياقها العام الذي ولدت ونشأت فيه، وأهدافها ونتائجها وواجب العالم نحوها.
المستهدفون من الوثيقة: القوى الفاعلة من الحكام والشعوب العربية والإسلامية، والأحرار من مختلف حكام وشعوب العالم، المؤمنون بعدالة القضية الفلسطينية، وحق الشعوب في تقرير مصيرها.
أهداف الوثيقة:
أولا: الأهداف الفكرية النظرية
(1) توثيق الرواية الحقيقية للمعركة والسياق العام لها، وتفعيلها في بناء صورة ذهنية حقيقية للقضية.
(2) تعزيز الوعي الدولي بالقضية الفلسطينية، ودفعه إلى فضاءات أخرى للتفكير وإعادة رسم علاقاته مع:
(أ) المقاومة والدولة الفلسطينية صاحبة الحق واستشرافه كشريك موثوق فيه أخلاقيا وسياسيا للتعايش والتعاون والمشاركة الفاعلة، في أمن واستقرار المنطقة على قاعدة المصالح المشتركة المستدامة للشعوب.
(ب) الكيان المغتصب الوظيفي المؤقت، وتكلفته الأخلاقية والاقتصادية والسياسية العالية، وفشله في توفير الأمن والاستقرار والاستدامة في رعاية المصالح الغربية في المنطقة.
(3) تأكيد حقيقة ارتباط أمن واستقرار المنطقة العربية -قلب العالم- والعالم بأسره باسترداد الشعب الفلسطيني لكامل حقوقه ودولته كاملة السيادة، والتحرر من آخر استعمار في العالم أرهق العالم واستنزف موارده.
(4) تعزيز وتمكين مفاهيم ومنطق "انصر أخاك ظالما أو مظلوما" لضمان الأمن والاستقرار العالمي ومصالح الشعوب على قيم ومبادئ "لمساواة والعدل، وحق التحرر، ووقف العدوان، والسلم والاستقرار.
(5) تعزيز وعي وإيمان الحكومات والشعوب العربية والإسلامية الساكنة بالمنطق الإيماني للقضية، وعمليا بصمود المقاومة وقدرتها على تغيير المعادلات والتحرر ورسم مستقبل جديد ما بعد دولة الكيان.
(6) فتح فضاءات جديدة لتفكير حكومات وشعوب المنطقة في الاستثمار الأمثل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، والتحرير النسبي المتدرج لدول المنطقة من التبعية الاقتصادية والسياسية، والتحول إلى علاقات شراكة طبيعية مع أقطاب ودول العالم.
(7) توفير البنية الذهنية والنفسية والسياسية لتأسيس وبناء محور عربي تركي شريك متوازن ومكمل للمحاور العالمية التي تتشكل لإعادة رسم خريطة العالم متعدد المحاور والأقطاب، يكون أكثر عدلا وأمنا واستقرارا (محور جديد بقيم عادلة وهوية خاصة متمايزة ومميزة تساهم في استقرار المنطقة والعالم).
ثانيا: الأهداف العملية
(1) رفض وحصار الأفكار والممارسات العنصرية للكيان التي يتبناها حكامه ومسؤولوه، وعزله أخلاقيا وسياسيا وصولا إلى شريك معتدل ومقبول عالميا للمساهمة في وقف العدوان والوصول لحل سياسي عادل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
(2) بناء وتعزيز فكرة مستقبل مصالح الغرب (أوروبا والولايات المتحدة) مع أصحاب الأرض وليس مع المحتل.
(3) فتح المجال رسميا لمشاركة القوى الدولية الكبرى خاصة الصين وروسيا، للمشاركة في حل القضية الفلسطينية وإنهاء عصر السيطرة الأحادية لأمريكا للقضية، وفشلها كونها شريكا للكيان وليست طرفا محايدا.
(3) تعزيز تفاعل الرأي العام العالمي واستمرار الضغط المنظم على حكومة الكيان والحكومات الداعمة له، وصولا إلى وقف العدوان وإتمام صفقة شاملة لتبادل الأسرى.
ثالثا: مجالات تفعيل الوثيقة
1- وثيقة مرجعية للتواصل مع حكومات وشعوب العالم لوقف الحرب ودعم حل القضية.
2- وثيقة علمية مرجعية لرسم المسارات والمشروعات والسياسات الإعلامية.
3- وثيقة أفكار ومبادئ تأسيسية لتصميم التحالف التركي العربي القادم إن شاء الله.
رابعا: عناصر الوثيقة
1- من نحن ورؤيتنا للعالم من حولنا
نحن المقاومة المشروعة للشعب الفلسطيني لرفع آخر احتلال وظلم وعدوان عرفته البشرية، ندافع عن حقنا في الحياة على أرضنا، وتحقيق الأمن والاستقرار لشعبنا والمشاركة في تعزيز أمن واستقرار المنطقة والعالم، وفق ما قررته المادة الثانية من إعلان حقوق الإنسان الصادر في 26 آب/ أغسطس 1948، فإن مقاومة القمع هي حق أساسي، وللفلسطينيين حق المطالبة به، خاصة بعد فشل مسار التسوية السلمية على مدار ربع قرن من الزمان، بل وتمادى الكيان المحتل الغاصب وأغلق كافة مسارات تحقيق مطالب الشعب الفلسطيني، بل وازدادا تماديا في سياسات الغطرسة والقمع والحصار، وممارسة كافة أنواع القتل البطيء بالحصار والتجويع ومنع أسباب الحياة والقتل المباشر بالقصف والتدمير.
2- معركة طوفان الأقصى
- معركة متقدمة من سلسلة ممتدة من معارك الشعب الفلسطيني وحده منذ الانتداب البريطاني 1920م والاحتلال الصهيوني 1948م، إبان مرحلة من الصراع الساخن والعدوان والظلم وغياب الاستقرار العالمي.
- معركة تحرير مفتوحة وممتدة حتى تحقيق أهدافها في الدفاع عن منظومة من الحقوق المحلية والإقليمية والعالمية، من بينها:
(أ) حق الشعب الفلسطيني في التحرر والعيش في دولة مستقلة كاملة السيادة على كامل ترابه الوطني.
(ب) حق المحافظة على المقدسات العظمى لأصحاب الديانات السماوية، من كيان عنصري مغتصب يعمل للتوسع في المنطقة على حساب أصحابها الأصليين، ومستمر في ابتزاز ثرواتها وإثارة القلاقل والفتن في المنطقة، ووضعها والعالم في حالة من الصراع الساخن وعدم الاستقرار الدائم.
(ج) حق المحافظة على الأمن القومي للشعب الفلسطيني والمشاركة في المحافظة على الأمن القومي المشترك لكافة دول المنطقة.
لذلك فمعركة طوفان الأقصى هي معركة شعب فلسطين وشعوب المنطقة وشعوب العالم الساعية لرفع العدوان والظلم، وتحقيق الأمن والاستقرار الاجتماعي والسياسي ومستقبل أفضل للمنطقة والعالم.
3- القيم والمبادئ الأساسية للعقيدة السياسة للمقاومة الفلسطينية
(1) التمسك بالذات العربية والدينية الخاصة، وبأرض فلسطين كاملة حرة لأصحابها الحقيقيين، وتوريث ذلك للأجيال الفلسطينية جيلا بعد جيل حتى تعود كل فلسطين لأصحابها.
(2) حق الشعب الفلسطيني تحت قيادة المقاومة في دولة كاملة السيادة وعضوا معترف به في الأمم المتحدة.
(3) فلسطين دولة خاصة تتميز بحضانتها ورعايتها لأهم مقدسات العالم الإسلامي المسجد الأقصى المبارك ثالث الحرمين وأولى القبلتين للمسلمين، وكنيسة القيامة ومهد المسيح عليه السلام أقدس مقدسات العالم المسيحي، ولذلك فلسطين دولة عالمية يتحمل العالمان الإسلامي والمسيحي مسئوليتهما في المحافظة عليها وعلى ما لديها من أمانات مقدسة، معرضة للانتهالك وخطر الهدم على يد الكيان المغتصب.
(4) الاعتراف والاحترام المتبادل الكامل للتنوع البشرى العقدي والعرقي والفكري والسياسي.
(5) التعايش السلمي الآمن بين جميع المكونات على أساس الحق والعدل وتقديم البر للجميع.
(6) المجتمع الإنساني كله وحدة واحدة، إذا تعرض جزء منه للعدوان والظلم تداعت بقية العالم بالقلق والاضطراب، حتى يتوقف العدوان ويسترد الشعب الفلسطيني حقوقه واستقراره كبقية دول وشعوب العالم.
(7) التواصل مع كافة دول العالم، وبناء علاقات وشراكات متنوعة لتحقيق مصالح الجميع.
(8) المشاركة الفاعلة مع كافة القوى الدولية في تحقيق أمن واستقرار المنطقة والعالم لحماية مصالح شعوب المنطقة والعالم.
(9) المشاركة في نظام عالمي جديد يتشكل على تعدد الأقطاب الساعية للتوازن والاستقرار وتحقيق مصالح الشعوب.
(10) الحرية والكرامة والأمن والاستقرار بتحرير كل المعتقلين والأسرى لكل الأفراد والعائلات من كل الأطراف.
(11) تجريم وتحريم ومنع كل أسباب الاعتداء والطغيان الداعية للعنف من كل الأطراف.
4- السياق العام الذي جاءت فيه طوفان الأقصى
جاءت معركة طوفان الأقصى في سياق دفاعي عن منظومة من الحقوق بلغت حد تهديد الوجود والحياة:
1- حماية المسجد الأقصى المبارك من تهديد الهدم وبناء الهيكل المزعوم.
2- وقف الاعتداءات المتكررة على حرمة المسجد الاقصى ووقف إجراء تقسيم زماني ومكاني.
3- رفع الحصار الظالم عن شعب غزة ومحاولة قتله ببطء وبدم بارد.
4- وقف الانتهاكات والاعتداءات المتكررة التي تنال من كرامة الشعب الفلسطيني في القدس والضفة وجنين.
5- وقف سياسة التهجير القسري للشعب الفلسطيني إلى خارج فلسطين (إلى مصر والأردن ولبنان).
6- وقف بناء المستوطنات الظالمة على حساب أصحاب الأرض الحقيقيين.
السياق الجيواسترتيجي العام
1- سعي العالم إلى التوازن والاستقرار في ظل نظام عالمي تتعدد فيه الأقطاب وتتوزان فيه القوى والأهداف، يتحقق فيه توزيع عادل لموارد وثروات الأرض، وضمان أكبر قدر من مصالح الشعوب.
2- سعي العالم إلى التخلص من المصادر الأساسية للاضطرابات والقلاقل وعدم الاستقرار نتيجة لوجود آخر نظام استعمار عنصري، باحتلال المنظمات الصهيونية لأرض فلسطين ومحاولة تفريغها من سكانها الأصليين، وترحيل أزمة شعب كامل إلى المنطقة والعالم.
3- سعي أصحاب المنطقة العربية منذ بدء الخلق إلى تطهير منطقتهم ومدنهم المقدسة من كيان استعماري استيطاني أعلن مخططه المشؤوم بإنشاء ما يسمى بإسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، على حساب ست دول عربية كاملة السيادة وأعضاء في الأمم المتحدة، باستخدام القوة الغاشمة، بما يضع المنطقة والعالم في حالة اضطراب دائم واشتعال متكرر من الحروب المدمرة من سبعين عاما متتالية.
4- سعي دول العالم الثالث وأصحاب المنطقة العربية لإنهاء حقبة استعمارية عسكرية دموية، ثم استعمار ناعم عبر تحكيم نظم استبدادية نظمت التبعية الظالمة للدول الكبرى، استمر في استنزاف موارد وثروات هذه الدول وإفقار وتجويع شعوبها، وقطع سبل التنمية عنها والتحول للتحرر وبناء نظم حكم رشيد كاملة التحرر والسيادة، وإعادة تنظيم علاقات مع الدول الكبرى على أساس الشراكة وتحقيق مصالح الشعوب.
5- في الوقت الذي يتحمل كل شعب مسؤوليته في توفير احتياجاته الطبيعية من العيش والأمن والاستقرار، تم، وفي سياق استعماري لبريطانيا لأرض فلسطين، تخليق وإنشاء كيان استعماري لمجتمع غريب من شتات الأرض ليعيش على حساب الدول الغربية وأمريكا، حيث تتكفل أمريكا ودول أوروبا سنويا بتحمل تكلفة عيش وأمن هذا الكيان الغريب على حساب دافعي الضرائب من الشعب الأمريكي والأوروبي؛ بحجج واهية وغير منطقية ولا عملية لحماية مصالح أمريكا والغرب في المنطقة، في حين أن أفضل وضع استراتيجي لمصالح أمريكا والغرب المستدامة مع دول وشعوب المنطقة لن يكون إلا بإدارة علاقات شراكة طبيعية مع أصحاب المنطقة.
6- تحرير العالم من الفكرة الاستعمارية الظالمة الداعية للاضطراب المستدام والحرب والخسائر المستمرة لكل الأطراف، إلى فكرة التعايش السلمي الآمن والمصالح المشتركة المستدامة.
7- سعى المجتمعات العالمية من كافة القوميات إلى التحرر والتطهر من ثلة من الأفكار العنصرية الشاذة التي تحاول فرض نفسها على العالم، والتحكم في هويته ومصيره بمشاريع تخريب وتدمير للانسان وللحياة على كوكب الأرض (مثل: المثلية والجندر، المليون الذهبي، النسوية، الجيل زد.. الخ)، والتي تدعي موت الأديان وانتهاء القيم الإنسانية والموروثات الأخلاقية للأمم والحضارات السابقة، وتقسيم البشر إلى أسياد يمتلكون القوة وعبيد ضعفاء تُمنع عنهم كُل أسباب القوة، وتُسلب مقدراتهم لمصلحة الدول الكبرى، تحت مبدأ القوة وسيادة شريعة الغابة، والهبوط بالبشرية من محل التكريم الإنساني إلى غرائز الحيوان.
في هذا السياق العام جاءت معركة طوفان الأقصى بشكل تلقائي وطبيعي لتحافظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية وعن الشعب الفلسطيني الوحيد المستعمر في العالم حتى الآن، عن حقه في التحرر والعيش الطبيعي على أرضه كما بقية شعوب العالم.
5- أهداف وغاية معركة طوفان الأقصى
1- وقف تجاوز وتعدي وانتهاك الكيان المحتل على المقدسات والشعب والزرع والأرض والثقافة والهوية والوجود وكل الحياة الفلسطينية.
2- توصيل صوت الشعب الفلسطيني المظلوم إلى العالم الحر والمؤسسات الدولية ودول المنطقة والدول الكبرى وصناع القرار لتحمل مسؤولياتهم في تعزيز السلم والامن والاستقرار في فلسطين والمنطقة والعالم، حفاظا على مصالحهم ومصالح الجميع.
3- توجيه رسالة قوية للكيان الصهيوني المغتصب الذي رفض سماع كل الرسائل وسد كل المنافذ، محاولا فرض رؤيته العنصرية؛ رسالة بأن أصحاب الأرض الحقيقيين لن يصمتوا عن المطالبة بحقهم بكل الوسائل.
4- إجبار الكان المغتصب على الإذعان لإرادة الحق الفلسطيني والتسوية الكاملة للقضية.
5- تبييض السجون والأسرى من كل الأطراف.
6- شركاؤنا المحليون والإقليميون والدوليون وأدوارهم الاستراتيجية
ندعو الجميع:
1- كافة مكونات الشعب الفلسطيني، خاصة التي جربت مسار التفاوض وتأكد فشله على مدار ربع قرن.
2- دول الجوار الأربع؛ مصر والأردن ولبنان وسوريا بحكم مشاركتها للأمن القومي الخاص بدولها مع الأمن القومي لدولة فلسطين
3- دول المنطقة العربية بحكم مشاركة فلسطين للأمن القومي للمنطقة.
4- دولتي تركيا وإيران بحكم قوتهما وأدوارهما الإقليمية في تحقيق أمن واستقرار المنطقة والعالم.
5- دول العالم الكبرى وصناع القرار في العالم بحكم مشاركتهم فلسطين في الأمن القومي للعالم.
6- المؤسسات الدولية بحكم ما أعلنت من مبادئ قامت عليها وأهداف تسعى لتحقيقها.
7- الرأي العالم العالمي الذي يمثل شعوب العالم أجمع من أصحاب الأصوات الانتخابية المتحكمة في اختيار النظم الحاكمة في بلادهم والمراقبين لأداء وقرارت حكوماتهم، بما يخدم المصالح العليا لشعوبهم وأمن واستقرار العالم، وليس لحساب مصالح سياسية خاصة وأيديولوجيات وأحزاب خاصة تسعى لترسيخ وجودها في السلطة على حساب مصالح شعوبها وأمن واستقرار العالم.
ندعو جميع هؤلاء الشركاء إلى:
أولا: التفكير بطريقة جديدة نحو إعلاء المصالح المستدامة لشعوبهم، والتي ترتبط بالأمن والاستقرار العالمي المرهون بحرية وأمن واستقرار الشعب الفلسطيني.
ثانيا: التفكير بطريقة جديدة لاحترام كرامة وحقوق كافة شعوب العالم، وأن الاحترام المتبادل هو أساس التعايش السلمي الآمن لكل الشعوب، والمرهون باحترام حياة وحرية وكرامة الشعب الفلسطيني؛ أحد أهم مكونات العالم الإسلامي الذي يشكل ربع سكان العالم.
ثالثا: التفكير بطريقة جديد أكثر عقلانية وواقعية فاعلية واستدامة في التخلي عن فكرة الدولة الوظيفية المصنعة استعماريا عالية التكلفة الأخلاقية والاقتصادية والسياسية؛ بهدف المحافظة على مصالح الغرب في المنطقة العربية، بالتعامل العقلاني العملي الأكثر فاعلية واستدامة لتحقيق مصالح الجميع مع الأصحاب الحقيقيين للمنطقة، بالمنطق الفطري الاجتماعي والجغرافي والتاريخي والسياسي الطبيعي، وبالتعامل مع دولة فلسطين ودول المنطقة العربية الأصلية، وليس مع مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يتأكد فشله مع كل حكومة منذ طرحت هذه الفكرة وهذا المشروع اللا إنساني واللا عقلاني ولا السياسي.
رابعا: مشاركة المقاومة الفلسطينية المشروعة التي تحملت عبء تحرير فلسطين من الكيان المحتل وتحرير العالم من مجموعة من الأفكار والمشاريع القديمة التي انتهت صلاحيتها وثبت فشلها والتي تهدد أمن واستقرار العالم، مشاركة المقاومة الفلسطينية في تحقيق مهمتها المقدسة، ودعمهما بكل ما تحتاج من كافة أشكال الدعم المادي والمعنوي لتحقيق هذه المهمة العالمية المقدسة حتى نهايتها.
خامسا: تطهير العقل والفكر البشري العالمي المعاصر من دنس فكرة الاستعمار وإبادة الشعب الأصلي لحساب الاستيطان البديل لغزاة ومستعمرين، وتعزيز فكرة الاعتذار عما سبق، ووضع خطط وبرامج تعويض المتضررين.
7- النتائج الجيواستراتجية التي تحققت
بعد مرور أكثر من شهر على معركة طوفان الأقصى وما تأكد للعالم من عدة حقائق على أرض الواقع وثقتها وسائل إعلام العالم بالبث المباشر، منها:
أولا: ثبات وصمود المقاومة الفلسطينية وتمثيلها لحقوق شعبها ولمعتقداته وقيمه في صموده في الدفاع عن أرضه وشعبه، وتفوقه الأخلاقي الذي شهد به الجميع.
ثانيا: مدى إجرام الكيان المغتصب وممارسته لكافة أشكال التدمير المجنون لكل المقدسات من مساجد وكنائس ومستشفيات ومدارس.. الخ، وشذوذه عن الفطرة الإنسانية وتصنيفه عالميا بكيان مجرم حرب بحاجة إلى المحاكمة العالمية على ما ارتكب من مجازر وتدمير للحياة في فلسطين.
ثالثا: تحقيق عد من المكاسب الاستراتيجية لدول وشعوب العالم، وللمنطقة العربية وللشعب الفلسطيني:
1- وصول صوت وأفكار ومطالب الشعب الفلسطيني إلى العالم كله.
2- إيقاظ العقل والضمير العالمي على الجديد من الحقائق وفضاءات التفكير العابرة للمستقبل، والمساهمة في المخاض العالم، ورسم خريطة جديدة للعالم أكثر سلاما وأمنا واستقرارا واستدامة.
3- توجيه صدمة كبيرة للكيان المغتصب تساعده على تفهم وقبول الواقع الجديد بعدما يستفيق من صدمته، وأوهامه الخاصة بإمكانية تدمير وإبادة شعب واحتلال واغتصاب واستيطان أرضه.
4- اختراق وكسر نظريات وتسليح قيمة وهيبة جيش الاحتلال ونقل المعركة إلى داخل الأرض المحتلة، وخلق نظرية قوة وردع وأمن متبادل جديدة.
5- تأكيد فشل وإنهاء كافة المشاريع غير الواقعية فطريا واجتماعيا وتاريخيا وجغرافيا وسياسيا وعسكريا، وفي مقدمتها مشروع الشرق أوسط الجديد، ومشروع التطبيع، ومشروع دولة الكيان الوظيفية في قلب المنطقة العربية، ومشروع التفاوض الوهمي، ومشروع الانقسام الفلسطيني الخادم لمحاولة تصفية القضية، والمشروعات السياسية المتطرفة التي تقوم على العنصرية وتصنيف الشعوب والقوة والإكراه.
5- التأسيس لمستقبل جديد للمنطقة والعالم بعالم متعدد الأقطاب يقوم على الشراكة ومصالح الشعوب.
6- توحيد وحشد الرأي العام العالمي على أهم قضية حالية في العالم، وهي قضية فلسطين ونجاح الرأي العام العالمي في توصيل رسالته وفرض إرادته على تفكير وقرارات حكام العالم، وفتح آفاق جديد للرأي العام العالمي في المشاركة في إدارة القضايا العالمية الكبرى المماثلة.
7- تعزيز وتأكيد فكرة التفوق الأخلاقي على التفوق العسكري.
8- تعزيز وتأكيد فكرة تفوق الإنسان على السلاح والتكنولوجيا لأنه في الأساس صانعها ومستخدمها.
9- رفع سقف وطموح شعوب العالم الساعية للتحول إلى نظم حكم ديمقراطية رشيدة.
8- شعار وعنوان المعركة وما حققته من إنجازات وما تسعى لتحقيقه من نتائج سياسية
"شراكة طبيعية مستدامة مع أصحاب الأرض والمنطقة".. هذه رسالتنا للعالم أجمع من كافة الأديان والمذاهب والمكونات.. نحن الشعب الفلسطيني حماة المقدسات وصناع الحياة.. نعيش أحرارا ولن نهدأ إلا بتحرير كامل أرضنا المقدسة، كما بقية شعوب العالم، والمشاركة في استقرار وتنمية العالم..
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه فلسطين الإنسانية الاستراتيجية فلسطين استراتيجية الإنسانية طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أمن واستقرار المنطقة معرکة طوفان الأقصى الأمن والاستقرار المنطقة العربیة الشعب الفلسطینی المنطقة والعالم العام العالمی المحافظة على وشعوب العالم شعوب المنطقة الأمن القومی دول المنطقة شعوب العالم أصحاب الأرض وقف العدوان فی المنطقة کل الأطراف دول العالم فی العالم على حساب
إقرأ أيضاً:
كيف يمكن تقييم عملية طوفان الأقصى بعد مرور عام عليها؟
يدور جدل صاخب على مواقع التواصل الاجتماعي حول تقييم عملية طوفان الأقصى، وما أعقبها من عدوان إسرائيلي دموي وتدميري على غزة وأهلها، فالمؤيدون للعملية يصفونها بالحدث التاريخي المفصلي الذي حطم كثيرا من الأساطير التي نُسجت حول قوة الكيان الصهيوني، فالجيش الذي لا يُقهر قهرته مقاومة غزة، والكيان الذي ينتفخ بقوته وجبروته لم يستطع كسر شوكة المقاومة، ولم يتمكن من تحرير أسراه من قبضتها لغاية الساعة.
أما المعارضون للعملية فيرونها باب شر فُتح على مصراعيه لتصب منه على رؤوس أهل غزة كل ألوان المصائب والمآسي والشرور والفواجع، وباتت غزة بجميع محافظاتها ومناطقها مستباحة لقوات جيش الاحتلال، الذي أحالها إلى مناطق مدمرة تدميرا شبه كامل، قُوضت معه كل معالم ومقومات الحياة الإنسانية فيها.
يتركز ذلك الجدل في كثير من تجلياته حول ضخامة الخسائر التي تكبدها أهل غزة، والأعداد الكبيرة والضخمة في الشهداء والجرحى والمصابين والمفقودين، (ما يزيد عن 43000 شهيدا، وما يزيد عن 100000 من الجرحى والمفقودين حسب إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية في اليوم 410 للعدوان)، إضافة إلى حجم الدمار المروع والهائل الذي لحق بكافة مناطق قطاع غزة.
بعد مرور عام على عملية طوفان الأقصى، وفي ظل الجدل الصاخب والمحتدم بشأن مآلات العملية ونتائجها حتى الساعة، والتي ما زالت مفتوحة على كل الاحتمالات، كيف يمكن تقييم العملية في ميزان الربح والخسارة بنظرة هادئة وموضوعية ومتوازنة؟ وما الأرباح التي حققتها المقاومة وما هي الخسائر التي تكبدتها...؟
وما هي الأثمان التي دفعها الشعب الفلسطيني ومقاومته كردة فعل على عملية طوفان الأقصى؟ وهل كانت حركة حماس تتخيل أن يكون الرد الإسرائيلي بهذا الحجم التدميري الهائل والمروع.. وهل أعدت لذلك عدته أم أنها فوجئت به، وهي تجتهد وتحاول التكيف مع الأوضاع الجديدة، بإعادة ترميم صفوفها، وتنظيم قواتها ومقاتليها؟
في مقاربته التحليلية والتقويمية لعملية طوفان الأقصى قال الباحث والمؤرخ الفلسطيني عبد العزيز أمين عرار "يطيب للبعض القول إن خسارة شعبنا كبيرة جدا في معركة طوفان الأقصى، ولا تستحق ما جرى من إبادة وكارثة إنسانية بمعنى الكلمة، وأنها مقامرة بمصلحة شعبنا، وأنها استفزت الثور النائم، وستكون سببا ودافعا له لاحتلال أراضٍ جديدة".
وأضاف: "وما أود قوله والتأكيد عليه أن حساب الثورات وأعمالها لا تخضع دوما لحسابات الربح والخسارة بالمعنى الحرفي، وإلا فلن يحصل أي بلد محتل على استقلاله طالما أنه اعتمد فقط على المطالبة السلمية، وينطبق ذلك على الجهود المتعددة، والتي أضاعت السنين دون الحصول على الاستقلال لفلسطين، بل إن الاستيطان تغول إلى حد كبير منذ اتفاقيتي كامب ديفيد مع مصر 1979، واتفاقية إعلان المبادئ أوسلو 1993".
وتابع لـ"عربي21": "كما أن الوجود الفلسطيني أصلا مستهدف منذ أن قامت الحركة الصهيونية وأكبر دليل نكبة فلسطين 1948، ولو نظرنا الآن إلى خسائر الفلسطينيين وخاصة قطاع غزة فيها لوجدنا أن حجم الخسائر كارثي، وهي تحتاج إلى ما لا يقل عن 20 مليار لإعادة تعميرها، وربما عقدين من الزمن".
عبد العزيز عرار باحث ومؤرخ فلسطيني
وأردف الباحث والمؤرخ الفلسطيني عرار "لكن بالمقابل فإن إسرائيل خسرت هيبتها وانكشفت على حقيقتها ككيان وظيفي لا يستطيع العيش بمفرده ولا بد له من حبل سري قائم وممتد مع أمريكا والنظام الرسمي العربي وغير ذلك من الدول، كما أن هذا الكيان الإسرائيلي خسر أمن مستوطنيه في الشمال إلى جانب هجرة عشرات الآلاف خارج الكيان، وإلى الداخل نفسه، فباتت منطقة الشمال فارغة من المستوطنين، وهذا يتعارض مع نشأة الكيان".
وتابع: "ومن خسائر الكيان خسائرة الاقتصادية المتواصلة وتأثيرها على مستوى الرفاهية المعيشية للإسرائيليين، ولا يجب أن ننسى في هذا السياق أعداد القتلى والمعاقين والجرحى منهم، وهو ما يستدعي المزيد من العناية، ولو أجرينا مقارنة بسيطة بين حرب 1948 لوجدنا أن المقاومة الفلسطينية واللبنانية واليمنية والعراقية استطاعت أن تستمر زمنيا وسجلت فعليا مطاولة وإشغال لهذا الكيان الغاصب، وعلى غير المألوف كما في الحروب السابقة التي خاضتها الجيوش العربية 1948 و 1967".
ووصف عرار "الخذلان العربي ووقوف السلطة متفرجة بأنه أكبر خسارة يواجهها الشعب العربي الفلسطيني، أما ما يتعلق بحركة حماس والجهاد فيظهر أنها قرأت الأحداث وفق معادلتين: الأولى أن اليهود سيسلمون بالأمر الواقع بسرعة خاصة وأن عدد أسراهم كبير، ويقبلون بشروط المقاومة وأن حلف الممانعة ودولا أخرى ستقوم بواجبها، ويظهر أنها تلقت وعودا سابقة بذلك".
وأكمل حديثه بالقول "وهذا يذكرني بحادثة يعبد حيث خرج القسام واشتبك في 20/11/1935، واستشهد، وعندما سئل عن أهمية خروجهم إلى جبل نابلس، قال سنشعل جبل الحطب بثورة الأمة، وفي كلا الحالتين التاريخيتين لم يكن الأمر حسب المأمول إذ إن ميزان القوى كان وما زال لصالح الكيان الصهيوني الغاصب".
وأنهى حديثه بالتأكيد على أن المقاومة رغم ذلك كله "ما زالت ترفع الأشرعة، ولم ترفع الراية البيضاء، ولم تستسلم قياداتها لشروط العدو، ناهيك عن خسائر الكيان في الجبهة اللبنانية وعجزه هناك، وهذا كله جزء من مسيرة الأجيال ونضالها الطويل، وهو ما يقربنا من النصر الذي لن يكون بعيدا بمشيئة تعالى".
في ذات الإطار عقد الأكاديمي والباحث الأردني، أستاذ الدراسات المستقبلية، الدكتور وليد عبد الحي مقارنة تحليلية، بلغة الأرقام والإحصائيات الدقيقة بين خسائر الحرب الدائرة وبين أرباحها ومكتسباتها لكلا الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، أحال "عربي21" عليها، والتي نشرها سابقا بعنوان "غزة بين تشاؤم العقل وتفاؤل الإرادة".
وخلص في نهاية مقاله إلى القول "من الضروري عدم التعالي على معطيات العقل التي أوردنا، ولكن لا بد للعقل من التواضع أمام الإرادة، وهو ما يستوجب سؤالا جوهريا هو: لماذا تزايد التأييد للمقاومة بعد الطوفان رغم كل الألم والمعاناة والحصار العربي؟ لا يمكن للحساب العقلي الشكلي أن يفسر ذلك، فالتفسير يكمن في الإرادة".
وتابع: "فكما أثبت الفيلسوف الألماني (نيشته) الإرادة بالقبض بكفه على قطعة حديد ملتهبة ليثبت أن الإنسان إرادة، فإن الشعب الفلسطيني يعزز هذه النظرية، ويجبر العقل على تواضعه أو تهذيب معناه، وهو ما يستوجب على أحرار العالم شحن الإرادة بالمزيد، وتهذيب العقل تحت قاعدة أن الشعوب تنتصر بالإرادة، إذا أجبرت العقل على التهذيب، فلم تنتصر فيتنام والجزائر وجنوب إفريقيا وأفغانستان وكوبا واليمن والصين والهند وغيرها الكثير إلا بغرس عقلي في تربة الإرادة".
وردا على سؤال "عربي21" إن كانت حركة حماس قد توقعت أن يكون الرد الإسرائيلي بهذا الحجم التدميري المروع أم أنها تفاجأت بذلك وتحاول وتجتهد أن تتكيف مع المعطيات الجديدة، قال عبد الحي "من متابعتي وحواراتي مع جهات مختلفة، لا أعتقد أن المقاومة تفاجأت بطبيعة الرد الإسرائيلي، من حيث مستوى رد الفعل".
وأضاف: "ومن الوارد أنها لم تتوقع بعض التفاصيل، وهذا أمر طبيعي في صراع من هذا المستوى، لكن قدرتها على الاستمرار في القتال لمدة تزيد عن عام، يشكل مؤشرا على توقع دقيق وإعداد لهذا التوقع، ومن متابعتي لدراسات وتقارير إسرائيلية فإن إسرائيل هي من تفاجأ بالهجوم من ناحية أولى، ومن مستوى الأداء الفلسطيني الميداني من ناحية ثانية، ومن انضمام محور المقاومة بهذه الكيفية من ناحية ثالثة".
من جهته استعرض الباحث السياسي المصري، أحمد مولانا مكتسبات وتداعيات وخسائر عملية طوفان الأقصى بالقول "فمن مكتسباتها أن نظرية الأمن الإسرائيلي التي قامت على الردع والإنذار المبكر، والحسم السريع للمعركة في أرض الخصم، انهارت في السابع من أكتوبر..".
وتابع "ما نتج عنه أن شعور الإسرائيلي بالأمن اهتز واضطرب، فإسرائيل ما زالت إلى اليوم تخوض معركة على جبهات متعددة، وما زالت الصواريخ تنهمر عليها من لبنان، وأحيانا من اليمن، وطائرات مسيرة من العراق، تستهدف تل أبيب وحيفا وإيلات، فشعور الإسرائيلي بالأمن بعد مرور عام على الحرب يتجه للأسوأ".
وأردف: "والنزيف في الخسائر البشرية ما زال موجودا، إضافة لوجود مشاكل وأزمات داخل المجتمع الإسرائيلي، كتجنيد الحرديم، وتحمل عبء العمل العسكري، وثم خلافات سياسية كبيرة، ونقاط الضعف داخل المجتمع تتجلى وتبرز أكثر وأكثر، وهي تدور بمجملها حول فقدان الأمن، فهذا أحد المكتسبات الرئيسية لهذه الحرب".
ولفت مولانا إلى أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو يحاول رسم خريطة المنطقة، بالدفع باتجاه سيناريوهات يحول فيها الوضع الاستراتيجي الإسرائيلي الحالي، والخسارة التي مُني بها في بداية الحرب إلى مكسب كبير، من خلال حجم الدمار الهائل في غزة، وقتل قيادات المقاومة، والضربات القوية التي وجهها لحزب الله في لبنان، واغتيال الأمين العام والقيادات العسكرية من الصف الأول والثاني..".
أحمد مولانا باحث سياسي مصري
وردا على سؤال "عربي21" بشأن خسائر الشعب الفلسطيني والمقاومة ذكر "حجم التدمير الهائل والمروع الذي طال غالب مناطق غزة، وهو ما تريد إسرائيل من ورائه تدمير الواقع الحياتي والإنساني في غزة، وجعل مناطق القطاع غير صالحة للحياة البشرية، ودفع أهل غزة للنزوح والهجرة منها، كما أن من خسارة المقاومة فقدان عدد كبير من قياداتها وكوادرها العسكرية والسياسية، كصالح العاروري ويحيى السنوار وغيرهم".
ونبَّه الباحث المصري مولانا إلى أن أحد مكتسبات عملية طوفان الأقصى ما "أظهرته من هشاشة قوة إسرائيل ومدى ضعفها، ما يعزز إمكانية هزيمتها، وهو ما يشير في الوقت نفسه إلى إمكانية التحرير، لأن قوة إسرائيل بالأساس تتمثل بما تتلقاه من الدعم الغربي الأمريكي والأوروبي، فضلا عن التعاون والتواطىء العربي الرسمي..".
بدوره عدد الباحث الفلسطيني المختص بالشأن الإسرائيلي، عادل شديد جملة من المكتسبات التي حققتها عملية طوفان الأقصى، من أبرزها أنها "استطاعت أن تضرب منظومة الأمن في إسرائيل، وهزت ثقة الإسرائيليين بجيشهم، كما مست ثقة حلفاء إسرائيل بإسرائيل وقدراتها العسكرية، وضربت مشروع التطبيع الإسرائيلي مع بعض الأنظمة العربية، وكذلك هزت صورة إسرائيل القوية في المنطقة سواء أمام أعدائها أم أصدقائها".
وأضاف "كما وجهت ضربة قوية للجيش الإسرائيلي، الذي فقد حوالي فرقة عسكرية، نتحدث عن أكثر من 20000 جندي خرجوا من الخدمة، سواء بالقتل أو الإصابات والإعاقات أو الضغوط النفسية، ومن الصعب استبدالهم وملء الشواغر بسبب تراجع نسبة الملتزمين بالتجنيد، واستمرار رفض المتدينين (الحرديم) للخدمة العسكرية، ومن مكتسباتها كذلك إعادة القضية الفلسطينية إلى واجهة الأحداث والاهتمام العالمي بعد نسيانها وتهميشها".
عادل شديد باحث فلسطيني مختص بالشأن الإسرائيلي
وواصل الباحث الفلسطيني شديد حديثه لـ"عربي21" بالقول "لكن بالمقابل هناك خسائر باهظة في الجانب الفلسطيني، فغزة بعد التدمير الهائل والمروع الذي مارسه جيش الاحتلال فيها باتت منطقة غير صالحة للحياة البشرية، وهي تتعرض لمجزرة وإبادة جماعية ما زالت قائمة ومفتوحة، وثمة 6 أو 7% من الشعب الفلسطيني في غزة ما بين شهداء وجرحى ومصابين ومفقودين".
وختم كلامه بالإشارة إلى أن حركة حماس "لم تكن تتوقع هذا الحجم المروع من رد الفعل الإسرائيلي، المتمثل بهذا التدمير الشامل، والإبادة الجماعية المروعة، وتوجيه هذه الضربات القوية والموجعة والمؤلمة للشعب الفلسطيني، ولحماس وللمقاومة، وربما يكون هذا الحجم من الرد الإسرائيلي فاجأ الجميع، بما فيهم حركة حماس، وفي تقديري لو أن قيادة الحركة توقعت هذا الحجم من الرد لربما كان لهم موقف آخر، مع أن تسميتهم للعملية بالطوفان، يشير إلى توقعاتهم بإمكانية أن تتطور الأمور إلى الطوفان، وهو ما سيغرق الجميع، ويضعهم أمام تحديات جمة".