رئيس الوزراء الهندي يدشن أكبر جسر بحري في مومباي
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
بقلم : د. ديفيا راني
مومباي : كشف رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي النقاب عن أكبر جسر بحري في الهند مؤخراً والذي يمثل معلماً بارزاً آخر في تطوير البنية التحتية في الهند يسمى ” مومباي ترانس هارفار لينك (MTHL ) أو آتال بيهاري فاجبائي ترانس هاربفار لينك” هو جسر يبلغ طوله 22 كيلو متراً بتكلفة 2.
ومن المتوقع أن يغير الجسر البحري قواعد اللعبة حيث أنه يتوقع أن يستوعب ما يصل إلى 70 ألف مركبة يومياً مما يقلل من ازدحام حركة المرور وتلوث الهواء في مومباي وتستوعب كلتا المدينتين من اتصالات أكثر سلاسة وسيقوم الهيئة الإقليمية لتطوير منطقة بومباي بقيادة الشركات الهندسة الدولية لبناء رابط مومباي ترانس هارفار . كما تم تعيين شركة (AECOM Asia ) آسيا كمستشار رئيسي بالإضافة إلى مجموعات أخرى من الشركات الإستشارية مثل شركة (TY Lin International ) وشركة دار الهندسة ونحو ذلك لهذا الغرض.
في حين ساعدت وكالة التعاون الدولي اليابانية (JICA) في تمويل المشروع وبدأت أعمال البناء في عام 2018م حيث يمتد الجسر 21.8 كيلومتراً منها 16.5 كيلو متراً فوق البحر و 5.5 كيلومتراً على الأرض وقد تم ترسية ثلاثة عقود بناء ، منها قامت كل من شركة (Larsen & Toubro ) الهندية، و شركة (IHI Corp) اليابانية ببناء أول 10.38 كيلو متر فوق الماء و بينما قامت كل من شركة ( Daewoo E&C) كوريا الجنوبية و شركة (Tata Projects ) الهندية ببناء 7.8 كيلو متر التالية من المشروع وفي النهاية قامت شركة ( Tata Projects ) الهندية بتنفيذ 3.6 كيلومتر المتبقية من المشروع .
ومن جهته ، يستخدم جسر مومباي للمرور البحري تقنية يابانية حديثة في شكل ألواح فولاذية تقويمية وذلك على مدى امتداد حوالي 6.4 كيلومتر والتي تسمح الأسطح الفولاذية بتقليل من عدد الأعمدة وكذلك تقليل حجمها مما يسهل عمليات البناء ويخفف التأثير البيئي علماً أنه تم تصنيع سطح السفينة من قبل شركة (IHI Corp) اليابانية عبر شبكتها من المصانع في اليابان وفيتنام حيث تم تسليم قطاع الألواح في 33 شحنة بحرية في حين تم تقسيم أجزاء السطح بعناية بنقلها بشكل آمن .
كما يربط الجسر الآتال مدينتي مومباي و بونه بسهولة وهما أقوى المراكز الحضرية بولاية ماهاراشترا الهندية وبإعتباره امتداداً حيوياً لطريق مومباي – بونه السريع ، يعد الجسر بتحسين ملحوظ في تدفق حركة المرور وامكانية الوصول بشكل كبير بين هذه المدن المزدحمة حيث تشير دراسة أجرتها هيئة تنمية منطقة مومباي الحضرية والوكالة اليابانية للتعاون الدولي إلى أن جسر مومباي للمرور البحري سيحدث ثورة في الإتصالات داخل المنطقة .
كما هو من المتوقع ، ان الجسر والذي يمتد من سيوري إلى تشيرل، سيقلل وقت السفر من ساعتين مرهقتين إلى مجرد 15 إلى 20 دقيقة ويستوعب ما يقدر بنحو 70 ألف مركبة يومياً حيث يقول الدكتور سانجاي موخارجي ، مفوض الهيئة الحضرية لمنطقة مومباي أن الجسر سيكون حافزاً للنمو الاقتصادي وأن يعزز الناتج المحلي الإجمالي لولاية ماهاراشترا بنسبة 5% ويساهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي الوطين بنسبة 1% على حد قوله . كما لا يخفى علينا أن رئيس الوزراء الهندي مودي وضع رؤية جريئة للهند من اجل تحقيق مكانة الدولة المتقدمة بحلول عام 2047م.
والجزء الحاسم من هذه الرؤية هو ثورة شاملة في البنية الأساسية تتكشف على مدى السنوات الـ 25 المقبلة وهي خطوة تحويلية تهدف إلى تعزيز مشهد البنية التحتية والقدرة التنافسية الإقتصادية في الهند حيث أطلقت الحكومة المركزية في الهند برنامج “جاتي شاكتي ” يعني بها قوة الشعب ويعتبر برنامج جاتي شاكتي دليلاً على التزام الهند الثابت بتطوير البنية التحتية والبراعة الإقتصادية.
كما تجدر الإشارة إلى أن “بهاراتمالا” وهي شبكة واسعة من الطرق والطرق السريعة في حين “ساغرمالا” وهي سلسلة من الموانئ ذات الموقع الإستراتيجي والممرات المائية الداخلية والموانئ البرية بينما برنامج ” أودان” والذي يهدف إلى تطوير المطارات الإقليمية وهذه كلها ليست سوى عدد قليل من المكونات الرئيسية تابع لبرنامج “جاتي شاكتي” فلا شك أن الهند قطعت بالفعل خطوات كبيرة في بناء الطرق السريعة الوطنية حيث من المقرر الإنتهاء من مسافة مذهلة تبلغ 13800 كيلو متر خلال عامي 2023-2024م وحدها ويمثل هذا زيادة بنسبة 33% مقارنة بالعام السابق مما يوضح تفاني الحكومة في تعزيز حركة الركاب والتجارة والشحن.
وعلاوة على ذلك ، يشمل برنامج “جاتي شاكتي” عدداً كبيراً من المشاريع الطموحة بما في ذلك بناء خط سكك حديدية إلى المرتفعات العالية في لاداخ ونفق تحت نهر براهمابوترا بالإضافة إلى القطار السريع بين مومباي وأحمد آباد وطريق آروناشال الحدودي السريع . كما تضم البنية التحتية البحرية الحالية في الهند 12 ميناء رئيسياً وأكثر من 200 ميناء غير رئيسي على طول ساحلها الذي يبلغ طوله 7500 كيلو متر وسيعزز ميناء فادهافان القادم في ولاية ماهاراشترا شبكة الموانئ في البلاد .
بينما تفتخر الهند بشبكة مطارات واسعة ومتنامية وتخدم حالياً 131 منشأة تشغيلية في البلاد ومن بين هذه المنشآت، 29 مطاراً تخدم الرحلات الدولية و 92 مطاراً الرحلات الداخلية و 10 مطارات جمركية . كما يلوح في الأفق المزيد من التوسع حيث حصل 21 مطاراً جديداً يسمى “جرينفيلد” على موافقة الحكومة في شهر يونيو 2023م ويتجلى حجم هذا التطوير في 144 مشروع نفق حالياً قيد التنفيذ على الطرق السريعة االوطنية.
وبحسب الدراسة، أن قطاع البنية التحتية في الهند الذي اثبت وجوده على الصعيدين الوطني والعالمي حيث قاد تخطيط وتنفيذ المشاريع الضخمة لعقود من الزمن والهند اصبحت الآن في وضع جيد لإحتضان تقنيات جديدة مثل الذكاء الإصطناعي واجهزة الإستشعار والربوتات والأدوات الرقمية وسيكون اعتماد هذه التطورات عاملاً اساسياً لتحقيق التميز وضمان استمرار القدرة التنافسية على الساحة العالمية .
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء السلوفاكي يلتقي بوتين في زيارة مفاجئة
أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأحد، في الكرملين محادثات مع رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو، الذي يعد من القادة الأوروبيين القلائل الذين حافظوا على علاقة ودية مع الزعيم الروسي بعد حربه على أوكرانيا.
وأظهرت لقطات للقاء الزعيمين وهما يبتسمان ويتصافحان، بعد ساعات قليلة على تحذير بوتين أوكرانيا من ردود انتقامية قاسية، رداً على هجوم بطائرات مسيرة استهدف مدينة قازان، التي تبعد ألف كيلومتر عن الحدود الأوكرانية.
وجاء في منشور على تلغرام للصحافي بافيل زاروبين العامل في التلفزيون الروسي والمقرب من الكرملين، أن "بوتين يلتقي حالياً في الكرملين رئيس الوزراء السلوفاكي فيكو".
ولم يتم الإعلان مسبقاً عن زيارة فيكو المنضوية بلاده في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، رداً على سؤال، إن هذه الزيارة غير المعلن عنها رسمياً كانت مبرمجة "قبل بضعة أيام".
ولم يشأ بيسكوف تحديد المواضيع المدرجة على جدول أعمال الاجتماع، لكنه قال إنه يمكن "افتراض" مناقشة مسألة عبور الغاز الروسي.
وأعلنت أوكرانيا الصيف الماضي أنها لن تجدد عقداً مع موسكو ينتهي في آخر 2024 لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا، عبر شبكتها الواسعة من خطوط الأنابيب.
في الأسابيع الأخيرة، ندّدت سلوفاكيا والمجر اللتان تعتمدان بشكل كبير على الغاز الروسي، بتداعيات هذه الخطوة، التي من شأنها قطع الغاز تماماً عنهما في نهاية العام، مع عدم وجود حلول بديلة فورية ذات موثوقية.
وأوقف فيكو المساعدات العسكرية لأوكرانيا عندما تولى رئاسة الوزراء في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهو يدعو، على غرار نظيره المجري فيكتور أوربان، إلى إجراء محادثات سلام مع أوكرانيا.
وكان فيكو أعلن في نوفمبر (تشرين الثاني) أنه سيتوجّه إلى موسكو في مايو (أيار) لحضور احتفالات الذكرى الثمانين للانتصار على ألمانيا النازية.
وكان بوتين قد توعّد، الأحد، بإلحاق مزيد من "الدمار" بأوكرانيا عقب هجوم بطائرات مسيّرة طال برجاً سكنياً في مدينة قازان.
وأظهرت لقطات فيديو انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي، مسيّرة واحدة على الأقل ترتطم بمبنى شاهق وتتسبب في اندلاع كرات نارية، رغم عدم الإبلاغ عن وقوع إصابات. ولم تعلق أوكرانيا على الضربة.
لكن بوتين قال في كلمة متلفزة: "أيا كان ومهما حاولوا التدمير، سيواجهون دماراً مضاعفاً، وسيندمون على ما يحاولون القيام في بلادنا".