ذكرت مجلة "تايم" الأمريكية (Time) أن النظرة تجاه إسرائيل سلبية في 42 دولة، على عكس الوضع في الولايات المتحدة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في إشارة إلى حرب مدمرة تشنها إسرائيل على قطاع غزة، بدعم أمريكي.

المجلة استندت، في تقرير بعددها الأخير ترجمه "الخليج الجديد"، إلى نتائج استطلاع أجرته شركة "مورنينغ كونسلت" للأبحاث (Morning Consult) في 43 دولة بالقارات الست بين أكتوبر وديسمبر/ كانون الأول الماضي، واختلف حجم العينة من دولة إلى أخرى، إذ تراوح شهريا من 300 إلى 6 آلاف إجابة مكتوية.

وقالت إن 42 من أصل 43 دولة شهدت تراجعا في الدعم الذي قدمته لدولة الاحتلال سابقا، وإن صافي الدعم لإسرائيل تراجع عالميا بمتوسط 18.5%.

وفي كل من الصين وجنوب أفريقيا والبرازيل وغيرها من دول أمريكا اللاتينية، تحولت كثير من الآراء الإيجابية حيال إسرائيل إلى سلبية.

وشهدت دول غنية كانت لديها بالفعل وجهات نظر سلبية واضحة تجاه إسرائيل، وبينها اليابان وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة، تراجعا في الدعم لإسرائيل حتى بات الرأي السلبي هو السائد.

فمن سبتمبر/ أيلول (نتائج استطلاع سابق) إلى ديسمبر/ كانون الأول الماضيين، ارتفعت النظرة السلبية لإسرائيل في اليابان من 39.9% إلى 62%، وفي كوريا الجنوبية من 5.5% إلى -47.8%، وفي المملكة المتحدة من 17.1% إلى 29.8%.

وقالت نائبة رئيس قسم الأبحاث السياسية في الشركة سونات فريسبي للمجلة إن "هذه المعطيات تظهر مدى صعوبة المسار الذي تسلكه إسرائيل حاليا في المجتمع الدولي".

وفي 11 يناير/ كانون الثاني الجاري، بدأت محكمة العدل الدولية (أعلى هيئة قضاية في الأمم المتحدة) النظر في دعوى قدمتها جنوب أفريقيا وتتهم فيها إسرائيل بارتكاب "جرائم إبادة جماعية" في غزة.

اقرأ أيضاً

استطلاع: الإسرائيليون يؤيدون خطة أمريكية لإقامة دولة فلسطينية وإعادة الأسرى والتطبيع السعودي

دعم أمريكي

وعلى عكس تراجع التأييد في بقية الدول، تواصَل في الولايات المتحدة الدعم والتأييد لإسرائيل، عبر نسبة آراء إيجابية تفوق السلبية.

وأظهرت النتائج أن الولايات المتحدة هي الدولة الغنية الوحيدة التي لا تزال لديها صافي آراء إيجابية تجاه إسرائيل، رغم تراجعها من 18.2% إلى 16%.

ومنذ اندلاع الحرب، تقدم واشنطن للاحتلال أقوى دعم عسكري ومخابراتي ودبلوماسي ممكن، ويعتبر منتقدون الولايات المتحدة شريكة في "جرائم الإبادة الجماعية" التي ترتكبها إسرائيل في غزة، حيث يعيش نحو 2.4 مليون فلسطيني.

غير أن الاستطلاع أظهر أن دعم واشنطن لتل أبيب له تكلفة على مستوى الرأي العالمي، إذ أفادت النتائج بأن واشنطن تحولت من تفضيل إيجابي إلى سلبي في كل من مصر والسعودية.

ففي مصر، تحولت الولايات المتحدة من تفضيل إيجابي قدره 41.1% إلى تفضيل سلبي 14.9% من سبتمبر إلى ديسمبر الماضيين، فيما انخفض في السعودية من 12.2% إلى 10.5% خلال الفترة نفسها.

واعتبرت فريسبي أن "هذا التحول سيجعل من الصعب على السعودية مواصلة التعاون مع إسرائيل ومتابعة صفقة التطبيع المخطط لها (بين الرياض وتل أبيب)، بوساطة الولايات المتحدة".

وخلافا لما تطالب به دول عديدة، ترفض إسرائيل والولايات المتحدة  وقف الحرب في غزة فورا وبشكل دائم، إذ تفضلان "فواصل إنسانية"، وتزعمان أن وقف القتال سيساعد حركة "حماس" على إعادة ترتيب صفوفها.

وخلّفت الحرب الإسرائيلية على غزة حتى الاثنين 25 ألفا و295 شهيدا، و63 ألفا جريحا، معظمهم أطفال ونساء بحسب سلطات القطاع. إلى جانب دمار مادي هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة، مع نزوح نحو 1.9 مليون فلسطين، أي أكثر من 85% من السكان، وفقا للأمم المتحدة.

اقرأ أيضاً

من 54 إلى 45%.. استطلاع جديد يظهر تراجع دعم الناخبين الأمريكيين لإسرائيل في حرب غزة

المصدر | تايم- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل استطلاع دعم أمريكا حرب غزة إبادة جماعية الولایات المتحدة تجاه إسرائیل إسرائیل فی

إقرأ أيضاً:

حدود وإمكانيات القمة العربية تجاه عربدة إسرائيل

تنعقد في بداية شهر آذار/ مارس، قمة عربية طارئة، للرد على مخطط تهجير أهل غزّة إلى مصر والأردن وأماكن أخرى، حسب خطة كان قد أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهذه الخطة ليست سوى صدى لدعوات المتطرفين الصهاينة في السنوات الأخيرة والداعية الى تهجير معظم الفلسطينيين من كامل فلسطين التاريخية، بذريعة أن التعايش لم يعد ممكنا بين اليهود والفلسطينيين، وأن حل هذه المشكلة لا يتأتى إلا بإخراج الفلسطينيين صوب الدول العربية، أو أي بلاد أخرى تقبلهم.

ليس سرا أن ترامب تراجع عن خطته، بسبب الرفض العربي والدولي، وربما بسبب موازنته للتكاليف والأرباح، وخروجه بنتيجة ألا جدوى من هذا المشروع، على اعتبار أنه يبني حساباته السياسية على نمط إدارته للمشاريع العقارية، وبالأصل هو تعامل مع المشروع على أساس معطيات جيواقتصادية؛ من نوع طول شاطئ غزة والمساحة الرملية والمساحة الممكن توفرها لصناعة الترفيه الجاذب لنمط معين من النخب الاقتصادية في العالم، لكنه اكتشف أن هذا الأمر يستدعي ربما عشرات الحروب التي تشنها إسرائيل وقد لا تكون النتيجة مضمونة بسبب تمسك أهل غزة بأرضهم.

لكن هل يعني ذلك أن الصفحة طُويت وأصبحت المخاطر خلفنا، سواء الفلسطينيين أو بلاد المشرق العربي عموما؟ الواقع يقول عكس ذلك، إذ يبدو أن إسرائيل وسعت بيكار استهدافها ليشمل كامل منطقة المشرق العربي؛ سوريا ولبنان، بالإضافة إلى الضفة الغربية، وقد تكون هذه التوسعة مرحلية ستتبعها مرحلة لاحقة لن تستثني الأردن ومصر، ذلك أن إسرائيل تعتقد أنها تمر بمرحلة مثالية، نتيجة ميزان القوى الراجح جدا لمصلحتها، مقابل ضعف أدوات الطرف الآخر، سواء المشرق العربي المستهدف، أو بلدان ما خلف المشرق العربي التي لا يرى حكام إسرائيل أن لديهم النيّة على تغيير الوضع في المنطقة، لا سيما أن إسرائيل تحاول بيع العرب وهْم هزيمة الخطر الإيراني والتخطيط للإجهاز عليه في إيران نفسها، وتدمير مشروعها النووي الذي يشكّل مصدر الخطر الأكبر على العالم العربي.

لم يعد سرا أن إسرائيل تتعاطى مع المعطيات الحالية على أنها تشكل فرصة يجب اقتناصها لتغيير البيئة الاستراتيجية في المنطقة، فهي تتحرك في نطاق منطقة مستنزفة عسكريا واقتصاديا ولا تملك أطرافها (سوريا ولبنان والضفة الغربية) القدرات اللازمة للوقوف في وجه القوّة الإسرائيلية، التي تمارس العربدة جهارا نهارا، مستقوية بميزان القوّة الذي يرجح كفّتها في أي حرب، ولا سيما سلاحها الجوي الذي تفتقر جميع الأطراف المستهدفة الى وجود رادع له أو بديل يستطيع تعويض هذا الفارق.

من الواضح أن إسرائيل ذاهبة صوب بناء مناطق عازلة تحيط بها وتؤمن لها الحماية بعد درس طوفان 7 تشرين الأول/ كتوبر، على أن يشمل البناء مناطق جنوب لبنان وجنوب سوريا وأجزاء واسعة من الضفة الغربي. ولا تخفي حكومة بنيامين نتنياهو رغبتها في تحويل الجوار إلى دول فاشلة غير مستقرة ومفتتة؛ كجزء من استراتيجيتها القاضية بتحقيق الاستقرار والأمان لإسرائيل عبر السنوات القادمة، مستثمرة الضوء الأخضر الأمريكي لفعل ما تراه مناسبا لتحقيق مصالحها الأمنية مصحوبا بصنبور مفتوح من التمويل والتسليح.

ماذا بإمكان القمة العربية فعله لمواجهة هذه التحديات التي لا تؤثر فقط على فلسطين وسوريا ولبنان، بل ستمتد تداعياتها لتشمل أجزاء واسعة من العالم العربي؟ يمكن للقمة العربية الخروج ببيان يرفض السلوك الإسرائيلي ويدين محاولات تهويد الضفة وتهجير غزة واستباحة لبنان وسوريا، فليس -كما يقول المثل في بلاد الشام- على الكلام جمرك، لكن ذلك لا يساوي وزن رصاصة واحدة تُطلق على إسرائيل، والعرب غير مستعدين لا تلميحا ولا تصريحا على إصدار بيانات ذات حمولات يُشتم منها رائحة بارود أو يُسمع منها هدير أصوات طائرات ومدافع، وعدا عن أن لديهم أولويات مختلفة في هذه المرحلة، فلا يملكون الاستعدادات ولا المحفزات ولا حتى التقييم الذي يدفعهم لمواجهة إسرائيل.

بناء على ذلك، اليوم الذي سيعقب القمة سيكون مثل اليوم الذي سبقها، وستبقى الضفة وجنوب لبنان وجنوب سوريا أرض مستباحة لطائرات إسرائيل ودباباتها، وهذا الوضع مرشح للاستمرار حتى تتبلور ديناميكيات، يمكن القول إنها بدأت تظهر شيئا فشيئا في سماء المنطقة، بعد أن تجاوزت العربدة الإسرائيلية حدود وإمكانيات القدرة على التحمل والصبر.

كان يجب أن تنعقد القمة العربية في هذه الظروف، حيث لا يمكن الصمت فيما تصرفات إسرائيل العنجهية التي تجعل الحجر ينطق، لكن أيضا، هذه حدود وإمكانيات القمة، كلام ثم كلام ثم مزيد من الكلام، وبعدها ليواجه كل قدره ومصيره.

x.com/ghazidahman1

مقالات مشابهة

  • قطر تقدم مذكرة لمحكمة العدل الدولية بشأن إسرائيل
  • الولايات المتحدة تسرّع تسليم مساعدات عسكرية لإسرائيل بقيمة 4 مليارات دولار
  • بقيمة 4 مليارات دولار .. أمريكا تُسرّع تسليم شحنة أسلحة «ضخمة» لإسرائيل
  • عاجل | ماركو روبيو: إدارة ترامب ستستمر في استخدام كل الأدوات المتاحة للوفاء بالتزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل
  • «التعاون الإسلامي» تقدم مرافعة للعدل الدولية حول عدم التزام إسرائيل تجاه المنظمات الأممية
  • استطلاع: يهود الولايات المتحدة يعارضون خطة ترمب بشأن غزة
  • استطلاع: يهود الولايات المتحدة يعارضون خطة ترامب بشأن غزة
  • أمريكا تقر بيع ذخائر وجرافات لإسرائيل بـ3 مليارات دولار
  • أمريكا تقر صفقة ذخائر محتملة لإسرائيل بـ 2.7 مليار دولار
  • حدود وإمكانيات القمة العربية تجاه عربدة إسرائيل