تعيش كينيا في حالة من التوتر مع أربعة من دول الجوار، لأسباب متنوعة، من بينها المزاعم بدعم جماعات مسلحة تهدد استقرار هذه البلدان، إلى جانب أزمات بشأن الطيران واستيراد الوقود، وأدت هذه الأزمات إلى سحب السفراء، وفي أحيان أخرى مقاضاة نيروبي.

وقالت إذاعة صوت أمريكا في تقرير لها إن الجهود التي تبذلها كينيا لفرض نفسها كقوة سياسية إقليمية ومركز اقتصادي في شرق أفريقيا لا تلقى استحسانًا لدى بعض جيرانها.

واستدعت كلا من الكونغو الديمقراطية والسودان سفيريهما بعد أن اتهمت حكومتيهما كينيا بإيواء جماعات المعارضة في بلديهما والتعامل معها في نيروبي، حيث أعلنت الخرطوم في الرابع من يناير الجاري، سحب سفيرها في نيروبي احتجاجا على الاستقبال الرسمي الذي نظمته كينيا لقائد ميليشيات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الشهير بـ"حميدتي".

وكان السودان، اتهم كينيا بدعم ميليشيات الدعم السريع، التي تقاتل ضد الجيش السوداني منذ منتصف شهر أبريل الماضي، وتسببت الحرب في أزمة إنسانية مروعة يعيش فيها الشعب السوداني، الذي نزح منه الملايين في الداخل وإلى دول الجوار.

وفي شهر ديسمبر الماضي، أعلنت وزارة الخارجية في الكونغو الديمقراطية، استدعاء سفيرها في كينيا بعد إطلاق تحالف عسكري كونغولي جديد يضم متمردين في نيروبي، وتزامنا مع ذلك الإجراء، استدعت كينشاسا سفير نيروبي لديها لنفس الأمر.

وشهدت نيروبي منتصف ديسمبر الماضي، إطلاق سياسيين وجماعات كونغولية، بما في ذلك متمردو إم 23، الذين استولوا على أراض في شرق الكونغو، تحالف نهر الكونغو.

وتسببت أعمال العنف التي تشنها جماعة "إم 23" في نزوح الملايين من سكان شرق الكونغو الديمقراطية، وفي آخر خطاب للرئيس فيليكس تشيسيكيدي، في ولايته الماضية خلال شهر نوفمبر 2023 ندد بتورط إحدى دول الجوار إلى جانب شركات متعددة الجنسيات في زعزعة استقرار بلاده بسبب الاستغلال غير القانوني للموارد الطبيعية.

وفي سياق آخر، دخلت كينيا في أزمة قانونية مع أوغندا بعد توجه الأخيرة إلى محكمة شرق أفريقيا في تنزانيا، بشأن نزاع حول توزيع النفط. 

وتتعلق القضية بعدم سماح كينيا لتجار النفط التابعين للحكومة الأوغندية بالعمل داخل حدودها، يأتي ذلك بعد أن أنهت أوغندا نظام المناقصة المفتوحة السابق لشراء المنتجات البترولية من كينيا.

وفي الثاني من يناير الجاري، توجهت أوغندا إلى محكمة العدل لشرق أفريقيا، بسبب تراجع كينيا عن التزامها السابق الذي قطعته في أبريل من عام 2023 الذي ينص على دعم رغبة كمبالا في استيراد الوقود مباشرة وعرقلت إصدار رخصة استيراد النفط عبر ميناء مومباسا.

وبحسب تقرير لوكالة أنباء بلومبرج الأمريكية، فإن أوغندا الدولة الحبيسة طالبت بحق الاستيراد عبر أنظمة خطوط الأنابيب الكينية وبررت الوصول إلى ميناء مومباسا على أساس معاهدة مجتمع شرق أفريقيا.

ومن أوغندا إلى تنزانيا التي حظرت الأسبوع الماضي رحلات الخطوط الجوية الكينية بين نيروبي ودار السلام، لأن كينيا رفضت الإذن لشركة الطيران الوطنية التنزانية بتشغيل رحلات شحن إلى نيروبي، ولكن رفع الحظر بعد مناقشات بين وزيري خارجية البلدين.

وقال وزير الخارجية الكيني موساليا مودافادي أمس الأول الأحد إن بلاده "ليست في حالة حرب" مع جيرانها وتريد إحلال السلام في المنطقة.

وأضاف مودافادي: "بعض الدول معرضة للخطر، والبعض الآخر في حالة صراع، ورئيسنا، ويليام روتو، في طليعة ضمان عودة السلام إلى هذه البلدان"، موضحا: "يقول إن الحروب في هذه البلدان ستؤثر أيضًا على بلادنا".

وواجهت كينيا انتقادات من بعض الأفارقة ومواطنيها بشأن كيفية إدارة الحكومة لعلاقاتها مع الدول الأخرى.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: سحب السفراء النزاعات القضائية شرق أفریقیا دول الجوار

إقرأ أيضاً:

بمشاركة العراق.. السفراء العرب يبحثون مبادرة الحضارة العربية في روما

بغداد اليوم - متابعة

استضافت الأكاديمية المصرية للفنون في العاصمة الإيطالية روما، اليوم الجمعة (28 اذار 2025)، برئاسة السفير المصري بسام راضي وبمشاركة السفير العراقي اجتماعًا للسفراء العرب لمناقشة مبادرة "الحضارة العربية" التي ستنطلق قريبًا برعاية الأكاديمية.

وأعرب السفير المصري عن سعادته باستضافة هذا اللقاء، مشيدًا بمكانة الأكاديمية الثقافية والتاريخية ودورها في تعزيز الثقافة العربية.

من جانبها، رحبت مديرة الأكاديمية رانيا يحيى، بالسفراء العرب وقدمت نبذة عن المبادرة التي تهدف إلى تسليط الضوء على هوية الحضارة العربية من خلال الفنون الثقافية، مشيرةً إلى أهمية المنصة التي توفرها الأكاديمية في قلب أوروبا لتعريف الجمهور الإيطالي والأوروبي بالتنوع الثقافي العربي.

بدورها، أكدت رئيسة بعثة جامعة الدول العربية في روما، السفيرة إيناس مكاوي، أهمية اللقاء التنسيقي، مشيدةً بالقيمة الثقافية للأكاديمية ودور المبادرة في تعزيز التكاتف العربي من خلال الأنشطة المشتركة.

وتخلل اللقاء جولة في الأكاديمية، شملت زيارة متحف مستنسخات توت عنخ آمون، والمعرض، والمسرح، ومبنى الجائزة، حيث أبدى السفراء إعجابهم بجهود الدولة المصرية في دعم الثقافة والفنون، وأكدوا رغبتهم في المشاركة بالمبادرة.

وشارك في الاجتماع سفراء وممثلون عن دول عربية عدة، أبرزها الإمارات، البحرين، قطر، سلطنة عمان، الأردن، العراق، سوريا، فلسطين، المغرب، السعودية، السودان، لبنان، تونس، اليمن، الكويت، وموريتانيا.

يُذكر أن هذا الاجتماع يُعقد لأول مرة منذ إنشاء الأكاديمية عام 1929، ويعد انطلاقة نحو تعزيز الجسر الثقافي العربي مع المجتمع الأوروبي.



مقالات مشابهة

  • أشبال الأطلس يدكون شباك أوغندا بخماسية في افتتاح كأس أفريقيا لأقل من 17 سنة
  • اتفاقيات جنيف تؤكد إلزامية حماية المسعفين أثناء النزاعات المسلحة
  • هل فشلت مغامرة تحالف نيروبي؟
  • التجويع جريمة حرب بـسلاح الغذاء
  • مظاهرات في إسرائيل ضد الحكومة للمطالبة بالإفراج عن الرهائن ورفض التعديلات القضائية
  • غرفة أزمات وطوارىء بصحة القليوبية لمتابعة بلاغات العيد فى القليوبية
  • بعد التعيينات القضائية.. هكذا علّق نادي القضاة
  • كتاب: تاريخ البعثات الدبلوماسية
  • بمشاركة العراق.. السفراء العرب يبحثون مبادرة الحضارة العربية في روما
  • الفارسي: ثقافة الدولة الريعية تضاعف الفقر في ليبيا رغم توفر مزايا اقتصادية