كيف نحمي المسنين من حوادث السقوط والكسور؟
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
عمّان- تزداد مخاطر حوادث سقوط المسنين مع تقدمهم بالعمر مما يتسبب لهم بمخاطر صحية عديدة وإصابتهم بكسور وكدمات، لتصل أحيانا لحد الوفاة، فما أسباب سقوطهم؟ وما التدابير اللازمة لتجنب ذلك؟
أسباب سقوط المسنينيؤكد اختصاصي الأمراض الباطنية والهضمية واختصاصي طب المسنين الدكتور أحمد العلي -في حديثه للجزيرة نت- أن سقوط المسنين قد يكون ناتجا عن عدة اسباب، منها:
1- ضعف العضلاتإذا كان هناك فقدان للقوة العضلية، قد يصعب على المسنين الحفاظ على توازنهم والتنقل بثبات، فضعف عضلات الساقين قد يؤدي إلى عدم القدرة على الوقوف بثبات.
التقدم في العمر قد يؤدي إلى تغييرات في نظام التوازن في الأذن الداخلية، مما يجعل السقوط أكثر احتمالًا، كفقدان القدرة على الحفاظ على التوازن في أثناء المشي.
3- مشاكل في الرؤيةضعف الرؤية أو المشاكل في العيون يمكن أن تؤثر سلبًا على قدرة الشخص على تحديد المخاطر في البيئة المحيطة، فعدم رؤية العوائق بشكل صحيح قد يؤدي إلى الاصطدام أو السقوط.
4- الأمراض المزمنةيمكن أن تؤثر الأمراض، مثل السكري أو أمراض القلب، على قوة الجسم والقدرة على التحرك بحرية، فمثلا ضعف القلب يمكن أن يقلل من القدرة على ممارسة النشاط البدني.
5- الظروف المحيطةيمكن أن تزيد السجاد أو الأرضيات الزلقة من خطر السقوط، كالسير على أرضيات مبللة دون اتخاذ الحيطة والحذر، خاصة عندما يكون الشخص يحمل أشياء ثقيلة.
المضاعفاتيرى الدكتور العلي أن سقوط المسنين قد تكون له مضاعفات صحية واجتماعية، منها الإصابات الجسدية كالكسور والكدمات، مما يؤدي إلى تأثير كبير على جودة حياة المسن. كذلك زيادة التكاليف، إذ إن الحاجة إلى الرعاية الطبية والعلاجات بعد السقوط، قد تتسبب في تكاليف طبية إضافية، بالإضافة إلى فقدان الاستقلالية، فالإصابات الناتجة عن السقوط قد تؤدي إلى فقدان القدرة على القيام بالأنشطة اليومية بشكل مستقل. كما يمكن أن يكون مرتبطًا بزيادة في معدلات الوفاة، خاصةً إذا كانت هناك إصابات خطيرة.
وأضاف أنه قد يتسبب سقوط المسنين في زيادة مشاكل الصحة النفسية ومستويات القلق والاكتئاب، إلى جانب فقدان الثقة الذاتية لدى المسنين، مما يؤثر على رغبتهم في التنقل والمشاركة في الأنشطة، والتسبب في انعزالهم إذ قد يخشى بعضهم من الخروج أو التفاعل الاجتماعي بسبب مخاوف السقوط المستقبلي.
التدابير اللازمة لتجنب السقوطيوضح الدكتور العلي أنه لحماية المسنين من السقوط، يمكن اتخاذ عدة تدابير، وتوجيه اهتمام خاص لتوفير بيئة آمنة وتعزيز الصحة، وأهمها:
زيادة إضاءة المنزل وتجنب الظلال الداكنة. إزالة العوائق من المناطق المرورية. تأكيد ثبات السجاد وتثبيت السلالم إذا كانت موجودة. استخدام مساعدات المشي، مثلا يمكن استخدام المشايات أو العكازات لدعم الثبات والتوازن. تقديم الدعم في الاستحمام، عبر استخدام الأدوات المساعدة في الحمام مثل الأرجل المطاطية وحصائر مانعة للانزلاق. تقوية العضلات وتحسين التوازن عبر ممارسة تمارين تعزز قوة العضلات والتوازن. ضمان ثبات الأثاث وتأمينه بحيث لا يشكل خطرًا على المسنين. الرعاية الطبية الدورية، عبر الاستمرار في الفحوصات الطبية الدورية لتقييم الحالة الصحية وتعديل العلاجات إذا لزم الأمر. التحكم في الضغط الدم، ومراقبة وضبط ضغط الدم لتقليل فرص الدوار والإغماء. تجنب الوقوف بشكل سريع، والقيام بحركات بطيئة وتدريجية. اختيار أحذية توفر الراحة والدعم، مع تجنب الأحذية الزلقة. تشجيع المسنين على ممارسة النشاط البدني بانتظام لتقوية العضلات والحفاظ على اللياقة البدنية. الخطوات اللازمة عند السقوطيوضح الدكتور العلي أنه عند سقوط أحد المسنين، يجب اتخاذ الخطوات التالية:
الاتصال بالطوارئ. توفير الراحة. تجنب رفع المسن بشكل فوري إذا كان يشعر بألم، والانتظار حتى وصول المحترفين الطبيين. تقييم الإصابات وفحص الجسم للتحقق من وجود كدمات أو كسور. تقديم العناية الأولية، عبر وضع الثلج على المناطق المصابة للتقليل من الانتفاخ والألم. إذا كانت الإصابة خفيفة، فإن مراقبة الحالة يمكن أن تكون كافية، ولكن تجب مراجعة الطبيب لتأكيد التشخيص وتوجيه العناية المستمرة. أسباب فقدان المسنين مرونة حركتهميرى استشاري جراحة العظام والمفاصل الدكتور محمد داوود جاموس أن مرونة حركة الجسم وسرعته تعتمد بشكل أساسي على كفاءة الجهاز الحركي والعصبي.
وأضاف -في تصريحات للجزيرة نت- أن التقدم في العمر له ضريبته على جهاز الحركة بشكل عام، إذ تتناقص كفاءة المفاصل، وهرم الجهاز العصبي وتناقص قدرته على الاستجابة السريعة للقوى الخارجية.
وتعتمد حدة الكسور وأشكالها -وفق الدكتور جاموس- على كيفية الإصابة وعلى كفاءة الجهاز الحركي عند الإصابة، فأغلب الإصابات عند المسنين هي نتيجة لحوادث ذات طاقة قليلة، مثل الانزلاقات خلال الحركة أو السقوط من ارتفاعات منخفضة.
وأضاف أنه من الممكن أن تصيب الكسور عظام الجهاز العظمي المركزي، ويشمل الجمجمة والعمود الفقري وعظام الحوض، أو الجهاز الطرفي بما في ذلك الأطراف العلوية أو السفلية.
وبيّن جاموس أن الكسور تتفاوت بين بسيط ومركب أو معقد، إذ تزداد خطورة الكسر بزيادة التعقيد اللازم لعلاجه، بما في ذلك الحاجة إلى التدخلات الجراحية، وعلى طول الفترة اللازمة لالتئامه، وإعادة تأهيل الجسم واكتسابه الحركة من جديد، فكثير من مضاعفات الكسور وآثارها السلبية مثل الالتهابات التنفسية والجلطات الوريدية والشريانية والتقرحات الجلدية وغيرها، هي نتاج المحدودية الحركية.
وينبه الدكتور جاموس إلى أن هشاشة العظام وضعفها تزيد من احتمال الإصابة بالكسر ودرجة تعقيده عند الحوادث، وهي في حد ذاتها أحد أسباب آلام العظام التي تحد من قدرة الجسم على الاستجابة السريعة والفاعلة لمنع السقوط أو التأثر بالقوى الخارجية.
دور المكملات الغذائية والتمارين الرياضيةيشير الدكتور جاموس إلى أن الفيتامينات والأملاح وأهمها فيتامين "د" والكالسيوم عناصر أساسية في بناء العظم، إذ يتعين أخذ الكمية المطلوبة منها يوميا، وإجراء الفحوصات المخبرية، للتأكد من كفايتها في مخازن الجسم، وإجراء فحص كثافة العظم خاصة عند المسنات والبدء بالعلاجات المناسبة.
وتابع أن التمارين الرياضية تسهم -بشكل لا مجال للشك فيه- في رفع كفاءة العظام وقوتها، وعلى تقوية العضلات المحيطة بها، والمحافظة على مدى كاف لحركة المفاصل ومرونتها، بالإضافة لرفع الجاهزية التنسيقية للجهاز العصبي، وقدرته على المحافظة على توازن الجسم، وعلى ردود أفعال مناسبة للجهاز الحركي عند التعرض للحوادث.
ونبه جاموس إلى أن المحافظة على صحة جهاز الدوران بما يشمله من القلب والأوعية الدموية والدم جزء لا يتجزأ من إجراءات الوقاية من حوادث السقوط.
ويضيف الدكتور جاموس أن الهدف الأساسي من علاج الكسور لدى المسنين هو مساعدة الجسم على التئامها في الوضع الصحيح، وتأهيل الجسم للحركة بأقل الآلام وفي أسرع وقت، لمنع أي مضاعفات آنية أو محدودية في المستقبل.
وتابع أن تحت هذا البند يندرج العلاج التحفظي للكسور، من خلال الجبائر والمرابط، أو من خلال إجراءات جراحية حسب الحاجة، تتلوها عناية خاصة بالوضع الصحي العام للمريض، ووظائف جسمه المختلفة ثم إعادة التأهيل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: القدرة على یؤدی إلى یمکن أن
إقرأ أيضاً:
سائق يدهس طلاب مدرسة ابتدائية في الصين وسط تصاعد حوادث العنف العشوائي
قالت وسائل إعلام صينية إن سائق سيارة رباعية الدفع صدم عددا من المواطنين خارج مدرسة ابتدائية في هونان (جنوب الصين) أمس الثلاثاء، مما أسفر عن إصابة عدة أشخاص في الوقت الذي تنتشر فيه المخاوف بشأن سلسلة من الهجمات العنيفة في البلاد خلال الأسابيع الماضية.
قناة "سي سي تي في" الرسمية ذكرت أن الحادث وقع أثناء وصول التلاميذ إلى المدرسة، وأسفر عن إصابة عدد من المارة. في حين أكدت الشرطة نقل جميع المصابين إلى المستشفى بسرعة، مشيرة إلى أن أيا من الإصابات ليست خطيرة.
كما أعلنت السلطات إلقاء القبض على رجل يبلغ من العمر (39 عاما) مشتبه به في الحادث، لكنها لم تقدم تفاصيل إضافية حول دوافعه.
WARNING: GRAPHIC CONTENT
A driver in an SUV plowed into students and pedestrians outside a primary school in southern China leaving several people injured, state media said, as worries spread over in the country over the past week https://t.co/X7S6johsuc pic.twitter.com/8ngkZHNK62
— Reuters (@Reuters) November 19, 2024
تأتي هذه الحادثة بعد أيام من هجوم مماثل بسيارة في مركز رياضي بمدينة تشوهاي (جنوب البلاد)، أسفر عن مقتل 35 شخصا وإصابة 43 آخرين.
وكان ذاك الهجوم أحد أعنف الحوادث الجماعية التي شهدتها الصين في السنوات الأخيرة، مما أثار قلقا بشأن تكرار مثل هذه الحوادث.
At least 35 people killed and 43 injured after man drove into crowd at sports centre in southern China, local police sayhttps://t.co/GojGnvWFA1
— BBC Breaking News (@BBCBreaking) November 12, 2024
على الصعيد الرسمي، ذكر بيان -صادر عن النيابة الشعبية العليا على حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي الصيني "ويبو"- أن كبار المدعين العامين في الصين اجتمعوا يوم الثلاثاء لمناقشة إصدار الأحكام على "الجرائم الكبرى والوحشية المتطرفة"، فضلا عن تلك التي تعرض الأمن العام للخطر.
وقال المدعي العام يينغ يونغ في منشوره -الذي يعد من أكثر المواضيع تداولا على منصات التواصل الاجتماعي بالصين- "لا يمكن أبدا أن تتراخى اليد الصارمة. ويتعين علينا أن نكون حازمين ومصممين، وأن نعاقب مرتكبي الجرائم بشدة وبسرعة وفقا للقانون لتوفير رادع قوي".
وتشير الإحصاءات إلى زيادة ملحوظة في حوادث العنف العشوائي في الصين، ففي عام 2024، شهدت البلاد 19 حادثا، قُتل فيها 63 شخصا وأُصيب 166، مقارنة بـ16 قتيلا و40 مصابا في عام 2023.
ورغم أن معدل جرائم العنف في الصين يظل أقل من المتوسط العالمي، فإن هذه الزيادة أثارت مخاوف من تصاعد العنف المرتبط بالتوترات الاجتماعية والاقتصادية.
ففي إحدى الحوادث، قُتل 8 أشخاص، وأصيب 17 آخرون في هجوم بسكين في مدرسة مهنية بشرق الصين، ليتبين لاحقا أن المهاجم كان طالبا سابقا لم يتمكن من التخرج.
????????”KNIFE ATTACK IN CHINA”
Eight people were killed and 17 others wounded Saturday in a knife attack at a vocational school in eastern China, and the suspect a former student has been arrested.
????#China pic.twitter.com/WIzprBEV4N
— WORLD AT WAR (@World_At_War_6) November 16, 2024
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قتل رجل 3 أشخاص وجرح 15 آخرين في حادث طعن وقع في سوبر ماركت بشنغهاي.
ويرجع البعض ارتفاع وتيرة هذا النوع من الحوادث إلى حالة عدم اليقين بشأن المستقبل بين الشباب الصيني، لا سيما مع تباطؤ الاقتصاد وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب وأزمة العقارات.
وقالت أستاذة السياسة الصينية بجامعة تورنتو الكندية لينيت أونغ لوكالة الصحافة الفرنسية "هذه أعراض مجتمع مليء بالمظالم المكبوتة".