ماسك من معسكر الموت النازي: كنتُ ساذجا بشأن معاداة السامية
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
زار إيلون ماسك مالك منصة إكس (تويتر سابقا) المتهم من قبل جهات إسرائيلية بالسماح بالرسائل المعادية للسامية على منصته للتواصل الاجتماعي إكس، موقع معسكر الموت في أوشفيتز بيركيناو أمس الاثنين، قائلاً هناك: "إن مأساة المحرقة تضربك أكثر بكثير في القلب عندما تراه شخصيا"، بحسب ما أوردته وكالة أسوشيتد برس.
وقام ماسك بجولة في معسكرات الإبادة الأكثر شهرة التي أنشأتها ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية، قبل حضوره مؤتمرا عن معاداة السامية نظمته الجمعية اليهودية الأوروبية في مدينة كراكوف البولندية القريبة.
ووصف ماسك نفسه بأنه كان "ساذجا" بشأن مدى انتشار معاداة السامية حتى وقت قريب، قائلا إن ذلك يرجع إلى أن معظم أصدقائه يهود، ولهذا لم يكن يرى في محيطه أي أثر لمعاداة السامية.
وقال ماسك في المؤتمر في مناقشة مع مذيع ديلي واير بن شابيرو: "في الدوائر التي أتحرك فيها، لا أرى تقريبا أي معاداة للسامية". وأضاف: "لا، لدي ما يقرب من ثلثي أصدقائي من اليهود، لدي ضعف عدد الأصدقاء اليهود مقارنة بأصدقائي غير اليهود، أنا يهودي من حيث الارتباط، وأنا يهودي من حيث الطموح".
ودافع ماسك عن منصة إكس التي يمتلكها باعتبارها مكانا تزدهر فيه حرية التعبير، قائلا إن التبادل الحر للأفكار هو أمر يساعد في النهاية على تصحيح الكراهية، مشيرا إلى أن النازيين أغلقوا حرية الصحافة والمعلومات.
وقال: "إن الهدف الشامل لمنصة إكس هو أن تكون أفضل مصدر للحقيقة في العالم"، وأضاف "أن السعي الدؤوب وراء الحقيقة هو الهدف مع إكس والسماح للناس أن يقولوا ما يريدون قوله، حتى لو كان مثيرا للجدل، بشرط ألا يخالف القانون".
إيلون ماسك يزور موقع محرقة اليهود مع ابنه وواير بن شابيرو ورئيس الجمعية اليهودية الأوروبية الحاخام مناحيم مارغولين (رويترز)وواجه الملياردير اتهامات من رابطة مكافحة التشهير -وهي منظمة حقوق مدنية يهودية بارزة- وآخرين بالتسامح مع رسائل معادية للسامية على المنصة المعروفة سابقا باسم تويتر، منذ شرائها في عام 2022.
وقد أثار الملياردير الأميركي ضجة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عندما نشر على إكس قوله "لقد قلتَ الحقيقة الفعلية"، ردا على منشور لمستخدِم على منصة إكس اتهم اليهود بكراهية البيض وإعلان عدم الاكتراث بمعاداة السامية، ولكن ماسك ما لبث أن اعتذر لاحقا عن التعليق واصفا ما قاله بأنه "أغبى" منشور قام به على الإطلاق.
وزار ماسك موقع أوشفيتز بيركيناو مع ابنه البالغ من العمر 3 سنوات وآخرين، بما في ذلك شابيرو ومؤسس ورئيس الجمعية اليهودية الأوروبية الحاخام مناحيم مارغولين.
وقال ماسك عن زيارة الموقع الذي يقع قرب بلدة أوشفيتشيم جنوب بولندا: "لقد كان الأمر مؤثرا للغاية ومحزنا ومأساويا للغاية أن يتمكن البشر من فعل هذا ببشر آخرين"، وأضاف: "أنا طالب تاريخ، لقد رأيت الصور، وشاهدت مقاطع الفيديو، ولكن الأمر يؤثر في قلبك أكثر عندما تراه شخصيا".
وكان من المتوقع أن يقوم ماسك بالزيارة اليوم الثلاثاء ويشارك في حفل تأبين إلى جانب الشخصيات السياسية التي تحضر مؤتمر الجمعية اليهودية الأوروبية في كراكوف، لكنه ظهر في معسكر الموت النازي أمس الاثنين.
وقالت الجمعية اليهودية الأوروبية في رسالة بالبريد الإلكتروني: "وضَع ماسك إكليلا من الزهور على جدار الموت وشارك في مراسم تذكارية قصيرة وخدمة في نصب بيركيناو التذكاري".
وأضافت: "بسبب مخاوف الجدول الزمني قبل وصول إيلون ماسك إلى مؤتمر الجمعية اليهودية الأوروبية، شارك في زيارة خاصة إلى أوشفيتز بيركيناو مع رئيس الجمعية اليهودية الأوروبية الحاخام مناحيم مارغولين، وبن شابيرو والناجي من المحرقة جيدون ليف".
ولم تستجب منصة التواصل الاجتماعي إكس -التي اشتراها ماسك عندما كانت تعرف باسم تويتر- لطلب التعليق على رحلته، وأرسلت رسالة آلية تقول: "مشغول الآن، يرجى التحقق مرة أخرى لاحقا". كما لم تستجب شركة سبايس إكس -شركة الصواريخ التابعة لماسك- لطلبات البريد الإلكتروني للتعليق.
وقال ماسك إنه لو كانت وسائل التواصل الاجتماعي موجودة في وقت الحرب العالمية الثانية، لكان من المستحيل إخفاء الهولوكوست، وكان من الممكن إنقاذ الأرواح.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: معاداة السامیة منصة إکس
إقرأ أيضاً:
صحفية هولندية: حكومة هولندا تشوه صورة الفلسطينيين وتدعم الإسرائيليين
أمستردام - صفا
قالت الصحفية الهولندية إيفا برينس "إن الحكومة الهولندية المتطرفة تنتهز الفرص لتشويه صورة المسلمين ولدعم الصهاينة، واستنكرت توجيه تهمة معاداة السامية لمواطنين من أصول مغربية على خلفية أعمال العنف التي بدأها إسرائيليون في أمستردام قبل أسبوعين".
وفي 7 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري وبعد مباراة انتهت بنتيجة 5 - 0 لصالح أياكس، وقعت توترات فجرتها هتافات عنصرية ونابية أطلقها مشجعون إسرائيليون ضد فلسطين والعرب، وفوضى وتخريب واعتداء على العلم الفلسطيني وتمزيقه، واستفزاز سائقي سيارات الأجرة الهولنديين من أصل عربي.
وأظهرت مشاهد متداولة على منصات التواصل جماهير النادي الإسرائيلي يتباهون بقتل الأطفال في غزة، مرددين عبارة: "لا يوجد مدارس في غزة لأنه لم يعد هناك أطفال".
وأضافت الصحفية المستقلة برينس أن "هولندا تُعد من أكثر الدول التي تنتشر فيها معاداة المسلمين، وفقا لتقرير عن حياة المسلمين في أوروبا أصدرته وكالة حقوق الإنسان الأساسية التابعة للاتحاد الأوروبي".
وبينت أن الحكومة الهولندية "وصفت أحداث أمستردام بأنها معادية للسامية، واستهدفت عقبها مسلمين ومواطنين من أصول مغربية".
ووصلت الصحفية الوضع السياسي في هولندا بأنه "مضطرب ومثير للقلق"، مضيفة "لو كنتُ مسلمة في هولندا الآن لما شعرت بالأمان، فاستخدام معاداة السامية يزعجني بشدة، ولهذا السبب أرفع صوتي".
وأعربت عن انزعاجها "من مثيري الشغب الإسرائيليين الذين تجولوا في شوارع أمستردام ليلة المباراة، وهم يرددون شعارات عنصرية مؤيدة للإبادة الجماعية التي ترتكبها تل أبيب في قطاع غزة".
كما قالت: "صُدمت حين رأيت مشاهد على منصات التواصل الاجتماعي لمثيري الشغب وهم يصرخون: اقتلوا كل العرب".
وعن حكومة هولندا، قالت برينس إن "الحكومة اليمينية المتطرفة تستغل كل فرصة لإعطاء صورة سيئة عن المسلمين والمواطنين من أصول مغربية".
كما أشارت إلى أن "المحرقة اليهودية ارتكبها مسيحيون أوروبيون بيض، واتهام المسلمين بمعاداة السامية أمر مثير للشك ومجرد تمييز وتحامل، بل كذبة أيضاً"، في رأيها حول معاداة السامية، مؤكدة أن "الحكومة الهولندية تشوه ما حدث في أمستردام، وتسعى لتصويره على أن المغاربة ضربوا اليهود الأبرياء".
ولفتت أيضًا إلى أنها "شاركت في المظاهرات الداعمة لفلسطين في هولندا، ولم تشعر أبدا بعدم الأمان هناك".
المصدر "الأناضول"