لماذا تصمم إسرائيل على احتلال محور فيلادلفيا رغم تحذيرات مصر؟
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
سرايا - علقت مصر أكثر من مرة على نية إسرائيل التحرك العسكري لاحتلال محور فيلادلفيا المحاذي للحدود المصرية، وكان آخرها مساء أمس الاثنين على لسان رئيس الهية العامة للاستعلامات ضياء رشوان
في هذا الشأن قال اللفتنانت كولونيل احتياط آمر تسنعاني، لصحيفة معاريف الإسرائيلية، إنه من المستغرب أن تتحدث إسرائيل بكل وضوح عن مزاعم تهريب الأسلحة من مصر إلى غزة، وتتهم مصر دون أي دليل.
وأضاف تسنعاني الذي يشغل حاليا مدير وحدة الأمن السياسي في مؤسسة بيرل كاتسنلسون ومعهد ميتافيم: "يجب على الجيش الإسرائيلي أن يتحرك في هذا المحور لوقف تهريب الأسلحة وهزيمة حماس، ولكن هذا لا يمكن أن يتم دون التنسيق مع مصر التي تعارض الدخول الإسرائيلي إلى المنطقة خوفا من احتلال المحور بشكل دائم، حيث يجب على إسرائيل أن تعلن للمصريين أننا لا ننوي البقاء بشكل دائم على طريق فيلادلفيا".
في غضون ذلك، ألمح المتحدث السابق باسم الجيش الإسرائيلي، آفي بنياهو، عبر حسابه على منصة "X" إلى ًأنه من الممكن أن يشق الجيش الإسرائيلي طريقه جنوب القطاع والوصول للمنطقة المتاخمة لمصر.
وكتب بنياهو: "ماذا أصابكم؟ يمكن هزيمة حماس، بل يجب هزيمة حماس.. لدينا دعم دولي وعربي لهزيمتها، ونحن في طريقنا إلى هزيمتها حتى لو أستغرق الأمر بعض الوقت".
في السياق نفسه، قال المحلل السياسي بصحيفة معاريف يارون فريدمان، إنه يجب الاستيلاء على مدينة رفح رغم أنها منطقة لا تشبه أي منطقة سيطر عليها الجيش الإسرائيلي من قبل، ويمكن أن تكون هذه الخطوة حافزا لتراجع حماس وهزيمتها.
وأوضح فريدمان أن احتلال مدينة رفح الفلسطينية مهم للجيش الإسرائيلي، حيث أنها شريان الحياة للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وأهم موقع استراتيجي في رفح هو محور فيلادلفيا (صلاح الدين) الذي يبلغ طوله 14.5 كيلو متر بين البحر الأبيض المتوسط ومعبر كرم أبو سالم وفيه معبر رفح المعبرالرسمي بين غزة ومصر.
وأوضح المحلل الاستراتيجي الإسرائيلي، أن الجيش الإسرائيلي بدأ بالفعل في تدمير الأنفاق في المنطقة، مشيرا إلى أنه خلال الأيام الأخيرة انتشرت أخبار مفادها أن الجيش الإسرائيلي يطالب جنود الجانب المصري بالتراجع من أجل تطهير المحور، استعدادا لمهاجمة المكان.
وخلال الحرب الجارية نفذ الجيش الإسرائيلي بالفعل عدة غارات جوية على أهداف في المدينة، وقام مؤخرا بتصفية عدد من عناصر الفصائل الفلسطينية جوا.
وكانت مصر قد ردت على ادعاءات إسرائيل بأن عمليات تهريب أسلحة تتم عبر الشاحنات التي تحمل المساعدات والبضائع لقطاع غزة من الجانب المصري لمعبر رفح، واعتبرت ذلك مجرد "لغو فارغ ومثير للسخرية".
وقالت هيئة الاستعلامات المصرية اليوم الاثنين، إن إسرائيل تكتفي بالاتهامات المرسلة لمصر دون أي دليل عليها.
وأضافت أن إمعان إسرائيل في تسويق هذه الأكاذيب هو محاولة منها لخلق شرعية لسعيها لاحتلال ممر فيلادلفيا أو ممر صلاح الدين، في قطاع غزة على طول الحدود مع مصر، في مخالفة للاتفاقيات والبروتوكولات الأمنية الموقعة بينها وبين مصر.
وقالت الهيئة: "يجب التأكيد الصارم على أن أي تحرك إسرائيلي باتجاه إعادة احتلال محور فيلادلفيا سيؤدي إلى تهديد خطير وجدي للعلاقات المصرية - الإسرائيلية".
وشددت على أن "مصر قادرة على الدفاع عن مصالحها والسيادة على أرضها وحدودها، ولن ترهنها في أيدي مجموعة من القادة الإسرائيليين المتطرفين ممن يسعون لجر المنطقة إلى حالة من الصراع وعدم الاستقرار".
وحذرت هيئة الاستعلامات من أن "هذا الخط المصري الأحمر ينضم إلى سابقه والذي أعلنته مصر مرارا، وهو الرفض القاطع لتهجير أشقائنا الفلسطينيين قسرا أو طوعا إلي سيناء، وهو ما لن تسمح لإسرائيل بتخطيه".
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی محور فیلادلفیا
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يشن غارة على جنوب لبنان
بيروت (وكالات)
أخبار ذات صلةشنت مسيرة إسرائيلية، أمس، غارة على بلدة في جنوب لبنان، على ما أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية، قبل أيام من انتهاء مهلة تنفيذ وقف إطلاق النار في 18 فبراير.
وقالت الوكالة، إن «مسيرة إسرائيلية معادية نفذت غارة استهدفت حي العقبة في أطراف بلدة عيناتا في قضاء بنت جبيل»، مضيفة «هرعت سيارات الإسعاف للمكان، إلا أنه لم يصب أحد بأذى».
ويسري منذ 27 نوفمبر، اتفاق لوقف النار بهدف وضع حد لتبادل للقصف عبر الحدود امتد نحو عام بين إسرائيل وحزب الله، وتحول مواجهة مفتوحة اعتباراً من سبتمبر 2024 مع تكثيف إسرائيل غاراتها وبدء عمليات توغل برية في مناطق حدودية بجنوب لبنان.
ونص الاتفاق على مهلة ستين يوماً لانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان في مقابل تعزيز الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة انتشارهما. في المقابل، على الحزب الانسحاب من منطقة جنوب نهر الليطاني وتفكيك أي بنى عسكرية متبقية له فيها.
وبعدما أكدت إسرائيل أنها لن تلتزم مهلة الانسحاب المحددة، مُدّد الاتفاق حتى 18 فبراير. وخلال الأسابيع الماضية، تبادل الجانبان الاتهامات بخرق الاتفاق. وأكدت إسرائيل أنها لن تسمح للحزب بإعادة بناء قدراته أو نقل أسلحة.
وأفاد مسؤول أمني إسرائيلي الخميس أن إسرائيل مستعدّة للانسحاب من الأراضي اللبنانية وتسليمها للجيش «ضمن المهلة الزمنية» المحددة في اتفاق وقف إطلاق النار.
من جهته، أبلغ لبنان الخميس الماضي الوسيط الأميركي رفضه المطلق لمطلب إسرائيل إبقاء قواتها في خمس نقاط في جنوب البلاد، بعد انتهاء مهلة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في 18 فبراير، وفق ما أعلن رئيس البرلمان نبيه بري.
وبعد استقباله الرئيس المشارك لآلية تنفيذ ومراقبة وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز والسفيرة الأميركية لدى بيروت ليزا جونسون، قال بري «الأميركيون أبلغوني أن الاحتلال الإسرائيلي سينسحب في 18 فبراير من القرى التي ما زال يحتلها، ولكنه سيبقى في خمس نقاط».
وأضاف، في حديث للصحفيين، وفق ما نقل مكتبه الإعلامي، «أبلغتهم باسمي وباسم رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة رفضنا المطلق لذلك»، مضيفاً «رفضت الحديث عن أي مهلة لتمديد فترة الانسحاب ومسؤولية الأميركيين أن يفرضوا الانسحاب».