عشرات الشهداء والجرحى في غارات على غزة ومعارك ضارية بخان يونس
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي غارات عنيفة على مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة -صباح اليوم الثلاثاء- مما أدى لسقوط أكثر من 60 شهيدا وإصابة العشرات، في حين تدور معارك ضارية بمناطق مختلفة في خان يونس، بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الذي أعلن مقتل 24 من جنوده.
ونقلت وكال الأنباء الفلسطينية (وفا) عن مصادر محلية قولها إن طائرات الاحتلال الإسرائيلي قصفت خيام النازحين في المواصي غرب خان يونس جنوب قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد عدد من المواطنين، وإصابة العشرات.
وأفادت مصادر طبية، بوصول عدد من الشهداء والجرحى إلى مستشفى شهداء الأقصى؛ إثر قصف الاحتلال سيارة تقل نازحين قادمة من خان يونس إلى المحافظة الوسطى من قطاع غزة، عبر الطريق الساحلي.
كما أفادت المصادر نفسها أن المدفعية الإسرائيلية قصفت مجددا محيط مستشفى ناصر في المدينة، التي تشهد معارك ضارية بين المقاومة وقوات الاحتلال.
استهداف الهلال الأحمر والمستشفيات
من جانبه قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن مدفعية جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفت صباح اليوم مقره في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وأضاف الهلال الأحمر -عبر منصة "إكس"- أن القصف المدفعي رافقه إطلاق نار كثيف من المسيّرات الاسرائيلية، مما أدى إلى إصابة عدد من النازحين الموجودين في المبنى.
وقال إن الدبابات الإسرائيلية توجد قرب مقره في خان يونس، مؤكدا أنه فقد الاتصال بشكل كلي مع طواقمه الطبية هناك، وأن الاحتلال يمنع طواقمه من الوصول إلى الجرحى.
وفي السياق ذاته، قالت وزارة الصحة في غزة إن عشرات الشهداء والجرحى ما زالوا في المواقع التي استهدفها الاحتلال غرب خان يونس، وإن الاحتلال الإسرائيلي يمنع تحرك سيارات الإسعاف لانتشالهم.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة إن الاحتلال اقتحم مستشفى الخير غربي خان يونس، واحتجز طواقم طبية.
وأفادت مصادر طبية فلسطينية، بوصول عدد من الشهداء والجرحى إلى مستشفى شهداء الأقصى؛ إثر قصف الاحتلال سيارة تقلّ نازحين قادمة من خان يونس، إلى المحافظة الوسطى من قطاع غزة عبر الطريق الساحلي.
كما أفادت مصادر فلسطينية باستشهاد عدد من الفلسطينيين بعد استهداف طائرات الاحتلال منزلا في بيت لاهيا شمال القطاع، بينما قصفت مدفعية الاحتلال محيط مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
وقال مراسل الجزيرة، إن قصفا جويا استهدف المناطق الواقعة بين المغازي وسط القطاع، والقرارة في جنوبه.
وكان مراسل الجزيرة قد أفاد باستشهاد فلسطيني وإصابة آخرين، في قصف إسرائيلي استهدف مواطنين بمنطقة تل الزعتر في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، كما أفاد باستشهاد 3 فلسطينيين بينهم طفل، في قصف إسرائيلي استهدف منزلا غرب خان يونس.
المقاومة تكبد الاحتلال خسائر فادحة
وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، صباح اليوم أنها دمرت ناقلة جند إسرائيلية بقذيفة "الياسين 105" المضادة للدروع في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
من جهتها أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها قصفت صباح اليوم بوابل من قذائف الهاون تمركزا لجنود وآليات جيش الاحتلال الإسرائيلي، في منطقة المسكر الغربي بخان يونس جنوبي قطاع غزة.
وفي وقت سابق اليوم، قالت السرايا إنها فجّرت دبابة إسرائيلية بعبوة "ثاقب"، في محيط الحي الياباني غرب خان يونس. وأضافت أنها قصفت بوابل من قذائف الهاون تمركزا لجنود وآليات الاحتلال، في محور التقدم بالمعسكر الغربي بخان يونس.
واعترف الجيش الإسرائيلي اليوم بمقتل 24 ضابطا وجنديا خلال الـ24 ساعة الماضية في معارك في غزة، منهم 21 عسكريا من قوات الاحتياط قُتلوا بتفجير عمارتين في مخيم المغازي وسط القطاع، وهو ما وُصف بأنه أعنف يوم قتالي منذ بدء الاجتياح البري في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إن الأعمال العسكرية للجيش في قطاع غزة تسير وفق ظروف أمنية قاسية، مؤكدا أن المعارك في خان يونس جنوب القطاع قاسية جدا.
وأوضح هاغاري أن مقتل العسكريين الـ21 أتى نتيجة قصف عمارتين بقذيفة صاروخية في مخيم المغازي، كانوا يضعون المتفجرات حولهما، مشيرا إلى أن عملية إنقاذ الجنود من تحت الأنقاض استمرت لساعات طويلة الليلة الماضية.
من جهته، أعلن مستشفى سوروكا الإسرائيلي أنه استقبل أمس 7 عسكريين جرحى -بينهم حالتان خطيرتان- أصيبوا في معارك بجنوب غزة. وتابع أنه استقبل 2642 عسكريا مصابا منذ بداية الحرب، وما زال 33 منهم يتلقون العلاج، موضحا أن بينهم 11 حالة خطيرة.
وتقترب معركة خان يونس من دخول شهرها الثالث دون أن يتمكن الجيش الإسرائيلي من إحكام سيطرته على المحافظة، التي يرى قادة الاحتلال أنها المركز الأهم عسكريا بالنسبة للمقاومة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی الشهداء والجرحى غرب خان یونس صباح الیوم قطاع غزة عدد من
إقرأ أيضاً:
إستشهاد عشرات الفلسطينيين في غارة على بيت لاهيا .. ومقاتل من القسام يفجر نفسه في قوة إسرائيلية شمال غزة
غزة تل أبيب "عُمان": إستشهد ما لا يقل عن 50 فلسطينيا في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مبنى في شمال قطاع غزة، وفقا لما ذكرته السلطات الصحية في القطاع الذي تسيطر عليها حماس .
وكان من بين الضحايا خمسة من موظفي عيادة طبية قريبة في بيت لاهيا، بما في ذلك طبيب أطفال، ومساعدة مختبر، ومسعفان، وفني، وفقا للسلطة ومدير مستشفى الشهيد كمال عدوان، حسام أبو صفية.
ولم يتسن التحقق من هذه المعلومات بشكل مستقل. ولم تعلق القوات الإسرائيلية على الفور بشأن الهجوم عندما تم التواصل معها.
وفي الوقت نفسه، قالت القوات الإسرائيلية إن أحد جنودها قتل أثناء اشتباكات في شمال قطاع غزة.
فجر نفسه
أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس الجمعة أن أحد مقاتليها فجر نفسه في قوة إسرائيلية في شمال قطاع غزة.
وقالت القسام في بيان مقتضب وصل نسخة منه لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) "في عملية مركبة تمكن أحد مقاتلينا من تفجير نفسه بحزام ناسف في قوة إسرائيلية مكونة من خمسة جنود وأوقعهم بين قتيل وجريح".
وأضافت القسام أنه بعد تقدم قوات النجدة الإسرائيلية للمكان قام مقاتلوها بقنص جنديين اثنين وإلقاء القنابل اليدوية عليهم.
وأوضحت القسام أن عملية التفجير حدثت في منطقة تل الزعتر في معسكر جباليا شمال قطاع غزة.
إقتحام كمال عدوان
داخل قسم القلب بمستشفى كمال عدوان، شمال قطاع غزة، كان هناك طفل صغير يُدعى يوسف أكرم، يبلغ من العمر خمس سنوات، يعاني من إصابات خطيرة جراء القصف المدفعي الإسرائيلي الذي طال المنطقة.
كان جسده ملطخًا بالدماء، وعيناه المليئتان بالخوف تحكيان قصة معاناة لا تُحتمل، حاول الأطباء أن يقدموا له الرعاية اللازمة، ولكن المستشفى كان قد تعرض لغارة إسرائيلية عنيفة تسببت في تدمير بعض أقسامه الأساسية.
مرت دقائق عصيبة، حيث تم قطع الأوكسجين عن المرضى، بما في ذلك يوسف الذي كان يتنفس بصعوبة. كانت الأجهزة الطبية تشهد على اشتعال نار في محيط المستشفى، والجنود الإسرائيليون يطالبون الجميع بالنزول إلى الساحة في الخارج. الطاقم الطبي لم يكن يملك سوى قليل من الأمل في القدرة على إنقاذ حياة يوسف وبقية المرضى. وسط هذه الفوضى، كان هناك من يصرخ طلبًا للنجدة، ولكن لم يكن هناك من يجيب.
في تلك اللحظات، كانت كلمات أحد الأطباء في مستشفى كمال عدوان، وهو يتحدث بصوت ضعيف عبر الهاتف، تزدحم بالتحديات والمخاوف.
وقال لـ«عُمان»: «نحن نعيش في جحيم. لا نعلم إن كنا سنتمكن من إنقاذ المزيد من الأرواح في ظل الحصار المستمر. ولا نعلم أيضًا ماذا ينتظرنا». هذه القصة الإنسانية المأساوية تتكرر يومًا بعد يوم في هذا المستشفى، الذي أصبح شاهدًا على واحدة من أكبر مآسي العصر.
اقتحام مستشفى كمال عدوان
في الساعات الأولى من صباح، اليوم، اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان، الواقع شمال قطاع غزة، وفرض حصارًا محكمًا حوله. عناصر الجيش الإسرائيلي قاموا بتوجيه أوامر صارمة لجميع المتواجدين داخل المستشفى، بما في ذلك المرضى والطواقم الطبية، بالنزول إلى ساحة المستشفى.
الوضع كان أكثر من صعب في ظل استمرار القصف المدفعي والغارات الجوية التي استهدفت محيط المستشفى. لم تقتصر العملية على اقتحام المستشفى فقط، بل أيضًا شملت عمليات استهداف للمنازل المجاورة باستخدام الروبوتات المفخخة، مما أدى إلى سقوط العديد من الشهداء والجرحى.
وكانت تلك العملية العسكرية الإسرائيلية بمثابة قطع آخر شريان حياة عن مستشفى كمال عدوان، آخر المعاقل الطبية العاملة في شمال قطاع غزة.
من داخل المستشفى، وصف شهود عيان حالة الهرج والمرج التي سادت المكان، حيث كان المصابون والمرضى يعانون من شدة الألم والخوف نتيجة الهجوم المباغت.
قالت سلوى سليمان إحدى الممرضات، خلال حديثها لـ«عُمان»: «الأوضاع هنا كارثية، فحتى الأكسجين تم قطعه عن المرضى الممددين على أسرتهم في العناية المركزة، وهناك حالات مهددة بالموت في أي لحظة».
وتزامنًا مع الاقتحام العسكري للمستشفى، اقتاد جيش الاحتلال عددًا من الطواقم الطبية والجرحى والمرافقين من الرجال عرايا إلى منطقة الفاخورة غرب مخيم جباليا، حيث تم اعتقالهم هناك، وفقًا لشهود عياد لـ«عُمان»، أفادوا أنه تم إصدار أوامر للرجال المتبقين من الطواقم الطبية وبعض الجرحى من الرجال والنساء بالتوجه ناحية المستشفى الإندونيسي.
الموت ينتظر المصابين في المستشفى الإندونيسي
وجه جيش الاحتلال مصابون وجرحى إلى المستشفى الإندونيسي في حي الشيخ زايد، رغم ما يواجه المستشفى من تحديات طبية هائلة، حيث يعاني من نقص شديد في المعدات الطبية والأدوية.
يقول الدكتور خالد الشوا، أحد الأطباء العاملين في المستشفى الإندونيسي: «الوضع هنا كارثي. المشفى يفتقر إلى الكهرباء والمياه، بل وحتى المولدات التي تعمل على توفير الطاقة للمرافق الطبية».
ويوضح لـ«عُمان»: «لن نستطيع توفير الرعاية الكافية للمصابين في ظل الظروف الحالية. هناك نقص شديد في الأدوية والمعدات والمستهلكات الطبية، بل وحتى في الأوكسجين اللازم لإنقاذ بعض الحالات الحرجة. نحن لا نعرف ماذا نفعل، وحياة المصابين مهددة في أي لحظة».
إستشهاد 3 من الكوادر الطبية
في أحد المشاهد المؤلمة، تلقى مدير مستشفى كمال عدوان، الدكتور حسام أبو صفية، تهديدًا مباشرًا من جيش الاحتلال بالاعتقال. وقال الدكتور أبو صفية في تصريح لـ«عُمان»: «هذه المرة سنعتقلك، هذا ما قاله لي الجنود. نحن نعيش في حالة خوف مستمر، وكل ساعة يمكن أن يكون مصيرنا الموت أو الاعتقال».
هذا التهديد لم يكن سوى جزء من عملية مستمرة من الترهيب، حيث عمد الاحتلال إلى تجويع وترويع وقتل الطواقم الطبية لإجبارهم على الاستسلام.
وأضاف أبو صفية أن «ما يقارب 50 شهيدًا، بالإضافة إلى ثلاثة من كادرنا الطبي، استُشهدوا إثر قصفهم بواسطة الطائرات الحربية الإسرائيلية في برج سكني مقابل للمستشفى».
وأوضح: «كان أحمد سمور، طبيب الأطفال، يعمل في المستشفى وخرج إلى البرج، الذي يقيم فيه مع عائلته. أما إسراء، فنية المختبر، فقد خرجت لإحضار الطعام لوالدها وأخيها في ذات المبنى، وتم استهدافهم على الفور في ضربة من طائرة F-16 إسرائيلية. وعندما رأى فارس، فني الصيانة، المشهد، هرع لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه؛ وللأسف، تم استهدافه أيضًا».
وتابع أبو صفية أن «المسعفان عبد المجيد وماهر كانا في طريقهما إلى المستشفى عند دوار زايد، الذي يبعد 500 متر عن المستشفى، عندما تم استهدافهما واستشهادهما على الفور. وما تزال جثتيهما في الشارع حيث لا يستطيع أحد الوصول إليهما».
كما انتقد الصمت العالمي بحق المجازر المرتكبة في قطاع غزة: «أشعر بالألم في كل ثانية. نحن نعيش في جحيم، نشاهد الموت في كل وقت، نشاهد الأطفال تحت الأنقاض، وهم مبتورون الأيدي والأقدام، ولكن ما يؤلمنا أكثر هو خذلان المسلمين، وخذلان الأنظمة العربية، وخذلان مؤسسات حقوق الإنسان، وخذلان المجتمع الدولي. غزة تُذبح الآن من الوريد إلى الوريد في ظل هذا الصمت».
تدمير مرافق طبية
في الوقت الذي كان الاحتلال يواصل تهديداته للمستشفى، بدأت النيران تلتهم المباني والمرافق الطبية في مستشفى كمال عدوان. فبعد أن دمر القصف الجوي والبرّي أجزاءً كبيرة من المستشفى، بدأت النيران في التوسع لتشمل أقسام العمليات الجراحية، المختبرات، والصيانة، ووحدات الإسعاف بالكامل.
وأكد سيف الدقس أحد شهود العيان لـ«عُمان» أن: «الحريق بدأ ينتشر بسرعة، ونحن نرى ألسنة اللهب تلتهم كل شيء حولنا، ونحن لا نعرف ماذا نفعل».
كانت سيارات الإسعاف تعمل على نقل المصابين إلى المستشفى الإندونيسي في ظل أجواء شديدة الخطورة. لم يقتصر الحريق على تدمير المستشفى فقط، بل طال المنطقة المحيطة أيضًا، مما جعل الوصول إلى المستشفى أو المغادرة أمرًا مستحيلًا.
نبش قبور الموتى
وقال عبدالرحمن الشريف شاهد عيان إنه «قوات الاحتلال اقتادت الطواقم الطبية من النساء المفرج عنهم من مستشفى كمال عدوان إلى منطقة جباليا البلد، بعد تعرض البعض منهم لمضايقات من قبل جند الاحتلال، الذين حاولوا إجبارهن على خلع الحجاب، ولكنهم قُوبلوا برفضهن».
وأشار الشاهد نفسه خلال حديثه لـ«عُمان» إلى أن قوات الاحتلال تقوم بتنفيذ عمليات تجريف واسعة في محيط مستشفى كمال عدوان، حيث تنبش قبور الموتى المدفونين هناك، مرجحًا أنهم «يبحثون عن جثث لأسرى إسرائيليين، ممن قُتلوا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة».