يعتبر الجبل الشرقي بولاية الحمراء إحدى أيقونات السياحة، ومقصدا للعديد من الزوار والسياح من داخل السلطنة وخارجها، لما يتميز به من مقومات طبيعية ودرجات الحرارة المعتدلة في الصيف والمنخفضة في فصل الشتاء، ويستقطب عددا كبيرا من المهتمين بالتخييم والاستمتاع بالأجواء الشتوية، إضافة إلى وجود عوامل جيولوجية وطبيعية تضفي للحياة رونقا.

وينفرد الجبل الشرقي بوجود تكوينات جيولوجية فريدة وأحجار وأودية يمكن للزائر والسائح أن يستمتع بتنوعها الطبيعي والجمالي وقضاء أوقات ممتعة، إضافة إلى وجود بعض الأشجار النادرة الجميلة التي تنبت بين الصخور كالعتم والعلعلان والبوت والطلح والنمت والسرح والسمر والسدر وغيرها من الأشجار التي يستفيد منها ساكنو الجبل بجني ثمارها واستخراج زيوتها، بالإضافة إلى اتخاذها حرفة لصناعة العصي ليتم تسويقها كمنتجات موسمية في مختلف الأسواق، خاصة في ولايات «الحمراء ونزوى وبهلاء» لما لها من مردود اقتصادي لا يستهان به.

وتضاريس الجبل الشرقي تمكّن الزائر من ممارسة مختلف الهوايات، مثل المشي والجري والتسلق مما يجعله مقصدا لرياضة المشي والمغامرة على مدار العام، ويتوافر فيه عدد من المسارات، منها مسار بركة الشرف-مسفاة العبريين، ومسار الجبل الشرقي إلى « الروس» بالجبل الأخضر، ومسار الجبل الشرقي-جبل شمس، أي أن الجبل الشرقي نقطة انطلاقة لأكثر المسارات الجبلية، كما تتواجد فيه مجموعة من الكهوف يمكن لأصحاب المغامرات الاستمتاع وقضاء أوقات ممتعة في التسلق والدخول إلى أغوار تلك الكهوف، منها كهف الهوتة وكهف بركة الشرف، وكهف طوي العقبة.

والتقت «عمان» بقاطني الجبل الشرقي للتعرف عن قرب على الاحتياجات الخدمية للجبل وكيف يمكن استثماره وتعزيز السياحة فيه.

تعزيز السياحة

قال علي بن هويشل الهطالي أحد قاطني الجبل الشرقي «يمكن تعزيز السياحة في الجبل الشرقي من خلال توفير الخدمات الضرورية التي من شأنها أن تساهم في تنشيط الحركة السياحة في الجبل ومن أبرزها الاهتمام بتوفير المتنزهات ودورات المياه العامة وتهيئة الأماكن للجلوس وإقامة بعض الفعاليات الصيفية والشتوية لما لها من دور فعال في تنشيط الحركة التجارية والاقتصادية للجبل، أما الجانب السياحي فيتمثل في إنشاء منشآت فندقية تلبي مختلف الفئات وتنشط سياحة المغامرات وتعزز الجانب الترفيهي لإقامة عدد من المهرجانات والفعاليات التي تساعد على استقطاب عدد من الشركات ورجال الأعمال والمهتمين بالجانب السياحي للاستثمار في الجبل الشرقي، وإنشاء محطة واحدة من الخدمات يمكن للزائر التسوق وشراء المستلزمات من أكل وماء وأغراض وممارسة مختلف الرياضات وإنشاء محطة وقود لكي يتمكن الزائر من مواصلة الرحلات إلى محافظة جنوب الباطنة دون الرجوع للتزود بالوقود والعودة لولاية الحمراء، وإنشاء مكتب استعلامات يمكن للسائح منه أخذ المعلومات والإرشادات الصحيحة وما تطلبه الرحلة ومعرفة الأماكن التي سوف يزورها، وتخصيص أراض للاستثمار السياحي لتعزيز النشاط الاقتصادي بشكل عام مما يسهم في توظيف عدد من سكان الجبل وتنشيط الحركة التجارية في الولاية، والاهتمام بقطاع الاتصالات وخدمة الإنترنت لتسهيل التواصل في أي مكان وزمان»، مشيرا إلى أن الطريق الرابط بين ولايتي الحمراء والرستاق يضفي أهمية كبيرة في النهوض بقطاع الاستثمار والسياحة وحركة التجارة بينهما لذا من المهم تكملة رصف هذا الطريق المتبقي من وادي بني عوف إلى الجبل الشرقي.

أماكن تخييم

من جهته قال عبدالرحمن بن صالح بن سعيد العبري - متخصص في الإرشاد والاستثمار السياحي بولاية الحمراء «يتميز الجبل الشرقي ببعض من المميزات، كاعتدال الطقس صيفا، وهو سهل الوصول إليه ولا يحتاج إلى سيارة دفع رباعي، ويبعد حوالي 25 كم عن مركز الولاية، وهناك فارق في درجة الحرارة يصل إلى 10 درجات»، مضيفا «يجب أن يكون الجبل الشرقي ملاذا يقصده السيّاح، وأرى من الأهمية إنشاء حديقة متكاملة للأطفال وللأسر، بالإضافة إلى تحديد أماكن التخييم وتزويدها بكافة الخدمات الأساسية، وتطوير سياحة المغامرات وتحديد أماكن مخصصة لممارسة مثل هذه الأنشطة وتنظيم مواقع «الكرفانات» وتحديد مساحة خاصة بها، وعدم الغفلة عن موضوع الخصوصية التامة للمرتادين وإنشاء منصة للتصوير على إطلالة وادي بني عوف وإقامة مركز للفعاليات والمناسبات يمكن أن يستوعب المؤتمرات والحفلات والمناسبات الاجتماعية.

وأكد سلمان الهطالي أن الجبل الشرقي يتمتع بمقومات سياحية متميزة، ونلاحظ اكتظاظ الجبل بالسيّاح رغم عدم توفر الخدمات، ونتمنى أن يكون هناك استثمار في إقامة المتنزهات وملاهي الأطفال، وأكشاك لبيع مختلف الأكلات الشعبية وغيرها.

أهمية الاستثمار

وقال وليد بن ناصر الصبحي -أحد ساكني مخطط الجبل الشرقي- «إن الجبل يحتاج الكثير من الخدمات ليصبح مهيأ للسياحة، ولا بد من توافر مقومات التسلية والتخييم كوجود الحدائق والمتنزهات مع الأخذ في الاعتبار تهيئة الطريق مرة أخرى وتحويله إلى مزدوج تفاديا لوقوع حوادث الطرق، ويجب على المسؤولين النظر في تشجير الطريق المؤدي إلى الجبل، إضافة إلى أهمية توفير أرضية خصبة للاستثمار ليصبح محلا لجذب الشركات الرائدة في مجال الاستثمار السياحي مع ضرورة إشراك الشباب الطموح المتسلح بالأفكار والمشاريع الرائدة والمدروسة».

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الجبل الشرقی عدد من

إقرأ أيضاً:

اكتشاف كائن مفترس بقدرات فريدة على عمق 8 كيلومترات بالمحيط الهادي

أعلن فريق بحثي دولي عن اكتشاف أول نوع من القشريات المفترسة الكبيرة نسبيا التي رصدت في خندق أتاكاما، الذي يعد واحدا من أعمق مناطق المحيط الهادي على الإطلاق.

ويمتد خندق أتكاما على طول الساحل الغربي لأميركا الجنوبية، تحديدا من جنوب بيرو إلى شمال تشيلي، وقد يكون هذا الخندق نتيجة حركات الصفائح التكتونية، ولذلك فإن المنطقة المحيطة بالخندق تُعد من أكثر المناطق عرضة للزلازل والبراكين في العالم.

أما البيئة داخله فتعد شديدة القسوة، نظرا إلى العمق الهائل والضغط العالي والظلام الحالك. ومع ذلك، تم اكتشاف كائنات بحرية مميزة ومتكيفة مع الظروف القاسية.

دولسيبيلا كامانشاكا

وبحسب الدراسة التي نُشرت في دورية "سيستماتيكس آند بيودايفرستي" فقد أطلق الباحثون على هذا الكائن الجديد اسم "دولسيبيلا كامانشاكا" وهي لفظة تعني "الظلام الحالك" في لغات الشعوب من منطقة الأنديز، للإشارة إلى المحيط العميق المظلم الذي تعيش فيه.

وقد جاء هذا الاكتشاف كجزء من بعثة نظام المراقبة المحيطية العميقة المتكاملة لعام 2023 على متن سفينة الأبحاث أبات مولينا، بقيادة علماء من المنظمة البحرية الدولية.

وقد قام العلماء بالحصول على 4 من كائن دولسيبيلا كامانشاكا على عمق حوالي 8 كيلومترات باستخدام مركبة هبوط، وهي منصة تستخدم لحمل المعدات العلمية، بما في ذلك الفخاخ المطعَّمة، من قاع المحيط وإليه.

إعلان

وبمجرد العودة بأمان إلى سطح السفينة، تم تجميد هذه الكائنات المستردة ثم خضعت لتحليل تشريحي وجيني مفصل في جامعة كونسيبسيون في دولة تشيلي.

على هذا العمق، يكون الضغط قويا لدرجة أنه قد يسحق جسم الإنسان على الفور إذا وجد هناك من دون حماية، ولغرض التشبيه، فإن هذا العمق يساوي أن يحمل الإنسان على صدره ما وزنه ناطحة سحاب.

تشريح بديع

يبلغ طول هذا الكائن حوالي 4 سنتيمترات، ويستخدم زوائد حادة قوية متخصصة لالتقاط وافتراس أنواع أصغر من البرمائيات في منطقة خندق أتاكاما.

وقد أظهرت التحليلات الأولية أن دولسيبيلا كامانشاكا يمتلك سطحا أملس بالكامل، مما يساعده على الحركة بسهولة في الماء، كما أنه يفتقد إلى العيون الصبغية، مما يشير إلى تكيفه مع البيئات المظلمة أو العميقة، مع فك سفلي ينتهي بأسنان قوية، ومزود بصف من الشعيرات التي تساعد في طحن الطعام، وفكوك أخرى تحتوي على شعيرات وأشواك صغيرة تساعد في القبض على الطعام ومعالجته، مع تصميم معقد يتيح أداء وظيفيا عاليا.

وكما يبدو من تشريح الكائن، فإن الأرجل الأمامية مصممة بطريقة تمكنها من القبض على الأشياء مثل الكماشة، أما الأرجل الوسطى والخلفية فتساعد الكائن على السباحة، مع الزوائد الخلفية والذيل الذي يستخدمه الكائن كدفة توجيه.

هذا التصميم المعقد يعد مثالا على كيفية تكيف الكائنات البحرية مع بيئاتها الفريدة، التي تعد شحيحة جدا بالغذاء وبالتالي كان من الضروري أن تطور هذه الكائنات قدرات فريدة على الافتراس. ومن خلال تغييرات بسيطة في شكل الأطراف والزوائد، يمكن لهذه الكائنات أن تعيش في ظروف قد تبدو قاسية بالنسبة لنا، مثل الأعماق المظلمة للمحيطات أو البيئات ذات التدفق المائي السريع.

ومع تقدم تكنولوجيا الاستكشاف، يتوقع العلماء اكتشاف المزيد من الأنواع، كل منها يقدم رؤى مهمة حول التكيفات الفريدة للمحيط العميق.

إعلان

ويوضح الباحثون في الدراسة أن أعماق المحيطات مستودع ضخم للتنوع البيولوجي الذي يؤوي أنواعا ومجتمعات ونظما بيئية فريدة، ورغم التوسع الكبير في أخذ العينات البيولوجية من أعماق المحيطات على مدى العقود الأربعة الماضية، فإن الفجوة المعرفية لا تزال كبيرة جدا بين ما اكتشفناه وما يقع في الظلام الشديد في أعماق المحيطات.

مقالات مشابهة

  • الشرقي: المؤسسات الإعلامية تبرز إرث الإمارات
  • إجتماع يناقش الأوضاع الأمنية والخدمية في المهرة
  • اكتشاف كائن مفترس بقدرات فريدة على عمق 8 كيلومترات بالمحيط الهادي
  • وزير الإسكان: نهدف لتوفير مختلف الخدمات لسكان المدن الجديدة وزيادة عوامل الجذب
  • الشربيني: نهدف لتوفير مختلف الخدمات لسكان المدن الجديدة
  • منال بنت محمد: توفير مقومات إنجاح المرأة وتعزيز دورها في التنمية المستدامة
  • تواصل الأنشطة الرياضية لفريق الصمود بالحمراء
  • الصمود يتوج بكأس كرة الطائرة بالحمراء
  • تامر أمين: إسرائيل استباحت سوريا ودمرت مقومات الدولة
  • أصوات تفجيرات في ميس الجبل.. هذا مصدرها