سلطنة عُمان ضمن أفضل الوجهات السياحية في منطقة الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
برزت سلطنة عمان كواحدة من أفضل الوجهات السياحية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خلال الفترة من يناير إلى ديسمبر من عام 2023، في أحدث تقرير صادر عن منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة.
وحسب بيانات منظمة السياحة العالمية ارتفع عدد السياح الدوليين القادمين إلى سلطنة عمان خلال عام 2023 بنسبة 14% مقارنة بمستويات ما قبل الوباء، ويمثل هذا إنجازا مهما لسلطنة عمان كونها شهدت نموا إيجابيا في قطاع السياحة في وقت يواجه فيه العالم الكثير من التحديات في صناعة السياحة العالمية.
وارتفعت أعداد القادمين عبر مطارات سلطنة عمان بنسبة 40% حتى نهاية شهر ديسمبر 2023 مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق وفق آخر نشرة صادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، وبلغ إجمالي عدد الركاب (القادمون، والمغادرون، والترانزيت)، بمطارات مسقط وصلالة وصحار والدقم حتى نهاية شهر ديسمبر من العام الماضي نحو 14 مليونا و184 ألفا و379 راكبا، فيما بلغت عدد الرحلات الدولية القادمة والمغادرة من مطارات مسقط وصلالة وصحار 92 ألفا و220 رحلة.
ويعد موسم السياحة الشتوي واحدا من أهم المواسم السياحية في سلطنة عمان الذي يتوافد فيه الزوار على الوجهات السياحية في سلطنة عمان إذ تكثف الجهات المعنية بالقطاع جهودها لتوفير منتجات وخدمات يستطيع الزائر من خلالها معايشة تجربة متفردة. وتشهد سلطنة عمان خلال هذه الفترة إقامة العديد من المهرجانات في مختلف المحافظات لتعزيز الحركة السياحة واستهداف مختلف الفئات العمرية للاستمتاع بالمقومات الطبيعية والتراثية.
وأصدرت وزارة التراث والسياحة مستهدفا استثماريا يقدر بـ 3 مليارات ريال عُماني لعام 2025م والذي عمل على قياس الاستثمارات ونوعية المشروعات السياحية وفق هذه المؤشرات بشكل سنوي، وتعمل الوزارة حاليا على فتح فرص استثمارية لإدارة وتوظيف 15 معلما تاريخيا (القلاع والحصون والحارات) لشركات ومؤسسات محلية توظيفا للتراث الثقافي وتعزيزا لمساهمته في النمو الاقتصادي.
ويسهم مشروع مسح القادمين والمغادرين الذي تعمل عليه سلطنة عمان حاليا في توفير المعلومات المهمة للتعرف على واقع قطاع السياحة ووضع الخطط المناسبة والوقوف على التحديات التي توجه هذا القطاع.
وقال أمين عام منظمة السياحة العالمية زوراب بولوليكاشفيلي إن أحدث البيانات تبرهن على مرونة وتسارع السياحة، متوقعا عودة الأرقام إلى مستويات ما قبل الوباء بحلول نهاية 2024، وموضحا أن التأثير الملموس للاستعادة يشمل الاقتصادات، الوظائف، النمو، والفرص الاجتماعية على نطاق واسع. ومنبها على ضرورة تعزيز الاستدامة وبذل المزيد من جهود تطوير القطاع السياحي على الصعيدين المحلي والعالمي.
وتوقع التقرير أن تتعافى السياحة الدولية بشكل كامل إلى مستويات ما قبل الجائحة في عام 2024. ووفقا للتقرير شهدت منطقة الشرق الأوسط إعادة صياغة استثنائية في مسيرة التعافي، إذ تبرز كالمنطقة الوحيدة التي تجاوزت مستويات ما قبل الوباء بارتفاع يصل إلى 22% فوق مستويات عام 2019.
وتشير أرقام المنظمة إلى تحقيق قفزة نسبية في عدد السياح الدوليين مع تسهيل شروط السفر بين دول مجلس التعاون الخليجي على غرار اتفاق "التأشيرة الموحدة".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: السیاحة العالمیة مستویات ما قبل السیاحیة فی سلطنة عمان
إقرأ أيضاً:
النيازك في سلطنة عُمان .. كنوز من الفضاء تعزز السياحة الجيولوجية
تُعد النيازك من الظواهر الفلكية المثيرة التي تجذب انتباه العلماء والمستكشفين على حد سواء، وتتمتع سلطنة عُمان بمكانة فريدة في هذا المجال، حيث تسهم طبيعتها الجغرافية وظروفها المناخية في اكتشافات نادرة لنيازك قادمة من الفضاء الخارجي، وفي هذا الإطار، تحدث الدكتور علي بن فرج الكثيري، الخبير الجيولوجي، عن الخصائص الفريدة للنيازك، وأسباب شهرة سلطنة عُمان في هذا المجال، بالإضافة إلى التحديات التي تواجه البحث عن هذه الكتل السماوية.
طبيعة النيازك
قال الدكتور علي الكثيري: إن النيازك هي كتل صخرية ذات أصل سماوي، تتساقط على الأرض من الفضاء الخارجي، وتتكون هذه النيازك من مجموعة من المعادن، أبرزها الأوليفين، والبايروكسين، والبلاجيوكليس، بالإضافة إلى الحديد (سبيكة من الحديد والنيكل) والتروتايت (كبريتيد الحديد)، ومعظم هذه المعادن نادرة على الأرض، بما في ذلك النيازك الكوندريتية، ونيازك الحديد، والنيازك الحديدية الصخرية، فضلًا عن نيازك القمر والمريخ التي تتشابه مع صخور الأرض النارية مثل البازلت والجابرو.
وأشار الكثيري إلى أن معدل سقوط النيازك على الأرض يُقدَّر بحوالي 36 إلى 116 نيزكًا لكل مليون كيلومتر مربع سنويًا، وفي سلطنة عُمان، يتراوح هذا المعدل بين 11 و36 نيزكًا سنويًا، على مساحتها التي تبلغ 309 آلاف كيلومتر مربع، ويُعرّف الشهاب بأنه النيزك الذي يتوهج أثناء مروره عبر الغلاف الجوي، بينما يُطلق على النيزك اسم "نيازك" عندما يصل إلى سطح الأرض كحجر.
لماذا تشتهر عُمان بالنيازك؟
وحول السؤال عن سبب شهرة سلطنة عُمان في استكشاف النيازك، أوضح الكثيري أن الصحاري المنبسطة ذات اللون الفاتح تُعزز من تباين الألوان بين النيازك الداكنة والبيئة المحيطة، كما أن عدم وجود جبال تحتفظ بالنيازك في مواقع سقوطها لآلاف السنين يُسهّل اكتشافها، وقد كشفت مجلة "ميتيوريتكال بولتين" عن وجود 39 نيزكًا تم العثور عليها في سلطنة عُمان عام 1999، ومنذ ذلك الحين أصبحت سلطنة عُمان مقصدًا للباحثين عن النيازك، حيث ارتفع عدد النيازك المُعلَن عنها إلى 4945 نيزكًا حتى عام 2024، مما يُشكّل حوالي 6.9% من النيازك المكتشفة عالميًا.
وجهة للباحثين عن التراث الجيولوجي
استطرد الكثيري قائلًا: بعد أن أصبحت سلطنة عُمان معروفة بوفرة النيازك المكتشفة، يمكن استغلال هذه الميزة في الترويج السياحي، حيث يمكن اعتبار سلطنة عُمان وجهة للباحثين عن السياحة الجيولوجية، عبر المتاحف المنتشرة في مختلف المحافظات.
التحديات التي تواجه النيازك العُمانية
أما عن التحديات، فقد أشار الكثيري إلى أن هناك صعوبات تواجه النيازك العُمانية، منها البحث غير المرخص وتهريب النيازك، وقد نشر الفريق العُماني السويسري حوالي 1700 نيزك في المجلة، مما يعني أن هناك نحو 3245 نيزكًا مُهرّبًا، كما أن فقدان أرقام التعريف الحقلي وإحداثيات مواقع الاكتشاف يشكّل تحديًا إضافيًا.
القوانين والتشريعات
وفي هذا السياق، أضاف الكثيري: إن النيازك ليست معادن فلزية ذات كميات اقتصادية، وبالتالي لا تنطبق عليها قوانين التعدين، وهي صخور طبيعية تكونت في الأجرام السماوية ولم يتدخل الإنسان في تشكيلها، مما يتطلب وجود تشريعات واضحة حول كيفية التعامل معها، ودعا إلى سن تشريعات مرنة تشجع الأفراد على الإفصاح عن النيازك التي يمتلكونها، مع ضرورة تجنّب تقديم مكافآت قد تشجع الناس على البحث عنها بطرق غير آمنة.
أهمية النيازك العلمية
تكمن أهمية النيازك العُمانية في أنها تأتي من الأجرام والكواكب ضمن المجموعة الشمسية، مما يساعد في فهم الظروف الكونية التي مرّت بها المجموعة الشمسية ونشأة الكون، كما تتيح هذه النيازك للباحثين الحصول على عينات شبه مجانية من الفضاء الخارجي، مقارنة بإرسال مركبات لجلب العينات، وبهذا، تظل سلطنة عُمان نقطة انطلاق مثيرة لاستكشاف أسرار النيازك، مما يعزّز من مكانتها في المجتمع العلمي ويوفّر فرصًا جديدة للبحث والتعليم.