سواليف:
2024-12-26@14:13:31 GMT

الخارطة المستباحة

تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT

#الخارطة_المستباحة – د. #منذر_الحوارات

#إبادة_جماعية في #غزة تدمير في #الضفة_الغربية، قصف اسرائيلي على دمشق، قصف إيراني على شمال العراق، قصف تركي على الشمال السوري، حرب اهلية في السودان، ومثلها في ليبيا، استباحة ايرانية لأربع عواصم عربية، وغطرسة اسرائيلية مثلها وأكثر، هيمنة ميليشياوية على دول عربية عديدة والدولة غائبة عن المشهد او تكاد، البحر الأحمر محاصر مثلما هي قناة السويس وباب المندب، بينما تعد الولايات المتحدة نفسها صاحبة الدار وذريعتها إيران وذريعة إيران هي الولايات المتحدة وإسرائيل، بينما ايران حاربت كل أحد إلا هاتين، فهي تلبس قفازاتها وتبدأ بتحريك الدُمى خاصتها وعندما تتطور الأمور تخلع تلك القفازات وتقول لا علاقة لي هم من فعلوا ذلك، مثل اصنام سيدنا إبراهيم لكن هنا الأصنام الصغيرة هي من يُعلق الفأس في عنقها وليس الصنم الأكبر.

هذا هو حال الخريطة العربية في هذا الوقت ممزقة مفككة تبحث عن أمل للبقاء في هذا الربع الأول من القرن الواحد والعشرين في تشابه فريد مع بداية القرن العشرين، مع فارق مهم أن النخب في ذلك الوقت كانت تتبنى مشروع أمل، لأنها انفتحت على السمين من الحضارة بينما هنا نخب قيدت نفسها بالتبعية لأيديولوجيات دول اقليمية فاسدة مشروعها ايديولوجي طائفي محدود الأفق ينخر كالسوس في جسد الدولة إلى أن يفككها، صحيح أن المشروع الأول فشل بسبب مبالغته في الطوباوية بينما ينجح المشروع الحالي التقسيمي بسبب اعتماده على الغريزة ومحاكاة الضغائن الداخلية للجماعات المضطهدة، وهذه وجدت أول ما وجدت بسبب الاضطهاد الذي مارسته النخب الديكتاتورية الوطنية التي رأت دوماً أن الحلول بيدها وحدها وأن لا ضرورة للآخرين، فليس لديهم من مهمة سوى التصفيق، هؤلاء أنفسهم من أصبحوا الآن وقوداً لهذه التبعية الأقليمية، بل ويدافعون عنها بحزم وبلا هوادة.

تقتصر الساحة العربية الآن على ثلاث قوى هي إيران وإسرائيل والولايات المتحدة، والغريب أن هذه القوى تستخدم نفس الادوات، إسرائيل تعتمد على قوة عسكرية طاغية لقهر الخصوم وكسر شوكتهم، وبنفس الطريقة تتعامل ايران فهي توجِد قوة عسكرية ميليشياوية قاهرة موازية للدولة وداخل بنيتها تهيمن على الداخل من خلال تبني هدف خارجي نبيل وليس أنبل من القضية الفلسطينية، وبناء عليها تؤسس محاور وأتباع ومرتزقة يدينون بالولاء لها وحدها، أما الولايات المتحدة فبدون شك تشهد حجم المآسي التي خلفتها وراءها بسبب انتقامها الحاقد لهيبتها من العراق وأفغانستان ما يندى له الجبين، وهي نفسها من تدير المشهد الكلي في هذه الثلاثية المعقدة، فهي تارةً تريد الانسحاب فترتجف قلوب حلفائها الموهومين ويستجدون عودتها، فتعود بِعددِها وعديدها وترسم من جديد خريطة للفوضى تضمن تبعية حلفائها لسنوات أخرى وأخرى، وإذا لم تجد احداً ليستدعيها تتكفل إيران وإسرائيل بإثارة فوضى هنا أو هناك فتعود.

مقالات ذات صلة غزة.. وفي القلب غصة..! 2024/01/23

من يلعب مع من وعلى من؟ أستطيع التأكيد أن العرب والجغرافية العربية لا يتجاوز دورهم حدود الساحة فقط، بينما العواصم العربية تسقط تباعاً ضحية لهذه الثلاثية، وتترشح اخرى لمحاولة الإسقاط، وهنا أذكر محاولة خنق مصر من خلال إغلاق باب المندب وبالتالي قناة السويس، والأردن بواسطة الجنوب السوري ولكن الدولتين ما تزالان تقاومان بضراوة، ومع ذلك فالجميع غارق بوهم أن ايران تنصر القضية الفلسطينية، وهي التي ردت خلال أيام بقصف ثلاث دول عربية وإسلامية سنية بسبب تفجير سنوية قاسم سليماني، فوصلت صواريخها إدلب واربيل ومرت بمحاذاة فلسطين التاريخية لكنها ابداً لم تفكر في تحويل طريقها الى دولة الاحتلال وهي التي منذ سنوات تقصف وتدمر وتغتال في طهران ومع ذلك بقيت صامتة على ذلك وما نزال ننتظر لحظة حق الرد التي لم تحن بعد، ومع كل هذا يبقى الكثير من العرب يبنون الآمال ويعقدون العزم على إيران بأنها من سيحرر فلسطين، وهذا حُلم هباء أو ربما مرضُ عضال لا يغادر الجسد إلا بالموت، وللأسف هذا هو نفس الحلم الذي لا تزال الخريطة العربية مستباحة بسببه، ومع ذلك مانزال بعيدين عن الاستفاقة من كابوس إسرائيل وإيران وأميركا، لكن إلى متى؟ لا أعلم!

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: إبادة جماعية غزة الضفة الغربية

إقرأ أيضاً:

إيران تصف الاعتراف الإسرائيلي باغتيال هنية بـ “الوقح” وتوجه رسالة عاجلة للأمم المتحدة

متابعات:

استنكرت جمهورية إيران الإسلامية ما وصفته بالاعتراف “الوقح” من كيان الاحتلال الإسرائيلي باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنية اثناء تواجده في العاصمة طهران، ووصفت العملية بأنها “جريمة بشعة”.

وقال مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إرافاني في رسالة وجهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة: إن هذا الاعتراف الإسرائيلي هو الأول من نوعه، وهي المرة الأولى التي يقر فيها كيان الاحتلال بمسؤوليته عن ارتكاب هذه الجريمة البشعة.

وفي تأكيد علني، أعلن وزير الحرب في كيان العدو يسرائيل كاتس، الإثنين، أن كيان الاحتلال نفذ عملية اغتيال هنية في طهران يوم 31 يوليو الماضي عبر تفجير عبوة ناسفة زرعها عملاء للاحتلال وجاء هذا الاغتيال بينما كان هنية يقود جهود التفاوض لوقف إطلاق النار في غزة.

وكانت إيران وحماس قد اتهمتا كيان الاحتلال بالمسؤولية عن الجريمة عند وقوعها، إلا أن العدو لم يرد حينها والتزم الصمت..

مقالات مشابهة

  • بينما نعيش عصر التكنولوجيا المتطورة يبقى الإنسان سيد هذا العالم بفضل روحه وعقله وإبداعه.
  • تامنصورت المدينة النموذجية التي أبعدوها عن الحضارة بسبب التهميش المتعمد من شركة العمران بجهة مراكش
  • إيران تصف الاعتراف الإسرائيلي باغتيال هنية بـ “الوقح” وتوجه رسالة عاجلة للأمم المتحدة
  • إيران تندد باعتراف إسرائيل مسؤوليتها عن اغتيال إسماعيل هنية في طهران
  • إيران تصدرا قرارا بشأن حظر واتساب وغوغل بلاي
  • إيران تندّد باعتراف إسرائيل بمسؤوليتها عن اغتيال هنية
  • مندوب إيران لدى الأمم المتحدة واصفًا اعتراف تل أبيب باغتيال هنية بـ"الوقح"
  • موقع عبري: الحوثيون لا يمكن ردعهم.. الجماعة التي تتحدى الولايات المتحدة وتتحدى العالم
  • تهديدات أمريكية.. ترامب يضع إيران تحت المجهر وضربة عسكرية قيد الدراسة
  • تهديدات أمريكية.. ترامب يضع إيران تحت المجهر وضربة عسكرية قيد الدراسة - عاجل