سواليف:
2025-01-31@10:03:30 GMT

الخارطة المستباحة

تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT

#الخارطة_المستباحة – د. #منذر_الحوارات

#إبادة_جماعية في #غزة تدمير في #الضفة_الغربية، قصف اسرائيلي على دمشق، قصف إيراني على شمال العراق، قصف تركي على الشمال السوري، حرب اهلية في السودان، ومثلها في ليبيا، استباحة ايرانية لأربع عواصم عربية، وغطرسة اسرائيلية مثلها وأكثر، هيمنة ميليشياوية على دول عربية عديدة والدولة غائبة عن المشهد او تكاد، البحر الأحمر محاصر مثلما هي قناة السويس وباب المندب، بينما تعد الولايات المتحدة نفسها صاحبة الدار وذريعتها إيران وذريعة إيران هي الولايات المتحدة وإسرائيل، بينما ايران حاربت كل أحد إلا هاتين، فهي تلبس قفازاتها وتبدأ بتحريك الدُمى خاصتها وعندما تتطور الأمور تخلع تلك القفازات وتقول لا علاقة لي هم من فعلوا ذلك، مثل اصنام سيدنا إبراهيم لكن هنا الأصنام الصغيرة هي من يُعلق الفأس في عنقها وليس الصنم الأكبر.

هذا هو حال الخريطة العربية في هذا الوقت ممزقة مفككة تبحث عن أمل للبقاء في هذا الربع الأول من القرن الواحد والعشرين في تشابه فريد مع بداية القرن العشرين، مع فارق مهم أن النخب في ذلك الوقت كانت تتبنى مشروع أمل، لأنها انفتحت على السمين من الحضارة بينما هنا نخب قيدت نفسها بالتبعية لأيديولوجيات دول اقليمية فاسدة مشروعها ايديولوجي طائفي محدود الأفق ينخر كالسوس في جسد الدولة إلى أن يفككها، صحيح أن المشروع الأول فشل بسبب مبالغته في الطوباوية بينما ينجح المشروع الحالي التقسيمي بسبب اعتماده على الغريزة ومحاكاة الضغائن الداخلية للجماعات المضطهدة، وهذه وجدت أول ما وجدت بسبب الاضطهاد الذي مارسته النخب الديكتاتورية الوطنية التي رأت دوماً أن الحلول بيدها وحدها وأن لا ضرورة للآخرين، فليس لديهم من مهمة سوى التصفيق، هؤلاء أنفسهم من أصبحوا الآن وقوداً لهذه التبعية الأقليمية، بل ويدافعون عنها بحزم وبلا هوادة.

تقتصر الساحة العربية الآن على ثلاث قوى هي إيران وإسرائيل والولايات المتحدة، والغريب أن هذه القوى تستخدم نفس الادوات، إسرائيل تعتمد على قوة عسكرية طاغية لقهر الخصوم وكسر شوكتهم، وبنفس الطريقة تتعامل ايران فهي توجِد قوة عسكرية ميليشياوية قاهرة موازية للدولة وداخل بنيتها تهيمن على الداخل من خلال تبني هدف خارجي نبيل وليس أنبل من القضية الفلسطينية، وبناء عليها تؤسس محاور وأتباع ومرتزقة يدينون بالولاء لها وحدها، أما الولايات المتحدة فبدون شك تشهد حجم المآسي التي خلفتها وراءها بسبب انتقامها الحاقد لهيبتها من العراق وأفغانستان ما يندى له الجبين، وهي نفسها من تدير المشهد الكلي في هذه الثلاثية المعقدة، فهي تارةً تريد الانسحاب فترتجف قلوب حلفائها الموهومين ويستجدون عودتها، فتعود بِعددِها وعديدها وترسم من جديد خريطة للفوضى تضمن تبعية حلفائها لسنوات أخرى وأخرى، وإذا لم تجد احداً ليستدعيها تتكفل إيران وإسرائيل بإثارة فوضى هنا أو هناك فتعود.

مقالات ذات صلة غزة.. وفي القلب غصة..! 2024/01/23

من يلعب مع من وعلى من؟ أستطيع التأكيد أن العرب والجغرافية العربية لا يتجاوز دورهم حدود الساحة فقط، بينما العواصم العربية تسقط تباعاً ضحية لهذه الثلاثية، وتترشح اخرى لمحاولة الإسقاط، وهنا أذكر محاولة خنق مصر من خلال إغلاق باب المندب وبالتالي قناة السويس، والأردن بواسطة الجنوب السوري ولكن الدولتين ما تزالان تقاومان بضراوة، ومع ذلك فالجميع غارق بوهم أن ايران تنصر القضية الفلسطينية، وهي التي ردت خلال أيام بقصف ثلاث دول عربية وإسلامية سنية بسبب تفجير سنوية قاسم سليماني، فوصلت صواريخها إدلب واربيل ومرت بمحاذاة فلسطين التاريخية لكنها ابداً لم تفكر في تحويل طريقها الى دولة الاحتلال وهي التي منذ سنوات تقصف وتدمر وتغتال في طهران ومع ذلك بقيت صامتة على ذلك وما نزال ننتظر لحظة حق الرد التي لم تحن بعد، ومع كل هذا يبقى الكثير من العرب يبنون الآمال ويعقدون العزم على إيران بأنها من سيحرر فلسطين، وهذا حُلم هباء أو ربما مرضُ عضال لا يغادر الجسد إلا بالموت، وللأسف هذا هو نفس الحلم الذي لا تزال الخريطة العربية مستباحة بسببه، ومع ذلك مانزال بعيدين عن الاستفاقة من كابوس إسرائيل وإيران وأميركا، لكن إلى متى؟ لا أعلم!

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: إبادة جماعية غزة الضفة الغربية

إقرأ أيضاً:

فعالية في حلب إحياءً للذكرى الثانية عشر لمجزرة نهر قويق التي ارتكبها النظام البائد

مجزرة نهر قويق 2025-01-30malekسابق بالعلامة الكاملة… منتخب سوريا للشباب يتوج بطلاً لدورة “ماندري” في إندونيسياآخر الأخبار 2025-01-30صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق، سلطان سلطنة عمان، يبعث برقية تهنئة إلى رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع، بمناسبة توليه رئاسة الجمهورية، ويعرب عن تمنياته الخالصة لفخامة الرئيس الشرع بالتوفيق والسداد في قيادة سوريا الشقيقة في هذه المرحلة المهمة، وتحقيق آمال وتطلعات الشعب السوري 2025-01-30وزير الخارجية أسعد الشيباني خلال مؤتمر صحفي مع نظيره القطري سمو الأمير محمد بن عبد العزيز الخليفي: كانت دولة قطر حليفاً ثابتاً للشعب السوري، وستظل سوريا تتذكر الدعم القطري الثابت للشعب وقضاياه 2025-01-30خادم الحرمين الشريفين وولي العهد السعودي يهنئان الرئيس الشرع بمناسبة توليه رئاسة الجمهورية العربية السورية 2025-01-30قطر تجدد دعمها الكامل لسوريا وترحب بخطوات إعادة هيكلة الدولة  2025-01-30رئيس الوزراء الأردني: ضرورة تهيئة ظروف العودة الطوعيَّة والآمنة للاجئين السوريين 2025-01-30مندوبة قطر لدى الأمم المتحدة تؤكّد دعم خيارات الشعب السوري 2025-01-30الدفاع التركية تؤكد وقوفها مع سوريا ضد التنظيمات الإرهابية التي تهدد أمنها ووحدتها 2025-01-30الرئيس الشرع يستقبل أمير دولة قطر 2025-01-30مراسل سانا بحمص عن مصدر أمني: بعد عمليات الرصد والتحري إدارة مكافحة المخدرات في إدارة الأمن العام تداهم معملاً لصناعة المواد المخدرة في أطراف حي الزهراء 2025-01-30سيلقي السيد الرئيس أحمد الشرع خطاباً موجهاً للشعب السوري مساء اليوم

صور من سورية منوعات تيك توك تستأنف خدماتها في الولايات المتحدة بفضل ترامب 2025-01-20 الصين تطلق مجموعة جديدة من الأقمار الصناعية إلى الفضاء 2024-12-05فرص عمل جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23 الخارجية تعلن برنامج اختبارات المرحلة الرابعة في مسابقتها لتعيين عاملين ‏دبلوماسيين 2024-12-05حدث في مثل هذا اليوم 2024-12-077 كانون الأول-اليوم العالمي للطيران المدني 2024-12-066 كانون الأول 2004- اقتحام القنصلية الأمريكية في جدة بالمملكة العربية السعودية 2024-12-05 5 كانون الأول – اليوم الوطني في تايلاند 2024-12-033 كانون الأول 1621- عالم الفلك الإيطالي جاليليو جاليلي يخترع التلسكوب الخاص به 2024-12-022 كانون الأول- اليوم الوطني في الإمارات العربية المتحدة 2024-12-011 كانون الأول 1942 – إمبراطور اليابان هيروهيتو يوقع على قرار إعلان الحرب على الولايات المتحدة
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • رقعة حرب واحدة استعاد فيها الجيش زمام المبادرة بشكل كامل بينما تنهار المليشيا
  • هذه هي الرسائل التي بعثت بها الولايات المتحدة لنتنياهو بشأن مراحل اتفاق غزة
  • فعالية في حلب إحياءً للذكرى الثانية عشر لمجزرة نهر قويق التي ارتكبها النظام البائد
  • ماذا تعرف عن قاعدة غوانتانامو التي ستستضيف المهاجرين؟
  • عَملٌ مسرحي على خشبة ثقافي طرطوس يُحاكي اللحظات التي رافقت التحرير
  • إيران: ننتظر عرض ترامب بخصوص الملف النووي
  • إيران تُحذر خصومها من قصف المنشآت النووية: سيؤدي لكارثة
  • إيران تمد يدها للسلام مع ترامب لطي صفحة الخلاف
  • إيران ترد على مقترح ترامب بتهجير أهل غزة: جرينلاند تُرحب بالإسرائيليين
  • إيران ترفض اتهامات الكيان الصهيوني بشكل قاطع