#الخارطة_المستباحة – د. #منذر_الحوارات
#إبادة_جماعية في #غزة تدمير في #الضفة_الغربية، قصف اسرائيلي على دمشق، قصف إيراني على شمال العراق، قصف تركي على الشمال السوري، حرب اهلية في السودان، ومثلها في ليبيا، استباحة ايرانية لأربع عواصم عربية، وغطرسة اسرائيلية مثلها وأكثر، هيمنة ميليشياوية على دول عربية عديدة والدولة غائبة عن المشهد او تكاد، البحر الأحمر محاصر مثلما هي قناة السويس وباب المندب، بينما تعد الولايات المتحدة نفسها صاحبة الدار وذريعتها إيران وذريعة إيران هي الولايات المتحدة وإسرائيل، بينما ايران حاربت كل أحد إلا هاتين، فهي تلبس قفازاتها وتبدأ بتحريك الدُمى خاصتها وعندما تتطور الأمور تخلع تلك القفازات وتقول لا علاقة لي هم من فعلوا ذلك، مثل اصنام سيدنا إبراهيم لكن هنا الأصنام الصغيرة هي من يُعلق الفأس في عنقها وليس الصنم الأكبر.
هذا هو حال الخريطة العربية في هذا الوقت ممزقة مفككة تبحث عن أمل للبقاء في هذا الربع الأول من القرن الواحد والعشرين في تشابه فريد مع بداية القرن العشرين، مع فارق مهم أن النخب في ذلك الوقت كانت تتبنى مشروع أمل، لأنها انفتحت على السمين من الحضارة بينما هنا نخب قيدت نفسها بالتبعية لأيديولوجيات دول اقليمية فاسدة مشروعها ايديولوجي طائفي محدود الأفق ينخر كالسوس في جسد الدولة إلى أن يفككها، صحيح أن المشروع الأول فشل بسبب مبالغته في الطوباوية بينما ينجح المشروع الحالي التقسيمي بسبب اعتماده على الغريزة ومحاكاة الضغائن الداخلية للجماعات المضطهدة، وهذه وجدت أول ما وجدت بسبب الاضطهاد الذي مارسته النخب الديكتاتورية الوطنية التي رأت دوماً أن الحلول بيدها وحدها وأن لا ضرورة للآخرين، فليس لديهم من مهمة سوى التصفيق، هؤلاء أنفسهم من أصبحوا الآن وقوداً لهذه التبعية الأقليمية، بل ويدافعون عنها بحزم وبلا هوادة.
تقتصر الساحة العربية الآن على ثلاث قوى هي إيران وإسرائيل والولايات المتحدة، والغريب أن هذه القوى تستخدم نفس الادوات، إسرائيل تعتمد على قوة عسكرية طاغية لقهر الخصوم وكسر شوكتهم، وبنفس الطريقة تتعامل ايران فهي توجِد قوة عسكرية ميليشياوية قاهرة موازية للدولة وداخل بنيتها تهيمن على الداخل من خلال تبني هدف خارجي نبيل وليس أنبل من القضية الفلسطينية، وبناء عليها تؤسس محاور وأتباع ومرتزقة يدينون بالولاء لها وحدها، أما الولايات المتحدة فبدون شك تشهد حجم المآسي التي خلفتها وراءها بسبب انتقامها الحاقد لهيبتها من العراق وأفغانستان ما يندى له الجبين، وهي نفسها من تدير المشهد الكلي في هذه الثلاثية المعقدة، فهي تارةً تريد الانسحاب فترتجف قلوب حلفائها الموهومين ويستجدون عودتها، فتعود بِعددِها وعديدها وترسم من جديد خريطة للفوضى تضمن تبعية حلفائها لسنوات أخرى وأخرى، وإذا لم تجد احداً ليستدعيها تتكفل إيران وإسرائيل بإثارة فوضى هنا أو هناك فتعود.
مقالات ذات صلة غزة.. وفي القلب غصة..! 2024/01/23من يلعب مع من وعلى من؟ أستطيع التأكيد أن العرب والجغرافية العربية لا يتجاوز دورهم حدود الساحة فقط، بينما العواصم العربية تسقط تباعاً ضحية لهذه الثلاثية، وتترشح اخرى لمحاولة الإسقاط، وهنا أذكر محاولة خنق مصر من خلال إغلاق باب المندب وبالتالي قناة السويس، والأردن بواسطة الجنوب السوري ولكن الدولتين ما تزالان تقاومان بضراوة، ومع ذلك فالجميع غارق بوهم أن ايران تنصر القضية الفلسطينية، وهي التي ردت خلال أيام بقصف ثلاث دول عربية وإسلامية سنية بسبب تفجير سنوية قاسم سليماني، فوصلت صواريخها إدلب واربيل ومرت بمحاذاة فلسطين التاريخية لكنها ابداً لم تفكر في تحويل طريقها الى دولة الاحتلال وهي التي منذ سنوات تقصف وتدمر وتغتال في طهران ومع ذلك بقيت صامتة على ذلك وما نزال ننتظر لحظة حق الرد التي لم تحن بعد، ومع كل هذا يبقى الكثير من العرب يبنون الآمال ويعقدون العزم على إيران بأنها من سيحرر فلسطين، وهذا حُلم هباء أو ربما مرضُ عضال لا يغادر الجسد إلا بالموت، وللأسف هذا هو نفس الحلم الذي لا تزال الخريطة العربية مستباحة بسببه، ومع ذلك مانزال بعيدين عن الاستفاقة من كابوس إسرائيل وإيران وأميركا، لكن إلى متى؟ لا أعلم!
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: إبادة جماعية غزة الضفة الغربية
إقرأ أيضاً:
إيران: لم نتلق حتى الآن رداً من الولايات المتحدة
أكدت وزارة الخارجية الإيرانية اليوم الإثنين أنه لم يتم تلقي أي رد من الولايات المتحدة بشأن دعوة إيران لإجراء مفاوضات غير مباشرة.
جاء ذلك على لسان المتحدث الرسمي باسم الوزارة، إسماعيل بقائي، خلال مؤتمر صحفي عقده في طهران.
وأوضح بقائي أن إيران قدمت "مقترحاً سخياً" للتفاوض غير المباشر مع الولايات المتحدة، معتبراً أن هذا العرض يمثل فرصة للطرفين للتوصل إلى حل دون الحاجة إلى التفاوض المباشر.
وأكد أن سلطنة عمان تظل من أبرز الخيارات المطروحة لاستضافة جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة.
وفي سياق متصل، رفض وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يوم الأحد الفائت فكرة التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة، معتبراً أن "التفاوض المباشر مع طرف يهدد باستخدام القوة باستمرار ويتبنى مواقف متناقضة لا فائدة منه".
كما أضاف أن الرد الإيراني على رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقت سابق قد فتح المجال أمام الدبلوماسية، لكنه شدد على أن بلاده مستعدة لتجربة مسار المفاوضات غير المباشرة.
وفيما يخص الأوضاع الإقليمية، وجه المتحدث باسم الخارجية الإيرانية انتقادات شديدة لإسرائيل، مشيراً إلى أن الجرائم في غزة والضفة الغربية تدل على أن إسرائيل تتبع سياسة "محو فلسطين وتهجير أهلها" بدعم من الولايات المتحدة.
كما أشار إلى أن المنطقة تواجه منذ عامين تهديدات جادة للسلم والأمن، مؤكداً أن التداعيات لن تقتصر على المنطقة فقط، بل ستكون لها آثار عالمية. ولفت إلى أن الغرب إذا كان جاداً في احترام القانون الدولي، فعليه أن يتخذ إجراءات لمنع المسؤولين الإسرائيليين من التحرك بحرية في أوروبا.