وزير الخارجية التونسي الأسبق لـ عربي21: تجويع غزة تتحمل مسؤوليته أمريكا ومصر
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
أكد وزير الخارجية التونسي الأسبق الدكتور رفيق عبد السلام، أن المطلوب لوقف المجاعة التي تتهدد سكان عزة واقعا وفعلا هو الضغط على الإدارة الأمريكية التي كانت ومازالت مصرة على حماية دولة الاحتلال والتستر عليها في جرائمها الفاصخة على مرأى ومسمع من العالم، ومصر أيضا".
وأكد عبد السلام في تصريحات خاصة لـ "عربي21"، أن "الولايات المتحدة الأمريكية منخرطة بالكامل في تجويع الشعب الفلسطيني بالتواطؤ الكامل مع إسرائيل كتكتيك عسكري بعدما عجزوا عن تحقيق أهدافهم وتوحّلت أقدامهم في غزة".
وقال: "يجب أن يرتفع الصوت العالمي بإدانة أمريكا وتحميلها المسؤولية المباشرة عن هذه الجرائم، ولا أتحدث عن الأمم المتحدة هنا، فهي مشلولة اليدين رغم أن غوتيرش، الأمين العام يعبر عن مواقف صريحة وواضحة ولكنه يتألم ولا يستطيع أن يفعل شيئا بحكم عناد دولة الاحتلال وحمايتها في مجلس الأمن الدولي من طرف حليفها الأمريكي، فقد تم استخدام حق النقض منذ بداية العدوان على غزة مرتين دون أن نحتسب التدخلات الكثيرة لتعطيل إصدار بيانات أو إفراغها من مضامينها قبل الذهاب للجلسة العامة للأمم المتحدة".
وأشار عبد السلام إلى أن "الطرف الثاني الذي يتحمل المسؤولية كاملة في مجاعة الفلسطينيين في غزة هي مصر التي ترى شعبا عربيا مجاورا لها مباشرة وكان تحت سلطتها إلى غاية 1967 يتضور جوعا وعطشا لكسر إرادته من قوة احتلال غاشمة ومجرمة، وهي لا تفعل شيئا لعجز أو تواطئ أو لكليهما".
وأضاف: "إذا صح أن الجانب الآخر للمعبر يعود لإشراف دولة الاحتلال فهذا يؤكد فعلا أن مصر دولة عاجزة وفاقدة للسيادة أصلا، وإذا كان الإشراف على المعبر يعود للسلطات المصرية كما ذكر ذلك محامو دولة الاحتلال في محكمة العدل الدولية للتنصل من المسؤولية فتلك مصيبة أعظم، فمعنى ذلك أن مصر متورطة في تجويع أهل غزة مع سابقية الإضمار والترصد، وفي كلتا الحالتين مصر مسؤولية عما بجري في القطاع".
وأكد عبد السلام أنه "مهما كانت الأسباب، لا أحدا يستطيع أن يقبل أعذار ومبررات المصريين في عدم إدخال الماء والغذاء والمساعدات الصحية لقطاع غزة المحاصر، لأن القانون الدولي وقانون الحرب يعطيها الحق في ذلك، بل يفرض عليها إدخال المساعدات، والأهم من كل ذلك هناك قرار القمة العربية الإسلامية بإيصال المساعدات لقطاع غزة المحاصر والمنكوب".
وقال: "إذا أرادت مصر أن تفعل شيئا لأهل غزة تستطيع ذلك بغطاء عربي وإسلامي ودولي، خاصة وأن كل دول العالم مع إدخال المساعدات باستثناء إسرائيل وأمريكا، ولكن أرجح أن انحياز السيسي لنتنياهو ومشاركته في الأجندات الإسرائيلية في كسر إرادة أهل غزة حماية لحكمه وتحصينا لكرسيه هو السبب الرئيسي في ذلك، ولذلك يجب أن تتزايد الضغوط العربية والإسلامية والدولية على مصر أولا وقبل كل شيء لفرض إدخال المساعدات، قبل أن نتحدث عن أي طرف آخر، فالحل أولا وآخرا في القاهرة وعليها أن تختار، بشكل واضح ومن دون مواربة بين أن تكون مع غزة او مع دولة الاحتلال"، وفق تعبيره.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، في بيان صحفي له أمس الإثنين عن نفاد كميات الطحين ومشتقاته والأرز والمعلبات التي كانت متبقية في محافظة شمال قطاع غزة منذ قبل حرب الإبادة الجماعية على غزة، وهذا الأمر يؤكد بدء وقوع مجاعة حقيقية يواجهها 400,000 مواطن من أبناء شعبنا الفلسطيني مازالوا متواجدين في المحافظة.
وذكر المكتب الإعلامي، أن "الاحتلال أجبر سكان محافظة شمال غزة على طحن أعلاف الحيوانات والحبوب بدلاً من القمح المفقود، وأصبحوا يواجهون مجاعة حقيقية في ظل استمرار العدوان وفي ظل تشديد الاحتلال للحصار على شعبنا الفلسطيني".
وأضاف: "تتعرض كل من محافظة شمال غزة ومحافظة غزة إلى حصار شديد ومطبق بالتزامن مع استمرار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، حيث يمنع الاحتلال وصول أية مساعدات إلى تلك المحافظتين منذ بدء الحرب الوحشية، وتم تسجيل عشرات حالات الإعدام والقتل الميداني التي نفذها جيش الاحتلال لعشرات الشهداء حاولوا الحصول على الغذاء بمحافظتي غزة وشمال غزة".
وحمل الاحتلال "الإسرائيلي" كامل المسئولية عن المجاعة في محافظة شمال قطاع غزة، كما وحمّل المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية والرئيس بايدن شخصياً المسؤولية أيضاً تجاه هذه الجريمة التي قال بأنها "تخالف القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وتخالف كل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تضمن حق الحصول على الغذاء لأي إنسان، حيث منحوا الاحتلال الضوء الأخضر لارتكاب هذه الجرائم، ورفضوا وقف هذه الحرب الوحشية على قطاع غزة".
وناشد المكتب كل دول العالم الحر والمنظمات الدولية المختلفة بالعمل الجاد والفوري والعاجل من أجل إدخال المساعدات التموينية والإمدادات الغذائية لجميع أبناء الشعب الفلسطيني وخاصة في محافظة شمال غزة ومحافظة غزة.
كما طالب كل العالم بوقف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ووقف شلال الدم ووقف قتل واستهداف المدنيين والأطفال والنساء.
ومنذ 108 أيام يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة علي قطاع غزة، خلفت حتى الاثنين "25 ألفا و295 شهيدا و63 ألف إصابة معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت بـ"دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال تصريحات تجويع الفلسطيني غزة تصريحات احتلال فلسطين غزة تجويع المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة من هنا وهناك سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إدخال المساعدات دولة الاحتلال محافظة شمال عبد السلام قطاع غزة شمال غزة
إقرأ أيضاً:
شيخ جنكي: أمريكا تعتبر العراق محافظة إيرانية في ظل الحكومات الإطارية
آخر تحديث: 15 مارس 2025 - 2:23 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- كشف السياسي الكوردي، لاهور شيخ جنكي، جملة من المواقف والتصريحات حول الأوضاع الإقليمية والدورين الأمريكي والإيراني في كل من العراق وسوريا ولبنان، فضلاً عن تطورات الملف الكوردي الداخلي والإقليمي.وقال شيخ جنكي في حديث لبرنامج “المقاربة في رمضان” على محطة دجلة، إنّ “الولايات المتحدة الأميركية لم تعترف حتى الآن بالحكومة السورية الجديدة”، مشيراً إلى أنّه “من المستحيل أن تسلّم قوات سوريا الديمقراطية (قسد) سلاحها للإدارة السورية، كما أن اسم (قسد) كانت فكرتي، حتى لا يكون اسماً كوردياً بحتاً”.وتابع شيخ جنكي أنّ “التستّر على القتل الجماعي في سوريا أمرٌ لا يجوز”، كاشفاً عن “وجود علاقة بين الشرع وإسرائيل للحفاظ على الدروز والكورد”، في إشارة إلى التحركات الإقليمية المتبادلة لحماية الأقليات. كما لفت إلى أنّ “التغيير في المنطقة قد بدأ بالفعل في لبنان وسوريا، وينبغي الاستعداد لتحولات أكبر قادمة”.وفي السياق الكوردي، أفصح شيخ جنكي وهو رئيس مشترك سابق للاتحاد الوطني، عن أنه كان “أول شخص عراقي أسّس علاقات مع كورد سوريا”، مشيراً إلى أنَّ “مظلوم عبدي لم يُمنَح الجنسية العراقية، بل حصل على جواز سفر عراقي فقط”.وعن التدخّل الإيراني في الشأن الانتخابي، قال شيخ جنكي: “أبلغني إيرانيون أنّني لن أحصل سوى على مقعدين، وبالفعل حصلت على هذا العدد نتيجة تدخّلهم”، مضيفاً أنّه تلقى “عرضاً من جهات أمنية إيرانية بالحصول على 14 مقعداً مقابل الإطاحة بالبارتي” في إشارة إلى الحزب الديمقراطي الكوردستاني.وعلى صعيد العلاقات بين بغداد وواشنطن، ذكر شيخ جنكي أنّه نقل إلى الإطار التنسيقي “رسالة أمريكية غير مباشرة”، مبيناً أنّ “أمريكا تنظر إلى العراق على أنّه مجرّد آلة لإصدار الأموال لإيران”.وأردف بالقول: “العراق دُفِع إلى جبهة إيران، في حين لا تحب إدارة ترامب اللعب أو التراجع عن مصالحها”. كما كشف أنّ “الأمريكان أبلغوني بوجود عقوبات على شخصيات ومؤسسات عراقية”.وبشأن الحشد الشعبي، أوضح شيخ جنكي: “أنا أفتخر بأنني حاربت مع الحشد، لكن أمريكا لا تسمح بوجود قوّة تعتبرها مصدراً للتهديد”، منوّهاً إلى أنّ “واشنطن تريد إخضاع الحشد للحكومة الاتحادية أو استبدال الحكومة بأخرى قادرة على السيطرة عليه”، مشيراً إلى أنّ “السليمانية في نظر أميركا محسوبة على محور المقاومة”.واختتم شيخ جنكي حديثه بالتحذير من “مشاكل كثيرة سيواجهها العراق إن لم نكن حذرين”، مشدّداً في الوقت ذاته على “أهمية تحصين الوضع الداخلي الكوردي والعراقي تحسّباً للتغيّرات المقبلة”.