نصبت الولايات المتحدة الأمريكية نفسها منذ الحرب العالمية الثانية كالحامي والمدافع الأول عن الحرية والمساواة والتقدم والقيم الديمقراطية في العالم. وخطبت حكوماتها ورؤساؤها حول هذه القيّم في جميع المنابر. فتعهد جون كيندي في خطاب تنصيبه كرئيس للجمهورية بالدفاع عن الحرية قائلاً: «فلتعلم كل أمة، سواء كانت تتمنى لنا خيرا أو سوءا، أننا سندفع أي ثمن، ونتحمل أي عبء، ونواجه أية مصاعب، وندعم أي صديق، ونعارض أي عدو لضمان بقاء ونجاح الحرية».
ثم إن لدينا الاتحاد الأوروبي الذي تنص معاهدته في المادة الثانية على أن الاتحاد الأوروبي «يقوم على قيم احترام الكرامة الإنسانية والحرية والديمقراطية والمساواة وسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان، بما في ذلك حقوق الأشخاص المنتمين إلى أقليات». وأن الدول الأعضاء تشترك في «مجتمع تسود فيه التعددية وعدم التمييز والتسامح والعدالة والتضامن والمساواة بين النساء والرجال».
وتحرص الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة حتى اليوم على إظهار أنفسهم على انهم حامو القيم الديمقراطية والحرية والمساواة وحقوق الإنسان في العالم، وان هذه القيم تسيطر على طريقة اتخاذ قراراتهم المحلية والدولية. ولهذه «القيم»، أسست هذه الدول بجانب دول أخرى منظمة الأمم المتحدة.. «للحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وحفظ حقوق الإنسان، وتقديم المساعدات الإنسانية، وتعزيز التنمية المستدامة، ودعم القانون الدولي».
ونجد أن الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي تضع هذه القيم في كل شعاراتها وفي كل حملاتها ودعاياتها وإعلاناتها حول العالم بل إن بعضها استخدمها في استعماراتها وغزواتها وفي اعتدائها على دول أخرى. وفي كل الأفلام والأغاني هم من يدافعون عن الحرية وحقوق الإنسان.. وهم من يَعرفون الديمقراطية الحق والحقوق التي يجب صونها. بل وهم من يضعون التعريفات للديمقراطية وحقوق الإنسان.
وأتساءل وأنا انظر اليوم لغزة وما حدث فيها وما يزال يحدث حتى اليوم، أين المعاني هذه اليوم منهم؟ أين شرطي العالم الذي لطالما نصب نفسه كحامي الكرة الأرضية من الحرب والدمار والفساد؟
لماذا لم تمنعهم قيمهم من التصويت ضد إيقاف المجزرة في غزة في مجلس الأمن؟ لماذا لم تمنعهم قيمهم من
التدخل السياسي وتقديم المساعدات للفلسطينيين في ظل الإبادة الجماعية التي يواجهها أبناء غزة منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣؟!
بل على العكس، رأينا هذه الدول التي تزعم أنها حامية لحقوق وحرية الإنسان، تحطم هذه القيم وتنسفها منذ السابع من أكتوبر! شاهدنا تضييقا لحريات وإدانات للفلسطينيين ولمن يساندونهم! شهدنا «عدم الاعتبار وعدم الاهتمام» بحرية وحقوق بل وحياة الفلسطينيين من أطفال ونساء وشيوخ ورجال مقارنة بما حصل عند غزو روسيا لأوكرانيا!.
لربما حان الوقت لإعطاء المدافعين الحقيقيين عن حقوق وحرية الإنسان أمثال جنوب أفريقيا المجال لتعليم العالم حول قيم الحرية والديمقراطية وكيفية الدفاع عن حقوق الإنسان، لربما وقتها قد نرى التغيير الإيجابي في العالم، وتبقى شعلة الأمل فينا متقدة حول مستقبل أفضل للإنسانية.
جواهر آل ثاني – الشرق القطرية
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: حقوق الإنسان
إقرأ أيضاً:
القومي لحقوق الإنسان ينظم مؤتمرًا حول دور الإعلام في رفع الوعي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ينظم المجلس القومي لحقوق الإنسان مؤتمرًا بعنوان "الإعلام وحقوق الإنسان: مقاربات حول دور الإعلام في رفع الوعي وحمايتها ورصد تنفيذها"، وذلك يوم الاثنين الموافق 16 ديسمبر 2024 .
يأتي هذا المؤتمر في إطار الجهود المستمرة للمجلس لتعزيز الحوار حول القضايا الحقوقية، وإبراز الدور المحوري للإعلام في نشر ثقافة حقوق الإنسان، .
ويشارك في المؤتمر رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، ورؤساء المجالس والهيئات الوطنية للاعلام ونقابة الصحفيين والإعلاميين، ونخبة من الخبراء الإعلاميين، وصناع القرار، وممثلي منظمات المجتمع المدني، إلى جانب مجموعة من الأكاديميين المتخصصين في حقوق الإنسان والإعلام. يناقش المؤتمر ثلاثة محاور رئيسية:
1. تعزيز دور المجلس القومي لحقوق الإنسان من خلال المعالجات الإعلامية المسؤولة.
2. التحديات التي تواجه الإعلام والمسؤولية المشتركة بين المجلس والإعلام.
3. حماية حقوق الإنسان في عصر الإعلام الرقمي.
أهداف المؤتمر:
يسعى المؤتمر إلى تسليط الضوء على التحديات التي تواجه الإعلام في حماية حقوق الإنسان، ودور الإعلام والمجلس في تعزيز أوضاع حقوق الإنسان، بالإضافة إلى تقديم توصيات عملية لتحسين أداء الإعلام وتعزيز الشراكات بين المؤسسات الإعلامية ومنظمات حقوق الإنسان.
الجلسات الرئيسية:
تشمل الجلسة الأولى نقاشًا معمقًا حول أهمية تعزيز دور المجلس القومي لحقوق الإنسان والإعلام في دعم أوضاع حقوق الإنسان بالبلاد ، بينما تركز الجلسة الثانية على التحديات المشتركة بين المجلس والإعلام وسبل مواجهتها. أما الجلسة الثالثة فتناقش حماية الحقوق الرقمية في ظل التحول الإعلامي الرقمي.
يهدف المؤتمر إلى الخروج بتوصيات عملية تُسهم في تطوير التعاون بين الإعلام والمجلس القومي لحقوق الإنسان، وتعزيز دور الإعلام كمدافع عن حقوق الإنسان، مع التركيز على مواجهة خطاب الكراهية والمعلومات المضللة التي أصبحت تهدد المجتمعات في العصر الرقمي.