موقع النيلين:
2025-05-01@10:06:13 GMT

قيم من ورق!

تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT


نصبت الولايات المتحدة الأمريكية نفسها منذ الحرب العالمية الثانية كالحامي والمدافع الأول عن الحرية والمساواة والتقدم والقيم الديمقراطية في العالم. وخطبت حكوماتها ورؤساؤها حول هذه القيّم في جميع المنابر. فتعهد جون كيندي في خطاب تنصيبه كرئيس للجمهورية بالدفاع عن الحرية قائلاً: «فلتعلم كل أمة، سواء كانت تتمنى لنا خيرا أو سوءا، أننا سندفع أي ثمن، ونتحمل أي عبء، ونواجه أية مصاعب، وندعم أي صديق، ونعارض أي عدو لضمان بقاء ونجاح الحرية».

ثم قال كلمته الشهيرة: «وهكذا إخواني المواطنون: لا تسألوا ماذا تستطيع بلادكم أن تفعل من أجلكم، بل اسألوا أنفسكم ماذا يمكنكم أن تفعلوا من أجل بلادكم. إخواني مواطنو العالم: لا تسألوا ماذا قد تفعل أمريكا من أجلكم، بل اسألوا ماذا نستطيع أن نفعل معا من أجل حرية الإنسان».

ثم إن لدينا الاتحاد الأوروبي الذي تنص معاهدته في المادة الثانية على أن الاتحاد الأوروبي «يقوم على قيم احترام الكرامة الإنسانية والحرية والديمقراطية والمساواة وسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان، بما في ذلك حقوق الأشخاص المنتمين إلى أقليات». وأن الدول الأعضاء تشترك في «مجتمع تسود فيه التعددية وعدم التمييز والتسامح والعدالة والتضامن والمساواة بين النساء والرجال».

وتحرص الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة حتى اليوم على إظهار أنفسهم على انهم حامو القيم الديمقراطية والحرية والمساواة وحقوق الإنسان في العالم، وان هذه القيم تسيطر على طريقة اتخاذ قراراتهم المحلية والدولية. ولهذه «القيم»، أسست هذه الدول بجانب دول أخرى منظمة الأمم المتحدة.. «للحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وحفظ حقوق الإنسان، وتقديم المساعدات الإنسانية، وتعزيز التنمية المستدامة، ودعم القانون الدولي».

 

ونجد أن الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي تضع هذه القيم في كل شعاراتها وفي كل حملاتها ودعاياتها وإعلاناتها حول العالم بل إن بعضها استخدمها في استعماراتها وغزواتها وفي اعتدائها على دول أخرى. وفي كل الأفلام والأغاني هم من يدافعون عن الحرية وحقوق الإنسان.. وهم من يَعرفون الديمقراطية الحق والحقوق التي يجب صونها. بل وهم من يضعون التعريفات للديمقراطية وحقوق الإنسان.

وأتساءل وأنا انظر اليوم لغزة وما حدث فيها وما يزال يحدث حتى اليوم، أين المعاني هذه اليوم منهم؟ أين شرطي العالم الذي لطالما نصب نفسه كحامي الكرة الأرضية من الحرب والدمار والفساد؟

لماذا لم تمنعهم قيمهم من التصويت ضد إيقاف المجزرة في غزة في مجلس الأمن؟ لماذا لم تمنعهم قيمهم من

التدخل السياسي وتقديم المساعدات للفلسطينيين في ظل الإبادة الجماعية التي يواجهها أبناء غزة منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣؟!

بل على العكس، رأينا هذه الدول التي تزعم أنها حامية لحقوق وحرية الإنسان، تحطم هذه القيم وتنسفها منذ السابع من أكتوبر! شاهدنا تضييقا لحريات وإدانات للفلسطينيين ولمن يساندونهم! شهدنا «عدم الاعتبار وعدم الاهتمام» بحرية وحقوق بل وحياة الفلسطينيين من أطفال ونساء وشيوخ ورجال مقارنة بما حصل عند غزو روسيا لأوكرانيا!.

لربما حان الوقت لإعطاء المدافعين الحقيقيين عن حقوق وحرية الإنسان أمثال جنوب أفريقيا المجال لتعليم العالم حول قيم الحرية والديمقراطية وكيفية الدفاع عن حقوق الإنسان، لربما وقتها قد نرى التغيير الإيجابي في العالم، وتبقى شعلة الأمل فينا متقدة حول مستقبل أفضل للإنسانية.

جواهر آل ثاني – الشرق القطرية

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: حقوق الإنسان

إقرأ أيضاً:

المملكة: على إسرائيل احترام حقوق الإنسان الأساسية للشعب الفلسطيني

شاركت المملكة في الجلسة المنعقدة بمقر محكمة العدل الدولية في مدينة لاهاي الهولندية، وذلك بشأن طلب الرأي الاستشاري المقدم للمحكمة بخصوص "التزامات إسرائيل تجاه الوجود والأنشطة للأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية والدول الأخرى فيما يتعلق بالأراضي الفلسطينية المحتلة".
ومثل المملكة، مدير عام الإدارة العامة للشؤون القانونية بوزارة الخارجية محمد بن سعود الناصر، حيث ألقى بيانًا جدد خلاله مطالبة المملكة بوجوب التزام إسرائيل باعتبارها قوة محتلة بأحكام القانون الدولي الإنساني، وتوفير الاحتياجات الأساسية للشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك الغذاء والماء والملاجئ والمواد الطبية.
أخبار متعلقة تفاصيل اجتماعات اللجنة السعودية النيوزيلندية المشتركة في أوكلانداستقبال أولى رحلات ضيوف الرحمن من أفغانستان لأداء فريضة الحج .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } المملكة تشارك في جلسة محكمة العدل الدولية- واس الأراضي الفلسطينية المحتلةوقال الناصر: "على إسرائيل واجب احترام وحماية حقوق الإنسان الأساسية للشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة"، لافتًا إلى أن عرقلة إسرائيل للجهود المبذولة من المنظمات الدولية كالأمم المتحدة أو الدول الأخرى في توفير الاحتياجات الأساسية للشعب الفلسطيني تعد انتهاكًا لحقوق الإنسان.
وأشار إلى أن ميثاق الأمم المتحدة يفرض على إسرائيل واجب التعاون بحسن نية مع الأمم المتحدة وأجهزتها بما فيها "الأونروا", وأنه من الواجب على إسرائيل السماح وتشجيع من لديه الاستعداد لتقديم المساعدات الإنسانية والتنموية التي تعزز من قدرة الشعب الفلسطيني على تحقيق تقرير مصيره, واحترام هذا الحق باعتباره من القواعد الآمرة في القانون الدولي وهو جوهر السؤال المطروح أمام المحكمة.

مقالات مشابهة

  • مفوض حقوق الإنسان يدعو العالم إلى منع وقوع كارثة إنسانية في غزة
  • “العفو الدولية” : عودة ترامب تشعل الهجوم على حقوق الإنسان عالميا
  • مفوض حقوق الإنسان يدعو العالم إلى منع وقوع كارثة إنسانية شاملة في غزة
  • المملكة: على إسرائيل احترام حقوق الإنسان الأساسية للشعب الفلسطيني
  • أمنستي: الهجمات على النظام العالمي لحقوق الإنسان تسارعت منذ عودة ترامب للسلطة
  • “العفو الدولية” تهاجم ترامب.. وتعلّق على أول 100 يوم من حكمه
  • العفو الدولية تهاجم سياسات ترامب في تقريرها السنوي
  • الأمم المتحدة تدعو الاحتلال لاحترام حقوق الإنسان في فلسطين
  • قطاع حقوق الإنسان بصعدة: قصف مركز إيواء المهاجرين جريمة حرب تُدين أمريكا أمام العالم
  • رايتس ووتش تدعو العالم للتصدي لمخاطر الروبوتات القاتلة