هل تمهّد صفقة تبادل صاغها نتنياهو لإنهاء الحرب؟
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
القدس المحتلة- تناقلت وسائل إعلام إسرائيلية تفاصيل ما قالت إنها خطوط عريضة لصفقة تبادل محتملة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والتي صيغت بالتعاون مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ورئيس الموساد ديفيد برنيع ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار.
وتحت وطأة الاحتجاجات في الشارع الإسرائيلي المطالبة بتحرير المحتجزين لدى حماس، وتعزز القناعات بالإخفاق الإسرائيلي في تحقيق أهداف الحرب على غزة، والخلافات في "كابينت الحرب" أقر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه قدم خطوطا عريضة لصفقة تبادل محتملة، رافضا الخوض بالتفاصيل.
وبموجب هذه الخطوط يتم إطلاق سراح 136 محتجزا إسرائيليا على 3 مراحل، هي:
المحتجزون المدنيون. ثم المجندات وجثث محتجزين قتلى. وأخيرا الجنود والرجال الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي من النظاميين والاحتياط، وهو الشرط الذي تصر عليه حماس منذ البداية.في المقابل، ستطلق إسرائيل في كل مرحلة سراح آلاف الأسرى والأسيرات الفلسطينيين، ومن ضمنهم الأسرى القدامى والمرضى وكبار السن وأصحاب المحكومات العالية وأسرى ممن يقول الاحتلال إن "أيديهم ملطخة بالدماء"، وسينسحب الجيش تدريجيا من قطاع غزة.
ادعاءاتوادعى نتنياهو أنه لا يوجد عرض جدي من قبل حماس لصفقة تبادل، وبدا متناقضا خلال اجتماعه بوفد عن عائلات المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية، إذ صرح بأنه رفض مطالب الحركة بإنهاء الحرب والتوصل إلى اتفاق يقول إنه يشمل أيضا إطلاق سراح مسلحي "قوات النخبة" من حماس الذين اعتقلتهم إسرائيل بزعم مشاركتهم في معركة "طوفان الأقصى".
وسلّمت إسرائيل مؤخرا إلى الوسطاء القطريين والمصريين إطارا جديدا لصفقة تبادل محتملة يتضمن الاستعداد لهدنة مدتها شهران مقابل إعادة جميع المحتجزين لدى حماس في غزة، حسب اثنين من كبار المسؤولين الإسرائيليين.
ووفق باراك رافيد المحلل السياسي في الموقع الإلكتروني "والا"، فإن هذا الاقتراح هو الأهم الذي طرحته تل أبيب منذ بداية الحرب، في محاولة لإحداث انفراجة في المفاوضات لإطلاق سراح المحتجزين.
ورغم أن الاقتراح يرفض طلب حماس وقف الحرب فإنه يتضمن الاستعداد لأطول وقف إطلاق نار وافقت عليه إسرائيل حتى الآن، وفق رافيد.
ونقل المحلل عن مسؤولين إسرائيليين كبيرين قولهما إن "كابينت الحرب" وافق قبل نحو 10 أيام على "إطار" يتضمن مبادئ ما ترغب وما لا ترغب إسرائيل في تنفيذه في إطار صفقة إطلاق سراح المحتجزين.
ويقول رافيد إن الصفقة تتضمن إطلاق سراح جميع المحتجزين الأحياء وإعادة كافة الجثث التي لدى حماس على مراحل عدة.
وستشمل المرحلة الأولى إطلاق سراح النساء الإسرائيليات اللاتي ما زلن في الأسر والرجال الذين تزيد أعمارهم على 60 عاما والمحتجزين الذين هم في حالة صحية خطيرة.
وفي المراحل التالية إطلاق سراح الرجال الذين تقل أعمارهم عن 60 عاما والمجندات والجنود وأفراد فرق الحراسة، وإعادة الجثث.
ووفق الاقتراح نفسه، ستتفق إسرائيل وحماس مقدما على عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل كل محتجز إسرائيلي في كل فئة من الفئات، وبعد ذلك سيتم التفاوض بشكل منفصل في كل مرحلة على أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم.
تفاؤل حذر
وأوضح رافيد أن الاقتراح الإسرائيلي يتضمن الاستعداد لبدء إعادة انتشار قوات الجيش في قطاع غزة، بحيث تنسحب تدريجيا من المراكز السكانية الكبيرة، فضلا عن السماح بعودة "تدريجية ومنضبطة" للسكان الفلسطينيين إلى مدينة غزة وشمال القطاع أثناء تنفيذ الاتفاق.
وحسب رافيد، يُستدل من إطار الصفقة المحتملة الذي أقره "كابينت الحرب" أن إسرائيل لن توافق على إنهاء الحرب بعد إطلاق سراح المحتجزين والإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين البالغ عددهم 6 آلاف أسير في سجونها.
وأكد أن إسرائيل لا تزال تنتظر رد حماس على الاقتراح، لكن الجانب الإسرائيلي أعرب عن تفاؤل حذر بإمكانية المضي قدما في المفاوضات على أساس هذا الاقتراح، واعترف بأنه في حالة تنفيذ الصفقة فإن نشاط جيش الاحتلال في القطاع بعد شهرين من الهدنة سيكون أقل نطاقا وكثافة بشكل ملحوظ.
وفي قراءة لدلالات صياغة إسرائيل مقترح لصفقة تبادل جديدة وما نُقل عن إبداء حماس نوعا من المرونة في التفاوض على الصفقة، يعتقد عاموس هرئيل المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" أن الفجوة في المواقف لا تزال كبيرة، لكن هناك استعداد لدى الطرفين لمناقشة الخطوط العريضة لهذه الصفقة.
وقدّر هرئيل أن الولايات المتحدة وقطر ومصر تمارس ضغوط على الجانبين للدخول في مسار مفاوضات تفضي إلى إبرام صفقة تبادل على مراحل، سيتم في مرحلتها الأولى إطلاق سراح بعض المحتجزين الإسرائيليين، وسينسحب جيش الاحتلال في مرحلتها النهائية من قطاع غزة، وبذلك سيتم إعلان نهاية الحرب.
تصعيد وإحباطوأضاف هرئيل أنه على ما يبدو لم يتم تحقيق اختراق حتى الآن في المحادثات، ولكن "لأول مرة منذ فترة طويلة هناك استعداد من إسرائيل وحماس لمناقشة -وبجدية- خطوط الصفقة العريضة، ويُتوقع أن تُستأنف إحدى قنوات المحادثات هذا الأسبوع في القاهرة".
وأشار المحلل العسكري إلى أن إسرائيل وفي ظل اتساع دائرة الاحتجاجات المنددة بتعامل الحكومة مع ملف المحتجزين لدى حماس تسعى إلى المضي قدما في مرحلة أخرى لإطلاق سراحهم مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين تحتجزهم في السجون، فيما وافقت على وقف إطلاق النار لمدة أسبوعين.
ولفت إلى أن الوسطاء المصريين يسعون للتوصل إلى وقف إطلاق النار لمدة 90 يوما، وأن يتم في النهاية الانتقال إلى مرحلة أخيرة من الاتفاق بما ينهي الحرب.
وفي هذا السياق، يشير هرئيل إلى تصعيد أهالي المحتجزينن احتجاجاتهم على خلفية الإحباط "مما يبدو أنه تراخي المستوى السياسي بخصوص الصفقة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: لصفقة تبادل إطلاق سراح لدى حماس
إقرأ أيضاً:
عائلات المحتجزين بغزة: إنهاء الحرب ليس إخفاقا والأهم عودة أبنائنا
أكدت عائلات المحتجزين الإسرائيليين بغزة، أن إنهاء الحرب ليس إخفاقا وليس ثمنا والأهم عودة أبنائنا، وفقا لما ذكرته فضائية “القاهرة الإخبارية” في نبأ عاجل.
فصائل فلسطينية: قضينا على 3 جنود إسرائيليين وسط مخيم جباليا شمال غزة طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف مواطنين بمخيم الشاطئ غرب غزة (شاهد)
وقالت العائلات إنه يجب على القيادة التوصل لاتفاق الآن يضمن الإفراج عن جميع المحتجزين.
وأشارت العائلات إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومن معه ضللوا الإسرائيليين من أجل إحباط الصفقة
حماس للسلطة الفلسطينية: سلاح المقاومة موجه للاحتلال أوقفوا التصعيد الأمني في جنين
كما أعلنت حركة حماس، مساء اليوم السبت، عن متابعة القوى الثلاث (حركة حماس، حركة الجهاد، الجبهة الشعبية) بألمٍ كبير وقلقٍ بالغ الأحداث التي تشهدها مدينة جنين ومخيمها عبر تصعيد الحملة الأمنية التي تنفذها أجهزة أمن السلطة الفلسطينية.
ونشرت حماس في بيان صحفي ثلاثي مشترك صادر عن (حركة حماس والجبهة الشعبية والجهاد الإسلامي) مايلي:
نؤكد حرصنا على ضرورة احتواء الأحداث الأخيرة في جنين بما يصون الدم الفلسطيني ويحمي المقاومة.
وإذ تؤكد القوى حرصها الشديد على احتواء هذه التطورات ومنع توسعها، فإنها تشدد على ما يلي:
1. صون الدم الفلسطيني أولوية قصوى وخط أحمر، وإن الحفاظ على وحدة الصف الفلسطيني وضمان عدم الانجرار نحو الفتنة الداخلية يُمثّل واجباً وطنياً ومسؤولية كبرى تقع على عاتق الجميع.
2. تؤكد القوى الثلاث أن سلاح المقاومة لجميع القوى هو لمواجهة حرب الإبادة في قطاع غزة وللتصدي للاقتحامات والاعتداءات الصهيونية المتكررة والمتصاعدة من جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين في الضفة المحتلة، وهو سلاح شرعي وطاهر، ولا يجوز المساس به أو استهداف حامليه من الأبطال والمقاومين، وعلى الأجهزة الأمنية الفلسطينية وقيادة السلطة الفلسطينية أن تنأى بنفسها عن أي إجراءات قد تهدد وحدة الموقف الفلسطيني أو تمس السلم الأهلي.
3- تطالب القوى الثلاث قيادة السلطة الفلسطينية بالتراجع الفوري عن هذه الحملة الأمنية في جنين والتي لا تخدم إلا العدو الصهيوني، والعمل فورا على سحب قوات وعناصر الأجهزة الأمنية من المدينة والمخيم، ورفع الحصار المفروض عليهما.
4. تدعو القوى إلى تشكيل لجنة وطنية عليا تضم كافة مكونات المجتمع الفلسطيني لوضع حد لهذا الاعتداء الحالي في جنين ومخيمها، ومنع انتقال هذه الأحداث إلى مناطق أخرى، وحماية السلم الأهلي والمجتمعي، وتبدي القوى استعدادها لإنجاح عمل هذه اللجنة، وانفتاحها على أي خطوات تطوق الأزمة وتجنب الفتنة وتصون الدم الفلسطيني وتحمي المقاومة وسلاحها.
5. في ظل حرب الإبادة والمخططات الصهيونية المدعومة أمريكياً خاصة في الضفة المحتلة، يحتاج شعبنا الفلسطيني إلى موقف موحّد يعزز صموده ويفشل خطط الاحتلال، وهذا بحاجة لوقف التنسيق الأمني، ورفض المخططات الأمريكية، وتغليب لغة الحوار الوطني والالتزام بتنفيذ التوافقات الوطنية وربطها ببرنامج مقاومة شامل يحمي المشروع الوطني ويواجه تهديدات الاحتلال للأرض والوجود الفلسطيني.