موقع النيلين:
2024-12-29@05:54:57 GMT

ابعثلي واتس أب وطمنّي

تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT


تذكرتُ وأنا أحضر تتويج الروائي الجزائري واسيني الأعرج بجائزة «نوابغ العرب» قبل أيام في متحف المستقبل، أنّه كان مسافراً فجراً بعد أول لقاء تلفزيوني لي معه، وترك لي في مكتب الاستقبال بالفندق مجموعة من كتبه، وكانت مفاجأتي السعيدة حين وجدت طيّها رسالة رقيقة بخط جميل وأسلوب أجمل، ورددت عليه يومها طامحة أن أحيي أدب الرسائل غير أن التكنولوجيا الحديثة – سامحها الله – وأدت المشروع في مهده.

وأحمد الله أن «الواتس أب» لم يظهر في زمن كافكا، وإلا لم تشعل قلوبنا جملة مثل: «وأنتِ يا ميلينا لو أحبَّكِ مليون فأنا منهُم، وإذا أحبَّكِ واحدٌ فهذا أنا، وإذا لم يُحبَّكِ أحدٌ فاعلمي حينها أنِّي مُتّ». ولا تَرَجّى جبران مي زيادة قائلاً: «أستعطفك أن تكتبي إليَّ بالروح المطلقة المجردة المجنّحة التي تعلو فوق سبل البشر»، واكتفى برسالة عبر «المسنجر» من ثلاث كلمات: «مرحباً.. ما أخبارك؟».

فقد الثالوث المحبب إلى نفوس القراء: السيرة الذاتية والمذكرات وأدب الرسائل أحد أضلاع مثلّثه حين انتفى البعد وأصبح استحضار أي شخص بصوته وصورته أشبه بما قاله ذلك الرجل للنبي سليمان عن عرش بلقيس «أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ»، فالبوح ابن الشوق ووسائل التواصل ذبحت الشوق بدم بارد. كم فقد الأدب العربي من نصوص ثرية مدهشة حين أغلق هذا الباب أو يكاد، فقد كانت تنتج هذه المراسلات كتباً لها قراؤها المعجبون، فأنصار الرافعي لايزالون يستمتعون بقراءة «أوراق الورد» و«رسائل الأحزان»، ومحبّو درويش يضمون إلى دواوينه رسائله مع سميح القاسم، أما غادة السمان فحركت ركود الساحة الأدبية برسائل غسان كنفاني وأنسي الحاج إليها. ولو جمعنا فقط مراسلات مي زيادة مع أعلام عصرها مثل مراسلاتها مع جبران في كتاب «الشعلة الزرقاء» لحصلنا على مادة ثقافية ثرية شعراً ونثراً، ترسم لنا لوحة للثقافة في نصف القرن العشرين الأول. حتى الرسائل العادية والعائلية حين تصدر عن كاتب تكتسب قيمة أدبية، فهو لا شعورياً أو حتى شعورياً يضمِّنها أفكاره ومشاريعه وأسلوبه، لذلك مثلاً نرى الحرص على نشر 7000 رسالة كتبها أرنست همنغواي في حياته، يقدّر أن تصدر في 17 مجلداً. وأليس مثيراً للدهشة أن الباحث فيليب كولب صرف من عمره 60 سنة ليجمع 21 مجلداً من رسائل بروست، لو كانت في زماننا لاختفت بالغلط حين نكبس على زر «حذف الرسائل»! وكم يتملكني الفضول عن مصير الرسائل الأدبية التي تبادلها كتابنا الكبار الأحياء، فهل يملكون جرأة غادة السمان وينشرونها؟ أم سيكتفون في رسائلهم بجملة «ابعثلي (واتس أب) وطمنّي»؟!

دز بروين حبيب – الإمارات اليوم

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

«اقتصادية القناة» تمنح «السويس للصلب» منطقة التزام جديدة بميناء الأدبية

وقع وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، عقدًا مع رفيق بولس ضو، نائب الرئيس والعضو المنتدب لشركة السويس للصلب ش.م.م، بمنح اقتصادية قناة السويس، لشركة السويس للصلب منطقة التزام داخل ميناء الأدبية بمساحة إجمالية 30 ألف متر مربع، وبتكلفة استثمارية 120 مليون دولار، لغرض تشغيل وصيانة رصيف بحري «4 و5» من أرصفة الميناء بطول يبلغ 650 مترا وعمق 17 مترًا، واستغلال ساحة تخزين وتداول للصب الجاف ومدخلات ومنتجات صناعات الحديد والصلب وإعادة تسليم منطقة الالتزام بميناء الأدبية، هذا وقد حضر مراسم التوقيع عددا من قيادات المنطقة الاقتصادية، وشركة السويس للصلب.

تبادل الخبرات وتحقيق القيمة المضافة لأصول الهيئة

وعلى هامش مراسم التوقيع صرح وليد جمال الدين، أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تحرص دائمًا على تعظيم الاستفادة بما تملكه من مواني ومناطق صناعية، استغلالًا للموقع الاستراتيجي الفريد لمواني الهيئة على البحرين الأحمر والمتوسط، مؤكدًا أن تعاون الهيئة مع شركاء النجاح من الكيانات الاقتصادية الكبرى محليًا وعالميًا ممثلًّا في وجود 15 مطورًا صناعيًّا، و5 مشغلين عالميين للمواني مما يعزز من تبادل الخبرات، مشيرا إلى أن ميناء الأدبية يمثل إحدى البوابات الرئيسية للمدخل الجنوبي لقناة السويس التي تحقق الاتصال بين آسيا وإفريقيا، ويعد من المواني المصرية الرائدة في تداول بضائع الصب الجاف والسائل.

من جانبه، أوضح العضو المنتدب لشركة السويس للصلب، أن حجم التداول المرتقب بعد هذا الاتفاق يصل إلى 5 ملايين طن سنويًّا من بضائع الصب الجاف في المرحلة الأولى، مضيفًا أنه من المخطط تحقيق النمو التدريجي في أحجام التداول لتصل إلى 10 ملايين طن سنويًّا خلال 5 أعوام، ما يمثل دعمًا لمختلف القطاعات الصناعية الأخرى.

الجدير بالذكر أن ميناء الأدبية يعتبر من أهم المواني في منطقة البحر الأحمر لتداول بضائع الصب الجاف والصب السائل بمتوسط سنوي عام 7 ملايين طن في السنة، ويشهد الميناء أعمال رفع كفاءة وتطوير الأرصفة البحرية بأطوال أرصفة 1200 متر للمرحلة الأولي؛ وذلك لتجهيزها لاستقبال السفن ذات الحمولات 150 ألف طن، وأطوال 300 متر طولي، وغاطس 17 مترًا.

مقالات مشابهة

  • عبارات تهنئة بمناسبة العام الجديد 2025: رسائل واتس آب وسناب شات للأصدقاء والأحبة
  • واتساب يطرح خاصية جديدة باللغة العبرية.. تفاصيل
  • من نازلى إلى مى وأجيال الشباب.. 150 عامًا من الصالونات الأدبية فى مصر
  • حيلة بسيطة تمنحك 15 غيغا إضافية في مساحة تخزين Gmail
  • توقيع عقد تشغيل رصيف وساحة لتداول الصب الجاف بميناء الأدبية
  • اقتصادية قناة السويس والسويس للصلب توقعان عقدًا لتنمية ميناء الأدبية
  • «اقتصادية القناة» تمنح «السويس للصلب» منطقة التزام جديدة بميناء الأدبية
  • رصدها الأمن السيبراني.. «البريد» يحذر عملائه من رسائل ومكالمات احتيالية
  • السجن 6 سنوات للمتهم بتهديد طفلة بالشرقية عبر واتس آب
  • مباشرة أو عبر الرسائل والمكالمات.. هذه عقوبة التهديد في الإمارات