تذكرتُ وأنا أحضر تتويج الروائي الجزائري واسيني الأعرج بجائزة «نوابغ العرب» قبل أيام في متحف المستقبل، أنّه كان مسافراً فجراً بعد أول لقاء تلفزيوني لي معه، وترك لي في مكتب الاستقبال بالفندق مجموعة من كتبه، وكانت مفاجأتي السعيدة حين وجدت طيّها رسالة رقيقة بخط جميل وأسلوب أجمل، ورددت عليه يومها طامحة أن أحيي أدب الرسائل غير أن التكنولوجيا الحديثة – سامحها الله – وأدت المشروع في مهده.
فقد الثالوث المحبب إلى نفوس القراء: السيرة الذاتية والمذكرات وأدب الرسائل أحد أضلاع مثلّثه حين انتفى البعد وأصبح استحضار أي شخص بصوته وصورته أشبه بما قاله ذلك الرجل للنبي سليمان عن عرش بلقيس «أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ»، فالبوح ابن الشوق ووسائل التواصل ذبحت الشوق بدم بارد. كم فقد الأدب العربي من نصوص ثرية مدهشة حين أغلق هذا الباب أو يكاد، فقد كانت تنتج هذه المراسلات كتباً لها قراؤها المعجبون، فأنصار الرافعي لايزالون يستمتعون بقراءة «أوراق الورد» و«رسائل الأحزان»، ومحبّو درويش يضمون إلى دواوينه رسائله مع سميح القاسم، أما غادة السمان فحركت ركود الساحة الأدبية برسائل غسان كنفاني وأنسي الحاج إليها. ولو جمعنا فقط مراسلات مي زيادة مع أعلام عصرها مثل مراسلاتها مع جبران في كتاب «الشعلة الزرقاء» لحصلنا على مادة ثقافية ثرية شعراً ونثراً، ترسم لنا لوحة للثقافة في نصف القرن العشرين الأول. حتى الرسائل العادية والعائلية حين تصدر عن كاتب تكتسب قيمة أدبية، فهو لا شعورياً أو حتى شعورياً يضمِّنها أفكاره ومشاريعه وأسلوبه، لذلك مثلاً نرى الحرص على نشر 7000 رسالة كتبها أرنست همنغواي في حياته، يقدّر أن تصدر في 17 مجلداً. وأليس مثيراً للدهشة أن الباحث فيليب كولب صرف من عمره 60 سنة ليجمع 21 مجلداً من رسائل بروست، لو كانت في زماننا لاختفت بالغلط حين نكبس على زر «حذف الرسائل»! وكم يتملكني الفضول عن مصير الرسائل الأدبية التي تبادلها كتابنا الكبار الأحياء، فهل يملكون جرأة غادة السمان وينشرونها؟ أم سيكتفون في رسائلهم بجملة «ابعثلي (واتس أب) وطمنّي»؟!
دز بروين حبيب – الإمارات اليوم
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
واتساب تطلق ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص دون الحاجة لسماعها
أعلنت منصة واتساب عن إطلاق ميزة جديدة تتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص مكتوبة، بهدف تسهيل متابعة المحادثات في أثناء التنقل أو في البيئات الصاخبة التي يصعب فيها الاستماع إلى الرسائل الصوتية.
أقرأ أيضاً.. "واتساب" يُسهل إدارة جهات الاتصال مع ميزات أمان جديدة
فوائد الميزة الجديدة
توفير الوقت: تسهّل الميزة قراءة الرسائل الصوتية الطويلة بدلاً من الاستماع إليها.
دعم ذوي الإعاقة السمعية: تُعد أداة فعالة لتمكين هذه الفئة من فهم محتوى الرسائل بسهولة والرد عليها.
كيفية تفعيل الميزة
ويمكن تفعيل الميزة من خلال الذهاب إلى الإعدادات واختيار قسم الدردشات وتفعيل خيار "نصوص الرسائل الصوتية"، وبعد تفعيل الميزة، يمكن للمستخدمين الحصول على نص الرسالة الصوتية بالضغط المطول على الرسالة الصوتية واختيار "كتابة النص".
أقرأ أيضاً.. "واتساب" تطلق ميزة حظر الرسائل من الحسابات المجهولة
تفاصيل الإطلاق والتوافر
وهذه الميزة لا تعمل تلقائيًا، بل يتم تفعيلها حسب الطلب، وسيتم طرحها تدريجيًا على مستوى العالم خلال الأسابيع المقبلة وستدعم لغات متعددة منها اللغة العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية والإيطالية والروسية والتركية والصينية وغيرها في هواتف آيفون.
وفيما يتعلق بهواتف أندرويد، يمكن للمستخدمين تجربة هذه الميزة باللغة الإنجليزية والبرتغالية والإسبانية والروسية على أن تُضاف باقي اللغات في وقتٍ لاحق.
الحماية والخصوصية
وأكدت واتساب أن عملية إنشاء التفريغات تتم محليًا على الجهاز، مما يضمن حماية الرسائل الصوتية الشخصية بآلية التشفير التام من طرف إلى طرف. وبذلك، لا يمكن لأي جهة خارجية، بما في ذلك واتساب نفسها، الاستماع إلى الرسائل الصوتية أو الوصول إلى النصوص المفرغة، ما يعزز من خصوصية وأمان المستخدمين.
تأتي هذه الخطوة لتعزيز تجربة المستخدمين وجعل التواصل عبر واتساب أكثر سهولة ومرونة، مع احترام الخصوصية والأمان.
المصدر: وكالات