قرروا أن تكون ساعة الصفر الساعة الواحدة ليلة الأربعاء 23 يوليو 1952، كلمة السر «نصر». أسرار وكواليس تأجيل الثورة لمدة 24 ساعة، وتكليفهم بمهام سرية وأدوار خطيرة في ليلة 23 يوليو لإنجاح الحركة وإتمام النصر.

أخبار متعلقة

رسميًا.. موعد إجازة رأس السنة الهجرية وثورة يوليو 2023 وفقا لأجندة الوزراء (عدد الأيام)

أميرة سليم تعيد إحياء «أنا المصري» و«قوم يا مصري» لسيد درويش في ذكرى ثورة 23 يوليو

الرقابة المالية: الخميس والأحد المقبلان إجازة رأس السنة الهجرية وذكرى ثورة يوليو

ونرصد هنا شهادات لمجموعة من «الضباط الأحرار» عن أدوارهم في ليلة ثورة 23 يوليو 1952، ولعل من أبرزها مهمة يوسف صديق، فقد تعرض عدد كبير من الكتاب والمؤرخين على اختلاف اتجاهاتهم الفكرية والسياسية منذ فترة طويلة للدورر التاريخى الذي قام به يوسف صديق ليلة 23 يوليو 1952، وأنه تحرك بقواته قبل موعد ساعة الصفر، مما أدى لإنقاذ الثورة من الفشل، وهنا نطلع على رسالة من ابنة العقيد حسين يوسف صديق ردًا على مقال للأستاذ حمدى لطفى نُشر في جريدة «الوفد» بعدديها الصادرين يومى 5 و6 يونيو سنة 1987، نُشر نص الرسالة في كتاب نُشر في سلسلة تاريخ المصريين الصادرة عن الهيئة العامة للكتاب بعنوان «أوراق يوسف صديق»، تقديم د.

عبدالعظيم رمضان، وجاء في نص الرسالة: «خروج يوسف صديق بقواته قبل ساعة الصفر بساعتين ليلة ثورة 23 يوليو لا أساس له من الصحة، فقد ثبت من الدراسات التي اهتمت بأحداث تلك الليلة، وآخرها الدراسة الجادة التي قام بها الضابط الحر جمال حماد بعنوان (22 يوليو أطول يوم في تاريخ مصر)، أن المرحوم يوسف صديق تحرك بقواته في موعد ساعة الصفر المبلغة له بالضبط بمعرفة ضابط اتصال قيادة تنظيم الضباط الأحرار النقيب زغلول عبدالرحمن، والضابط الحر عبدالمجيد شديد مساعد أركان حرب الكتيبة الأولى مدافع ميكنة مشاة، وتحركت قوات الكتيبة بضباطها ومعها كل من النقيب زغلول عبدالرحمن والنقيب عبدالمجيد شديد في الساعة 12 منتصف الليل.

غلاف الكتاب

كما أكد عبدالمجيد شديد بصفته واحدًا ممن اشتركوا في أحداث هذه الليلة مع يوسف صديق تم التحرك بالموعد ومعنا زغلول عبدالرحمن، وعندما التقينا بجمال عبدالناصر وعبدالحكيم عامر عند الكوربة في مصر الجديدة علمنا أن ساعة الصفر هي الواحدة صباحًا، أي بعد ساعة من تحركنا، وتبين للجميع أن هذا الخطأ في التوقيت قد أنقذ الثورة إذ إن الأمر قد انكشف للسرايا وأن اللواء حسن فريد رئيس هيئة أركان حرب الجيش يعقد اجتماعا لقادة الجيش في مكتبه بكوبرى القبة، وتم الاتفاق على أن تقوم قواتنا برئاسة يوسف صديق بالهجوم على رئاسة الجيش والاستيلاء عليها واعتقال القيادات التي تحضر الاجتماع».

وفى كتاب «قصة ثورة 23 يوليو- الجزء الرابع- شهود ثورة يوليو»، حاور أحمد حمروش، أحد الضباط الأحرار، ورئيس اللجنة المصرية للتضامن، وأحد أبرز مؤرخى ثورة 23 يوليو، والذى كان ينتمى إلى اليسار المصرى، أكثر من 60 شخصية، أغلبهم ممن شاركوا قى أحداث الثورة أو كانوا معاصرين لها. وبعضهم كان ضدها. يحرص أحمد حمروش الذي أدار الحوار مع كلٍّ منهم على إيراد بعض البيانات الشخصية لكل شخص (تاريخ الميلاد، مهنة الوالد، الأملاك، متخرج من، الرتبة وقت قيام الثورة، آخر منصب رسمى شغله، العمل الآن)، أغلب الحوارات تُركز على أدوارهم في ليلة 23 يوليو، وعلى أحداث الثورة يوم 23 يوليو. أهم الشهادات التي وردت في الكتاب في رأيى كانت للأسماء التالية: حسن إبراهيم- ثروت عكاشة- خالد محيى الدين- عبداللطيف البغدادى- كمال الدين حسين- عبدالمنعم أمين- فؤاد سراج الدين- كمال رفعت- يوسف منصور صديق- وأحمد حمروش نفسه.

غلاف الكتاب

وقال إبراهيم البغدادى عن دوره ليلة الثورة وبعدها: «لم اكن أعرف بقيام الثورة قبل موعدها، لأن جمال عبدالناصر اختار أحمد حمروش من قوات الإسكندرية لتبليغه بالحركة، وقد تم ذلك يوم 22 يوليو، ولم يتصل بى حمروش لأنه لم تكن تربطنى به صلة تنظيمية، ولكن مع إذاعة البيان الأول للثورة اجتمع ضباط الإسكندرية في الآلاى الثانى أنوار كاشفة، واختاروا عاطف نصار مسؤولًا عن المنطقة، وعبدالحليم الأعسر أركان حرب له».

وجاءت كلمة اليوزباشى أحمد حمروش (رئيس تحرير روزاليوسف) بقوله: كلفنى جمال بالاتصال بالضباط الأحرار في الإسكندرية وكان قد سبق له أن اجتمع في منزلى مع الشهيد صلاح مصطفى الملحق العسكرى الذي انفجرت فيه قنبلة إسرائيلية بعد ذلك في عمان، والصاغ عبدالحليم الأعسر، وكنت قد جندتهما للضباط الأحرار. وطلب منى أن نحافظ على منطقة الإسكندرية دون تحريك أي قوات.

أما اليوزباشى أحمد كامل (رئيس المخابرات العامة) فأكد: قبل الحركة بثلاثة أيام حدث اجتماعان، أحدهما في منزل اليوزباشى محمد أبوالفضل الجيزاوى، ولم تكن هناك أي إجراءات أمن، حيث وقف عدد كبير من عربات الجيش أمام منزله في منشية البكرى، وكنا حوالى 30 ضابطًا من ضباط المدفعية. والاجتماع الثانى في منزل محسن عبدالخالق بنفس النقص في الأمان. وأبلغنا بأن هناك حركة وعلينا البقاء لأى استدعاء تليفونى، وفعلًا استدعينا يوم 22 يوليو الساعة 9 مساء لمنزل محسن عبدالخالق، حيث أخذت التلقين النهائى وطُلب منى الذهاب لكمال الدين حسين في منزله المواجه لكلية أركان الحرب، وكانت الساعة قد بلغت الحادية عشرة ليلًا، وحضر جمال عبدالناصر، وكان مرتديًا ملابسه العسكرية.

وفى هذا الاجتماع طلب منى جمال اعتقال مدير المدفعية الأميرالاى حافظ بكرى في منزله فرفضت لأنى لا أوافق على اعتقال إنسان وسط أسرته كموقف إنسانى، وقبل عبدالناصر وجهة نظرى. وهنا طلب منى إنزال (مجموعة ألماظة) لتغلق طريق مصر- السويس. ونزلت مع كمال حسين فمررنا على مصطفى فهمى عبدالمحسن ومحمد أبوالفضل الجيزاوى وخالد فوزى وجمال الليثى وفؤاد حسن صالح ومصطفى كامل مراد، واحتشدنا في عربة بك آب فيات. وقطعنا أسلاك التليفون واحتللنا نقطة البوليس الحربى أول طريق ألماظة. ووصلت المدفعية، حيث احتللنا منطقة ألماظة وشارع السويس. وأوقفنا العربات التي كانت قد استدعيت لإحضار كبار الضباط، وسددنا الطريق بالعرض، ووصل الأميرالاى حافظ بكرى، مدير المدفعية، وتم اعتقاله فور وصوله. وحوالى الساعة 2 بعد منتصف الليلل ذهب كمال حسين مع كبار الضباط المعتقلين إلى معتقل الكلية الحربية.. وحوالى الساعة الثالثة بعد منتصف الليل وصل البكباشى عبدالمنعم أمين في عربة بويك مرتديًا الملابس العسكرية، وقال لنا: (مبروك.. الحركة نجحت).

وقال الدكتور ثروت عكاشة: في يوم 21 يوليو اجتمعنا، حسين الشافعى وخالد محيى الدين وأنا، في منزل حسين نحرر كشوفًا بأسماء سلاح الفرسان الذين سيشتركون في العملية ووحداتهم ونستبعد المشكوك في أمرهم، وكونا قيادة ثلاثية تميزت بروح الفريق المتناسق المتحاب انعقدت رئاستها لأقدمنا رتبة وهو حسين الشافعى، وقمت أنا فيها بدور أركان حرب العمليات على حين قاد خالد محيى الدين إحدى الوحدات المشتركة، فضلًا عن دوره القيادى الذي يتمثل في عضويته بالهيئة التأسيسية للتنظيم. وفى الخامسة مساء يوم 22 يوليو اجتمعت قيادة الفرسان بمنزلى وعكفنا على دراسة الخطة العامة التي حررها عبدالحكيم عامر بخط يده مع إضافات لزكريا محيى الدين والتعليقات النهائية لجمال عبدالناصر. واستخلصنا منها الواجبات المنوطة بسلاح الفرسان، وكانت جسيمة وخطرة. ولما كان ميعاد بدء العملية قد تحدد في الساعة الثانية عشرة مساء فقد وجدنا أن من الفطنة أن نبكر بالذهاب إلى السلاح، وحالما وصلنا انطفأت الأنوار فجأة، وفى ضوء الشموع ومصابيح اليد بدأتُ أصدر الأوامر التنفيذية إلى كافة الضباط المشتركين من وحدات الدبابات والسيارات المدرعة، بينما حسين الشافعى يُشرف على سلامة التنفيذ وسرعته. ودون الدخول في تفاصيل العقبات التي اعترضتنا، ففى الساعة الرابعة صباحًا كانت كل الواجبات المنوطة بنا طبقًا للخطة قد تم تنفيذها بنجاح كامل، وصلينا الفجر في العراء شكرًا لله، يؤمنا حسين الشافعى.

قال الصاغ خالد محيى الدين (رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم): استقر الرأى على تنفيذ الخطة ليلة 22/23 يوليو في اجتماع عُقد بمنزلى ظهر يوم 22 يوليو، وحضره أعضاء مجلس القيادة الموجودون بمصر وزاد عليهم إبراهيم الطحاوى وعبدالمنعم أمين وزكريا محيى الدين وحسين الشافعى. وفى مساء اليوم التقيت بأحمد فؤاد وأحمد حمروش الذي كان جمال عبدالناصر قد استدعاه من الإسكندرية لإبلاغه بالخطة، وقد اتفقنا ليلتها على أنه في حالة حدوث أي فشل للخطة فإننا يمكن أن نلجأ إلى أحمد فؤاد الذي كان يعمل قاضيًا في طنطا. وكان دورى في الخطة هو قيادة الكتيبة الميكانيكية مع وجيه رشدى للسيطرة على كوبرى القبة عند المستشفى العسكرى، ومدخل مصر الجديدة عند روكسى.. وقد نفذت الخطة تمامًا وكانت كتيبة مدافع الماكينة بقيادة يوسف صديق قد خرجت قبل الموعد المحدد بساعة واستولت على مركز رئاسة الجيش بكوبرى القبة.

وقال الصاغ صلاح نصر: توليت قيادة الكتيبة 13 مشاة لتنفيذ المهام التي أوكلت اليها، وتتلخص في وضع سرية ومعها دبابات تحت قيادة الصاغ صلاح سعدة لاحتلال مبنى الحدود منعًا لتصديه للحركة، حيث كانت تحت قيادة حسين سرى عامر، وسرية ثانية تحت قيادة اليوزباشى عمر محمود على ومعه الملازمان فؤاد عبدالحى ومصطفى أبوالقاسم لاحتلال مبنى رئاسة أركان الحرب في كوبرى القبة (مبنى القيادة العامة بعد ذلك)، وفصيلة مشاة تحت قيادة اليوزباشى جمال القاضى لاحتلال مبنى الإذاعة في شارع الشريفين. وفصيلتان لتأمين بعض بوابات ثكنات العباسية.. وفى صباح 23 يوليو أرسلت فصيلة لتأمين محطة لاسلكى أبوزعبل.

البكباشى عبدالمنعم أمين قال: أرسلت إشارة إلى ضباط المدفعية بالتواجد باعتبارى ضابط عظيم السلاح في هذه الليلة، وقد وصلت الساعة 12 في عربة ملاكى وبدأنا في تنفيذ الخطة باحتلال مدخل طريق السويس وعمل موقع دفاعى عند الكيلو 4.5 مقاومة أي تحرك بريطانى محتل، وقد شارك معنا في هذه التحركات كمال الدين حسين وكان وقتها يعمل مدرسًا في كلية أركان الحرب. ونجحت الحركة في هذه الليلة الخالدة بعد اعتقال كبار الضباط من رتبة الأميرالاى واللواء.

الصاغ أركان حرب كمال الدين حسين (نائب رئيس الجمهورية) قال عن الظروف التي دفعت لتحديد 23 يوليو موعدًا للحركة، حددنا ليلة 21- 22 يوليو لتكون موعدًا لحركة الجيش بعد أن علمنا بأن أجهزة الأمن الملكية قد عرفت أسماء بعض الضباط الأحرار وقررت اعتقالهم، وكذلك احتمال تعيين حسين سرى وزيرًا للحربية، ولكننا اضطررنا للتأجيل ليلة واحدة لأمور إدارية تتعلق بإبلاغ جميع الضباط وسلامة إعداد وتنفيذ الخطة. وكنت مسؤولًا عن ضباط المدفعية في منطقة ألماظة، وقد وزعنا القوات بحيث سيطرنا على مدخل ألماظة، ووضعنا قوات بعد الكليو أربعة ونصف لمواجهة احتمال تدخل القوات البريطانية.

ثقافة ثورة يوليو الضباط الأحرار الهيئة العامة للكتاب كتاب أوراق يوسف صديق كتاب شهود ثورة يوليو

المصدر: المصري اليوم

كلمات دلالية: شكاوى المواطنين ثقافة ثورة يوليو ثورة 23 یولیو ثورة یولیو تحت قیادة

إقرأ أيضاً:

مؤتمر دولي للمجلس العالمي للتسامح في يوليو

يعقد المجلس العالمي للتسامح والسلام (GCTP)، المؤتمر الدولي حول دور رجال الدين في نشر التسامح والسلام، وذلك يوم 2 يوليو المقبل بالقصر الملكي في أشبيلية، بالتعاون مع مؤسسة الثقافة الإسلامية والتسامح الديني بإسبانيا.

وقال أحمد بن محمد الجروان، رئيس المجلس، إن المؤتمر سيشهد حضور شخصيات دينية وأكاديمية وصانعي سياسات ومدافعين عن السلام من مختلف دول العالم، لمناقشة وبحث سبل تعزيز الدور المحوري والجوهري الذي يلعبه رجال الدين في دعم التسامح والسلام بين المجتمعات التعددية.

وأوضح أن أهداف المؤتمر تتركز في المقام الأول على دعم وتعزيز الحوار بين الأديان، ودعم التفاهم والاحترام المتبادل بين مختلف المجتمعات الدينية، وإبراز الأدوار الإيجابية لرجال الدين من أجل إقرار السلام والتسامح، كما يهدف المؤتمر إلى تدشين خطط عمل يمكن أن تقوم بتطبيقها القيادات الدينية في مجتمعاتها من أجل مكافحة التعصب وتعزيز التسامح، وبناء وتعزيز الشبكات الدولية للقيادات الدينية المعنية بتعزيز هذه القيم.

ويشارك في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر ميرسيديس مورييا مدير عام حرية الأديان بوزارة شؤون رئاسة الحكومة الإسبانية، وأنطونيو سانث مستشار شؤون رئاسة حكومة الأندلس، وإنريكي مييو الأمين العام للعمل الخارجي بحكومة الأندلس، وخوسيه لويس سانث عمدة مدينة إشبيلية، وخوسيه أنخيل رئيس الأسقفية العامة في إشبيلية، كما ستشهد جلسات المؤتمر مداخلات لعدد من المسؤولين، والسفراء، ورجال الدين.

كما يشارك لويس أرغويو رئيس المؤتمر الإسباني للأساقفة، ورافائيل باثكيث مدير اللجنة الأسقفية للجامعات والثقافة، وغابرييل سانشيث مفوض الأسقفية العامة في إشبيلية للحوار مع الأديان، ولورينا غارثيا دي إيثاررا مديرة مؤسسة الثقافات الثلاثة لمنطقة المتوسط بإشبيلية، وسيف الإسلام عبد النور رئيس المنتدى الإبراهيمي للحوار بين الأديان والثقافات، وإبراهيم هيرنانديث رئيس مؤسسة مسجد إشبيلية، وأنخيل غارثيا رئيس مؤسسة رسل السلام في إسبانيا. (وام)

مقالات مشابهة

  • ديربي القناة .. فخر الدين بن يوسف يقود هجوم المصري أمام الإسماعيلي
  • هآرتس: نتنياهو في مواجهة الجيش
  • فيلم ولاد رزق 3 يجني 4 ملايين في آخر ليلة عرض
  • وفيات الخميس .. 27 / 6 / 2024
  • مؤتمر دولي للمجلس العالمي للتسامح في يوليو
  • وفد من مجلس الشورى يزور ضريح الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي
  • انقطاع الكهرباء فى مصر.. متى يتوقف تخفيف الأحمال؟
  • متى سيتم إيقاف قطع الكهرباء في مصر؟
  • موعد فتح كوبري طه حسين بعد غلقه للصيانة.. يربط هضبة المقطم بالأوتوسترا
  • رئيس الوزراء المصري: سنستمر في تخفيف أحمال الكهرباء لمدة 3 ساعات حتى أول يوليو