المهام السرية لقادة «ثورة يوليو» قبل ساعات من انطلاقها
تاريخ النشر: 18th, July 2023 GMT
قرروا أن تكون ساعة الصفر الساعة الواحدة ليلة الأربعاء 23 يوليو 1952، كلمة السر «نصر». أسرار وكواليس تأجيل الثورة لمدة 24 ساعة، وتكليفهم بمهام سرية وأدوار خطيرة في ليلة 23 يوليو لإنجاح الحركة وإتمام النصر.
أخبار متعلقة
رسميًا.. موعد إجازة رأس السنة الهجرية وثورة يوليو 2023 وفقا لأجندة الوزراء (عدد الأيام)
أميرة سليم تعيد إحياء «أنا المصري» و«قوم يا مصري» لسيد درويش في ذكرى ثورة 23 يوليو
الرقابة المالية: الخميس والأحد المقبلان إجازة رأس السنة الهجرية وذكرى ثورة يوليو
ونرصد هنا شهادات لمجموعة من «الضباط الأحرار» عن أدوارهم في ليلة ثورة 23 يوليو 1952، ولعل من أبرزها مهمة يوسف صديق، فقد تعرض عدد كبير من الكتاب والمؤرخين على اختلاف اتجاهاتهم الفكرية والسياسية منذ فترة طويلة للدورر التاريخى الذي قام به يوسف صديق ليلة 23 يوليو 1952، وأنه تحرك بقواته قبل موعد ساعة الصفر، مما أدى لإنقاذ الثورة من الفشل، وهنا نطلع على رسالة من ابنة العقيد حسين يوسف صديق ردًا على مقال للأستاذ حمدى لطفى نُشر في جريدة «الوفد» بعدديها الصادرين يومى 5 و6 يونيو سنة 1987، نُشر نص الرسالة في كتاب نُشر في سلسلة تاريخ المصريين الصادرة عن الهيئة العامة للكتاب بعنوان «أوراق يوسف صديق»، تقديم د.
غلاف الكتاب
كما أكد عبدالمجيد شديد بصفته واحدًا ممن اشتركوا في أحداث هذه الليلة مع يوسف صديق تم التحرك بالموعد ومعنا زغلول عبدالرحمن، وعندما التقينا بجمال عبدالناصر وعبدالحكيم عامر عند الكوربة في مصر الجديدة علمنا أن ساعة الصفر هي الواحدة صباحًا، أي بعد ساعة من تحركنا، وتبين للجميع أن هذا الخطأ في التوقيت قد أنقذ الثورة إذ إن الأمر قد انكشف للسرايا وأن اللواء حسن فريد رئيس هيئة أركان حرب الجيش يعقد اجتماعا لقادة الجيش في مكتبه بكوبرى القبة، وتم الاتفاق على أن تقوم قواتنا برئاسة يوسف صديق بالهجوم على رئاسة الجيش والاستيلاء عليها واعتقال القيادات التي تحضر الاجتماع».
وفى كتاب «قصة ثورة 23 يوليو- الجزء الرابع- شهود ثورة يوليو»، حاور أحمد حمروش، أحد الضباط الأحرار، ورئيس اللجنة المصرية للتضامن، وأحد أبرز مؤرخى ثورة 23 يوليو، والذى كان ينتمى إلى اليسار المصرى، أكثر من 60 شخصية، أغلبهم ممن شاركوا قى أحداث الثورة أو كانوا معاصرين لها. وبعضهم كان ضدها. يحرص أحمد حمروش الذي أدار الحوار مع كلٍّ منهم على إيراد بعض البيانات الشخصية لكل شخص (تاريخ الميلاد، مهنة الوالد، الأملاك، متخرج من، الرتبة وقت قيام الثورة، آخر منصب رسمى شغله، العمل الآن)، أغلب الحوارات تُركز على أدوارهم في ليلة 23 يوليو، وعلى أحداث الثورة يوم 23 يوليو. أهم الشهادات التي وردت في الكتاب في رأيى كانت للأسماء التالية: حسن إبراهيم- ثروت عكاشة- خالد محيى الدين- عبداللطيف البغدادى- كمال الدين حسين- عبدالمنعم أمين- فؤاد سراج الدين- كمال رفعت- يوسف منصور صديق- وأحمد حمروش نفسه.
غلاف الكتاب
وقال إبراهيم البغدادى عن دوره ليلة الثورة وبعدها: «لم اكن أعرف بقيام الثورة قبل موعدها، لأن جمال عبدالناصر اختار أحمد حمروش من قوات الإسكندرية لتبليغه بالحركة، وقد تم ذلك يوم 22 يوليو، ولم يتصل بى حمروش لأنه لم تكن تربطنى به صلة تنظيمية، ولكن مع إذاعة البيان الأول للثورة اجتمع ضباط الإسكندرية في الآلاى الثانى أنوار كاشفة، واختاروا عاطف نصار مسؤولًا عن المنطقة، وعبدالحليم الأعسر أركان حرب له».
وجاءت كلمة اليوزباشى أحمد حمروش (رئيس تحرير روزاليوسف) بقوله: كلفنى جمال بالاتصال بالضباط الأحرار في الإسكندرية وكان قد سبق له أن اجتمع في منزلى مع الشهيد صلاح مصطفى الملحق العسكرى الذي انفجرت فيه قنبلة إسرائيلية بعد ذلك في عمان، والصاغ عبدالحليم الأعسر، وكنت قد جندتهما للضباط الأحرار. وطلب منى أن نحافظ على منطقة الإسكندرية دون تحريك أي قوات.
أما اليوزباشى أحمد كامل (رئيس المخابرات العامة) فأكد: قبل الحركة بثلاثة أيام حدث اجتماعان، أحدهما في منزل اليوزباشى محمد أبوالفضل الجيزاوى، ولم تكن هناك أي إجراءات أمن، حيث وقف عدد كبير من عربات الجيش أمام منزله في منشية البكرى، وكنا حوالى 30 ضابطًا من ضباط المدفعية. والاجتماع الثانى في منزل محسن عبدالخالق بنفس النقص في الأمان. وأبلغنا بأن هناك حركة وعلينا البقاء لأى استدعاء تليفونى، وفعلًا استدعينا يوم 22 يوليو الساعة 9 مساء لمنزل محسن عبدالخالق، حيث أخذت التلقين النهائى وطُلب منى الذهاب لكمال الدين حسين في منزله المواجه لكلية أركان الحرب، وكانت الساعة قد بلغت الحادية عشرة ليلًا، وحضر جمال عبدالناصر، وكان مرتديًا ملابسه العسكرية.
وفى هذا الاجتماع طلب منى جمال اعتقال مدير المدفعية الأميرالاى حافظ بكرى في منزله فرفضت لأنى لا أوافق على اعتقال إنسان وسط أسرته كموقف إنسانى، وقبل عبدالناصر وجهة نظرى. وهنا طلب منى إنزال (مجموعة ألماظة) لتغلق طريق مصر- السويس. ونزلت مع كمال حسين فمررنا على مصطفى فهمى عبدالمحسن ومحمد أبوالفضل الجيزاوى وخالد فوزى وجمال الليثى وفؤاد حسن صالح ومصطفى كامل مراد، واحتشدنا في عربة بك آب فيات. وقطعنا أسلاك التليفون واحتللنا نقطة البوليس الحربى أول طريق ألماظة. ووصلت المدفعية، حيث احتللنا منطقة ألماظة وشارع السويس. وأوقفنا العربات التي كانت قد استدعيت لإحضار كبار الضباط، وسددنا الطريق بالعرض، ووصل الأميرالاى حافظ بكرى، مدير المدفعية، وتم اعتقاله فور وصوله. وحوالى الساعة 2 بعد منتصف الليلل ذهب كمال حسين مع كبار الضباط المعتقلين إلى معتقل الكلية الحربية.. وحوالى الساعة الثالثة بعد منتصف الليل وصل البكباشى عبدالمنعم أمين في عربة بويك مرتديًا الملابس العسكرية، وقال لنا: (مبروك.. الحركة نجحت).
وقال الدكتور ثروت عكاشة: في يوم 21 يوليو اجتمعنا، حسين الشافعى وخالد محيى الدين وأنا، في منزل حسين نحرر كشوفًا بأسماء سلاح الفرسان الذين سيشتركون في العملية ووحداتهم ونستبعد المشكوك في أمرهم، وكونا قيادة ثلاثية تميزت بروح الفريق المتناسق المتحاب انعقدت رئاستها لأقدمنا رتبة وهو حسين الشافعى، وقمت أنا فيها بدور أركان حرب العمليات على حين قاد خالد محيى الدين إحدى الوحدات المشتركة، فضلًا عن دوره القيادى الذي يتمثل في عضويته بالهيئة التأسيسية للتنظيم. وفى الخامسة مساء يوم 22 يوليو اجتمعت قيادة الفرسان بمنزلى وعكفنا على دراسة الخطة العامة التي حررها عبدالحكيم عامر بخط يده مع إضافات لزكريا محيى الدين والتعليقات النهائية لجمال عبدالناصر. واستخلصنا منها الواجبات المنوطة بسلاح الفرسان، وكانت جسيمة وخطرة. ولما كان ميعاد بدء العملية قد تحدد في الساعة الثانية عشرة مساء فقد وجدنا أن من الفطنة أن نبكر بالذهاب إلى السلاح، وحالما وصلنا انطفأت الأنوار فجأة، وفى ضوء الشموع ومصابيح اليد بدأتُ أصدر الأوامر التنفيذية إلى كافة الضباط المشتركين من وحدات الدبابات والسيارات المدرعة، بينما حسين الشافعى يُشرف على سلامة التنفيذ وسرعته. ودون الدخول في تفاصيل العقبات التي اعترضتنا، ففى الساعة الرابعة صباحًا كانت كل الواجبات المنوطة بنا طبقًا للخطة قد تم تنفيذها بنجاح كامل، وصلينا الفجر في العراء شكرًا لله، يؤمنا حسين الشافعى.
قال الصاغ خالد محيى الدين (رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم): استقر الرأى على تنفيذ الخطة ليلة 22/23 يوليو في اجتماع عُقد بمنزلى ظهر يوم 22 يوليو، وحضره أعضاء مجلس القيادة الموجودون بمصر وزاد عليهم إبراهيم الطحاوى وعبدالمنعم أمين وزكريا محيى الدين وحسين الشافعى. وفى مساء اليوم التقيت بأحمد فؤاد وأحمد حمروش الذي كان جمال عبدالناصر قد استدعاه من الإسكندرية لإبلاغه بالخطة، وقد اتفقنا ليلتها على أنه في حالة حدوث أي فشل للخطة فإننا يمكن أن نلجأ إلى أحمد فؤاد الذي كان يعمل قاضيًا في طنطا. وكان دورى في الخطة هو قيادة الكتيبة الميكانيكية مع وجيه رشدى للسيطرة على كوبرى القبة عند المستشفى العسكرى، ومدخل مصر الجديدة عند روكسى.. وقد نفذت الخطة تمامًا وكانت كتيبة مدافع الماكينة بقيادة يوسف صديق قد خرجت قبل الموعد المحدد بساعة واستولت على مركز رئاسة الجيش بكوبرى القبة.
وقال الصاغ صلاح نصر: توليت قيادة الكتيبة 13 مشاة لتنفيذ المهام التي أوكلت اليها، وتتلخص في وضع سرية ومعها دبابات تحت قيادة الصاغ صلاح سعدة لاحتلال مبنى الحدود منعًا لتصديه للحركة، حيث كانت تحت قيادة حسين سرى عامر، وسرية ثانية تحت قيادة اليوزباشى عمر محمود على ومعه الملازمان فؤاد عبدالحى ومصطفى أبوالقاسم لاحتلال مبنى رئاسة أركان الحرب في كوبرى القبة (مبنى القيادة العامة بعد ذلك)، وفصيلة مشاة تحت قيادة اليوزباشى جمال القاضى لاحتلال مبنى الإذاعة في شارع الشريفين. وفصيلتان لتأمين بعض بوابات ثكنات العباسية.. وفى صباح 23 يوليو أرسلت فصيلة لتأمين محطة لاسلكى أبوزعبل.
البكباشى عبدالمنعم أمين قال: أرسلت إشارة إلى ضباط المدفعية بالتواجد باعتبارى ضابط عظيم السلاح في هذه الليلة، وقد وصلت الساعة 12 في عربة ملاكى وبدأنا في تنفيذ الخطة باحتلال مدخل طريق السويس وعمل موقع دفاعى عند الكيلو 4.5 مقاومة أي تحرك بريطانى محتل، وقد شارك معنا في هذه التحركات كمال الدين حسين وكان وقتها يعمل مدرسًا في كلية أركان الحرب. ونجحت الحركة في هذه الليلة الخالدة بعد اعتقال كبار الضباط من رتبة الأميرالاى واللواء.
الصاغ أركان حرب كمال الدين حسين (نائب رئيس الجمهورية) قال عن الظروف التي دفعت لتحديد 23 يوليو موعدًا للحركة، حددنا ليلة 21- 22 يوليو لتكون موعدًا لحركة الجيش بعد أن علمنا بأن أجهزة الأمن الملكية قد عرفت أسماء بعض الضباط الأحرار وقررت اعتقالهم، وكذلك احتمال تعيين حسين سرى وزيرًا للحربية، ولكننا اضطررنا للتأجيل ليلة واحدة لأمور إدارية تتعلق بإبلاغ جميع الضباط وسلامة إعداد وتنفيذ الخطة. وكنت مسؤولًا عن ضباط المدفعية في منطقة ألماظة، وقد وزعنا القوات بحيث سيطرنا على مدخل ألماظة، ووضعنا قوات بعد الكليو أربعة ونصف لمواجهة احتمال تدخل القوات البريطانية.
ثقافة ثورة يوليو الضباط الأحرار الهيئة العامة للكتاب كتاب أوراق يوسف صديق كتاب شهود ثورة يوليوالمصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: شكاوى المواطنين ثقافة ثورة يوليو ثورة 23 یولیو ثورة یولیو تحت قیادة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تنفي زيارة نتنياهو السرية لمصر
نفت إسرائيل زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى مصر، بعد مزاعم مسؤولون في حديث مع وكالة رويترز للأنباء أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، في طريقه إلى القاهرة.
وأعلنت صحيفة "يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، عن نفي الحكومة الإسرائيلية، هذه الأنباء وأكدت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كان قد عقد مساء أمس إحاطة إعلامية في قمة جبل الشيخ بهضبة الجولان السورية المحتلة، مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان اللفتنانت كولونيل هرتسي هاليفي، وقائد القيادة الشمالية اللواء أوري غوردين، ورئيس الشاباك رونان بار، ولم يقم بأي زيارة سرية إلى مصر.
وأضافت الصحيفة العبرية أن الولايات المتحدة أعلنت عن قرب التوصل إلى اتفاق في غزة، فيما ذكرت حركة حماس أن هناك مناقشات إيجابية في الدوحة، وأنه يمكن التوصل إلى اتفاق إذا توقفت إسرائيل عن وضع الشروط.
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهووكانت قد زعمت وكالة رويترز للأنباء مساء أمس (الثلاثاء) أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي ألغيت شهادته في محاكمته أمس بسبب "ظروف استثنائية"، يتوجه إلى العاصمة المصرية القاهرة، لكن بعد وقت قصير، نفى المتحدث باسم رئيس الوزراء هذه الأنباء جملا وتفصيلا.
وأضافت يديعوت أن المتحدث الحكومي الإسرائيلي قال: "خلافا لموجة الشائعات، نتنياهو ليس في القاهرة"، وبعد ذلك، نفى مصدر مصري أيضًا وجود نتنياهو في القاهرة.
وأكد المصدر المصري رفيع المستوى عن جهود مصرية قطرية مكثفة مع كافة الأطراف للتوصل إلى اتفاق تهدئة في قطاع غزة وإنهاء صفقة التبادل.
وكان تقرير لوكالة رويترز للأنباء زعم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في طريقه إلى العاصمة المصرية للمشاركة في المحادثات حول اتفاق لوقف إطلاق النار وعودة الأسرى الإسرائيليين.
استدعاء رئيس السلطة الفلسطينيةوقال التقرير إنه تم استدعاء رئيس السلطة الفلسطينية إلى المناقشة العاجلة. كما أفيد أنه من المتوقع توقيع الصفقة الناشئة في الأيام المقبلة.
وفي المقابل، أفادت تقارير إعلامية فلسطينية أن الرئيس الفلسطيني أبو مازن تمت دعوته على عجل لزيارة مصر، مع احتمال إحراز تقدم في المفاوضات بشأن صفقة الأسرى وفي المفاوضات بشأن دمج السلطة الفلسطينية في غزة.
وقال موقع "srugim" الإخباري الإسرائيلي، إنه وفقا لوسائل الإعلام الرئيسية في قطر والمملكة العربية السعودية ودول أخرى، اتصل الرئيس السيسي بفريق رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن في الدقائق القليلة الماضية، ودعاه للحضور إلى مصر في أقرب وقت ممكن.
وبحسب التقارير، فإن هناك فرصة لإحراز تقدم حقيقي في المفاوضات من أجل إطلاق سراح الأسرى، وفي آلية من شأنها أن تشمل السلطة الفلسطينية بأي شكل من الأشكال في الحل والتوصل إلى وقف لإطلاق النار.