نظمت اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة بالتعاون مع منظمة اليونسكو في 20 يناير الجاري، مؤتمرًا لإطلاق ميثاق الاستخدام الأخلاقي لتقنيات الذكاء الاصطناعي في مصر، ضمن برنامج مساهمة منظمة اليونسكو للفترة 2022-2023.

النعماني يهنئ وزير التعليم العالي لحصول الجامعات المصرية على جائزة اليونسكو وزير التعليم العالي: جامعة الملك سلمان تحرص على تقديم خبرات تعليمية متكاملة

أكد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس اللجنة الوطنية المصرية لليونسكو، على أهمية التعليم التكنولوجي والفني الذي يعد قاطرة المُستقبل، فضلًا عن أهمية الذكاء الاصطناعي والدور الذي يلعبه.

 

وأشار وزير التعليم العالي إلى أن مصر ستقود مجموعة عمل إفريقية؛ لوضع الاستراتيجية الإفريقية القارية للذكاء الاصطناعي والخُطة التنفيذية لهذه الإستراتيجية.

إعداد ميثاق أخلاقي لاستخدام الذكاء الاصطناعي 

وأكد الدكتور شريف صالح رئيس قطاع الشئون الثقافية والبعثات والمُشرف على اللجنة الوطنية المصرية لليونسكو، أن هذا المشروع يهدف إلى إعداد ميثاق أخلاقي لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مصر بما يتماشى مع توصيات اليونسكو والمعايير الأخلاقية الدولية، وذلك من خلال تشجيع مُناقشة القضايا الأخلاقية، والقانونية المرتبطة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بين العديد من الجهات المعنية، وواضعي السياسات داخل جمهورية مصر العربية، لتحديد التحديات الأخلاقية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي وكيفية إدارتها، فضلًا عن تحديد المشكلات والمخاطر الأخلاقية المُتعلقة باستخدام الذكاء الاصطناعي وتقنياته في مصر، إضافة إلى وضع أسس استخدام هذه التقنيات للسيطرة على هذه المشكلات لتجنب مخاطرها وتقليل آثارها، وكذا زيادة الوعي العام بهذه المخاطر وتشجيع النقاش المجتمعي لها.

ومن جانبها، أكدت الدكتورة سونيا عزب أستاذ الطب الشرعي بكلية طب عين شمس، ومدير كرسي اليونسكو لأخلاقيات العلوم الحيوية، أن نتائج هذا المشروع تتمثل في إعداد ميثاق وطني لأخلاقيات استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، بحيث يقدم التوجيه الأخلاقي للجهات المعنية، وصانعي السياسات لضمان الاستخدام الآمن والعادل للذكاء الاصطناعي بما يضمن حماية حقوق الإنسان، فضلًا عن مشاركة الرأي العام وزيادة الوعي بأهمية المخاطر والمشكلات الأخلاقية المرتبطة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى المُساهمة في جهود منظمة اليونسكو التي تهدف إلى تشجيع الحوار لمُناقشة التحديات الأخلاقية المرتبطة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على المستويات المحلية، والإقليمية، والدولية.

وأكد الدكتور أبو العلا عطيفي أستاذ بكلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي بجامعة القاهرة، أنه في إطار برنامج مُساهمة منظمة اليونسكو والذي يقدم المساعدة المباشرة إلى المُبادرة التي تقوم بها الدول الأعضاء باليونسكو تقدمت اللجنة الوطنية المصرية مُمثلة في لجنة العلوم الاجتماعية والإنسانية بمشروع "إعداد ميثاق وطني للاستخدام الأخلاقي لتقنيات الذكاء الاصطناعي في مصر لعام (2022-2023)، مشيرًا إلى أن التطور السريع وفرص الابتكار التي تشهدها تقنية الذكاء الاصطناعي في كافة المجالات يعمل على تغير شكل الحياة، والطرق التي نعمل ونتعلم بها.

وأكد الدكتور أشرف عبدالفتاح درويش أستاذ الذكاء الاصطناعي بكلية العلوم جامعة حلوان وعضو مجلس بحوث الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، أن الدول الأعضاء في ‎اليونسكو وعددهم 193 دولة اعتمدت اتفاقًا عالميًا يحدد المبادئ والأخلاقيات والقيم المشتركة اللازمة؛ لضمان تطوير ‎الذكاء الاصطناعي بصورة سليمة، من أجل وضع قواعد للذكاء الاصطناعي تعود بالنفع على البشرية. 

وأضاف أن هذه الاتفاقية نصت على اختيار وسائل الذكاء الاصطناعي التي تتسم بالكفاءة في استخدام البيانات والطاقة والموارد، بحيث تساهم في التصدي للتحديات التي يواجهها العالم اليوم في الكثير من المجالات، والتي تشمل تغير المُناخ والقضايا البيئية، والزراعة، والتصنيع، وتعزيز مجال الطاقة، وزيادة الإنتاجية، والتوظيف، والملكية الفكرية والتعليم والبحث العلمي.

وأكد الدكتور بهاء درويش عضو اللجنة الدولية لأخلاقيات البيولوجيا باليونسكو، أن منظمة اليونسكو تتمثل رسالتها في إرساء السلام من خلال التعاون الدولي في مجال التربية والعلوم والثقافة، كما تساهم برامجها في تحقيق أهداف التنمية المُستدامة المحددة في خُطة التنمية المُستدامة لعام 2030، مشيرًا إلى أن جمهورية مصر العربية من أوائل الدول التي تبنت أخلاقيات العلم وقامت بتحويلها إلى قوانين.

وفي كلمة اللجنة الوطنية أكدت دينا محمد عبدالوهاب المُنسق العام للمشروع باللجنة الوطنية المصرية لليونسكو، ومسئولة قطاع العلوم الاجتماعية والإنسانية باللجنة، أن منظمة اليونسكو أصدرت المُسودة الأولى للتوجيه بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي التي توفر إطارًا عالميًا للقيم والمبادئ والإجراءات لتوجيه الدول الأعضاء في صياغة سياساتها الوطنية المُتعلقة بالذكاء الاصطناعي، مضيفة أن المُنظمة شجعت الدول الأعضاء علي إنشاء أطر وطنية وفقًا للثقافات والمعايير الأخلاقية الوطنية.

شارك في هذا المؤتمر الدكتور أشرف عبدالفتاح مصطفى درويش أستاذ الذكاء الاصطناعي بكلية العلوم جامعة حلوان وعضو مجلس بحوث الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بأكاديمية البحث العلمي، والدكتورة سونيا عزب أستاذ الطب الشرعي بكلية طب عين شمس، ومدير كرسي اليونسكو لأخلاقيات العلوم الحيوية بجامعة عين شمس، وعضو لجنة العلوم الاجتماعية والإنسانية باللجنة الوطنية، والدكتور أبوالعلا عطيفى حسنين أستاذ بكلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي بجامعة القاهرة، ومؤسس ورئيس المدرسة العلمية البحثية المصرية، والدكتور بهاء دراويش أستاذ الفلسفة كلية الآداب جامعة المنيا، وعضو اللجنة الدولية لأخلاقيات البيولوجيا باليونسكو، ودينا عبدالوهاب المُنسق العام للمشروع، ومسؤولة قطاع العلوم الاجتماعية والإنسانية باللجنة الوطنية المصرية لليونسكو، وبمشاركة ما يقرب من 50 خبيرًا من: وزارة الصحة والسكان- وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وزارة التضامن الاجتماعي، جامعة عين شمس، جامعة القاهرة، الجامعة الحديثة للتكنولوجيا والمعلومات، جامعة الأزهر، جامعة حلوان، جامعة المنيا، جامعة المنصورة، جامعة الزقازيق، الجامعة المصرية الصينية بالقاهرة، الهيئة العامة للاستعلامات، الشركة المصرية للاتصالاتWE، موقع دراسات في حقوق الإنسان، مركز مايكروسوفت للتطوير، الأكاديمية البحرية، الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، المركز القومي للبحوث، مكتب اليونسكو الإقليمي بالقاهرة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي تقنيات الذكاء الاصطناعي اليونسكو اللجنة الوطنية المصرية للتربية اللجنة الوطنیة المصریة للیونسکو العلوم الاجتماعیة والإنسانیة وزیر التعلیم العالی منظمة الیونسکو الدول الأعضاء وأکد الدکتور عین شمس

إقرأ أيضاً:

الدماغ البشري يتفوّق على الذكاء الاصطناعي في حالات عدّة

 لا شك أن أنظمة الذكاء الاصطناعي قد حققت إنجازات مذهلة، بدءًا من إتقان الألعاب وكتابة النصوص وصولًا إلى توليد الصور ومقاطع الفيديو المقنعة. 

وقد دفع ذلك البعض إلى الحديث عن إمكانية أن نكون على أعتاب الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، وهو نظام ذكاء اصطناعي يمتلك قدرات معرفية شاملة تشبه قدرات الإنسان.

في حين أن بعض هذا الحديث ما هو إلا ضجة إعلامية، إلا أن عددًا كافيًا من الخبراء في هذا المجال يأخذون الفكرة على محمل الجد، مما يستدعي إلقاء نظرة فاحصة عليها.

تحديات تعريف الذكاء الاصطناعي العام

تدور العديد من النقاشات حول مسألة كيفية تعريف الذكاء الاصطناعي العام، وهو أمر يبدو أن الخبراء في هذا المجال لا يتفقون عليه.

 ويساهم هذا في ظهور تقديرات متباينة حول موعد ظهوره، تتراوح بين "إنه موجود عمليًا" إلى "لن نتمكن أبدًا من تحقيقه". وبالنظر إلى هذا التباين، يستحيل تقديم أي نوع من المنظور المستنير حول مدى قربنا من تحقيقه.

لكن لدينا مثال موجود على الذكاء العام بدون "الاصطناعي" - وهو الذكاء الذي يوفره دماغ الحيوان، وخاصة الدماغ البشري. 

ومن الواضح أن الأنظمة التي يتم الترويج لها كدليل على أن الذكاء الاصطناعي العام قاب قوسين أو أدنى لا تعمل على الإطلاق مثل الدماغ. قد لا يكون هذا عيبًا قاتلًا، أو حتى عيبًا على الإطلاق. من الممكن تمامًا أن يكون هناك أكثر من طريقة للوصول إلى الذكاء، اعتمادًا على كيفية تعريفه.

 لكن من المحتمل أن تكون بعض الاختلافات على الأقل مهمة من الناحية الوظيفية، وحقيقة أن الذكاء الاصطناعي يسلك مسارًا مختلفًا تمامًا عن المثال العملي الوحيد الذي لدينا من المرجح أن يكون ذا مغزى.

سامسونج تطلق Galaxy A56 مع دعم ميزات الذكاء الاصطناعيسوفت بنك يضاعف رهانه على الذكاء الاصطناعي باستثمارات ضخمة وسط سباق عالميثورة الذكاء الاصطناعي في الصين.. DeepSeek يثير جدلا في القطاع الطبيAlexa+.. قفزة نوعية في الذكاء الاصطناعي.. أبرز ميزات المساعد الذكي الجديد من أمازون«DeepSeek» تُشعل سباق الذكاء الاصطناعي.. هامش ربح 545% يهز الأسواق وسهم NVIDIA ينهارالقدرات التي يفتقر إليها الذكاء الاصطناعي الحالي

مع وضع كل ذلك في الاعتبار، دعونا نلقي نظرة على بعض الأشياء التي يقوم بها الدماغ والتي لا تستطيع أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية القيام بها.

أشارت أرييل جولدشتاين، الباحثة في الجامعة العبرية في القدس، إلى أن أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية "مجزأة" في قدراتها. فقد تكون جيدة بشكل مدهش في شيء ما، ثم سيئة بشكل مدهش في شيء آخر يبدو مرتبطًا به. 

وأكدت عالمة الأعصاب كريستا بيكر من جامعة ولاية كارولينا الشمالية على هذه النقطة، مشيرة إلى أن البشر قادرون على تطبيق المنطق في مواقف جديدة دون الحاجة إلى إعادة تعلم كل شيء من الصفر.

ذكر ماريانو شاين، مهندس جوجل الذي تعاون مع جولدشتاين، أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تفتقر إلى الذاكرة طويلة المدى والمخصصة للمهام، وهي القدرة على نشر المهارات المكتسبة في مهمة ما في سياقات مختلفة.

أشارت بيكر إلى وجود تحيز نحو تفضيل السلوكيات الشبيهة بالسلوك البشري، مثل الردود التي تبدو بشرية والتي تولدها نماذج اللغات الكبيرة. 

في المقابل، يمكن لذبابة الفاكهة، بدماغها الذي يحتوي على أقل من 150 ألف خلية عصبية، دمج أنواع متعددة من المعلومات الحسية، والتحكم في أربعة أزواج من الأطراف، والتنقل في بيئات معقدة، وتلبية احتياجاتها من الطاقة، وإنتاج أجيال جديدة من الأدمغة، وأكثر من ذلك.

الاختلافات الرئيسية بين الدماغ البشري والذكاء الاصطناعي

 تستند معظم أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية، بما في ذلك جميع نماذج اللغات الكبيرة، على ما يسمى بالشبكات العصبية. 

تم تصميم هذه الشبكات لتقليد كيفية عمل بعض مناطق الدماغ، مع وجود أعداد كبيرة من الخلايا العصبية الاصطناعية التي تأخذ مدخلات وتعدلها ثم تمرير المعلومات المعدلة إلى طبقة أخرى من الخلايا العصبية الاصطناعية. لكن هذا التقليد محدود للغاية.

 فالخلايا العصبية الحقيقية متخصصة للغاية، وتستخدم مجموعة متنوعة من الناقلات العصبية وتتأثر بعوامل خارج الخلايا العصبية مثل الهرمونات. كما أنها تتواصل من خلال سلسلة من النبضات المتغيرة في التوقيت والشدة، مما يسمح بدرجة من الضوضاء غير الحتمية في الاتصالات.

تهدف  الشبكات العصبية التي تم إنشاؤها حتى الآن هي إلى حد كبير أنظمة متخصصة تهدف إلى التعامل مع مهمة واحدة. 

في المقابل، يحتوي الدماغ النموذجي على الكثير من الوحدات الوظيفية التي يمكنها العمل بالتوازي، وفي بعض الحالات دون أي نشاط تحكمي يحدث في مكان آخر في الدماغ.

تمتلك أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية عمومًا حالتين: التدريب والنشر. التدريب هو المكان الذي يتعلم فيه الذكاء الاصطناعي سلوكه؛ النشر هو المكان الذي يتم فيه استخدام هذا السلوك.

 في المقابل، لا يحتوي الدماغ على حالات تعلم ونشاط منفصلة؛ إنه في كلا الوضعين باستمرار، بينما في كثير من الحالات، يتعلم الدماغ أثناء العمل.

بالنسبة للعديد من أنظمة الذكاء الاصطناعي، لا يمكن تمييز "الذاكرة" عن الموارد الحسابية التي تسمح لها بأداء مهمة والاتصالات التي تم تشكيلها أثناء التدريب. في المقابل، تمتلك الأنظمة البيولوجية عمرًا من الذكريات للاعتماد عليها.

القيود والتحديات

من الصعب التفكير في الذكاء الاصطناعي دون إدراك الطاقة الهائلة والموارد الحسابية المستخدمة في تدريبه. لقد تطورت الأدمغة في ظل قيود هائلة على الطاقة وتستمر في العمل باستخدام طاقة أقل بكثير مما يمكن أن يوفره النظام الغذائي اليومي. 

وقد أجبر هذا علم الأحياء على إيجاد طرق لتحسين موارده والاستفادة القصوى من تلك التي يخصصها لمهمة ما.

في المقابل، فإن قصة التطورات الحديثة في الذكاء الاصطناعي هي إلى حد كبير قصة رمي المزيد من الموارد عليها.

 ويبدو أن خطط المستقبل (حتى الآن على الأقل) تشمل المزيد من هذا، بما في ذلك مجموعات بيانات تدريب أكبر وعدد أكبر من الخلايا العصبية الاصطناعية والوصلات بينها. 

كل هذا يأتي في وقت تستخدم فيه أفضل أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية بالفعل ثلاثة أضعاف الخلايا العصبية التي نجدها في دماغ ذبابة الفاكهة وليس لديها أي مكان قريب من القدرات العامة للذبابة.

مقالات مشابهة

  • الأهلي يسخر من قرعة الذكاء الاصطناعي
  • ذبح الخنازير.. كيف يحوّل الذكاء الاصطناعي الاحتيال المالي إلى كارثة عالمية؟
  • الذكاء الاصطناعي تكلفة عالية على البيئة
  • "التاريخ الإلكتروني والذكاء الاصطناعي: مستقبل الهوية الوطنية والتراث الثقافي المصري" ندوة بسياحة وفنادق جامعة المنصورة
  • جامعة الأمير سلطان تحصد براءة اختراع للكشف المبكر عن سوسة النخيل الحمراء باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • الخبرات النادرة والمعادلة الجديدة في الذكاء الاصطناعي
  • عندما يلتقي الذكاء الاصطناعي والعاطفي
  • الخوارزمية الأولى: أساطير الذكاء الاصطناعي
  • الدماغ البشري يتفوّق على الذكاء الاصطناعي في حالات عدّة
  • أبوظبي .. إطلاق أول برنامج بكالوريوس في مجال الذكاء الاصطناعي