قال مسؤولان مطلعان على المفاوضات إن إسرائيل اقترحت أن يغادر كبار قادة حركة "حماس" غزة كجزء من اتفاق لوقف إطلاق النار. فيما يعتقد مسؤولون أمريكيون أن هؤلاء القادة سيفضلون الموت في القتال على مغادرة القطاع، بحسب شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية (CNN).

وترفض "حماس"، التي تخوض حربا ضد إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مغادرة أي من قادتها لغزة، وتتمسك بقدراتها العسكرية كحركة مقاومة للاحتلال الإسرائيلي المستمر لفلسطين منذ 76 عاما واعتداءاته اليومية بحق الشعب الفلسطيني.

الشبكة ذكرت، في تقرير على موقعها الإلكتروني ترجمه "الخليج الجديد"، أن "إسرائيل فشلت في القبض على أو قتل أي من كبار قادة حماس في غزة، على الرغم من حربها المتواصلة منذ نحو 4 أشهر".

وأضافت أن كبار مسؤولي "حماس"، ولا سيما على المستوى السياسي، يعيشون في دول بينها قطر ولبنان وتركيا، مشيرة إلى أن إسرائيل اغتالت نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري في غارة جوية على بيروت في 2 يناير/ كانون الثاني الجاري.

اقرأ أيضاً

فورين بوليسي: الاغتيالات الدولية الإسرائيلية لقادة حماس لن تكون سهلة بهاتين الدولتين

مفاوضات بالدوحة ووارسو

وقال أحد المسؤولين المطلعين على المفاوضات، لم تكشف الشبكة عن هويتهما، إن مقترح إسرائيل بأن يغادر قادة "حماس" غزة، على الرغم من أنه من غير المرجح أن تقبله الحركة، تمت مناقشته مرتين على الأقل في الأسابيع الأخيرة.

وأوضح أن مدير جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) دافيد برنياع ناقش المقترح بالدوحة، في وقت سابق من الشهر الجاري، مع كل من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي تتوسط بلاده في المفاوضات.

كما ناقش برنياع المقترح خلال اجتماع بوارسو، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، مع كل من آل ثاني ومدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز، بحسب المسؤول المطلع.

وبيَّن أن آل ثاني أخبر بلينكن في اجتماع الدوحة أن المقترح الإسرائيلي "لن ينجح أبدا"، ويعود ذلك جزئيا إلى عدم ثقة "حماس" في أن إسرائيل ستنهي حربها على الحركة حتى لو غادر قادتها إلى خارج غزة.

ووفقا للشبكة، فإن من أكبر الأسماء المحتملة ضمن المقترح الإسرائيلي هم كل من رئيس "حماس" في غزة يحيي السنوار، وقائد كتائب القسام الجناع العسكري للحركة محمد ضيف، ونائبه مروان عيسى، ومحمد شقيق السنوار، هو أيضا قائد كبير في "حماس".

وتابعت: "ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أنه من غير المرجح أن يوافق السنوار ولا مَن حوله على مغادرة غزة، مفضلين الموت في قتال عدوهم اللدود".

ويأتي المقترح الإسرائيلي، الذي ترفضه "حماس" من الأساس، وسط موجة من النشاط الدبلوماسي، لمحاولة التوصل إلى وقف طويل للقتال وتبادل الأسرى بين "حماس" وإسرائيل، التي تحتجز في سجونها نحو 8800 فلسطيني.

وخلال الأسبوع الجاري، يسافر كبير مسؤولي البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكجورك إلى مصر وقطر لإجراء مزيد من المحادثات.

وقال مسؤولون أمريكيون ودوليون مطلعون على المفاوضات إن المشاركة الأخيرة بين إسرائيل و"حماس" في المحادثات "أمر مشجع، لكن لا يبدو أن التوصل إلى اتفاق أمر وشيك"، وفقا للشبكة.

اقرأ أيضاً

المخابرات المركزية الأمريكية شكلت وحدة جديدة لجمع معلومات عن قادة حماس 

ضغوط على نتنياهو

وتتزايد الضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتوصل إلى قرار، لاسيما أنه، وباعترافه الشخصي، ما يزال النصر الذي يأمله في مواجهة "حماس" بعيد المنال، إذ تواصل الحركة إطلاق الصواريخ على إسرائيل، كما تقتل جنودا وتدمر آليات عسكرية في المعارك البرية.

وقال آرون ديفيد ميلر، زميل في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، إن "عدم تحقيق إسرائيل لأهدافها العسكرية، والضغوط الهائلة على نتنياهو وحكومته لإعادة الأسرى، خلقت وضعا دفع إسرائيل إلى اقتراح مغادرة قادة "حماس" لغزة".

بالإضافة إلى ذلك، كما زادت الشبكة، تتزايد الانتقادات الدولية لإسرائيل بسبب قصفها المستمر لغزة، والذي أودى بحياة أكثر من 25 ألف فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وفقا لوزارة الصحة بالقطاع. كما تسبب نزوح نحو 1.9 مليون شخص، أي أكثر من 85% من السكان، بحسب الأمم المتحدة.

اقرأ أيضاً

قطر تنفي تقديم مقترحا لطرد قادة حماس من غزة مقابل وقف إطلاق النار

المصدر | سي إن إن- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: حرب غزة حماس قادة إسرائيل السنوار ضيف قادة حماس

إقرأ أيضاً:

تحليل لهآرتس عن تحقيقات 7 أكتوبر: حماس تفوقت على الجيش الإسرائيلي

سلط تحليل جديد لصحيفة هآرتس نشر اليوم الثلاثاء الضوء على من سلسلة من الإخفاقات الفادحة التي عانى منها الجيش الإسرائيلي في تصديه لهجوم "طوفان الأقصى" الذي شنته المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

واستند التحليل الذي كتبه المحلل العسكري للصحيفة عاموس هرئيل على التحقيقات الجزئية التي أجراها ضباط نظاميون واحتياطيون برتب تتراوح بين عقيد ومقدم في جيش الاحتلال.

وخلص إلى أن هذه التحقيقات كشفت عن سلسلة من الأخطاء الإستراتيجية والتكتيكية التي أدت إلى واحدة من أسوأ الهزائم العسكرية في تاريخ إسرائيل، وأظهرت صورة قاتمة لتراجع المعايير الأمنية والإجراءات الدفاعية على طول حدود غزة.

انهيار سريع للخطوط الأمامية

ويرى هرئيل أن الهجمات التي نفذتها كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) على كيبوتس كفار غزة ومعسكر نحال عوز، والتي أدت إلى سقوط مئات القتلى والجرحى في صفوف الإسرائيليين، فضلاً عن عمليات الأسر الواسعة "تدل على أن الإخفاقات لم تكن فقط نتيجة عنصر المفاجأة، بل كانت متجذرة في تراجع الالتزام بالإجراءات العسكرية الأساسية، مما أدى إلى انهيار سريع للخطوط الدفاعية الإسرائيلية".

ويكشف المحلل العسكري أن حماس استغلت ضعف الجاهزية العسكرية للجيش الإسرائيلي على الحدود، حيث تسببت الهجمات المتزامنة في شل قدرات الوحدات المدافعة في الساعات الأولى، حيث عانت المستوطنات والمواقع العسكرية من نقص في القوات المدربة والجاهزة للرد على الهجوم.

إعلان

"فعلى سبيل المثال، في كيبوتس كفار غزة، واجه 14 مقاتلا من قوة الطوارئ هجومًا شرسًا من 250 مقاتلًا فلسطينيًا، مما أدى إلى مقتل نصف المدافعين في الساعات الأولى. ولم يكن هناك أي جندي إسرائيلي في الخدمة الفعلية داخل الكيبوتس وقت الهجوم، باستثناء العميد يسرائيل شومر، الذي كان في منزله دون سلاح واضطر إلى القتال بسكين مطبخ قبل أن يحصل لاحقًا على سلاح من أحد القتلى".

أما في معسكر نحال عوز العسكري، فيقول المحلل العسكري إن "الصورة كانت أكثر قتامة، على الرغم من وجود نحو 90 جنديًا مسلحًا، معظمهم من كتيبة جولاني الثالثة عشرة".

وتشير التحقيقات التي أجراها الجيش الإسرائيلي إلى أن "حماس أدركت أن المعسكر يشكل مركز ثقل حيوي في تشكيل جيش الدفاع الإسرائيلي، ولذلك خصص مخططو الجناح العسكري لحماس 15 دقيقة بين عبور الحاجز في السياج والوصول إلى الأسوار العالية المحيطة بالمعسكر، وتمسكوا بخطتهم، حتى انهار المعسكر بالكامل".

ويقول إن "الإعداد الدفاعي كان ضعيفًا، مقابل حماس، التي تدربت لسنوات على السيطرة على المخيم، ونجحت في اختراق الدفاعات بسهولة نسبية، وقامت بإطلاق مئات الصواريخ وقذائف الهاون في الدقائق الأولى من الهجوم، مما أدى إلى تفاقم حالة الشلل التي عانت منها القوات الإسرائيلية.

تفوق تكتيكي لحماس

ويسلط هرئيل الضوء على أن التحقيقات أظهرت أن حماس لم تكتفِ بالمفاجأة العسكرية، بل نجحت في فرض تفوق تكتيكي عبر تنسيق محكم بين وحداتها، حيث تمكنت من استغلال نقاط الضعف في البنية الدفاعية الإسرائيلية.

فمثلاً، في معسكر نحال عوز، الذي كان يضم نحو 90 جنديًا من كتيبة جولاني الثالثة عشرة، استطاعت المقاومة اختراق الدفاعات بسبب تصميم الجدران التي احتوت على نقاط ضعف مكشوفة.

ويعتبر أيضا أن "تدريب حماس الطويل على السيطرة على المخيمات العسكرية كان عاملاً حاسمًا، إذ أنشأت نموذجًا مصغرًا لمعسكر نحال عوز لتدريب مقاتليها على الهجوم، وهو ما ساعدهم على تنفيذه بدقة. وعند بدء الهجوم، أطلقت المقاومة مئات الصواريخ وقذائف الهاون، مما شل قدرات الجيش الدفاعية ودفع العديد من الجنود إلى الاختباء، متجاهلين خطر الهجوم البري القادم من الغرب".

إعلان

ويكشف هرئيل أن حماس كانت قد خططت مسبقًا لإعاقة أي تعزيزات عسكرية إسرائيلية عبر نشر كمائن على الطرق المؤدية إلى المستوطنات المستهدفة، مما أبطأ بشكل كبير من وصول القوات الإسرائيلية لمناطق الاشتباك.

وبحلول الوقت الذي تمكنت فيه هذه القوات من التدخل، كانت المقاومة الفلسطينية قد أنجزت معظم أهدافها، سواء في القتل أو الأسر أو تدمير المواقع العسكرية.

ويعتبر التحليل العسكري أن "حماس أثبتت قدرتها على تنفيذ عمليات معقدة ومتعددة الجوانب، وهو ما يشير إلى تطور نوعي في قدراتها العسكرية والتخطيطية".

غياب التحذير الاستخباراتي

وتشير التحقيقات إلى أن الجيش الإسرائيلي كان على علم ببعض المؤشرات التحذيرية قبل الهجوم، لكن لم يتم التعامل معها بجدية. فقد كانت هناك تقارير استخباراتية عن نشاط غير معتاد على حدود غزة، لكن القيادات العسكرية لم تولها الاهتمام الكافي، ولم يتم تمريرها إلى الوحدات المنتشرة في الميدان.

ويكشف تحليل هآرتس أن أنظمة القيادة والسيطرة انهارت بالكامل في اللحظات الحاسمة، مما جعل التنسيق بين الوحدات شبه مستحيل، كما يؤكد أن فرقة غزة العسكرية تم تحييدها عمليًا خلال أول ساعتين من الهجوم، مما جعل القوات الميدانية في وضع حرج من حيث القدرة على التنظيم والرد.

عوضا عن ذلك، يظهر تحليل أداء الجيش الإسرائيلي خلال الهجوم أن الفشل لم يكن محصورًا في ساحة المعركة فقط، بل كان نتيجة تراكم طويل من الإهمال في الاستعدادات الدفاعية.

وكانت هناك ثغرات كبيرة في التجهيزات العسكرية، حيث لم تكن الوحدات تمتلك مخزونًا كافيًا من القنابل اليدوية، والصواريخ المضادة للدبابات، والأسلحة الرشاشة اللازمة لصد هجوم واسع النطاق.

ويقرر المحلل العسكري أن هذا التحقيق هو من بين أكثر التقارير العسكرية الإسرائيلية صراحةً في الإقرار بحجم الإخفاقات التي واجهها الجيش الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2003، "فقد أبرزت النتائج أن الجيش لم يكن مستعدًا لمثل هذا النوع من الهجمات المنسقة، وأن ثقافة الاستهتار والتهاون في الالتزام بالإجراءات العسكرية كانت أحد العوامل الرئيسية التي أدت إلى هذه الكارثة".

إعلان

ويخلص هرئيل إلى وجود تراجع مهم في قدرات الجيش الإسرائيلي من خلال إيراد شهادة أحد المحققين، والذي قال "لقد نسينا في الجيش الإسرائيلي كيف ندافع"، ويعتبر أن هذا التراجع كان واضحًا بشكل خاص على حدود غزة، حيث أدى بناء الحاجز تحت الأرض ضد الأنفاق إلى غرس ثقة مفرطة في القادة، مما أدى إلى الاعتقاد بأن الحدود أصبحت منيعة تقريبًا.

ويضيف أن التحقيقات أظهرت أيضًا أن القوات لم تكن مستعدة لسيناريو متطرف، حيث يقتحم أكثر من 5 آلاف مسلح أكثر من 100 نقطة إسرائيلية على حدود غزة.

ويقول "حتى عندما بدأت الكارثة تتكشف أمام أعينهم، واجهت القادة صعوبة في تصور الأسوأ الذي كان ينتظرهم".

ويختم التحليل بالتأكيد على أن القيادة العسكرية الإسرائيلية تواجه الآن تحديًا كبيرًا في إعادة بناء الثقة داخل الجيش وبين الجمهور الإسرائيلي بعد أن كشفت التحقيقات المستمرة المزيد من التفاصيل الصادمة عن مدى هشاشة البنية الدفاعية على حدود غزة".

مقالات مشابهة

  • مصدر يكشف تفاصيل المقترح الأمريكي لحماس بشأن الهدنة والرهائن
  • وزير خارجية أمريكا يحذر حماس بصليب على جبهته.. ما قصة أربعاء الرماد؟ (شاهد)
  • في رسالة إلى قادة حماس.. ترامب يتوعّد ويهدد
  • أكسيوس: أمريكا تجري مباحثات مباشرة مع حماس بشأن الأسرى دون علم إسرائيل‏
  • ماذا قال القائد الجديد للجيش الإسرائيلي في أول تصريح له؟
  • أمريكا ترفض خطة إعادة إعمار غزة التي اعتمدتها قمة القاهرة
  • تحليل لهآرتس عن تحقيقات 7 أكتوبر: حماس تفوقت على الجيش الإسرائيلي
  • وزير الدفاع الإسرائيلي يشكر أمريكا لتزويدهم بالسلاح
  • 8 أسباب نفسية وجسدية تتسبب في صعوبة مغادرة السرير صباحاً
  • وزير الدفاع الأمريكي لنظيره الإسرائيلي: واشنطن ملتزمة بالكامل بأمن إسرائيل