بالرغم من الحملات غير المبررة التي تعرضت لها الحكومة اللبنانية بسبب موقف رئيسها نجيب ميقاتي المؤيد للقضية الفلسطينية والداعم للحق الانساني لأهالي قطاع غزة، الا ان الأداء الحكومي لا يزال ضمن السقف الوطني الذي يمنع انهيار الواقع الداخلي وحصول تشققات داخل البنية الاجتماعية، تؤثر، في هذه اللحظة الخطيرة، على السلم الأهلي، وهذا ما يبدو واضحاً من خلال اصرار المنظومة الحكومية على عدم الرضوخ للضغوط الاعلامية.



يركز بعض من يهاجم الحكومة اللبنانية على فكرة أنها تعطي غطاءً لـ "حزب الله" في معركته الحالية، وهذا الأمر فيه الكثير من المغالطات، أولها وأهمها أن الموقف الرسمي اللبناني يتماشى بشكل كامل مع الموقف العربي الرسمي ولا يتخطاه، وهو موقف تتبناه الغالبية العظمى من الحكومات العربية بمختلف إنماءاتها، وهذا يعني ان لبنان ليس جزءاً من اي انقسام عربي – عربي ولن يكون.

ثانياً، تعمل الحكومة وفق اسلوب واستراتيجية واقعية، فهي أولاً لا يمكن لها ان تكون معادية لجزء من الشعب اللبناني خلال المعركة مع إسرائيل، بغض النظر عن الموقف الحقيقي مما يقوم به، علماً أن تجاوب "حزب الله" مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وعدم الذهاب إلى تصعيد شامل في الحرب كان واضحاً وقد ركز عليه ميقاتي في أكثر من تصريح رسمي مؤيداً عدم جرّ لبنان إلى معركة كبرى لا يتحملها بسبب الازمة التي يمر بها منذ سنوات.

اما ثالثاً والأهم، فمن الواضح أن الولايات المتحدة الاميركية متعايشة مع هذا الحجم من التصعيد العسكري في الجنوب، بمعنى آخر فإن كل المبعوثين الاميركيين الذين وصلوا سابقاً الى بيروت لم يطرحوا فكرة وقف اطلاق من جانب الحزب قبل وقف اطلاق النار في غزة، اذ بات هناك قناعة حاسمة لدى الاميركيين بأن التسوية يجب ان تكون شاملة وهم يعملون وفق هذه القاعدة، وهذا ما يقوي الموقف اللبناني والموقف الفلسطيني معاً.

من هنا تصبح الاصوات المنتقدة للاداء الحكومي، والذي ساهم بالحفاظ اولاً على السلم الأهلي وثانياً الإتزان في الموقف العربي، مجرد مزايدات سياسية وليس أكثر، خصوصاً أن خصومة هؤلاء مع "حزب الله" ليست أكبر من خصومة الأميركيين، وعليه فإن ادارة الحكومة للازمة الحالية كان ضرورياً ولم يكن ممكناً التعايش مع مثل هكذا تطورات في المنطقة من دون وجود حكومة فاعلة تجتمع وتحدد التوجهات العامة للبلد وتتواصل مع الافرقاء المعنيين.

تفرض التطورات الحالية المزيد من الحذر، خصوصا ان الواقع الميداني لا يزال مفتوحا على كل الاحتمالات، لكن الاكيد ان التضامن داخل مجلس الوزراء قوي جدا. وبعيدا عن الهجوم السياسي، يبدو الرأي العام اللبناني مقتنعاً بشكل نهائي بأهمية عمل واجتماع الحكومة وبأحقية موقفها المتوازن من الاحداث والتطورات، وهذا امر يعلمه المعارضون لذلك باتوا في الايام الاخيرة يحولون معارضتهم وانتقاداتهم الى مجرد حالة فولكلورية...  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

“أراكم في20يناير”.. ترامب ينتقد الحكومة الحالية ويعد بإعادة عظمة أمريكا

انتقد الرئيس الأمريكي المنتخب حديثًا، دونالد ترامب، بشدة الحكومة الحالية في الولايات المتحدة، واصفًا البلاد تحت قيادتها بأنها “كارثة” و”قضية مثيرة للسخرية” في نظر العالم.

 

وعلى منصة “تروث سوشيال” (True Social)، اتهم ترامب الحكومة الحالية بسياسة “الحدود المفتوحة”، بالإضافة إلى القيادة الضعيفة وغير الفعالة، مما أدى، حسب قوله، إلى الوضع الراهن.

 

ووجه ترامب انتقادات محددة لوزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي والديمقراطيين على المستويات المحلية والولائية، متهمًا إياهم بالفشل في القيام بمهامهم. ووفقًا له، فإن هذه المؤسسات، بدلاً من حماية الأمريكيين، قد ركزت على “الهجمات غير القانونية” عليه وتجاهلت التهديدات والعنف، سواء من الخارج أو الداخل.

 

اقرأ أيضا

خبر يربك خطط عطلة نهاية الأسبوع في إسطنبول

الخميس 02 يناير 2025

قال ترامب: “يجب على الديمقراطيين أن يخجلوا من أنفسهم لأنهم سمحوا بحدوث هذا لبلدنا”. وحذر من خطورة الوضع،  مشيرًا إلى ضرورة إشراك وكالة المخابرات المركزية “قبل فوات الأوان”.

وأضاف إن القوة والقيادة القوية هي الوحيدة القادرة على وقف الأزمة الحالية في الولايات المتحدة.

مقالات مشابهة

  • السيد البدوي: الحكومة الحالية تسير بخطى جيدة على طرق الإصلاح الاقتصادي
  • الموقفُ اليمني المساند لغزة وانزعَـاجُ الإعلام العربي
  • هل من حق الحكومة السورية الحالية إعلان حالة الحرب؟.. خبير سياسي يوضح
  • مجلس وزراء الداخليَّة العرب يحتفل بالأسبوع العربي للتوعية بمخاطر الإرهاب
  • جنرال أمريكي لقادة الجيش اللبناني: إسرائيل تريد مزيدا من الوقت لإنهاء قدرات حزب الله
  • إتصالٌ بين ميقاتي والشرع ودعوة رئيس الحكومة لزيارة سوريا
  • إيلون ماسك يهاجم السلطات البريطانية: الشعب لا يريد الحكومة الحالية
  • عن تفتيش الطائرة الإيرانيّة... هذا ما أعلنه وزير الداخليّة
  • “أراكم في20يناير”.. ترامب ينتقد الحكومة الحالية ويعد بإعادة عظمة أمريكا
  • تمديد مهلة الستين يوماً… هل تشتعل الحرب من جديد؟!