على الرغم من عدم التفاؤل في التوصل لاتفاق وشيك بين حركة حماس وإسرائيل في ما يتعلق باتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي فلا يزال يقبع تحت هول الحرب الإسرائيلية منذ 4 أشهر، يبدو أن إسرائيل قدمت اقتراحاً جديداً.

فقد أفاد مصدران مطلعان، اليوم الثلاثاء، بأن إسرائيل عرضت مقترحا يقضي برحيل كبار قادة حماس عن القطاع، ضمن ما وصفته بأنه اتفاق أشمل لوقف إطلاق النار في غزة.

كما كشفا أن الاقتراح نوقش مرتين على الأقل الشهر الماضي من قبل رئيس الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد)، إحداهما في العاصمة البولندية وارسو والثانية خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، لتل أبيب، حسب ما نقلت شبكة "سي.إن.إن".

أسماء القادة الكبار إلا أن المناقشات لم تتطرق على ما يبدو لأسماء القادة الكبار الذين تقترح إسرائيل رحيلهم عن القطاع الذي يشن فيه الجيش الإسرائيلي حربا ضارية منذ نحو 4 أشهر. إلى ذلك، بحث رئيس الموساد المقترح أيضا مع مدير الاستخبارات المركزية الأميركية وليم بيرنز.

علماً أن رئيس وزراء قطر وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أبلغ بلينكن في الدوحة أن هذا المقترح غير قابل للتطبيق، لأن حماس لا تثق بأن إسرائيل ستوقف حربها حتى لو وافق قادتها على الخروج.

 أتى الكشف عن هذا المقترح الإسرائيلي وسط تكثيف النشاط الدبلوماسي لمحاولة التوصل لوقف طويل للقتال وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين منذ السابع من أكتوبر الماضي في غزة.

هدنة لشهرين كما جاء بالتزامن مع مقترح إسرائيلي آخر قدم عبر الوسيطين القطري والمصري، يتضمن هدنة لشهرين مقابل إطلاق الحركة سراح جميع الأسرى الذين تحتجزهم.

ونصّ هذا الاقتراح الإسرائيلي على الإفراج عن جميع المحتجزين في غزة على مراحل، تشمل أولاها النساء المدنيات، والرجال الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً.

أما في المراحل اللاحقة فيتمّ الإفراج عن النساء العسكريات ثم عن الرجال المدنيّين الذين تقلّ أعمارهم عن 60 عاماً، ثم عن العسكريين الرجال، وأخيراً عن جثامين الأسرى الإسرائيليين.

وفي إطار الخطة يتعيّن على إسرائيل وحماس الاتّفاق مسبقاً على عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتمّ الإفراج عنهم مقابل كلّ أسير إسرائيلي يتمّ إطلاق سراحه، وذلك وفقاً للفئة التي ينتمي إليها، ومن ثم الاتفاق على أسماء الفلسطينيين الذين سيتمّ الإفراج عنهم، بحسب موقع أكسيوس.

إلا أن هذه الخطة لا تلحظ نهاية للحرب بين إسرائيل وحماس أو حتى حلاً سياسياً طويل الأمد، بل إعادة انتشار للقوات الإسرائيلية خارج المدن الرئيسية في القطاع الفلسطيني وعودة تدريجية لمئات آلاف الفسطينيين الذين نزحوا من شمال القطاع إلى جنوبه.

جاء نشر تفاصيل هذه الخطة في الوقت الذي يزور فيه كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك كلاً من مصر وقطر هذا الأسبوع.

يذكر أن هدنة سابقة كانت استمرّت أسبوعاً في أواخر نوفمبر الماضي (2023) أتاحت إطلاق سراح حوالي مئة أسير من الذين اختطفتهم حماس من جنوب إسرائيل خلال هجومها الباغت على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في غلاف غزة يوم السابع من أكتوبر.

ويومها أطلقت الحركة سراح هؤلاء الأسرى مقابل وقف إسرائيل إطلاق النار وإفراجها عن 240 سجيناً فلسطينياً.

وبحسب السلطات الإسرائيلية التي تتعرّض لضغوط شديدة من عائلات الأسرى للقبول باتفاق تبادل جديد فإنّ 132 أسيرا لا يزالون محتجزين في قطاع غزة، 28 منهم يعتقد أنّهم ماتوا

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري إسرائيلي يؤكد رغبة الجيش بوقف القتال في قطاع غزة

أكد خبير عسكري إسرائيلي، اليوم الأربعاء، ما ذكرته تقرير صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، بشأن وجود رغبة حقيقية لدى الجيش لوقف القتال في قطاع غزة، حتى لو بقيت حركة حماس في السلطة مؤقتا.

وقال المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية رون بن يشاي، إنه "لا بد من توضيح بعد الأمور بناء على زيارات متكررة لمناطق القتال، وبناء على اجتماعات عقدتها مؤخرا مع كبار الضباط في الجيش الإسرائيلي وفي جهاز الأمن على أعلى المستويات، حتى قادة الفرق والكتائب".

وأوضح بن يشاي أن مزاعم رغبة الجيش الإسرائيلي في التوصل إلى وقف إطلاق النار، حتى لو بقيت حماس في السلطة مؤقتا، هي صحيجة جزئيا فقط، مضيفا أنه "بناء على المحادثات التي أجريتها، يتضح لي أن قيادة الجيش وجهاز الأمن من وزير الدفاع وما فوق، لا يريدون التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة".

وتابع: "لكن في ضوء الإنجازات في القتال حتى الآن، أبلغ رئيس الأركان والقادة رئيس الوزراء أنهم مستعدون للموافقة على وقف إطلاق النار إذا كان ذلك سيؤدي لصفقة لإطلاق سراح جميع الرهائن، الأحياء والأموات".



وبيّن أن "كبار قادة الجيش قالوا بوضوح لنتنياهو أنهم يريدون إنهاء حكم حماس في القطاع ولم يتنازلوا عن الهدف المتمثل في إسقاط حماس عسكريًا وحكوميا، ولكن إطلاق سراح الرهائن الآن يأتي في المقام الأول وليس من الضروري السعي لتحقيق إسقاط حماس وإطلاق سراح الرهائن بالتزامن".

وذكر بن يشاي أن "نتنياهو يقبل فعلا هذا الموقف، الذي يتماشى مع اقتراح الرئيس الأمريكي جو بايدن، وهو في الأصل اقتراح إسرائيلي"، مبينا أنه "صحيح هناك خلافا بين نتنياهو وكبار قادة الجيش ووزير الدفاع، لكن ليس بسبب رفض نتنياهو إنهاء الحرب لإطلاق سراح الرهائن، بل بسبب ثلاثة مواضع أخرى".

وأردف قائلا: "الأول هو محاولة نتنياهو والوزراء في الحكومة تحميل المسؤولية الكاملة عن فشل 7 أكتوبر للجيش ومجتمع الاستخبارات".

واستكمل بقوله: "الموضوع الثاني هو رفض نتنياهو الموافقة على تنفيذ خطة حكم بديلة لحماس في قطاع غزة. هذه الخطة التي تتحدث عن إنشاء "فقاعات إنسانية" تحت سيطرة جهات غزاوية ليست حماس، جاهزة للتنفيذ في جهاز الأمن، لكن نتنياهو، بسبب خوفه من معارضة الوزراء في حكومته، لا يوافق على تنفيذها ولا يوافق على إشراك السلطة الفلسطينية فيما يسمى "اليوم التالي".

وذكر أن "النقطة الثالثة للخلاف هي أن نتنياهو لا يدعم الإجراءات الإنسانية، التي يتخذها جهاز الأمن لتعزيز الشرعية الأمريكية والدولية لاستمرار القتال في اجتماعات الكابينت والحكومة. في الاجتماعات المغلقة، يوافق نتنياهو على هذه الإجراءات الإنسانية، والضباط يلاحظون أنه يفهم جيدًا الحاجة إلى اتخاذها".

واستدرك قائلا: "لكن عندما يسمح الجيش ومنسق أعمال الحكومة في المناطق بخط كهرباء لتشغيل محطة لتحلية المياه في منطقة اللاجئين والمشردين الغزاويين، لا يدعم نتنياهو الجيش عندما يتم نشر الأمر ويدعي في الغالب أنه لم يكن على علم به".



وأكد أن "الحقيقة هي أن كبار قادة الجيش يعتقدون أن وقف إطلاق النار في القطاع، إذا كان هناك صفقة رهائن، قد يسهل أيضًا التوصل إلى اتفاق دبلوماسي في الشمال مع حزب الله والحكومة اللبنانية. في هذا الصدد، لا يوجد خلاف بين نتنياهو ووزير الدفاع ورئيس الأركان وكبار قادة الجيش. هم جميعًا يتفقون على هذا الأمر".

وتابع قائلا: "مع ذلك، ليس صحيحًا أن الجيش يعاني من نقص في الذخائر وقطع الغيار للدبابات والجرافات المشاركة في القتال. كما أن توقف شحنات القنابل الثقيلة من الولايات المتحدة لا يسبب نقصًا. لكن الجيش يدير اقتصاد الذخائر لأنه يستعد لحرب في الشمال قد تكون شديدة، مكثفة وربما طويلة الأمد".

ولفت إلى أنه "بالنسبة للادعاء بشأن نقص الدافع بين المقاتلين، خاصة في وحدات الاحتياط - كل من يلتقي بالمقاتلين في قطاع غزة أو في الشمال يرى بنفسه أن الدافع للقتال مرتفع جدًا. هناك بالفعل انخفاض في نسب الحضور، ولكن بنسبة قليلة جدًا".

وختم قائلا: "بالنسبة للادعاء بأن كبار قادة الجيش وجهاز الأمن يخشون من مواجهة واسعة مع حزب الله. بقدر ما أستطيع أن أقول، لا أساس لهذا في الواقع. من يعرف ما يقال في الاجتماعات المغلقة، حتى مع رئيس الوزراء، يعلم أن القيادة العليا في الجيش تضغط على نتنياهو لتسريع العملية التي تسمح بعودة المهجرين في الشمال إلى منازلهم؛ في البداية يجب إعطاء فرصة لتسوية دبلوماسية بوساطة الولايات المتحدة ودول أخرى، ولكن إذا لم ينجح ذلك، توصي القيادة العليا في الجيش بشكل قاطع للقيادة السياسية بالذهاب إلى الحرب".

مقالات مشابهة

  • ‏رويترز: اقتراح معدل بخصوص اتفاق حماس وإسرائيل ينص على إجراء محادثات بشأن إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين
  • رئيس الموساد إلى قطر ضمن محاولات التوصل إلى هدنة في غزة
  • إسرائيل ترفض التعهد بتحديد سقف زمني لإتمام المرحلة الثانية من هدنة غزة
  • تعديلات هدنة غزة تعيد الأمل للتفاوض
  • هدنة غزة.. نتنياهو يحدد موعد بحث "مقترحات حماس"
  • انفراجة جديدة بشأن حرب غزة.. التفاصيل الكامل بعد رد حماس والمرحلة المقبلة
  • الموساد: إسرائيل تدرس رد حماس على اقتراح وقف إطلاق النار في غزة
  • إسرائيل تدرس رد حماس على اقتراح لوقف حرب غزة
  • مكتب المبعوث الأممي: مفاوضات "مسقط" توصلت لتفاهم بإطلاق سراح "قحطان"
  • خبير عسكري إسرائيلي يؤكد رغبة الجيش بوقف القتال في قطاع غزة