شبكة اخبار العراق:
2025-02-02@13:46:54 GMT

حكاية الدولار المفقود

تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT

حكاية الدولار المفقود

آخر تحديث: 23 يناير 2024 - 9:52 صبقلم: سمير داود حنوش دون سابق إنذار قررت واشنطن فرض حصارها “الدولاري” على العراق لتجفيف البئر الذي كانت تغرف منه طهران لمساندة حلفائها في المنطقة.الولايات المتحدة قامت بتقليص حجم الكمية من الدولار إلى 75 في المئة، ذلك النقد الذي كان يرسل عبر طائرات شحن عملاقة إلى العراق لتمويل رواتب الموظفين والقوات المسلحة ومصاريف الدولة الأخرى.

فاجأ القرار الحكومة العراقية في هذا التوقيت، في حين كانت واشنطن تسمع وتشاهد شحنات الدولار تنتقل إلى الجارة إيران طوال السنوات السابقة عبر مزاد بيع العملة، تشترك معها دول وميليشيات مسلحة تمتلك مصارف وبنوكا للهيمنة على الدولار من السوق العراقي لتمويل أنشطتها واقتصاداتها المنهارة.الغضب الأميركي جاء نتيجة الدعم الإيراني لروسيا بمُسيّرات في حربها ضد أوكرانيا، والذي أدى إلى خفض كمية الدولار الأميركي الذي تبيعه الحكومة العراقية في ذلك المزاد للحصول على الدينار العراقي وتأمين الرواتب، ممّا يقارب مئتي مليون دولار إلى ربع هذا المبلغ يومياً، ما أدى إلى خفض قيمة النقد العراقي مقارنة بالأعوام السابقة وارتفاع في أسعار السلع والمواد الغذائية. كان التبرير بأن الجزء الأكبر من النقد الأميركي الذي يرسل إلى العراق يستقر في إيران وسوريا ولبنان وكذلك اليمن، ودليلهم أن عملات تلك الدول قد أصابها انهيار مواز لانهيار قيمة الدينار العراقي عند فرض الحصار، مما عزز النظرية الأميركية أن دولارها يستعمل خارج نطاق الاستعمال المحلي للحكومة العراقية.في ربيع عام 2012 نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” مقالاً مطولاً كشفت فيه عن تلقي النظام السوري الدولار الأميركي على شكل نقد من مصدر غير متوقع وهو العراق، رغم ذلك العداء المعلن الذي كانت تتسم به العلاقة بين النظام السوري ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في تلك الفترة، حين كان يتهم دمشق بالضلوع في تفجيرات الأسبوع الدامي التي طالت العراقيين وأحدثت خسائر بالأرواح والممتلكات في شهر آب/أغسطس 2009، حين تم استهداف وزارة المالية العراقية، حينها قررت حكومة المالكي تدويل قضية الإرهاب وتقديم شكوى ضد النظام السوري لدى الأمم المتحدة لولا الضغط الإيراني الذي أوقف تلك الإجراءات. تحت السمع والبصر الأميركي كان الدولار يُهرّب شرقاً وغرباً وكما يقولون “رُبَ ضارة نافعة”.الحرب الأوكرانية كشفت الاستنزاف الإيراني للاقتصاد العراقي لتمويل مشاريعها في المنطقة أو حتى في مناطق أبعد من الحدود العراقية.في الموازنة للسنوات الثلاث القادمة وضعت حكومة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني سعراً لصرف الدولار مقابل الدينار يعادل 1320 دينارا للدولار الواحد، لكن التهريب ظل مستمراً ولم تستطع الحكومة ضبط إيقاع تهريبه، ليصبح له سعر مواز في السوق المحلي يتخطّى السعر الرسمي بخسائر يتكبدها العراق، تذهب أرباحاً في أرصدة مصارف تمتلكها دول وميليشيات وشخصيات ترتبط بمصالح ونفوذ خارج الحدود العراقية. “العراق يخسر سنوياً أكثر من 21 مليار دولار جراء فرق العملة وهذه أكبر سرقة في تاريخ البلاد، في وقت تعجز فيه الحكومة والبنك المركزي العراقي عن السيطرة على السوق الموازي أو لا ترغب بذلك”، وفق إشارة من رئيسة كتلة الحراك الجديد في البرلمان العراقي سروة عبدالواحد.مليارات منهوبة بأسلوب مُشرعن تذهب إلى أحزاب وشركات ومصارف تابعة لشخصيات متنفذة تكفي لبناء المئات من المستشفيات والمدارس والمصانع.الصحوة المفاجئة لصانع القرار الأميركي بضرورة إلزام النظام المصرفي العراقي بلائحة القوانين المصرفية للبنك الفيدرالي الأميركي لمنع تهريب العملة، الذي كان يجري طوال سنوات سابقة تحت أنظار الفاعل الأميركي دون ردع أو عقوبة، كانت خطوة أثارت استهزاء أو استياء العراقيين الذين أيقنوا أنها خطوة لمعاقبتهم لذنب لم يقترفوه في التهريب الذي أشعل لهيباً في الأسعار، دون اكتراث من البعض الذي تحيط به منافع وملذات السلطة، في حين تعاني الأغلبية الصامتة من تأثيرات ارتفاع سعر الدولار على أسعار المواد الغذائية في الأسواق المحلية.يخبرنا الواقع أن الولايات المتحدة لا تكترث بمن وكيف ومتى يُسرق العراق، لكن المهم والأهم ألاّ يساهم دولارها في قتل حلفائها وجنودها وليذهب هذا البلد بما فيه إلى الجحيم.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: العراقیة فی الذی کان

إقرأ أيضاً:

ما الذي تحتاجه مذكرات التفاهم مع مصر للتحول إلى واقع؟ - عاجل

بغداد اليوم -  بغداد

تُشكّل مذكرات التفاهم التي وُقّعت بين بغداد والقاهرة خطوة مهمة في تعزيز العلاقات الثنائية، لكنها تطرح تساؤلات حول مدى قابليتها للتحول إلى اتفاقيات رسمية ذات طابع إلزامي. 

المختص في الشؤون القانونية، سالم حواس، أوضح لـ"بغداد اليوم"، أن هذه المذكرات ليست اتفاقيات بحد ذاتها، بل تمهيد لها، ويتطلب تحويلها إلى اتفاقيات مصادقة مجلس النواب العراقي.


توقيع 12 مذكرة تفاهم في مجالات مختلفة

تم خلال اجتماع اللجنة العليا العراقية المصرية أمس في بغداد توقيع 12 مذكرة تفاهم، شملت مجالات النقل البري، مكافحة الاحتكار، التنمية المحلية، التعاون الثقافي، تنظيم الرقابة المالية، الآثار والمتاحف، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى التعاون بين الغرف التجارية في البلدين.

وفي حزيران 2023، وقع العراق ومصر أكثر من عشر مذكرات تفاهم لتعزيز التعاون في مجالات التجارة، السياحة، الاستثمار، النقل، الثقافة، والآثار، بالإضافة إلى اتفاقيات أخرى سابقة تعود لعام 2020، لكن لم يتحقق تقدم يُذكر في تنفيذ هذه الاتفاقيات، ويعود ذلك إلى تعقيدات إدارية، وعدم توفر التمويل اللازم لبعض المشاريع، إلى جانب غياب آليات متابعة صارمة لضمان تنفيذها.

وتُعرف مذكرات التفاهم بأنها خطوات تمهيدية لعقد اتفاقيات رسمية ملزمة، لكنها لا تمتلك قوة قانونية تجبر الطرفين على التنفيذ الفوري. وفقًا للمختص في الشؤون القانونية سالم حواس، فإن تحويل مذكرات التفاهم إلى اتفاقيات حقيقية يتطلب موافقة البرلمان العراقي، وهو إجراء قد يستغرق وقتًا طويلاً، خاصة إذا كانت هناك خلافات سياسية أو اقتصادية حول مضمونها. 

ويضيف أن العراق وقع خلال السنوات الماضية العديد من مذكرات التفاهم مع دول عدة، لكن القليل منها تحول إلى اتفاقيات رسمية، وذلك لعدة أسباب تتعلق بالإرادة السياسية، البيروقراطية الإدارية، والتحديات المالية.

ومنذ سنوات، وقع العراق العديد من مذكرات التفاهم مع دول مختلفة في مجالات متعددة، بما في ذلك الاستثمار، التجارة، الأمن، النقل، الثقافة، والطاقة. 

ورغم توقيع هذه المذكرات بحضور رسمي وإعلامي كبير، إلا أن معظمها لم يُنفذ على أرض الواقع، ما يثير تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذا التعثر. فهل تعاني هذه الاتفاقيات من مشاكل فنية وإدارية، أم أن العوامل السياسية والاقتصادية تلعب الدور الأكبر في عرقلتها؟


عقبات أمام تفعيل الاتفاقيات

رغم أهمية هذه المذكرات، إلا أن التجارب السابقة تشير إلى أن العديد من مذكرات التفاهم التي وقعها العراق مع دول أخرى لم تتحول إلى اتفاقيات ملزمة، لغياب الإرادة السياسية، حيث يتم توقيع العديد منها لأغراض دبلوماسية وإعلامية أكثر منها لغايات تنفيذية حقيقية. 

كما أن البيروقراطية العراقية تشكل عائقًا أمام تنفيذ الاتفاقيات، إذ إن عملية تحويل مذكرة تفاهم إلى اتفاقية رسمية قد تستغرق سنوات بسبب تعقيدات إدارية داخل المؤسسات الحكومية. 

وإلى جانب ذلك، فإن الأوضاع المالية تلعب دورًا رئيسيًا، حيث تتطلب بعض المذكرات تخصيصات مالية كبيرة، وفي ظل الأزمات الاقتصادية التي مر بها العراق، يصبح من الصعب على الحكومة تأمين التمويل اللازم لهذه المشاريع.

وايضا، البيئة الاستثمارية غير المستقرة تمثل أيضًا أحد الأسباب التي تؤدي إلى تأجيل تنفيذ العديد من الاتفاقيات، حيث لا تزال التحديات الأمنية والسياسية تؤثر بشكل كبير على رغبة الدول والشركات الأجنبية في الالتزام بمشاريع طويلة الأمد داخل العراق. 

ورغم محاولات الحكومة تحسين مناخ الاستثمار، إلا أن العراق لا يزال يواجه عقبات كبيرة في جذب رؤوس الأموال الأجنبية، وهو ما ينعكس سلبًا على تنفيذ الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية.


ما الذي تحتاجه هذه المذكرات للتحول إلى واقع؟

في ضوء هذه التحديات، يبدو أن مستقبل مذكرات التفاهم يعتمد بشكل أساسي على قدرة العراق على إجراء إصلاحات إدارية واقتصادية، وتوفير بيئة أكثر استقرارًا لجذب الاستثمارات الأجنبية. 

فبدون إرادة سياسية حقيقية، وتسهيلات إدارية، وتخصيصات مالية مناسبة، ستبقى هذه المذكرات مجرد وثائق تُوقع في القمم والاجتماعات، دون أن تتحول إلى مشاريع ملموسة تعود بالفائدة على البلاد. 

السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل سيتمكن العراق من كسر هذه الحلقة المتكررة وتحويل وعود التعاون إلى إنجازات فعلية، أم أن الاتفاقيات ستظل مجرد أوراق تنتظر التنفيذ؟

المصدر: "بغداد اليوم"+ وكالات

مقالات مشابهة

  • (97) مليون برميل نفط الصادرات العراقية الى كوريا الجنوبية خلال 2024
  • الحزب الشيوعي العراقي ينتقد قرار الحكومة السورية بحل الحزب في البلاد
  • هل تترجم مذكرات التفاهم العراقية المصرية إلى منافع اقتصادية؟
  • ترامب: أي محاولة لاستبدال الدولار الأميركي ستواجه برسوم جمركية هائلة
  • ما الذي تحتاجه مذكرات التفاهم مع مصر للتحول إلى واقع؟
  • ما الذي تحتاجه مذكرات التفاهم مع مصر للتحول إلى واقع؟ - عاجل
  • هجوم مجهول على مخيم للاجئين الإيرانيين في أربيل العراقية
  • بالبث مباشر.. مقتل العراقي الذي أحرق المصحف الشريف بالسويد (فيديو) 
  • نهاية مأساوية لـ سلوان موميكا العراقي الذي أشعل غضب المسلمين بحرق المصحف.. فيديو
  • «الغرف التجارية العراقية»: ظهور «البريكس» أبعد تسيد الدولار واليورو للاقتصاد العالمي