سيناء أرض السلام.. أسرار تعانق برج الكنيسة ومئذنة الجامع بسانت كاترين |شاهد
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
يتعايش بدو سانت كاترين المسلمين الذين يخدمون الدير في محبة وود مع رهبان دير سانت كاترين، على مدار التاريخ كلا منهما يؤدي عبادته لله، البدو المسلمين يؤدون صلواتهم داخل المسجد الفاطمي والراهبان يتعبدون في كنيسة الدير .
يقول رمضان الجبالي حامل مفتاح دير سانت كاترين إن البدو المسلمين الذين يخدمون الدير يعيشون في محبة وسلام مع رهبان الدير رغم أن لكل منهما عقيدته مشيرا إلي أن سانت كاترين أرض السلام والمحبة تخلو من كل مظاهر الجريمة والبغض والكراهية الجميع هنا يصلون معا ويعيشون في سلام .
أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية على تميز آثار مصر بالتفرّد والاستثنائية والتى تجسّد تعانق وتواصل الحضارات، ففى الوادى المقدّس طوى جاءت الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين لتتبارك بالبقعة المقدّسة الذى ناجى عندها نبى الله موسى ربه لتبنى كنيسة فى القرن الرابع الميلادى فى حضن شجرة العليقة الملتهبة، وجاء الإمبراطور جستنيان فى القرن السادس الميلادى ليبنى دير طور سيناء فى نفس البقعة ويدخل كنيسة العليقة الملتهبة داخل أسوار الدير وكل من يزورها حتى الآن يخلع نعليه تأسيًا بنبى الله موسى، ثم يتحول اسم الدير إلى دير سانت كاترين بعد العثور على رفات القديسة كاترين على أحد الجبال الذى حمل اسمها ويرتفع 2642 م فوق مستوى سطح البحر، وبعد دخول الإسلام إلى مصر اكتملت منظومة التعانق والتلاقى بين الأديان والحضارات فبنى المسلمون في العصر الفاطمي جامعًا داخل الدير لتلتقى الأديان في بوتقة واحدة.
وكشف الدكتور ريحان عن سر الصورة المحفوظة فى ذاكرة مصر والعالم والموجودة فى كل الكتب والبروشورات السياحية عن مصر وهى تعانق برج كنيسة التجلى مع مئذنة الجامع الفاطمى عند شجرة العليقة المقدسة الذى ناجى عندها نبى الله موسى ربه.
وأوضح أن البرج هو برج الناقوس الذى شيده راهب من سيناء يسمى جريجوريوس عام 1817م، ويشمل 9 أجراس معدنية مهداة من الكنيسة الروسية في العام ذاته، وجرس خشبى قديم يستخدم يوميًا، أمّا الأجراس المعدنية فتستخدم فى الأعياد، وهو البرج الخاص بكنيسة التجلي الكنيسة الرئيسية داخل الدير.
وعن المئذنة أوضح الدكتور عبد الرحيم ريحان أنها مئذنة الجامع الفاطمى الذى شيده داخل الدير الأمير أبو المنصور أنوشتكين الآمرى فى عهد الخليفة الفاطمى الآمر بأحكام الله عام 500هـ 1106م ناتج العلاقات الطيبة بين المسلمين والمسيحيين والتى بلغت أوجها فى العصر الفاطمى من خلال منشورات الأمان العديدة بحماية الرهبان وأملاكهم ومصالحهم ليصلى فيه البدو الذين يقومون على خدمة الدير من قبيلة الجبالية، وكذلك المسلمون الذين يسكنون فى ضواحى الدير ويقومون على خدمة الدير من نقل المؤن الخاصة بالدير من ميناء السويس وميناء الطور، وكذلك حماية الرهبان وليصلى فيه الحجاج المسلمون في أثناء زيارتهم الدير مع أشقائهم المسلمين فى طريقهم إلى مكة المكرمة للتبرك بالأماكن المقدسة عند جبل المناجاة، وترك الحجاج المسلمون كتابات تذكارية باقية فى تجويف محراب المسجد حتى الآن.
ونوه الدكتور ريحان إلى أن المئذنة تقع بالركن الشمالى الشرقى من الجامع مبنية من الحجر الجرانيتى غير المنتظم والدبش المتوفر فى المنطقة، مدخلها فى الضلع الغربى من الدورة الأولى ولها درج خشبى من الداخل، ارتفاعها 12م تتكون من دورتين، الأولى 3.50م طولًا، 3م عرضًا تنتهى بشرفة تبرز 50سم عن سمت الحائط الذى يبلغ سمكه 75 سم.
أما الثانية فهى مربعة، طول الضلع فيها 2.55م، وسمك الحائط 45سم، تغطيها قبة ، وتنتمى هذه المئذنة للمآذن ذات الطوابق المربعة المسقط التى عرفت فى العصر الفاطمى ولكنها هنا بشكل أكثر بساطة، وتعتبر أقدم مئذنة باقية من العصر الفاطمى بعد مئذنتا جامع الحاكم بأمر الله بشارع المعز لدين الله.
وأشار الدكتور ريحان إلى وجود أدلة أثرية على بناء الجامع داخل الدير من وجود كرسى شمعدان من الخشب داخل الجامع عليه نص كتابى من عهد الإنشاء فيه اسم منشئ الجامع وهو أبى المنصور أنوشتكين الأمرى، نسبة إلى الخليفة الآمر بأحكام الله الذى بنى هذا الجامع وثلاثة جوامع أخرى، وكذلك وجود نص كتابى محفور على واجهة منبر الجامع بالخط الكوفى يشير إلى بناء الجامع فى عهد الآمر بأحكام الله الموجود اسمه بهذا النص وتاريخ الإنشاء، واسم منشئ هذا المنبر المخصص للجامع وهو الأفضل بن بدر الجمالى عام 500هـ.
تخطيط الجامع مستطيل، جداره الجنوبى 9.88م ، الشمالى 10.28م ، الشرقى 7.37م ، الغربى 7.06م وارتفاعه من الداخل 5.66م، وينقسم إلى ستة أجزاء بواسطة عقود نصف دائرية، ثلاثة عقود موازية لجدار القبلة وأربعة متعامدة عليه ، له ثلاثة محاريب، الرئيسى متوج بعقد ذو أربعة مراكز كالموجود فى الجزء القديم من الجامع الأزهر، وله منبر خشبى آية فى الجمال يعد أحد ثلاثة منابر خشبية كاملة من العصر الفاطمى الأول منبر جامع الحسن بن صالح بالبهنسا ببنى سويف، والثانى منبر الجامع العمرى بقوص كما يشبه المنبر الخشبى بمسجد بدر الدين الجمالى الذى يعود تاريخه إلى 484هـ ، 1091م المنقول من عسقلان إلى الحرم الإبراهيمى بفلسطين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المئذنة دير سانت کاترین داخل الدیر الدیر من
إقرأ أيضاً:
شاهد| الجاسوس سنان يكشف تفاصيل دقيقة عن مراحل التجنيد والتدريب والأجهزة المستخدمة والمهام المُنفذّة (فيديو)
يمانيون |
بثّت وزارة الداخلية، عصر اليوم السبت، اعترافات الجاسوس “سنان عبد العزيز علي”، البالغ من العمر 24 عامًا، والذي يعدّ أحد أبرز أعضاء الخلايا العنقودية التابعة لشبكة تجسس تعمل لصالح “غرفة العمليات المشتركة للعدوّ الأمريكي الصهيوني السعودي” ومقرها الرياض، كاشفةً عبر اعترافاته تفاصيل دقيقة عن مراحل التجنيد، التدريب، الأجهزة المستخدمة، والمهام التي كُلّف بها ضد الجمهورية اليمنية وقواتها المسلحة.
أقرّ الجاسوس “سنان” بأنه جُنّد أثناء وجوده في السعودية بعد انتهاء إقامته وتركه للعمل، حيث تم استقطابه في نهاية عام 2023م عبر شخص سعودي الجنسية يُدعى “محمد”، زعَم في البداية أن العمل ضمن شركة مرتبطة بمنظمة دولية لتعداد السكان، قبل أن يتضح لاحقًا أنها واجهة لجهاز استخبارات.
لاحقًا، انتقل التواصل إلى ضابط سعودي يُدعى “سعد” قابله في فندق ومول “بانوراما مول” شمال الرياض، ليبدأ معه أولى مراحل التدريب الميداني على جمع المعلومات ورفع التقارير التفصيلية عن الأهداف الحيوية والمواقع المدنية والعسكرية داخل اليمن.
وبيّن الجاسوس أن تدريبه الأولي شمل إعداد تقارير دقيقة عن مواقع مثل المولات والمباني السكنية، تضمنت تفاصيل عن المساحة وعدد العمال والحراسة ومداخل ومخارج المواقع.
ثم انتقل إلى مرحلة متقدمة من التدريب تحت إشراف ضباط سعوديين وأمريكيين، بينهم “الضابط جون” و”الضابط مايكل”، حيث تم تعليمه استخدام أجهزة تجسس حديثة على شكل أدوات عادية، مثل ريموت سيارة مزود بكاميرا تصوير، وجهاز أسود لسحب شبكات الهواتف المحمولة على بعد عشرات الأمتار، إضافة إلى جهاز تتبع مغناطيسي بحجم اليد يثبت أسفل السيارات لتحديد تحركاتها. كما تم تدريبه على التصوير بالبث المباشر عبر تطبيق خاص في الهاتف، يُرسل من خلاله رابط مباشر إلى غرفة العمليات التي توجهه أثناء التصوير في الميدان.
وأوضح “سنان” أنه استلم من ضباط المخابرات أجهزة متعددة، بينها هاتف “جالكسي 14” مزود بتطبيقات خاصة للتصوير والتواصل، وجهاز لابتوب، وسماعة بلوتوث لتلقي الأوامر، فضلًا عن سيارة “كيا برايد 2012م” تم تجهيزها في صنعاء بثلاثة إلى أربعة أجهزة تجسس مخفية، منها كاميرا سرية في باب الصندوق الخلفي موصولة ببث مباشر لغرفة العمليات في الرياض، وجهاز تعقب أسفل الطبلون، وجهاز تخزين كبير السعة، إضافة إلى شريحة خاصة بالاتصال السري داخل درج السيارة. كما زُود بكتل أسمنتية مجوفة تحتوي على كاميرات داخلية وأجهزة إرسال تُستخدم للبث الميداني والتصوير دون إثارة الشبهات.
واعترف الجاسوس بتنفيذه نحو مئة مهمة استخباراتية، 70% منها داخل صنعاء، وشملت رصد مواقع حساسة ومؤسسات حكومية وعسكرية ومساجد وفنادق وفلل ومخازن ومستودعات.
كما كُلّف بتوثيق نتائج الغارات الصهيونية التي استهدفت مواقع يمنية في فترات سابقة، من خلال تصوير الأضرار وجمع العينات بعد الضربات. ومن بين تلك المهام مراقبة “الصالة الكبرى” و”صالة الخيول” ومواقع أخرى كانت قد تعرضت لغارات، حيث كان الهدف جمع معلومات دقيقة عن الخسائر البشرية وتحديد اتجاهات الضربات ونقاط الاستهداف.
كما أوضح أنّه تلقّى أوامر خاصة من ضباط سعوديين برصد تحركات القوات المسلحة اليمنية داخل العاصمة، وتصوير الآليات والمركبات التابعة لها، ومتابعة أماكن يُشتبه بانطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة منها باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأكد أن الضابط السعودي الملقب بـ”عبد الله” كان يشرف على مهامه الروتينية في الأشهر الأولى، فيما تولى ضابط آخر يُدعى “أبو سيف” الإشراف على العمليات الحساسة، منها مهام جمع المعلومات حول المواقع المستهدفة بعد الضربات الجوية، بينما أشرف على آخر مراحل نشاطه ضابط سعودي يُدعى “أبو مروان”، وكانت أول مهمة له تحت إشرافه في مطار صنعاء.
وفي ختام اعترافاته، أكد الجاسوس “سنان عبد العزيز” أنه تم ضبطه في الثامن من ذي الحجة 1446هـ بعد عملية أمنية دقيقة نفذتها الأجهزة المختصة، مشيرًا إلى أن سقوطه بيد الأجهزة اليمنية جاء نتيجة تورطه في العمل لصالح المخابرات السعودية والأمريكية ضمن شبكة تجسس واسعة كانت تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد وجمع معلومات ميدانية لصالح غرفة العمليات المشتركة للعدو الأمريكي الصهيوني السعودي.
???? من اعترافات الجاسوس سنان عبدالعزيز علي:
تدريب مشترك سعودي–أمريكي في الرياض… وتكليفه بزرع أجهزة بث مباشر داخل سيارة للتجسس على منازل وجوامع وفنادق ورفعها لغرفة العمليات المشتركة للعدو#ومكر_أولئك_هو_يبور pic.twitter.com/DpnjWUEz3v
— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) November 15, 2025