الجارديان: واشنطن تمارس ضغوطا على إسرائيل من أجل حماية المدنيين في غزة
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
ذكرت صحيفة «الجارديان» البريطانية أن الولايات المتحدة ما زالت تمارس ضغوطا على الجانب الإسرائيلي من أجل حماية المدنيين في قطاع غزة، خلال الحرب الضروس التي تشنها القوات الإسرائيلية في القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي.
ولفتت الصحيفة في تقرير إخباري إلى أن البيت الأبيض طالب إسرائيل بحماية المدنيين من المرضى، والكوادر الطبية أثناء قصف المستشفيات في قطاع غزة بعد ورود أنباء عن استهداف القوت الإسرائيلية لإحدى مستشفيات القطاع.
وتسلط الصحيفة الضوء على قيام القوات الإسرائيلية باحتجاز الكوادر الطبية في مستشفى الخير بالقطاع، طبقا لمصادر فلسطينية، بينما تحاصر الدبابات الإسرائيلية مستشفى الأمل.
ويشير التقرير إلى تصريحات المتحدث الرسمي باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي أمس الإثنين، التي يقول فيها" إنه إذا كان من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها، فإن الولايات المتحدة ترى أن يكون ذلك الدفاع متوافقا مع القانون الدولي لحماية المدنيين ولاسيما من المرضى والكوادر الطبية في المستشفيات".
ويلفت التقرير إلى أن القوات الإسرائيلية بدأت في التقدم لأول مرة صوب منطقة ماواسي بالقرب من البحر المتوسط غرب مدينة خان يونس وهي المدينة الرئيسية في جنوب القطاع، في عملية عسكرية وصفها الفلسطينيون بأنها الأكثر دموية خلال الشهر الجاري.
وتسلط الصحيفة الضوء على تصريحات المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر توماسو ديلا لونجا التي يعبر فيها عن مخاوفه الشديدة جراء الممارسات الإسرائيلية في المرافق الطبية بالقطاع.
ويشير المقال في الوقت نفسه إلى تصريحات المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة أشرف القدرة التي يقول فيها" إن الغارات الإسرائيلية تسببت في مقتل 50 فلسطينيا على الأقل في خان يونس، بينما تحاصر القوات الإسرائيلية العديد من المرافق الطبية في القطاع وهو ما يعني حرمان عمال الإغاثة من الوصول إلى الجرحى والقتلى جراء القصف الإسرائيلي داخل تلك المرافق".
ويلفت "القدرة" في الوقت نفسه إلى أن قوات الاحتلال منعت سيارات الإسعاف من التحرك لنقل جثث الضحايا والجرحي من غرب خان يونس.
ويوضح التقرير أن القصف الإسرائيلي استهدف أيضا أربع مدارس في منطقة ماواسي والتي من المفترض أنها منطقة آمنة طبقا لما أعلنته القوات الإسرائيلية، والتي أعلنت كذلك أنها لن تشن أية عمليات عسكرية هناك.
وتوضح الصحيفة أن معظم سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يتكدسون حاليا في الخيام المتهالكة والمرافق العامة التي حولوها إلى مراكز إيواء في مناطق جنوب مدينة خان يونس عند مدينة رفح.
ويلفت التقرير في الختام إلى أن قطاع غزة بات يعاني من العديد من المشكلات الأخرى جراء الحرب حيث لا تتوافر في الوقت الحالي خدمات الانترنت والاتصالات لما يقرب من 10 أيام وهو ما يحول دون التواصل مع سيارات الإسعاف للوصول إلى المناطق التي استهدفتها القوات الإسرائيلية.
اقرأ أيضاًمصطفى بكري معقبا على أكاذيب دولة الاحتلال: احذروا اللحم المصري شديد المرارة
مشاهد التحام مقاتلي «القسام» مع قوات الاحتلال في شمال قطاع غزة | فيديو
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فلسطين الاحتلال واشنطن الولايات المتحدة الاحتلال الإسرائيلي غزة الجارديان امريكا المدنيين في غزة الجارديان البريطانية حماية المدنيين في غزة القوات الإسرائیلیة قطاع غزة خان یونس إلى أن
إقرأ أيضاً:
انتعاش صناعة الفخار في غزة لتعويض نقص الأواني جراء حرب إسرائيل
تنتعش صناعة الفخار التقليدية جزئيا في قطاع غزة بعد تراجعها لسنوات، مع اضطرار الفلسطينيين إلى إيجاد حلول بديلة لتعويض النقص الحاد في الأطباق وأواني الطعام، في القطاع الذي دمرته حرب إسرائيل المستمرة على القطاع منذ 14 شهرا.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن، جعفر عطا الله (28 عاما)، وهو صاحب ورشة لصناعة الفخار، في دير البلح (وسط قطاع غزة) أنه يواجه "طلبا غير مسبوق" على الأطباق والأواني الفخارية.
وبعدما تراجعت في العقد الأخير، يبدو أن صناعة الفخار على الطريقة الفلسطينية التقليدية عادت إلى الظهور بوصفها بديلا يسهّل حياة النازحين قليلا مع انعدام خيارات أخرى في المنطقة.
ويؤكد عطا الله، الذي يتحدر من عائلة اشتهرت بصناعة الأواني الفخارية، أنه يعمل بلا توقف لتلبية الطب المتزايد.
ويقول إنه قادر على صناعة نحو 100 قطعة يوميا، غالبيتها أوان للحساء والأوعية التي يوضع فيها الطعام أو يطهى فيها، مثل الزبدية والإبريق والأكواب.
ويضيف أنه كان قبل الحرب ينتج نحو 1500 قطعة فخارية في اليوم الواحد في مشغله في حي "الفواخير" في منطقة الدرج شمال وسط مدينة غزة.
وكان الحي يضم عشرات الورش ومصانع الفخار قبل الحرب الأخيرة، لكنها دمرت كلها تقريبا في القتال المتواصل منذ 14 شهرا.
إقبال كبير على أواني الفخار بغزة بسبب انقطاع الأواني المعدنية والبلاستيكية (رويترز) ارتفاع الأسعاروأدت الحاجة المتزايدة للأواني الفخارية إلى ارتفاع كبير في الأسعار.
ويقول عطا الله -الذي نزح مع عائلته من مدينة غزة إلى دير البلح- إنه يبيع كل قطعة في مقابل 10 شيكلات (2.7 دولار)، أي أكثر بنحو 5 مرات تقريبا عن سعرها قبل الحرب.
وكانت غزة تخضع لحصار بري وجوي وبحري فرضته إسرائيل منذ 2007، غير أن الوضع تدهور بشكل كبير جدا منذ اندلاع حرب إسرائيل على القطاع.
وتشير منظمات الإغاثة الدولية بانتظام إلى صعوبات كبيرة في إدخال السلع الشحيحة وتوزيعها في قطاع غزة بسبب القيود الإسرائيلية.
وتوقفت مصانع قطاع غزة عن الإنتاج بسبب الدمار الذي لحق ببعضها أو بسبب الحرب، بينما أغلقت أخرى بسبب عدم توافر المواد الخام وانقطاع الكهرباء.
وتسببت الحرب في شلل القطاع الصناعي بغزة، بينما تكافح المستشفيات أيضًا للحصول على الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء لتوفير الحد الأدنى من الرعاية الصحية.
وفتح عطا الله بعد نزوحه ورشة عمل صغيرة في ظل خيمة بلاستيكية زرقاء اللون، وهو يجبل الطين الأحمر بيديه لصناعة الأواني الفخارية، ثم يتركها لتجف في الشمس وتتحول إلى لون الطين المألوف.
أما في السابق، فكان يصنعها بآلات ويجففها في فرن مخصص لذلك.
أهالي قطاع غزة لجؤوا إلى الأواني الفخارية مع تكرار النزوح (رويترز) ابتكارات للصمودورغم توافر الأواني المعدنية والمصنوعة من الألمنيوم والزجاج والخزف قبل اندلاع الحرب، فإن كثيرا كانوا يحرصون على اقتناء الأواني الفخارية إذ تفضل بعض العائلات إعداد الأطعمة التقليدية فيها، لأنها تحافظ على مذاق مميز.
تقول لارا الترك: "بعد 13 شهرا على بدء الحرب، ذهبت إلى السوق لشراء الأطباق وأدوات المائدة، وكل ما تمكنت من العثور عليه هو هذا الإناء الفخاري".
وتضيف الترك (40 عاما) وهي ربة عائلة وتقيم في مركز إيواء مؤقت في مخيم النصيرات، المجاور لمخيم ومدينة دير البلح، "اضطررت إلى شرائه لإطعام أطفالي"، وتقول إن سعر الإناء الفخاري أصبح الآن "أكثر من ضعف" ما كان عليه قبل الحرب.
وفي الأسواق المقامة على جوانب الطريق، الخيار الآخر الوحيد المتاح هو الصحون المخصصة للاستخدام لمرة واحدة في حال توافرها.
وفي قطاع غزة، حيث توقفت شبكة توزيع المياه عن العمل بسبب الضرر الكبير اللاحق بها، أصبحت أواني الشرب الفخارية شائعة في الصيف، لأنها تحافظ على المياه باردة وصالحة للشرب لفترة أطول. ويحصل النازحون على هذه المياه من نقاط قليلة توفرها منظمات إنسانية أو جمعيات خيرية محلية.
ودفعت الحرب كل سكان القطاع تقريبا، والبالغ عددهم نحو 2.4 مليون شخص، للنزوح مرة واحدة على الأقل خلال العام الماضي، وفقا للأمم المتحدة. ويشار إلى أن نحو ثلثي سكان القطاع بالأصل من لاجئي عام 1948.
وبات أكثر من 1.5 مليون منهم يعيشون في خيام أو مراكز إيواء في مدارس تابعة لوكالة الأونروا وآلاف منهم على الأرصفة.
وبعد كل أمر يصدره الجيش الإسرائيلي بالإخلاء، ينطلق مئات الأشخاص على الطرقات، سيرا على الأقدام بغالبيتهم، وهم يحملون بعضا من مقتنياتهم وبينها في غالب الأحيان أوان من الألمنيوم أو البلاستيك.
مع استمرار الحرب والنزوح المتكرر، تبدو الأمتعة التي يحملها الناس أقل.
ونتيجة لحروب عدة، اعتاد سكان قطاع غزة ابتكار طرق ووسائل جديدة للتعويض عن الصعوبات من أجل الاستمرار، مثل اعتمادهم على الحمير في النقل، وسط ندرة الوقود.