هروب القطعان من المعركة
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
في الليل. وفي حلكة الظلام الدامس كانت الأشباح تخرج من تحت رماد البنايات المهدمة في خانيونس. حاول العريف (شمويل) تفحصها بناظوره الحراري، فوقع بصره على اشكالها الهلامية المرعبة. كانت الأشباح بلا رؤوس، لكنها تتحرك بسرعات جنونية، وأحياناً تحوم حول دبابات الميركافا. وقع (شمويل) مغشياً عليه بعد نوبة من الرعاش والهلوسة.
في اليوم التالي كان معظم أفراد كتيبة القطعان يلوذون بالفرار، ويختبئون في ملاجئ الخطوط الخلفية. ويروون لبعضهم حكايات الأشباح ذات الرؤوس المقطوعة. .
انتشرت الروايات عن كوابيس العفاريت والجنيات، وتعمقت مظاهر الإرهاق والانزعاج، ثم ظهرت على القطيع كله بعد دخول الحرب شهرها الرابع، فالمصابون بالعاهات العقلية والنفسية أكثر بكثير من الموتى والجرحى، وذلك على الرغم من الفارق الكبير بين القدرات التعبوية لرجال المقاومة وبين قدرات الطرف الآخر من حيث التعداد والأعداد والتسليح والدعم الجوي والبري. .
يخوضون الآن حربهم الخاسرة من المسافة صفر. حرب لم يشهدوا مثلها منذ حرب لبنان الأولى عام 1982. فكان من الطبيعي ان تظهر عليهم أعراض الإفراط في تعاطي الكوكايين والمنشطات. .
سجل المراسلون لعنات القادة الميدانيين، وهم يصبون جام غضبهم على رباعي الإجرام: (بيبي + جانز + جالانت + هاليفي). لا أحد يصدق كلمة واحدة مما يقوله هؤلاء الحمقى الذين ارسلوا المراهقين ليُقتلوا من أجلهم. قالت عنهم صحيفة (هارتس): إنهم يتصرفون مثل قطيع من بنات آوى. يتظاهرون أمام العدسات بمظهر الجبان المنتصر على خياله. لقد نشأوا وتربوا على نهج هانيبال، فحياة الرهائن والجنود لا قيمة لها في حساباتهم، ولا تساوي قشرة حبة ثوم. يزعمون أنهم يتمتعون بالذكاء والمهارة والتصميم، لكن تفكيرهم دون مستوى تفكير رجال المقاومة. هذا ما تقوله عنهم أيضاً صحيفة (يدعوت أحرونوت). .
ختاماً: يقول نتنياهو: سوف أواصل الحرب حتى الانتصار. لكنه سوف يواصلها حتى الاندحار والانتحار. تتساءل صحافتهم عن كيفية إرسال 350 ألف جندي ودبابة وطائرة دون حساب، وبكميات جنونية، بينما تتعرض إسرائيل للإنهيار أمام بضعة آلاف من الفلسطينيين المقاتلين المصممين على النصر أو الشهادة. .
د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
اعتراف إسرائيلي بالفشل أمام عمليات الحوثي.. 200 صاروخ منذ بدء الحرب
اعترفت وسائل إعلامية إسرائيلية بالفشل استخباريا وفنيا في مواجهة الهجمات التي تنطلق من اليمن، منذ بدء الحرب على غزة في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وقالت صحيفة "معاريف" العبرية، السبت، إن "إسرائيل فشلت منذ بداية الحرب على غزة في التصدي لتهديدات الحوثيين الذين أطلقوا على أراضيها أكثر من 200 صاروخ باليستي و170 مسيّرة".
جاء ذلك في تقرير للصحيفة عقب إصابة 20 إسرائيليا جراء سقوط صاروخ باليستي أطلقه الحوثيون على تل أبيب وسط دولة الاحتلال. دون أن يتمكن "الجيش" من اعتراضه.
وقالت "معاريف": "يجب أن ننظر إلى الواقع ونعترف بصوت عال أن إسرائيل فشلت في مواجهة تحدي الحوثيين من اليمن، واستيقظت متأخرة جداً في مواجهة التهديد القادم من الشرق".
وأضافت: "الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبة في مواجهة التهديد من اليمن، في الدفاع والهجوم. ومنذ أكثر من عام، ألحق الحوثيون أضرارًا جسيمة بالاقتصاد الإقليمي بشكل عام، وبالاقتصاد الإسرائيلي بشكل خاص".
وتابعت: "أطلق الحوثيون 201 صاروخ وأكثر من 170 طائرة مسيرة متفجرة على إسرائيل منذ بداية الحرب، وتم اعتراض معظم الصواريخ والطائرات المسيرة من قبل الأمريكيين والقوات الجوية والبحرية الإسرائيلية".
وحسب الصحيفة، "لم تكن إسرائيل مستعدة استخباراتيا وسياسيا لمواجهة تهديد الحوثيين من اليمن. ولم تشكل تحالفا إقليميا لمواجهة التهديد الذي يضر اقتصاديا بمصر والأردن وأوروبا".
صحوة متأخرة
وقالت الصحيفة: "استيقظ الجيش الإسرائيلي والاستخبارات بعد فوات الأوان في مواجهة التهديد ويحاولون الآن فقط في الموساد والاستخبارات العسكرية (أمان) البحث عن مصادر هنا وهناك لتكوين صورة استخباراتية عن الحوثيين".
وأوضحت "معاريف" أن "هجمات القوات الجوية الإسرائيلية الثلاث على الحوثيين كانت مجرد جولات من العلاقات العامة والقليل من النيران، وأقل بكثير من نشاط حقيقي يسبب أضرارًا عسكرية فعلية تخلق توازن الرعب أو نوعًا من الردع في مواجهة الحوثيين".
واعتبرت الصحيفة أن الصواريخ والطائرات المسيرة التي يتم إطلاقها من اليمن من "صنع إيران التي تقوم بتحسين مسارات طيران المسيرات، ما يجعل من الصعب على القوات الجوية الإسرائيلية رصدها".
وقالت إن التحسينات في الصواريخ الباليستية أيضا تمكنت من التغلب على صواريخ "السهم" التي تنتجها شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية.
فشل متكرر
وأقرت الصحيفة بأن "المشروع الرئيسي للدفاع الجوي (منظومة "حيتس"/السهم)، فشل لأربع مرات متتالية في محاولته اعتراض الصواريخ الباليستية؛ ثلاثة من اليمن وواحد من لبنان".
وقالت: "المحزن في الأمر برمته أن إسرائيل لا تبلور خطة حقيقية ضد التهديد القادم من الشرق".
وأشارت إلى أنه "مع كل صاروخ يتم إطلاقه من اليمن تجاه منطقة تل أبيب الكبرى، يهرب مليوني مواطن، إلى الملاجئ والمناطق المحمية".
وانتقدت الصحيفة ضعف الرد العسكري الإسرائيلي على الحوثيين، وقالت: "تمتلك إسرائيل أسطولا من سفن الصواريخ والغواصات التي لا تُستخدم فعليا لسبب ما ضد الحوثيين في اليمن".
واعتبرت الصحيفة أن "قصف خزان وقود أو بعض زوارق القطْر القديمة في ميناء صغير في اليمن يشبه تماماً قصف الكثبان الرملية في غزة، أو موقع من الورق المقوى لحماس أمام ناحال عوز (مستوطنة)".
وقالت إنه "يتعين على إسرائيل أن تتخذ قرارا حقيقيا للتصرف بشكل حاسم ليس فقط في اليمن، بل أيضاً ضد القائمين على أنشطة الحوثيين والمبادرين إليها، والذين على حد علم المخابرات الإسرائيلية، لا يتمركزون في صنعاء بل في طهران".