مئات آلاف القتلى في بضع ثوان!
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
في بضعة ثوان، قضى زلزال شانشي العظيم الذي ضرب الصين قبل 468 عاما على 830 ألف شخص، ويعد بذلك الزلزال الأكثر جسامة في التاريخ البشري من حيث عدد الضحايا.
إقرأ المزيد زلزال عظيم في "بلد الفيل"!هذا الزلزال الهائل يقدر العلماء قوته التدميرية بـ 8.7 درجة، وكان مركزه في مقاطعة شانشي، وهي واحدة من أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان في الصين، وكانت أيضا مركزا للنشاطات التجارية والزراعية.
في ذلك الزلزال الذي ضرب المنطقة في الصباح الباكر يوم 23 يناير عام 1556، تم تدمير بعض القرى وتسويتها بالكامل بالأرض، ولم يتبق سوى عدد قليل من السكان على قيد الحياة، فيما وتوفي آخرون في الأيام والأسابيع التالية، علاوة على ملايين من المصابين بجروح خطيرة.
مركز الزلزال تحديدا كان في وادي نهر وي، وهو الرافد الأيمن للنهر الأصفر، ويقع في منطقة هواتشو بمقاطعة شانشي بشمال الصين.
لم تكن الزلازل غريبة على وادي نهر وي، نتيجة لوقوعه داخل خطوط صدع رئيسية ثلاثة، وكانت المنطقة شهدت ما لا يقل عن 26 زلزالا قبل ذلك، إلا أن زلزال عام 1556 كان مختلفا وشديد التدمير.
على ذلك الزلزال تطلق أسماء مختلفة، فهو "جياجينغ" لأنه وقع في عهد الإمبراطور الذي يحمل هذا الاسم، والزلزال الصيني، ولكن في الغالب يسمى زلزال شانشي العظيم.
الزلزال أثر بشكل ملموس على أكثر من 97 من المقاطعات الصينية ومنها، شنشي وشانشي وخنان وقانسو وخبي وشاندونغ وهوبى وهونان وجيانغسو وآنهوي، في حين تجسدت قوة الهزات الأرضية في شقوق وحفر بالأرض بلغ عمقها 20 مترا، وقد امتلأت على الفور بالماء والوحل الذي حملته السيول الطينية، وغرق السكان في تربة من المستنقعات، وكان يمكن معاينة الدمار داخل دائرة نصف قطرها 850 كم من مركز الكارثة الزلزالية.
في مقاطعة شانشي، لقي أكثر من 60٪ من السكان مصرعهم، وتم إخلاء بعض المناطق بالكامل من السكان، فيما يرجع هذا العدد الهائل من الضحايا إلى أن معظمهم كان يسكن في مبان لم تكن مقاومة للهزات الأرضية، وفي كهوف ترابية محفورة بسفوح تلال من الصخور الرسوبية، التي انهارت مع الهزات الأولى، علاوة على أن الزلزال داهم السكان في الصباح الباكر.
في ذلك الوقت كان يعتقد أن البقاء داخل المنازل أثناء الزلزال خيارا آمن، ولذلك، توفى العديد من السكان من دون أن يحاولوا الخروج من مأويهم، في حين أن المباني التي نجت مثل معبد وايلد غوس في شيان، غاصت بأساساتها في الأرض بعمق مترين.
الراهب البرتغالي غاسبار دا كروز الذي كان في ذلك الوقت يزور الصين كتب يقول: "في شتاء عام 1556، وقع زلزال كارثي في شانشي والمقاطعات المحيطة بها. حلت العديد من المشاكل والمصائب ... لقد غيرت الجبال والأنهار موقعها، ودمرت الطرق. ارتفعت الأرض فجأة في بعض الأماكن وظهرت تلال جديدة، أو على العكس من ذلك، غاصت أجزاء من التلال السابقة تحت الأرض، وذابت وتحولت إلى سهول جديدة".
بعد الكارثة الزلزالية الأولى، استمرت الهزات الارتدادية ما بين 3-5 مرات في الشهر لمدة ستة أشهر، وحدثت تقلبات أرضية أخف ولمدة ثلاث سنوات، ولم تهذا المنطقة تماما إلا بعد خمس سنوات.
الجدير بالذكر أن زلزال شانشي على الرغم من أنه تسبب في مقتل هذا العدد الهائل من البشر، وسوى بالأرض الجبال وغير مجرى الأنهار، وتسبب في فيضانات واسعة النطاق ومدمرة، إلا أنه لا يعد الزلزال الأقوى في التاريخ. هذه المرتبة من نصيب زلزال فالديفيا في تشيلي عام 1960، وبلغت قوته 9.5 درجة من مقياس ريختر، لكن سبب الخسائر البشرية الهائلة في زلزال شانشي أنه ضرب منطقة ذات كثافة سكانية عالية جدا.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف زلازل كوارث طبيعية من السکان کان فی
إقرأ أيضاً:
غزة تنتظر الإغاثة والأعمار… مئات آلاف النازحين دون مأوى
وكالات:
فيما يواصل مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين العودة إلى بيوتهم ومناطقهم الواقعة في شمال غزة، لليوم الثالث على التوالي بعد انسحاب جيش الاحتلال من محور نتساريم، تتعالى المناشدات عن افتقار حاد في الخيام لإيواء العائلات التي دمر جيش الاحتلال منازلها في حرب الإبادة التي شنها على القطاع.
تقول الإحصائيات إن 90% من النازحين دمر جيش الاحتلال منازلهم في عمليات التدمير والقصف التي طالت القطاع من شماله إلى جنوبه.
قبل انتهاء الحرب ووقف إطلاق النار، عاش الفلسطينيون في قطاع غزة فصلاً قاسياً من المعاناة جراء دخول فصل الشتاء للمرة الثانية عليهم في ظلال حرب الإبادة الجماعية، إذ حطمت العواصف الشتوية خيامهم، واقتلعت أمواج البحر ما تبقى منها، وفي هذه المرحلة تتصاعد الأسئلة والمناشدات حول مستقبل عملية إعمار المنازل المدمرة، وقبل ذلك توفير الخيام والمآوي المتنقلة “الكرفانات” لسد احتياجاتهم، فما هي معالم المرحلة المقبلة بعد وقف إطلاق النار؟ وهل ستحمل البشرى والمشاريع العملية لإغاثة النازحين؟
نزوح منذ بداية الحرب وانعدام للمأوى في نهايتها
هبة الكحلوت، شابة فلسطينية نزحت مع عائلتها من مدينة الزهراء في شمال قطاع غزة سبع مرات منذ بدء حرب الإبادة، أفادت في حديث خاص لـ”قدس الإخبارية” إن ظروف النزوح المأساوية لازمتهم طوال الحرب، ولا زالت مستمرة إلى هذا اليوم بعد وقف إطلاق النار، حيث تعيش العائلة في خيمة بالية لا تقي برد الشتاء بجوار مجمع ناصر الطبي في خانيونس.
كانت عائلة هبة، من العائلات التي جرفت أمواج البحر خيمتهم قبل أسابيع من اتفاق وقف إطلاق النار، فيما كانت طائرات الاحتلال قد دمرت منزلهم بشكلٍ في مدينة الزهراء.
وأوضحت أن عائلتها كسائر العائلات التي فقدت منازلها تنتظر دخول المساعدات الإنسانية والخيام إلى منطقة شمال قطاع غزة، في ظل انعدام مقومات الحياة بشكلٍ كلي في منطقة الجنوب.
وأكدت أن النسبة الأعلى من سكان شمال القطاع لم يبقى لهم أو بيوت، أو حتى مكاناً لنصب الخيمة بسبب الركام المنتشر بشكلٍ واسع النطاق، مع انعدام وجود المياه بسبب تدمير جيش الاحتلال للآبار، وانهيار منظومة الاتصالات والانترنت.
وأضافت أن الأمور تشهد انفراجة بشكلٍ تدريجي منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار، وعودة أسعار المواد الغذائية إلى مستوى مقبول، ودخول المساعدات الإنسانية، فيما تنتظر هبة وعائلتها إلى جانب العائلات المنكوبة للخيام والمنازل المؤقتة، ثم إعادة الإعمار.
جهود مستمرة لإعادة الإعمار وإدخال الخيام
في حديثٍ خاص لـ”قدس الإخبارية”، وعند سؤاله عن مجريات عملية الإعمار وإدخال الخيام للنازحين، قال المتحدث الرسمي باسم الإعلام الحكومي في قطاع غزة إسماعيل الثوابتة، إن عملية الإعمار في غاية التعقيد، ولكنها وصلت مرحلة متقدمة تسعى الحكومة الفلسطينية لإتمامها.
وأكد الثوابتة أن الحكومة لديها خطط استراتيجية كاملة وجاهزة للإعمار، ولكنها تنتظر التحرك الدولي للمساعدة بإتمامها.
وأوضح في حديثه أن الأولوية القائمة الآن ليست للعمار بل إلى الإيواء، حيث يتواجد نحو ربع مليون عائلة فلسطينية ليس لديها مأوى؛ وكان جيش الاحتلال قد دمر ربع مليون وحدة سكنية بشكل كلي وجزئي.
وأكد أن هناك حاجة ماسة للخيام و “الكرفانات” لإيواء هذه العائلات التي تعاني معاناة شديدة.
وناشد الثوابتة المجتمع الدولي لإدخال أكثر من ربع مليون خيمة و “كرفان” لإنهاء معاناة النازحين، ثم البدء بعملية الإعمار الكامل لقطاع غزة، وهذا ما يتطلب مجهوداً ضخماً ويحتاج إلى تكاتف الجهود بين المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية المانحة.
وذكر أن عملية الإعمار تتطلب مشاركة واسعة النطاق من هذه الدول، ومستوى عالٍ من الكفاءات والموزنات، لسد الفراغ الذي نشأ بسبب تدمير جيش الاحتلال والذي طال 15 قطاعاً حيوياً في قطاع غزة، وفي مقدمة هذه القطاعات القطاع الإسكاني والقطاع الصحي والقطاع التعليمي والديني.
وطالب الثوابتة جامعة الدول العربية بالوقوف والمشاركة في عملية الإعمار في ظل الخسائر الضخمة، في حين بلغت مجمل الخسائر جراء الحرب إلى 38 مليار دولار بشكل أولي.
وأكد الثوابتة أن هنالك كارثة حقيقية يشهدها أهالي قطاع غزة الآن بعد توقف الحرب، تفاقمها تأخر إدخال البيوت المتنقلة والخيام إلى المناطق المنكوبة، فيما ينام النازحون في العراء والشوراع، وهم في حاجة ماسة إلى وقوف المجتمع الدولي ودول العالم عند مسؤوليتهم لتجاوز هذه المرحلة الخطيرة والحساسة.
وأضاف أن تأخير دخول الخيام عمق الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، وهو ما يتطلب فتح كلي للمعابر مع إدخال المواد اللازمة لعملية الإعمار.
وحذَّر مكتب الإعلام الحكومي بغزة خلال الأسابيع الماضية من كارثة إنسانية تهدد النازحين في القطاع تزامنا مع دخول فصل الشتاء وموجات الصقيع.
وأوضح المكتب الإعلامي، في بيان سابق له، أن الاحتلال الإسرائيلي تسبَّب بأزمةٍ إنسانيةٍ مأساويةٍ تُهدد بموت آلاف النازحين بعد اهتراء 110,000 خيمة تزامنا مع موجات الصقيع الشديدة، مطالبا بتوفير الاحتياجات الأساسية فورا.
وأشار بيان المكتب الإعلامي إلى اهتراء 81% من خيام النازحين، بالتزامن مع دخول فصل الشتاء وموجات الصقيع الشديدة، حيث يعيش النازحون ظروفا قاسيةً وتشكل خطراً على حياتهم.
وأكد أن نحو مليون نازح يعيشون، منذ أكثر منذ بدء حرب الإبادة، في خيام مصنوعة من القماش، والتي أصبحت الآن غير صالحة للاستخدام بفعل عوامل الزمن والظروف الجوية.
وأشار إلى أن 110,000 خيمة من أصل 135,000 خيمة أصبحت خارج الخدمة، أي ما نسبته 81% من الخيام قد تدهورت بصورة كاملة.
وأوضح المكتب الإعلامي أن هذه الأزمة الإنسانية العميقة مستمرة في عدم تحرك أي ساكن من قبل المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية، ودون اتخاذ أي خطوات عملية لتجاوز هذه الأزمة الإنسانية الخطيرة التي تودي بحياة النازحين والمواطنين.
وأدان المكتب هذه الممارسات الإجرامية التي طالت المدنيين الأبرياء ودفعتهم إلى هذه المعاناة المستمرة وذلك بفعل الاحتلال «المجرم»، محملا الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وكذلك الإدارة الأميركية والدول التي دعمت وشاركت في الإبادة الجماعية، وطالبهم بوقف الإبادة الجماعية.