أثرت الضربات الأمريكية والبريطانية بشكل طفيف على قدرات الحوثيين القتالية واستعدادهم لمواصلة الهجمات على سفن في البحر الأحمر؛ مما يظهر فشل خيار الحرب وأن حل القضايا الإقليمية المعقدة يتطلب وقف إطلاق النار في قطاع غزة والالتزام الصريح بإقامة دولة فلسطينية.

تلك القراءة طرحها ألكسندر لانجلوا في تحليل بـ "منتدى الخليج الدولي" (Gulf International Forum) ترجمه "الخليج الجديد"، على ضوء استهداف جماعة الحوثي اليمنية لسفن شحن في البحر الأحمر مرتبطة بإسرائيل؛ ردا على شن الأخيرة بدعم أمريكي حربا مدمرة على غزة.

وقال لانجلوا إن "البحر الأحمر لا يزال نقطة محورية رئيسية في غرب آسيا، في أعقاب العمليات العسكرية المتعددة التي قادتها الولايات المتحدة ضد الحوثيين؛ مما أثار مخاوف من نشوب حرب إقليمية موسعة مع استمرار إسرائيل في حربها على غزة (منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي)".

ولفت إلى أنه بعد أن شنت الولايات المتحدة أولى ضرباتها، مساء 12 يناير/ كانون الثاني الجاري، وعد الحوثيون بمواصلة القتال ضد الولايات المتحدة، و"هو سيناريو ينطوي على خطر توسيع الحرب في غزة إلى صراع إقليمي كارثي".

وأضاف أن "هذا السيناريو يكشف عن حماقة حجج الردع والمصداقية التي ترددها واشنطن لتبرير الضربات على اليمن، والتي تمثل أحدث تكرار لاستراتيجية أمريكة منقوصة في غرب آسيا، تركز على الحلول العسكرية للمشاكل التي تتطلب أساليب أكثر تعقيدا وإبداعا".

اقرأ أيضاً

الاتحاد الأوروبي يتفق على عملية عسكرية لردع الحوثيين في البحر الأحمر

هدفان للضربات

ردا على انتقادات بشأن هذه الضربات، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، خلال المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس في 16 يناير الجاري: "لم نقل عندما شننا هجماتنا، إن الحوثيين سينهون هجماتهم مرة واحدة وإلى الأبد".

"في الواقع، بدا أن سوليفان يقلل من أهمية الردع كمبرر للضربات؛ مما يشير إلى أن الإدارة شنتها للحفاظ على مصداقيتها و/أو ربما لمنع (حليفتها) إسرائيل من اتخاذ إجراءات أحادية"، كما تابع لانجلوا.

وأضاف أن "الجهات الفاعلة الإقليمية، التي تتحوط بالفعل في علاقاتها مع القوى العظمى، قد تنظر إلى هذه الضربات على أنها امتداد للسياسة الخارجية الأمريكية الطويلة الأمد والمفككة والمتناقضة على مدى العقود العديدة الماضية".

وأردف أن "المسؤولين في الإدارة تقدموا بالاقتراح تلو الآخر لكبح جماح الصراع، بينما رفضوا النظر في الحل الواقعي الوحيد، وهو وقف إطلاق النار بين إسرائيل و(حركة) حماس والالتزام الصريح بإقامة دولة فلسطينية".

اقرأ أيضاً

الضربات تزداد خطورة.. هل تقترب أمريكا وإيران من حافة الحرب؟

نتائج كارثية

لانجلوا شدد على أن "رد فعل التحالف الأمريكي غير المحسوب على الحوثيين بالضربات يهدف إلى حل الأعراض بدلا من حل الأسباب الجذرية".

ولفت إلى "التضامن العربي مع فلسطين والإجراءات الحقيقية أو السطحية لأصحاب المصلحة الإقليميين، الذين يعملون داخل هذا التضامن وحوله لتعزيز المصالح الفلسطينية أو مصالحهم الخاصة. وهذا الواقع إما يغيب عن أعين المسؤولين في واشنطن أو يتم تجاهله؛ مما قد يؤدي إلى نتائج كارثية".

ومضى لانجلوا قائلا إنه "يجب على صناع السياسة في الولايات المتحدة أن يفهموا أن التصعيد الإقليمي الذي يخشوه كثيرا يحدث بالفعل (...)، فالشرق الأوسط أصبح غارقا في حالة من عدم اليقين بشكل متزايد".

وزاد بأنه "في ظل هذه الظروف فإن مصداقية الولايات المتحدة من الممكن، بل وينبغي لها، أن تتجسد في القوة الناعمة والقدرة على خلق السلام وليس الحرب".

لكن "إذا استمر (الرئيس الأمريكي جو) بايدن وفريقه في تبني أساليب عفا عليها الزمن في التعامل مع المنطقة، فسيخاطر باندلاع صراع إقليمي وحشي، وبالتالي سيخاطر باحتمال إعادة انتخابه في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل"، بحسب لانجلوا.

اقرأ أيضاً

المجلس الأوروبي: الحل الدبلوماسي لاحتواء هجمات الحوثيين وتقييد شعبيتهم يبدأ من غزة 

المصدر | ألكسندر لانجلوا/ منتدى الخليج الدولي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الحوثيون اليمن ضربات أمريكا البحر الأحمر حرب غزة فلسطين الولایات المتحدة البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

الاعيسر: قرار الولايات المتحدة الظالم ضد الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان يفتقر للشرعية القانونية

‏الولايات المتحدة الأمريكية، التي رددت كثيراً منذ بداية الحرب (التي تسببت فيها بدعمها المستتر لخطط ميليشيا الدعم السريع المتمردة في بنود الاتفاق الإطاري الذي كان الهدف الأساسي منه تفكيك الجيش الرسمي للدولة لصالح الميليشيا)، وادعت بعدها أن الجيش السوداني ضعيف، وأن الحرب في السودان لن تُحسم عسكرياً. وبذلت في سبيل ترسيخ هذا الفهم الخاطئ كل طاقتها الدبلوماسية والسياسية عبر جولات مبعوثيها إلى عدد من دول العالم، لنشر هذا الفهم المخادع.‏اليوم، وبعد أن كسر الجيش السوداني شوكة التمرد، عادت الولايات المتحدة لتفرض عقوبات على قائد الجيش الرسمي للدولة ووفقاً للدستور السوداني.‏قرار الولايات المتحدة الظالم ضد الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي، القائد العام للقوات المسلحة السودانية، يفتقر للشرعية القانونية وليس سوى محاولة جديدة وبائسة لتقويض إرادة شعب بأكمله.‏السودان سيظل ثابتاً وقوياً في مواجهة الضغوط والتهديدات، ولن يركع أمام تدخلات الخارج.‏العدالة لا تأتي من الظالمين، والشعب السوداني سيظل حامياً لأرضه ومصيره، ومناصراً لجيشه وقائده حتى النصر.‏خالد الإعيسر‏وزير الثقافة والإعلام‏الناطق الرسمي بإسم الحكومة السودانية إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • العراق يبلغ الولايات المتحدة بتطلعه لتعزيز التعاون مع أمريكا في عهد ترامب
  • قرار أممي جديد بشأن الحوثيين والولايات المتحدة تتوعد بأسوأ السيناريوهات
  • الاعيسر: قرار الولايات المتحدة الظالم ضد الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان يفتقر للشرعية القانونية
  • هاريس: الولايات المتحدة تتوقع تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بغزة بالكامل
  • رويترز: مصادر بحرية تتوقع توقف الحوثيين هجماتهم في البحر الأحمر بعد اتفاق غزة
  • الزبيدي: الضربات الأمريكية والبريطانية ضد الحوثيين غير كافية
  • بي بي سي تتساءل: هل أخفقت إسرائيل في اختراق الحوثيين استخباراتيا؟
  • إلغاء المادة الملونة بالأحمر للأطعمة في الولايات المتحدة
  • اليمن في 2024.. حصاد المواجهات العسكرية بين الحوثيين وإسرائيل وضربات أمريكا وبريطانيا (تقرير)
  • هل فشلت إسرائيل في اختراق الحوثيين استخباراتيًا؟