أدولف أيخمان.. نازي متهم بـالهولوكوست تخفى بثوب قسيس وخطفته إسرائيل وأعدمته
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
أدولف أيخمان أحد أشهر النازيين المسؤولين عن ترحيل اليهود إلى معسكرات الموت في بولندا، نشأ في النمسا وتوفيت أمه في طفولته، مارس مهنا مختلفة قبل أن يلتحق بالحزب النازي وبالفيلق النمساوي للحزب في بافاريا.
حاول زيارة فلسطين لدراسة ترحيل اليهود إليها قبل أن يكلف بوضع خطة لإبادة يهود أوروبا، وانتهت حياته بالإعدام شنقا عام 1962 بعدما خطفته الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) ومحاكمته في إسرائيل.
ولد أدولف أيخمان يوم 19 مارس/آذار 1906، في مدينة زولينغن غرب ألمانيا. وكان والده كارل أيخمان يعمل محاسبا في شركة كهرباء، قبل انتقاله عام 1913 لوظيفة أخرى في النمسا.
سافر أدولف وإخوته الخمسة للعيش مع والدهم في مدينة لينز شمال النمسا بعد وفاة والدتهم، بالتزامن مع بداية الحرب العالمية الأولى، وخدمة الأب في الجيش النمساوي الهنغاري.
وكان الأطفال في صغره ينعتونه بـ"اليهودي"، بسبب لون بشرته الأقل بياضا من بشرة الأوروبيين.
تزوج أيخمان عام 1935 في ألمانيا من امرأة تدعى فيرونيكا، وأنجب منها 4 أبناء هم كلاوس وهورست وديتر وفرانسيسكو.
أدولف أيخمان في زنزانته بقلعة تيغارت عام 1961 (غيتي) التكوين العلميبدأ أيخمان دراسته في النمسا وأتمّ فيها تعليمه النظامي، ثم درس الهندسة الميكانيكية، لكنه لم يكمل تعليمه لظروف اقتصادية، إذ تأثر العالم آنذاك بالأزمة الاقتصادية التي تلت الحرب العالمية الأولى.
التجربة المهنية والسياسيةتنقل أيخمان بين عدة مهن بعد انقطاعه عن التعليم، فبدأ بالعمل مع والده في شركة تعدين لمدة عامين، ثم عمل بائعا في محلات بالنمسا، ثم في شركة نفط.
واستمر عمله حتى عام 1932، حين عرض عليه أرنست كالتنبرونر الانضمام للحزب النازي بالنمسا، وكان ضمن الفيلق النمساوي الذي تمثل في جمعية للعاطلين من أعضاء الحزب النازي.
وفي عام 1933 عاد أيخمان إلى ألمانيا، والتحق في العام التالي بفرقة القوات الخاصة الألمانية "إس إس"، وكان في المكتب المسؤول عن شؤون اليهود.
وفي عام 1937، حاول السفر إلى فلسطين لدراسة إمكانية ترحيل اليهود إليها، لولا أن السلطات البريطانية لم تمنحه تأشيرة دخول، فقرر السفر إلى القاهرة.
وفي القاهرة التقى أحد أعضاء منظمة "الهاغاناه"، كما التقى مفتي فلسطين أمين الحسيني، وبعدها كتب تقريرا يعارض فيه فكرة ترحيل اليهود بشكل جماعي إلى فلسطين.
كانت معارضة أيخمان لأسباب اقتصادية، ولمعارضة قيام دولة يهودية مع الفكر النازي، لكنه عمل جاهدا لدراسة هجرة اليهود، وهو ما أهّله لمناصب مهمة لاحقا.
وفي مارس/آذار 1938 وبعد الضم الألماني للنمسا، عاد أيخمان إلى ألمانيا، وقاد حملة ضد المكاتب الثقافية اليهودية، وعمل على إنشاء مكتب مركزي للهجرة اليهودية.
أدولف أيخمان وضع داخل القفص الزجاجي يسار الصورة حماية له من اعتداء أهالي الضحايا (غيتي)وفي 20 أغسطس/آب 1938 افتتح المكتب الذي سهّل هجرة ما يزيد على 100 ألف يهودي نمساوي في الفترة ما بين أغسطس/آب 1938 ويونيو/حزيران 1939.
ونجح المكتب في إجبار اليهود على الهجرة بتأسيس نموذج مثالي سمي بـ"نموذج فيينا"، وترقى أيخمان في القوات الخاصة الألمانية مع بداية الحرب العالمية الثانية، فصار قائد فريق في "إس إس"، وعقد علاقات مع مكتب الهجرة اليهودية.
وأجرى اتصالات بـ"الحركة الصهيونية" لتسريع هجرة اليهود من "الرايخ الثالث" إلى فلسطين، وعاد بعدها إلى برلين عام 1939.
هناك تولى أيخمان قيادة المكتب في بداية أكتوبر/تشرين الأول 1939، لكن نجاحه في هذه المهمة كان أقل من المهمة السابقة.
إبادة اليهودتشكّل مكتب الأمن الرئيسي للرايخ في الفترة التالية لعودة أيخمان لألمانيا، وأصدر مشروع مدغشقر ووضع خطة لعمليات ترحيل قسرية لليهود، لكنها لم تنفذ.
وفي عام 1940، تمت ترقيته إلى رتبة رائد في القوات الألمانية الخاصة، بعد محاولته الترحيل الجماعي لليهود، والتي بدأت مع اندلاع الحرب العالمية الثانية، ما أرضى المسؤولين الألمان عن جهوده.
وفي عام 1941، أمر هايدرك قائد مكتب الأمن الرئيسي أيخمان بالمشاركة في التخطيط لإبادة يهود ألمانيا.
أيخمان وجهت له تهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية (غيتي)وفي يناير/كانون الثاني عام 1942، طلب منه هايدرك إلقاء محاضرة بعد توليه منصب مدير النقل النهائي لليهود ونقلهم لمعسكرات الموت في بولندا، وذلك في المؤتمر المنعقد لكبار المسؤولين النازيين بمنطقة وانسي في برلين، وكان هدف المؤتمر تنظيم الخدمات اللوجستية لما يسميه النازيون "الحل النهائي للمسألة اليهودية".
وتولى أيخمان مع معاونيه في مناطق مختلفة عملية نقل اليهود من جميع أنحاء أوروبا إلى مراكز الإبادة (يطلق عليها اليهود محرقة الهولوكوست).
وفي عام 1945 أمر هاينريش هيملر قائد القوات النازية الخاصة بوقف إبادة اليهود، ومحو أي أثر لعمليات الإبادة، وهو ما أثار غضب أدولف أيخمان، فأكمل جهوده في الإبادة في المجر بشكل مباشر ولم يتول ذلك أحد من معاونيه، واستطاع التهرب من استدعائه للمشاركة في التنجيد العسكري الألماني.
الهروب والاختطافدخل أيخمان الاتحاد السوفياتي وعاد إلى النمسا، وفيها قابل صديقه كالتر برونر، والذي أقلقه الاتصال بأيخمان لشهرته بعمليات ترحيل اليهود إلى غرف الغاز.
وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، ألقت الولايات المتحدة القبض على أدولف، لكنه استطاع الهرب من السجن الأميركي في بداية عام 1946، وبعد تنقله في ألمانيا مختبئا هرب إلى إيطاليا بداية عام 1950.
أدولف أيخمان يستمع إلى لائحة الاتهام الموجهة ضده والتي استغرقت ساعة وربع الساعة (غيتي)وكان هروبه بمساعدة الكنيسة الكاثوليكية، وفيها عاش بأسماء مستعارة وتقمّص شخصيات كان أشهرها اللاجئ ريكاردو كليمنت، وحصل على جواز سفر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بجنيف، كما حصل على تأشيرة الأرجنتين باسمه المزيف، بمساعدة راهب.
وفي 14 يوليو/تموز 1950، سافر إلى الأرجنتين وعمل في وظائف مختلفة وغريبة، منها مشرف على العمال في مصنع مرسيدس ومسؤول عن المياه في مزارع الأرانب.
وفي تلك الفترة كان البحث عن القادة النازيين نشطا، فاستطاعت الاستخبارات الإسرائيلية جمع معلومات عنه، من خلال تقارب بين أسرته وأسرة لوثر هيرمان المستقرة في بوينس آيرس بالأرجنتين.
وكان هيرمان الناجي من المحرقة قد أخفى كونه وأسرته يهودا وكان فاقدا للبصر، إلا أنه سمع ذات يوم صوت أيخمان، وهو يردد بفخر مسؤولية والده عن نقل اليهود لمعسكرات الإبادة.
ولما تعرف الأعمى هيرمان على صوت أيخمان الذي كان يحفظه من معتقلات التعذيب النازية بدأت المراسلات بين هيرمان والمدعي العام للدولة الألمانية الغربية، واتصل بمسؤولين إسرائيليين.
وفي 11 مايو/أيار 1960 كان عناصر الموساد قرب منزل أيخمان ينتظرون عودته من عمله في مصنع مرسيدس، واختطفوه ورحلوه إلى القدس لمحاكمته.
وكانت عملية اختطافه "أشبه بعملية صيد وحش" حسب حديث رفائيل إيتان أحد مؤسسي جهاز الاستخبارات الإسرائيلية لإحدى الصحف، وذلك لأن ديفيد بن غوريون أراد إلقاء القبض عليه حيا.
وقال بن غوريون "إذا قتلت أيخمان فلن يعلم العالم أبدا بما فعله، إننا نحتاج إلى تذكير العالم بما فعله وما مر به اليهود".
وبعد التحقيق معه واعترافه أنه أدولف أيخمان، صبغ أفراد الموساد شعره ووضعوا له شاربا مزيفا، وخدروه ليتم نقله دون ممانعة من السلطات الأرجنتينية.
وفي 23 مايو/أيار 1960، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بن غوريون خبر اعتقال أيخمان في جلسة للكنيست، وطالبت الأرجنتين بعقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن في الأمم المتحدة، معتبرة حادثة الخطف تلك انتهاكا للحقوق السيادية للأرجنتين، وذلك بعد فشل المفاوضات السرية بين الأرجنتين وإسرائيل.
ونفت ممثلة الحكومة الإسرائيلية غولدا مائير اختطاف أيخمان، وقالت إن متطوعين يهودا هم الذين قاموا بذلك.
المحاكمة والإعدامحوكم أدولف أيخمان في القدس بتهمة ارتكاب جرائم حرب، ووجهت له 15 تهمة جنائية، منها جرائم ضد الإنسانية وأخرى ضد الشعب اليهودي والانتماء لمنظمة محظورة.
ولاقت محاكمته التي ترأسها 3 قضاة اهتماما عالميا، ووقف أمام القضاة في قفص من زجاج مضاد للرصاص لحمايته من عائلات الضحايا، حسب قول إسرائيل.
ودافع أيخمان عن نفسه في المحكمة بقوله إنه مجرد منفذ لأوامر قادته النازيين، لكن الشهود الذين زاد عددهم على الـ100 نفوا ذلك، ما أبطل الأخذ بدفاعه.
وفي 14 أغسطس/آب أدين أيخمان وصدر في حقه حكم بالإعدام، وفي 15 ديسمبر/كانون الأول 1961، صدر قرار إعدامه، لكنه استأنف الحكم وادعى أنه كان يحمي الدولة، لكن المحكمة رفضت الاستئناف، وقالت إنه لم يتلق أي أوامر عليا بجرائمه.
وأعدم أدولف أيخمان شنقا في ليلة 31 مايو/أيار 1962 في سجن الرملة، ولم يدفن بل حرقت السلطات اليهودية جثته، وذرت رماده في البحر خارج المياه الحدودية الإسرائيلية، لئلا تكون أي أرض مثواه الأخير.
وأنتجت عدة أعمال سينمائية حول قصته ومحاكمته التي أثارت ضجة عالمية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الحرب العالمیة وفی عام
إقرأ أيضاً:
تحركات دبلوماسية وحقوقية لمنع ترحيل القرضاوي إلى مصر أو الإمارات
شهدت قضية توقيف الشاعر عبد الرحمن يوسف القرضاوي, في لبنان, موجة واسعة من التضامن المحلي والدولي، حيث أعربت شخصيات بارزة ومنظمات حقوقية عن استنكارها للاعتقال، مع دعوات حثيثة للإفراج عنه ومنع ترحيله إلى مصر أو الإمارات.
وكانت السلطات اللبنانية قد أوقفت القرضاوي، وهو ابن العلامة الراحل يوسف القرضاوي، في 28 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بناءً على مذكرة تعاون أمني مع مصر، كما وردت تقارير عن طلب إماراتي بتسليمه بتهمة "زعزعة الأمن".
وعرف القرضاوي، بشعره ونشاطه السياسي ضد الأنظمة القمعية، فيما صدر ضدّه حكم غيابي بالسجن في مصر خلال عام 2017، وذلك في إطار اتهامات سياسية طالت العديد من معارضي النظام. وهو ما أثار، آنذاك، موجة استنكار دولية، خاصة وأن تسليمه لأي من البلدين قد يضعه في مواجهة خطر التعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان.
وتقدم النائب السابق في البرلمان المصري، حاتم عزام، بشكوى عاجلة، إلى المفوض السامي لحقوق الإنسان، ڤولكر تورك، مطالبًا بالتدخل للإفراج عن القرضاوي استنادًا إلى التزامات لبنان الدولية بموجب اتفاقية مناهضة التعذيب.
وأكد عزام، في شكواه، أن القضية تحمل أبعادًا سياسية واضحة، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن الطلب الإماراتي، مثل سابقه المصري، يفتقر إلى أي أسس قانونية ويهدف إلى استهداف الشاعر بسبب مواقفه المعارضة.
تقدمت امس الاربعاء 1 يناير 2025 بطلب
عاجل مقدم إلي السيد ڤولكر تورك - المفوض السامي لشؤون حقوق الأمم المتحدة بچينيف للتدخل العاجل لدي السلطات اللبنانية بموجب توقيعها و التزامها بالاتفاقية الدولية للأمم المتحدة لمكافحة التعذيب لإطلاق سراح الشاعر عبد الرحمن يوسف القرضاوي و ذلك… pic.twitter.com/ORZIdVHeyV — Dr. Hatem Azzam (@hatemazzam) January 2, 2025
في السياق ذاته، أدانت منظمة "سيدار للدراسات القانونية" احتجاز القرضاوي، واصفة الإجراء بأنه "قمع عابر للحدود" يهدف إلى إسكات الأصوات المعارضة. كما أصدرت المنصة العالمية للدفاع عن حقوق الإنسان، بيانًا، شديد اللّهجة استنكرت فيه الاعتقال، وطالبت السلطات اللبنانية بإطلاق سراح القرضاوي فورًا وضمان عودته الآمنة إلى تركيا.
يُعرب مركز سيدار للدارسات القانونية عن إدانته الشديدة لاحتجاز الشاعر عبد الرحمن يوسف القرضاوي من قبل السلطات اللبنانية منذ 28 ديسمبر 2024 بناءً على مذكرة تعاون أمني مع السلطات المصرية. هذا الإجراء يعد مثالًا صارخًا لممارسات القمع العابرة للحدود، ويهدد عبد الرحمن بخطر التعذيب — Cedar Centre for Legal Studies (@CedarCentreLS) January 2, 2025
على المستوى الإعلامي، أشار أسامة جاويش إلى وجود ضغوط تركية على لبنان لمنع تسليم القرضاوي، وهو ما يعكس تعقيدات القضية في ظل الصراعات الإقليمية والسياسية؛ فيما دعت عائلة القرضاوي الناشطين والصحفيين والمنظمات الحقوقية إلى التحرك لدعم جهود الإفراج عنه، مؤكدة أنه يواجه خطرًا حقيقيًا إذا تم تسليمه.
أسامة جاويش: ضغط تركي قوي على لبنان لتسليم عبد الرحمن يوسف القرضاوي إلى أنقرة! pic.twitter.com/XqcOX73Tsq — قنــــاة مكملين - الرسمية (@MekameleenMk) January 2, 2025
أفراد ومنظمات تعبر عن ادانتها الشديدة لاحتجاز الشاعر عبد الرحمن يوسف القرضاوي من قبل السلطات اللبنانية منذ ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ بناءً على مذكرة تعاون أمني مع السلطات المصرية. وتعتبر هذا الإجراء مثالًا صارخًا على ممارسات القمع العابرة للحدود، التي تُستخدم بشكل منهجي لإسكات الأصوات… pic.twitter.com/tHQg36fsNZ — Access Center for Human Rights (ACHR) (@ACHRights) January 2, 2025
إلى ذلك، تُبرز هذه القضية جانبًا يوصف بـ"الخطير" من استغلال التعاون الأمني الدولي لاستهداف المعارضين السياسيين، وهي ممارسة تتنافى مع القوانين الدولية. لبنان، بوصفه طرفًا في اتفاقية مناهضة التعذيب، مُلزم بعدم تسليم أي شخص إلى دولة قد يتعرض فيها لخطر التعذيب أو سوء المعاملة.
ومع وجود سجل موثق لانتهاكات حقوق الإنسان في السجون المصرية والإماراتية، فإن تسليم القرضاوي سيشكل انتهاكًا صارخًا لهذه الالتزامات. بحسب المنظمات الحقوقية.
نحن في المنصة العالمية للدفاع عن حقوق الإنسان في شبكة الرواد الإلكترونية نعبّر عن استنكارنا الشديد للاحتجاز التعسفي لابن الشيخ يوسف القرضاوي عبد الرحمن القرضاوي في لبنان.#الحرية_لعبد_الرحمن_القرضاوي#المنصة_العالمية_للدفاع_عن_حقوق_الإنسان#شبكة_الرواد_الإلكترونة pic.twitter.com/tFkeF9oS08 — محمد الصوفي (@MAlswfy5643) January 2, 2025
جراء ذلك، بات التضامن الدولي مع القرضاوي يعكس رفضًا واضحًا لهذه الممارسات، ويضع السلطات اللبنانية أمام مسؤولية أخلاقية وقانونية. ومع تزايد الضغوط من شخصيات ومنظمات حقوقية، يبقى الأمل معقودًا على تدخل عاجل يضمن الإفراج عن القرضاوي وحمايته من أي مخاطر تهدد سلامته.