مسقط- الرؤية

شارك مجلس عُمان في أعمال الجلسة الثانية من دور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي الثالث للبرلمان العربي، التي عقدت بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة.

مثّل وفد مجلس عمان في الجلسة كل من المكرم الدكتور الشيخ طالب بن هلال الحوسني عضو مجلس الدولة، والمكرمة سرية بنت خلفان بن عامر الهادية عضو مجلس الدولة، وسعادة حميد بن ناصر الناصري عضو مجلس الشورى.

وبدأت أعمال الجلسة بكلمة معالي السيد عادل بن عبد الرحمن العسومي رئيس البرلمان العربي، أكد خلالها أن الأمة العربية تمر بمرحلة بالغة الخطورة والصعوبة، تتطلب يقظة وصحوة لم تكن مطلوبة أكثر في أي وقت مضى. وأوضح رئيس البرلمان العربي أن ما يحدث في دولة فلسطين رغم أنه المشهد الأخطر على الإطلاق، إلا أنه يمثل حلقة في سلسلة أزمات أخرى تعاني منها الشعوب العربية، مضيفًا أن الأوضاع الحالية في السودان واليمن وسوريا وليبيا، مع تفاوت درجة خطورتها من مكان إلى آخر، تظل أزمات مستعصية على الحل، وتحتاج إلى آليات وحلول عربية غير تقليدية، من أجل التخفيف من معاناة الشعب العربي في تلك الدول. وقد أكد رئيس البرلمان العربي خلال كلمته أن البرلمان العربي على أتم الاستعداد لأن يقود دبلوماسية برلمانية عربية، للمساهمة في التوصل إلى حلول سياسية نهائية لتلك الأزمات.

وناقشت الجلسة مجمل التطورات والقضايا العربية، وآخر المستجدات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والعدوان المتواصل على غزة وعلى الشعب الفلسطيني الشقيق، وذلك في ضوء نتائج اجتماعات لجنة فلسطين بالبرلمان. وقد استنكر تقرير لجنة فلسطين بالبرلمان العربي الجرائم التي ترتكبها القوة القائمة بالاحتلال، وتصعيدها الدموي والممارسات العنصرية ضد أبناء الشعب الفلسطيني والأسرى، والتأكيد على استمرار البرلمان العربي في جهوده لدعم فلسطين، واستكمال إجراءاته بشأن الدعوى المقدمة من البرلمان العربي للمحكمة الجنائية الدولية، للتحقيق في جرائم إسرائيل.

دعت لجنة فلسطين المجتمع الدولي والأطراف الفاعلة للتدخل الفوري لوقف العدوان وحماية المدنيين العزل، والضغط على قوات الاحتلال لوقف الاعتداءات والأعمال الاستفزازية ضد الشعب الفلسـطيني، والالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني، وإجبارها على الانصياع لإرادة السـلام المستندة إلى القانون الدولي، مؤكدة على موقف البرلمان العربي الثابت والداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

واستعرضت الجلسة كذلك نتائج اجتماعات لجان البرلمان العربي، ومنها الوثيقة البرلمانية للمرأة العربية، وتقرير الحالة الاجتماعية في العالم العربي 2023، ومسودة مشروع قانون تنظيم مكافحة خسائر سلسلة الإمداد الغذائي، وتقرير حالة حقوق الإنسان في العالم العربي للعام 2023، ومشروع قانون استرشادي لمكافحة التنمر في العالم العربي، فضلاً عن بحث تبني رؤية عربية شاملة بشأن تعزيز الأمن والاستقرار في العالم العربي.

وشارك وفد المجلس في أعمال اللجان الدائمة للبرلمان العربي تحضيرا للجلسة الثانية من دور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي الثالث للبرلمان ، حيث شارك سعادة حميد بن ناصر الناصري عضو مجلس الشورى، ونائب رئيس لجنة الشؤون الاقتصادية والمالية بالبرلمان العربي في اجتماع اللجنة، فيما شاركت المكرمة سرية بنت خلفان بن عامر الهادية عضو مجلس الدولة، وعضو لجنة الشؤون الاجتماعية والتربوية والثقافية والمرأة والشباب بالبرلمان العربي في اجتماع اللجنة، وشارك المكرم الدكتور الشيخ طالب بن هلال الحوسني عضو مجلس الدولة، وعضو لجنة الشؤون الخارجية والسياسية والأمن القومي في البرلمان العربي في اجتماع اللجنة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: البرلمان العربی فی فی العالم العربی عضو مجلس الدولة

إقرأ أيضاً:

دنابيع السياسة العربية.. من دنبوع اليمن إلى دنبوع فلسطين

محمد الجوهري

تصريحات الرئيس الفلسطيني المزعوم محمود عباس (أبو مازن) عن مجاهدي حماس في غزة، وألفاظه النابية بحقهم، لا تقدم جديداً سوى المزيد من السقوط الأخلاقي للسلطات العميلة التي تستمد شرعيتها من البيت الأبيض، الحليف الرئيسي للكيان الصهيوني. وهذه الظاهرة ليست وليدة اليوم، بل هي عُرف سياسي متفشٍّ في أغلب الجمهوريات العربية، حيث تبقى تلك الأنظمة خانعة كماً وكيفاً، مقابل بقائها في السلطة الوهمية، واستفادة أصحابها من بعض الامتيازات الخاصة، كالأرصدة الضخمة وممارسة الفساد بحق الشعوب دون حسيب أو رقيب.

ولم يعد خافياً أن عباس وأفراد عائلته يملكون مصالح مشتركة مع الاحتلال، وبسببها لا يزال في السلطة منذ أكثر من عشرين عاماً، حيث ترتبط هذه المصالح باستمرار خدماته للكيان الصهيوني. وينطبق هذا الوضع على أعضاء حكومته العميلة، المشاركين في قمع الشعب الفلسطيني، وتبرير كل إجرام إسرائيلي بحقه، كما هو الحال في غزة والضفة، حيث ينفذ الجيش الإسرائيلي عمليات قتل وخطف علني، بتواطؤ عباس وأزلامه.

في اليمن، كما في فلسطين، توجد حكومتان: إحداهما مرضيٌّ عنها دولياً وتحظى بدعم أمريكي، وأخرى منبوذة دولياً لكنها تستمد قوتها من الشارع اليمني. ومن البدهي أن تقف الأخيرة مع الشعب الفلسطيني في مظلوميته الكبرى، حيث لا ضغوطات غربية تمنعها من ذلك، بخلاف الأخرى التي يتمنى أعضاؤها أن يكون لهم موقف مشرف من غزة، لكن ذلك يتعارض مع مصدر شرعيتهم في البيت الأبيض، ما يفقدهم إياها بمجرد إعلان تضامنهم مع الشعب الفلسطيني.

وعلى هذا القياس تتشكل أغلب الحكومات العربية؛ فإذا أراد شعبٌ ما أن يسترد حريته، صُدم بالهيمنة الأمريكية التي بدورها تفرض عليه حكومة شكلية لا شرعية لها سوى من المجتمع الدولي، الذي تهيمن عليه الغطرسة الأمريكية. ولهذا، فإن ظاهرة “الدنابيع” هي الأكثر انتشاراً في عالمنا العربي.

وكلمة “دنبوع” -في الأصل- تشير إلى الفار عبد ربه منصور هادي، فهذا لقبه، وهو ليس أول رئيس شكلي في المنطقة، لكن غباءه الشديد فضح عمالته وتبعيته للسعودية وأسيادها الغربيين في أكثر من موقف، وأهمها تصريحه العفوي بشأن تفاجئه بالعدوان السعودي على بلاده، رغم أن الأخيرة زعمت أن عاصفة الحزم كانت بطلب منه. وله أيضاً تصريح سابق يكشف عبوديته لنظام عفاش، حين أكد أنه لم يستلم أي سلطة من سلفه سوى العلم الجمهوري.

مطلع العام 2022، اضطرت السعودية إلى استبدال الدنبوع بآخر لا يقل عنه عمالة للغرب، وهو المرتزق رشاد العليمي الذي لا يقل عنه ولاءً للخارج، إذ يطالب منذ عام ونصف بتدخل أمريكي لاحتلال بلاده بحجة حماية الملاحة الصهيونية في البحر الأحمر، في سقوطٍ أخلاقي لا نظير له في التاريخ اليمني الحديث أو القديم. فالعليمي لا يبالي بأي معايير أخلاقية، ولا يكترث لأي دوافع سوى عبوديته للمال، كما لا يحرص على تقديم أي صورة مشرفة له أمام المجتمع اليمني، إذ إن الشرف ليس من دوافعه هو وأمثاله في مجلس الثامنة الخونة الموالي للغرب والصهاينة.

وهكذا يتجلى المشهد العربي في صورته القاتمة: زعامات مستوردة، أنظمة مصطنعة، لا شرعية لها إلا بقدر خدمتها لمصالح الاستعمار الغربي، ولا قيمة لها لدى شعوبها إلا بمقدار ما تُمعن في قهرهم ونهبهم. وما محمود عباس سوى حلقة صغيرة في سلسلة طويلة من دنابيع السياسة العربية الذين ما إن تهب عليهم رياح التحرر حتى ينكشف عوارهم، ويسقط قناع الزيف عن وجوههم الباهتة.

ولم يكن عباس حالة شاذة؛ فقد سبقه ولحقه كثيرون، كأنور السادات، الذي رهن القرار المصري لواشنطن، ووقع اتفاقيات الاستسلام مع الصهاينة، ثم سُمّي عهده “عصر الانفتاح على الغرب” ولو على حساب كرامة مصر، وكذلك خلفه حسني مبارك، الذي جعل من مصر مخفراً كبيراً لحماية حدود الكيان الصهيوني في وجه المقاومة الفلسطينية، وبارك حصار غزة لسنوات طويلة.

وكذلك حال ملوك الخليج والأردن، فالشرعية هناك مطلقة للطغاة، وليس للشعب أي حق في الحديث عن حقوقه المصادرة، وأولها حق التعبير والتضامن مع الشعب الفلسطيني، وكل هؤلاء، وأمثالهم، يثبتون حقيقة أن الاحتلال العسكري ليس الشكل الوحيد للاستعمار، بل إن أخطر أشكاله هو الاحتلال السياسي الداخلي، عبر وكلاء صغار بلباس الزعماء.

مقالات مشابهة

  • إسكان البرلمان: مشروع قانون الإيجار القديم يتضمن بند إنهاء العلاقة الإيجارية
  • «حكماء المسلمين» يشارك في معرض أميركا الدولي للكتاب العربي
  • الجامعة العربية تنظم اجتماع لجنة تحكيم جائزة «التميز الإعلامي العربي» 5 مايو
  • بنك قناة السويس يشارك في المؤتمر المصرفي العربي لعام 2025
  • وكيل لجنة الإسكان يكشف عن أولى خطوات مناقشة قانون الإيجار القديم في البرلمان
  • دنابيع السياسة العربية.. من دنبوع اليمن إلى دنبوع فلسطين
  • نقيب المحامين يشارك في الجلسة العامة للنواب لمناقشة قانون الإجراءات الجنائية
  • وزير التجارة الخارجية يشارك بمؤتمر الاستثمار للغرفة الأمريكية بالقاهرة
  • مدبولي: حريصون على تقديم قانون الرياضة للبرلمان خلال أسابيع
  • أبو العينين يترأس الجلسة العامة للبرلمان