قال باحثون إن فيروس Epstein-Barr الذي يصيب معظم الناس في مرحلة ما من حياتهم، قد يسبب مرض التصلب المتعدد المناعي الذاتي.

لكن الكيفية التي يدفع بها هذا الفيروس (EBV) جهاز المناعة إلى مهاجمة خلايا الجسم، ظلت غامضة نوعا ما.

والآن، اقترب الباحثون في جامعة تكساس خطوة واحدة من إظهار كيفية إطلاق الفيروس للخلايا المناعية في المراحل المبكرة من مرض التصلب العصبي المتعدد، عندما تظهر الأعراض الأولى دون تشخيص المرض بالضرورة.

وتحدث العدوى الفيروسية EBV عموما قبل عدة سنوات من ظهور مرض التصلب العصبي المتعدد، ما يجعل من الصعب على الباحثين أن يحددوا بدقة كيف يرتبط EBV بالمرض لدى بعض المصابين بالفيروس وليس جميعهم.

ويعرف مرض التصلب العصبي المتعدد بأنه حالة من أمراض المناعة الذاتية حيث يخطئ الجهاز المناعي ويهاجم الغلاف الدهني الواقي، المسمى المايلين، الذي يغطي الألياف العصبية في الدماغ والحبل الشوكي.

وتشير بعض الأبحاث السابقة إلى أن هذا يحدث بسبب المحاكاة الجزيئية بين بروتينات EBV التي يتعرف عليها الجهاز المناعي على أنها غريبة، والجزيئات الموجودة في الدماغ والمايلين في الخلايا العصبية.

وترتبط الأجسام المضادة التي تنتجها الخلايا البائية، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء، بالجزيء الخطأ، وتضع علامة عليه لتدميره.

ومع ذلك، فإن الخلايا البائية ليست سوى عامل واحد من عوامل الجهاز المناعي. وهناك الخلايا التائية، نوع آخر من خلايا الدم البيضاء، التي تتعرف على إنذارات الخلايا المصابة، والتي يتم تقديمها كأجزاء بروتينية مميزة (تسمى مستضدات) على سطحها الخارجي.

إقرأ المزيد اكتشاف جديد قد يساعد على منع انتشار فيروس يصيب مليون شخص حول العالم كل عام

وعندما تتعرف الخلية التائية على علامة العنصر الغازي، يتم إنتاج جيش من مستنسخات الخلايا التائية الخاصة بذلك المستضد المعين.

وقام الباحثون في مركز العلوم الصحية بجامعة تكساس بالتركيز على التفاعلات بين الخلايا التائية في الدم والسائل النخاعي (CSF) لثمانية أشخاص يعانون من الأعراض المبكرة لمرض التصلب العصبي المتعدد، والخلايا المزروعة في المختبر المصابة بفيروس EBV، بالإضافة إلى الجزيئات الفيروسية.

وقارن الباحثون استجابات الخلايا التائية لفيروس Epstein-Barr، والخلايا المصابة بـ EBV، والفيروسات الشائعة الأخرى، بما في ذلك الإنفلونزا، عن طريق تحديد تسلسل المستقبلات الموجودة على السطح الخارجي للخلايا التائية.

وفي عينات دم المرضى، كان لدى 13% من الخلايا التائية مستقبلات تتعرف على الخلايا المصابة بـ EBV، بينما تعرف 4% فقط على مستضدات الإنفلونزا.

وفي السائل الدماغي الشوكي، زاد عدد مستنسخات الخلايا التائية التي تتعرف على الخلايا المصابة بـ EBV، وهو ما يمثل 47% من الخلايا التي تم تحليلها.

وتشير هذه النتائج إلى أن الخلايا التائية المصممة للتعرف على الخلايا المصابة بـ EBV "موجودة في السائل الدماغي الشوكي في المراحل الأولى من مرض التصلب العصبي المتعدد، ما يشير إلى أنه من المحتمل أن تلعب دورا مهما في التسبب في المرض".

ووصف باحثون آخرون غير مشاركين في البحث، النتائج بأنها تقدم "المزيد من الأدلة الدامغة" لدور فيروس EBV في مرض التصلب العصبي المتعدد، ولكن يجب أن نأخذ في الاعتبار أن هذه دراسة صغيرة أجريت على ثمانية مرضى فقط.

نشر البحث في PNAS.

المصدر: ساينس ألرت

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: البحوث الطبية امراض فيروسات الخلایا التائیة

إقرأ أيضاً:

دراسة تكشف العلاقة بين ارتفاع ضغط الدم والإصابة بالخرف

أوضحت نتائج دراسة حديثة أجراها باحثو جامعة كوليدج لندن ونشرت في في مجلة لانسيت للصحة العامة أن ارتفاع ضغط الدم المستمر قد يزيد خطر الإصابة بالخرف حيث يؤدي إلى زيادة الضغط على الشرايين والقلب.

وكشفت الدراسة أن عوامل خطر الإصابة بالخرف المرتبطة بصحة القلب، ربما زادت بمرور الوقت، مقارنة بعوامل أخرى.

ولإجراء الدراسة حلل فريق البحث 27 ورقة بحثية، شملت أشخاصا يعانون من الخرف في جميع أنحاء العالم، مع بيانات جُمعت بين عامي 1947 و2015.

وحسب الباحثون أكثر عوامل الخطر المرتبطة بتطور الخرف مع مرور الوقت، بما في ذلك العوامل الوراثية والبيئية، كارتفاع ضغط الدم والسمنة والسكري والتعليم والتدخين.

ووجد الفريق أن معدلات السمنة والسكري زادت بمرور الوقت، وكذلك مساهمتها في ارتفاع خطر الإصابة بالخرف، لكن قلة التعليم والتدخين أصبحا أقل شيوعا على مر السنين، وارتبطا بانخفاض معدلات الإصابة بالخرف.

وقالت المعدة الرئيسية، ناهيد مقدم، من قسم الطب النفسي في UCL: "ربما تكون عوامل الخطر القلبية الوعائية قد ساهمت بشكل أكبر في خطر الإصابة بالخرف مع مرور الوقت، لذا ينبغي تقديم المزيد من الإجراءات الموجهة لجهود الوقاية من الخرف في المستقبل".

وأضافت: "تظهر نتائجنا أن مستويات التعليم زادت بمرور الوقت في العديد من البلدان ذات الدخل المرتفع، ما يعني أنها أصبحت عامل خطر أقل أهمية للإصابة بالخرف. وفي الوقت نفسه، انخفضت مستويات التدخين في أوروبا والولايات المتحدة".

وقالت إنه يتعين على الحكومات أن تفكر في تنفيذ خطط، مثل سياسات التعليم العالمية وفرض قيود على التدخين.

الجدير بالذكر أن 50 مليون شخص حول العالم يعيشون مع الخرف الآن، وبحلول عام 2050 من المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم 3 مرات ليصل إلى 152 مليونا، وفقا لأبحاث ألزهايمر في المملكة المتحدة.

مقالات مشابهة

  • اكتشاف يحمل مفتاح تعزيز الخصوبة
  • دراسة تكشف فوائد البرقوق المجفف في تعزيز صحة العظام
  • علاقة الاكتئاب بصحة الأمعاء
  • يساعد على انخفاض الكوليسترول في الدم.. دراسة حديثة تكشف عن فوائده
  • الاكتئاب وصحة الأمعاء.. ما العلاقة؟
  • ما علاقة الاكتئاب بصحة الأمعاء؟
  • دراسة تكشف العلاقة بين ارتفاع ضغط الدم والإصابة بالخرف
  • منتج تنظيف منزلي شائع يطلق تريليونات من الألياف البلاستيكية الدقيقة
  • الأطعمة المعالجة تؤثر سلبًا على الصحة العقلية| دراسة تكشف التفاصيل
  • دور الساعة البيولوجية في علاج السرطان.. دراسة تحسم الجدل