تتشكل، بصورة غير رسمية، كتلة من روسيا والصين وكوريا الشمالية، في مواجهة الولايات المتحدة. حول ذلك، كتب يفغيني أوميرينكوف، في "كومسومولسكايا برافدا":

"حكومة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية سوف تحتفي احتفاء حارا بزيارة الرئيس بوتين لبلادنا، وهي مستعدة للترحيب بكل إخلاص بأقرب صديق للشعب الكوري". هذا الخبر نشرته وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية.

وقد زار فلاديمير بوتين كوريا الشمالية مرة واحدة، في يوليو 2000. وزار كيم جونغ أون روسيا في سبتمبر الماضي، حيث التقى بالرئيس بوتين في الشرق الأقصى.

حول أسباب التنشيط الواضح للعلاقات الروسية الكورية الشمالية، تحدث أستاذ العلوم التاريخية، مدير مركز جنوب شرق آسيا وأستراليا وأوقيانوسيا في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، دميتري موسياكوف، لـ"كومسومولسكايا برافدا"، فقال: "الأمريكيون يشكلون كتلة عسكرية موالية للغرب حول الفلبين، موجهة ضد الصين وروسيا. ولكن يجري أيضا تشكيل كتلة غير رسمية بين روسيا والصين وكوريا الشمالية (لا علاقة لمجموعة بريكس أو منظمة شنغهاي للتعاون بها)، وهي على وجه التحديد بديل للجهود الأميركية لإنشاء هياكل عسكرية في المنطقة.

يجري تشكيل تكوين جيوسياسي جديد. ولا أظن أن الهيكل العسكري الذي أنشأه الأميركيون، والذي سيضم الفلبينيين واليابانيين والأستراليين والكوريين الجنوبيين، سيكون أقوى من الصينيين والروس والكوريين الشماليين. هنا سيكون التوازن القوى.

وإذا فاز ترامب، الذي أراد بشدة "الانسجام" مع كيم جونغ أون، فهل سيتغير شيء ما؟

نعم، ترامب التقى بزعيم كوريا الديمقراطية في سنغافورة وربت على كتفه. في ذلك الوقت، جرى النظر بجدية في فكرة التحييد النووي لكوريا الشمالية.

ولكن الآن، لا يمكن أن نتوقع أن تقبل بيونغ يانغ بذلك. فبعد كل شيء، لم تعد صواريخها تطير بالوقود السائل، بل بالوقود الصلب. ولم تعد أقمارها الصناعية تدور في المدار فحسب، بل تصور البيت الأبيض بدقة عالية.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: شي جين بينغ فلاديمير بوتين كيم جونغ أون موسكو واشنطن

إقرأ أيضاً:

هل يعيد ترامب فتح دبلوماسية سرية مع زعيم كوريا الشمالية؟

من خلال ترشيح ماركو روبيو ومايك والتز، إلى منصبي وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي على التوالي، يبدو أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يشير إلى أن انفتاحه على كوريا الشمالية خلال ولايته الأولى قد لا يتكرر.

تصميم ترامب على تحسين العلاقات مع بيونغ يانغ جلي

مع ذلك، يرى الباحثان في شؤون شمال شرق آسيا وطالبا الدكتوراه في جامعة تولين الأمريكية هانجين بارك وجياشن شي، أن ميل ترامب الطويل الأمد إلى عقد الصفقات ورغبته في ترسيخ إرثه الرئاسي يقترحان أن محاولات نزع السلاح النووي من كوريا الشمالية ربما لا تزال على الطاولة.
عبر استخلاص دروس من دبلوماسية القنوات الخلفية في ولايته الأولى، قد يعمد ترامب المدعوم الآن من دائرة داخلية موالية بشكل غير مسبوق إلى إعادة التواصل مع كوريا الشمالية من خلال مفاوضات سرية. هل يلين مواقفه؟

كتب بارك وشي في مجلة "ذا ديبلومات" أن تكهنات ظهرت حول تحول محتمل في سياسة ترامب تجاه كوريا الشمالية خلال ولايته الثانية المقبلة. يستلزم هذا التحول التخلي عن الجهود لإقناع كيم بتفكيك ترسانته النووية بالكامل والسعي بدلاً من ذلك إلى إقناع بيونغ يانغ بتجميد برنامجها النووي ووقف تطوير أسلحة جديدة. في المقابل، ستحصل كوريا الشمالية على تخفيف للعقوبات الاقتصادية وربما أشكال أخرى من المساعدات.

US President Donald Trump says he agreed with North Korean leader Kim Jong Un to restart talks after nuclear negotiations stalled earlier this year https://t.co/WYktXv4xZy pic.twitter.com/2ypUZ27OsU

— CNN (@CNN) June 30, 2019

المنطق وراء هذا التحول عملي: تجنب محادثات نزع السلاح العقيمة للتركيز على الهدف الاستراتيجي الأوسع المتمثل في التنافس مع الصين. لكن ترامب نفى بشدة مثل هذه الادعاءات. ففي منشور على موقع تروث سوشل، رفض ترامب التقارير التي تتحدث عن موقفه المخفف من الأسلحة النووية لكوريا الشمالية ووصفها بأنها ملفقة.
يدرك ترامب أن نجاح سياسته تجاه كوريا الشمالية في ولايته الثانية يحتاج إلى إحياء الدبلوماسية عبر القنوات الخلفية، ومن المؤكد تقريباً أن الشرطين الرئيسيين اللازمين لبدء هذه الدبلوماسية ــ تصميمه القوي والمعارضة الداخلية للتعامل مع بيونج يانغ ــ سيكونان حاضرين.

دافعه الأول

تصميم ترامب على تحسين العلاقات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة جلي. وبالرغم من أنه لم يحدد صراحة استراتيجيته تجاه كوريا الشمالية في ولايته الثانية، من المعقول افتراض أنه كمثل أغلب الرؤساء في ولايتهم الثانية، سيكون مدفوعاً برغبة في ترسيخ إرث دائم.
إذا كان طموح ترامب السياسي الداخلي هو تفكيك "الدولة العميقة"، فمن الممكن أن يركز هدفه في السياسة الخارجية على تحقيق نزع السلاح النووي في كوريا الشمالية، وهو هدف يحمل ثقلاً جيوسياسياً كبيراً ودرجة من الجدوى بالمقارنة مع المساعي الدبلوماسية المحتملة الأخرى.

????TRUMP TO ROCKETMAN KIM: LET'S TALK BEFORE YOU BLOW UP THE WORLD

Trump’s team is exploring direct negotiations with Kim Jong Un, aiming to thaw years of silence and rising nuclear tensions.

Despite past meetings yielding no disarmament, Trump allies believe personal diplomacy… pic.twitter.com/pghPDHcAPG

— Mario Nawfal (@MarioNawfal) November 26, 2024

إن ثقة ترامب في علاقته الشخصية مع كيم تعزز هذا التصميم. خلال حملة 2024، ادعى ترامب مراراً الفضل في تجنب الصراع النووي مع كوريا الشمالية، واضعاً نهجه على نقيض مع ما وصفه بسياسة حافة الهاوية التي انتهجتها إدارة أوباما. معتقداً أنه "توافق بشكل جيد للغاية" مع كيم، ترامب مقتنع بأنه يتمتع بالقدرة الفريدة على تحقيق اختراق مع بيونغ يانغ بشأن القضية النووية.

الشرط الثاني المعارضة المحلية للتواصل بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة هي الشرط الثاني الملائم لدبلوماسية القنوات الخلفية - وهي راسخة. في حين شددت ولاية ترامب الأولى على الحوار، اتخذت إدارة بايدن موقفاً أكثر صرامة، حيث أعطت الأولوية للردع بالتنسيق مع كوريا الجنوبية. وتشمل هذه الاستراتيجية فرض عقوبات أحادية الجانب ونشر أصول قادرة على حمل أسلحة نووية في شبه الجزيرة الكورية.
علاوة على ذلك، تابع الكاتبان، دفع أعضاء الكونغرس باتجاه زيادة الضغوط على بيونغ يانغ، وبخاصة رداً على شراكتها المتنامية مع روسيا خلال الصراع في أوكرانيا. وقد دعت شخصيات مثل روبيو ووالتز منذ فترة طويلة إلى اتباع نهج متشدد تجاه كوريا الشمالية. وفي حين قد يبدو ولاؤهما لترامب قوياً في الوقت الحالي، إن مواقفهما المتشددة قد تؤدي إلى صدامات داخلية، ما يعكس التوترات التي نشأت خلال ولاية ترامب الأولى مع مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون بشأن بيونغ يانغ. هل يقبل كيم غصن الزيتون؟ مع استيفاء الشرطين الرئيسيين المذكورين، إن العامل الحاسم الآخر لتجسيد دبلوماسية القنوات الخلفية هو الاستجابة الإيجابية المتوقعة من كوريا الشمالية. يبدو هذا معقولاً، حيث لم تنحرف بيونغ يانغ عن هدفها القديم المتمثل في تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة.
صحيح أن نظام كيم نما على مستويي القدرة والثقة، مدعوماً بحلفاء جدد. تعقد هذه التطورات قدرة أي إدارة أمريكية على تقديم الحد الأدنى من الحوافز لتأمين التنازلات من كوريا الشمالية. مع ذلك، وبالرغم من انهيار قمة هانوي سنة 2019، تظل بيونغ يانغ ملتزمة بتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة والذي تعتبره "استراتيجية السياسة الخارجية الأولى".
أضاف الكاتبان أن كوريا الشمالية تنظر إلى الولايات المتحدة بصفتها صاحبة مفتاح رفع العقوبات مع قبول ترسانتها النووية ضمناً. علاوة على ذلك، إن الحل المحتمل للصراع بين أوكرانيا وروسيا في ظل إدارة ترامب قد يؤدي إلى نشوء حالة من عدم اليقين في الشراكة بين كوريا الشمالية وروسيا. في ظل هذه الظروف، سيكون من الحكمة الاستراتيجية أن يسعى كيم إلى تحقيق انفراج مع الولايات المتحدة، إذا مد ترامب غصن الزيتون.

مقالات مشابهة

  • لا تقللوا من شأنهم أبدا.. ماذا نعلم عن جنود كوريا الشمالية في روسيا؟
  • مقامرة دبلوماسية.. تحالف موسكو وكوريا الشمالية ينذر بمخاطر عالية
  • لليوم الثالث.. روسيا تكثف هجماتها بكورسك بمشاركة جنود من كوريا الشمالية
  • بكين: العلاقات بين روسيا والصين أصبحت أكثر نضجا واستقرارا
  • هل يعيد ترامب فتح دبلوماسية سرية مع زعيم كوريا الشمالية؟
  • كوريا الجنوبية تفرض عقوبات جديدة على روسيا وكوريا الشمالية
  • أوكرانيا: روسيا تنشر المزيد من قوات كوريا الشمالية في كورسك
  • أمريكا تعلن تكبد قوات كوريا الشمالية خسائر خلال القتال مع روسيا
  • بوتين: الغرب يدفع روسيا نحو “الخطوط الحمراء”
  • روسيا تجلي جزءا من موظفي بعثتها الدبلوماسية في دمشق وتنفي وقف تصدير القمح لسوريا