«صحة الشرقية» تكشف عن إجراءات للحد من مقاومة المضادات الحيوية
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
كشفت مديرية الصحة بالشرقية، عن عدة إجراءات يمكن اتبعها للحد من مقاومة المضادات الحيوية، وذلك في إطار جهودها للحفاظ على فاعلية هذه الأدوية.
وقالت المديرية، خلال نشرة توعوية، إن مقاومة المضادات الحيوية، تنشأ عندما تطرأ تغييرات على البكتيريا والفطريات بمرور الوقت، فلا تؤثر عليها المضادات الحيوية.
الاستعمال الزائد أو الخاطئ للمضادات الحيويةوأوضحت مديرية الصحة، أن الاستعمال الزائد أو الخاطئ للمضادات الحيوية، يؤدي إلى ظهور سلالات من البكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية، مشيرة إلى أن المضادات الحيوية ليست العلاج السحري لكل الأمراض، والحد من مقاومة المضادات الحيوية مسؤولية جماعية للحفاظ على فاعليتها.
وأشارت المديرية إلى دور الأفراد في الحد من مقاومة المضادات الحيوية، من خلال:
استخدام المضادات الحيوية فقط عندما يصفها الطبيب. عدم طلب المضادات الحيوية إذا أخبرك الطبيب أنك لا تحتاج إليها. اتباع نصائح الطبيب عند استخدام المضادات الحيوية، مثل مدة الاستخدام والجرعة واحتياطات الاستخدام. عدم مشاركة أو استخدام بقايا المضادات الحيوية. الحرص على العادات الصحية السليمة للحد من العدوى.وأضافت المديرية، أن دور مقدمي الرعاية الصحية في الحد من مقاومة المضادات الحيوية، يتمثل في:
منع العدوى عن طريق التأكد من نظافة الأيدي والأدوات. توعية المرضى بالطريقة الصحيحة لاستخدام المضادات الحيوية. توعية المرضى عن طرق الوقاية من العدوى. الإبلاغ عن حالات العدوى المقاومة للمضادات الحيوية لفرق المراقبة. وصف المضادات الحيوية وتوزيعها فقط عند الحاجة إليها وفقاً لبروتوكلات العلاج المعتمدة.وأكدت مديرية الصحة بالشرقية، أهمية تعاون الجميع للحد من مقاومة المضادات الحيوية، من خلال اتباع الإجراءات المذكورة أعلاه، للحفاظ على فاعلية هذه الأدوية، وضمان استمرارها في علاج الأمراض.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الشرقية الصحة مضادات حيوية علاج من مقاومة المضادات الحیویة للمضادات الحیویة للحد من
إقرأ أيضاً:
بيتي.. ذاكرةٌ نهبتها الحرب
O.sidahmed09@gmail.com
أبريل 2025
لم يكن منزلي مجرد جدرانٍ وسقف، بل كان عالماً كاملاً. عالمٌ جمعَ تفاصيل عمرٍ كاملٍ من الكتب النادرة التي اقتنيتها ورحلتها لأجلها، واللوحات التي حكت حكاياتٍ لا تُروى، والبومات الصور التي تحتضن ذكريات حياة والحديقة التي كانت تُغنّي بالخضرة الزهور . لكن الحرب جاءت، وبقسوةٍ لا تعرف الرحمة، سلبت مني كل شيء ما عدا الجدران الصماء .
على مدى عامين، تحوّل بيتي إلى غنيمةٍ للأوباش. دخلوا كالجراد، فكسّروا الأثاث، وشتّتوا الكتب، ونهبوا كل ما وقعت عليه أيديهم: أجهزة التكييف التي انتزعوها من الجدران ورمَوها أرضاً، خزانات المياه التي خُرّبت، الكوابل الكهربائية التي نُزعت بلا سببٍ إلا العبث. حتى أغراض المطبخ البسيطة لم تسلم من النهب، وكأنهم قرّروا ألّا يتركوا لي شيئاً يُذكرني بأن هذه المساحة كانت يوماً ما بيتاً.
أما مكتبتي.. فحدّث ولا حرج. سنواتٌ من البحث والتجميع، كتبٌ نادرةٌ أصبحت أوراقاً مبعثرة، بعضها مُزّق او حرق للطهي بعد ان خلص غاز الطبخ في مطابخ البيت ، وبعضها سُلب، ورمي بالبعض خارج المنزل وكأنهم لم يعرفوا أنهم لا يبددون ويحرقون ويبعثرون ويسرقون ورقاً وحبراً، بل يسرقون ذاكرةً وروحاً. الألبومات التي حفظت لحظاتٍ لن تعود، الصور التي التقطت فرحاً لم يعد له وجود، كلها ذهبت مع الريح.
الحديقة التي كانت جنةً صغيرةً أصبحت أثراً بعد عين. الأرض التي كانت تتنفّس خضرةً وألواناً صارت قفراً يباباً. البيت الذي كان ملاذاً للدفء والأمان لم يعد صالحاً للحياة، وكأن الحرب لم تكتفِ بتحطيم الحاضر، بل أرادت أن تمحو الماضي أيضاً.
**لكن قصتي ليست سوى حبة رمل في صحراء المعاناة:**
ليست معاناتي سوى جزءٌ من مأساة شعبٍ بكامله. كم من الأرواح ذهبت هباءً تحت رصاص الغدر؟ كم من العائلات تشتتت بين مدن النزوح وأطراف المدن والقري والحدود، تُرك الأطفال فيها بلا مأوى، بلا مدارس، بلا مستقبل؟ كم من البيوت دُمّرت حتى لم يعد يُعرف اسمها إلا في ذاكرة أصحابها المشتتين؟ كم من الأيدي التي كانت تزرع وتحصد صارت عاجزةً عن إيجاد رغيف خبز؟ الحرب لم تترك شيئاً إلا وأحرقته، ولم تُبقِ أحداً إلا ومسحت جزءاً من روحه.
أكتب هذا وأنا أعلم أن الكلمات لا تستطيع أن تعيد ما فُقد، لكنّي أحاول أن أُسمع الصوت الذي أرادت الحرب إسكاته. صوت الإنسان الذي يُهزم جسداً لكنّ ذاكرته تبقى تقاوم. قد أكون عاجزاً عن استعادة بيتي، لكنّي لست عاجزاً عن أن أقول للعالم: انظروا ما فعلته الحرب بنا.. ببيوتنا، بذكرياتنا، بإنسانيتنا.
**لن نصمت.. لأن التوثيق مقاومة:**
لكننا لن نصمت. لن نسمح لهذا الألم أن يُدفن في صمت التاريخ. كل قصة فقد، كل دمعٍ سقط، كل بيتٍ انهار، كل كتابٍ احترق، كل صورةٍ ضاعت، كل حلمٍ انكسر.. يجب أن يُروى. التوثيق ليس رفاهية، بل مقاومة. مقاومة ضد النسيان، ضد التزييف، ضد الظلم. لن نترك جراحنا تُختزل في أرقام مجهولة أو تُسوّق كإحصاءات باردة.
اليوم، وأنا أحمل غبنًا لا يُوصف، أتساءل: هل يُعقل أن يُترك الناس وحدهم يواجهون هذا العبث؟ هل يُعقل أن يُترك البيت الذي كان يحمل اسم "الوطن الصغير" ليصير خرابةً بلا كرامة؟
هذه دعوةٌ لكل من مسّه الألم: اكتب، صوّر، احكِ، وثّق. مهما كان ألمك كبيراً، ومهما بدا الفقد غير محتمل، فذكرياتنا هي آخر ما نملكه. لن نجعلهم يسرقونها أيضاً.