انسحاب ديسانتيس.. دعم لترامب أم انتقام من هايلي؟
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
انسحب، رون ديسانتيس، من سباق نيل الترشيح في الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة الأميركية 2024، تاركا الحلبة للسفيرة السابقة، نيكي هايلي، في مواجهة الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي تقول المؤشرات إنه بات أقرب للحسم.
حين تلقت هايلي خبر انسحاب ديسانتيس، فرح أنصارها وهللوا بنصر يشير إلى تقدم مرشحتهم، لكن التحليلات تشير إلى أن خروج حاكم فلوريدا من السباق، وتأييده ترامب، قد يقوض قدرة السيدة، التي تطرح نفسها منافسة قوية للرئيس الأميركي، جو بايدن، على إلحاق الهزيمة بترامب أو على الأقل الإطاحة به في نيو هامشير، الثلاثاء.
ونيوهامشير محطة حاسمة بالنسبة لهايلي، التي كانت مندوبة ترامب لدى الأمم المتحدة، وتتخلف عن الرئيس السابق في الاستطلاعات في الولاية حيث كانت تتوقع أفضل أداء لها.
هجوم ترامبترامب كثف هجماته على هايلي خلال الأسبوع الماضي واصفا إياها بأنها "ليست ذكية بما يكفي"، زاعما أنها لم تنل احترام الناخبين.
والأحد، عاد ترامب وهاجم هايلي، وفي ذات الوقت أشاد بديسانتيس الذي وصفه بأنه "شخص ذو إمكانيات عالية" فيما قبل دعم الحاكم له أمام حشد من أنصاره.
وقال ترامب وسط تصفيق حار في مقر حملته في مانشستر: "من دون الدعم، أعتقد بأننا كنا نلنا كل هذه الأصوات لأن لدينا سياسات متشابهة جدا، الحدود المعززة والتعليم الممتاز والضرائب المنخفضة وأقل قدر ممكن من القواعد، إنها أمور لا تتحدث هايلي عنها حقا نظرا لكونها مع العولمة".
تشير الاستطلاعات بقوة إلى فرص ترامب بالفوز في نيو هامشيرلكن هايلي ترد بسخرية على هجوم ترامب محاولة التركيز على قدرات ترامب الذهنية بعدما خلط بينها وبين الديموقراطية، نانسي بيلوسي، خلال تجمع انتخابي.
وقالت لشبكة سي بي أس "إنه ليس في ذات المستوى الذي كان عليه عام 2016 فحسب. أعتقد أننا نشهد شيئا من هذا التراجع. سأذهب أبعد من ذلك وأركز على أنه مهما كان الأمر، فإن ترامب يجلب الفوضى".
ماذا يعني انسحاب ديسانتيس؟يقول، مايك دينيهي، الخبير الاستراتيجي في الحزب الجمهوري في نيو هامشير، لموقع بوليتيكو إن انسحاب ديسانتيس "يقضي فعليا على أي فرصة لدى هايلي لإبقاء ترامب أقل من 50 في المئة".
وأضاف أن "هناك فرصة الآن أن يحصل ترامب على 60 بالمئة من الأصوات في نيو هامشير".
والانسحابات المتتالية تصب في مصلحة ترامب، مثل، فيفيك راماسوامي الذي أيد ترامب، حذا حذوه السيناتور الجمهوري، تيم سكوت، الذي أنهى حملته الانتخابية في نوفمبر، والأحد، أضاف ترامب ديسانتيس إلى قائمة الأعداء السابقين الذين تحولوا إلى أصدقاء مرة أخرى.
وكان أنصار راماسوامي في نيو هامشير قد بدأوا بالفعل في الانجذاب نحو ترامب، حيث دعم العديد من موظفيه السابقين ترامب علنا وشجعوا الآخرين على فعل الشيء نفسه.
ديسانتيس أطلق في مايو الماضي حملته للانتخابات الرئاسية الأميركية لكنه أعلن انسحابه وتأييد ترامبومن المرجح أن يحصل الرئيس السابق على دفعة دعم أخرى، ولو كانت صغيرة، من قاعدة ديسانتيس المكونة من الجمهوريين المحافظين والمؤيدين ذوي الميول التحررية.
وبلغة الأرقام والاصطفافات، فإن انسحاب ديسانتيس ودعمه لترامب يعقد المشهد أمام هايلي، حيث أظهر استطلاع أجرته جامعة نيو هامشير بالتعاون مع سي أن أن، الأحد، أن 62 بالمئة من مؤيدي ديسانتيس سيؤيدون ترامب كخيارهم الثاني، في حين أن 30 بالمئة فقط سيؤيدون هايلي.
وفي استطلاع يومي أجرته جامعة سوفولك، بوسطن غلوب، مع أن بي سي 10 في بوسطن، قال 57 بالمئة من مؤيدي ديسانتيس إنهم سيختارون ترامب كخيارهم الثاني، بينما قال 33 بالمئة إنهم سيختارون هايلي.
ويقول، ديفيد باليولوغوس، مدير استطلاعات الرأي بجامعة سوفولك، لموقع بوليتيكو إنه في "جميع استطلاعات الرأي التي أجريناها، كانت نسبة تأييد ترامب 50 بالمئة أو أكثر، ولم يتزايد تقدمه إلا منذ الاثنين.
ولا تزال هايلي وفريقها متفائلين بتقديم أداء تنافسي أفضل في نيو هامشير، وأكدت هايلي، في بيان، أن أنصار ديسانتيس منقسمون بينها وبين ترامب.
وفي مقابلة مع شبكة سي أن أن شجعت هيلي مؤيدي حاكم فلوريدا على اختيارها إذا كانوا يريدون "زعيمة جيل جديد" قائلة إنها "المحافظة التي يمكنها تحقيق ذلك".
هل انتقم ديسانتيس من هايلي؟يقول تقرير لموقع أكسيوس الأميركي، إن قرار ديسانتيس بالانسحاب لا يعني أنه يريد فوز ترامب فحسب، بل إنه تصر على خسارة هايلي.
وحاول ديسانتيس وفريقه منع كبار المانحين من دعم هايلي، لتوقعه بأنها ستنفق معظم الأموال على مهاجمته.
وبالفعل تحقق جزء من هذا التوقع، حيث أنفقت حملة هايلي أكثر من 23 مليون دولار على دعاية تستهدف ديسانتيس في ولاية أيوا ولم تركز على ترامب الذي استفاد من هذا الصدام بين الاثنين.
وكانت العلاقة توترت بين ديسانتيس وهايلي منذ أعلنت الأخيرة عزمها دخول السباق، وهو ما وجد فيه حاكم فلوريدا عرقلة لجهوده في هزيمة ترامب.
وفي مناظرة لقناة سي أن أن في ولاية أيوا في 10 يناير، اتهم كل منهما الآخر بالكذب وتبادلا الشتائم.
ووصف التقرير قرار ديسانتيس بأنه الضربة الأخيرة التي وجهها حاكم فلوريدا في معركته المريرة على نحو متزايد مع هايلي.
وكان ديسانتيس أكد للمانحين أكثر من مرة أن هيلي ليس لديها فرصة في السباق ضد ترامب، حيث قدم عدد منهم الدعم لها.
وخروج ديسانتيس ثم إعلان التأييد لترامب مساهمة في توجيه ضربة مدمرة لآفاق هايلي الشاملة لنيل ترشيح الحزب الجمهوري.
نصر هايلي على قدرتها هزيمة ترامب وقيادة الجمهوريين للفوز برئاسة أميركاهل ستصل هايلي إلى ساوث كارولاينا؟في نيو هامشير، كانت استطلاعات ديسانتيس متأخرة كثيرا عن ترامب وهايلي. وبالتالي فإن تأثير انسحابه قد يكون أقل تأثيرا على سير المنافسة في الحزب، كما يتوقع البعض.
وقال لاري هوغان، حاكم ولاية ماريلاند الجمهوري السابق، وهو معارض لترامب ومؤيد لهايلي، وفق صحيفة ذا هيل، إن "الأمر ليس مستحيلا بالنسبة لهايلي، وإذا تجاوزت التوقعات، فأعتقد أنها ستدخل ساوث كارولاينا بقوة كبيرة" للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري.
لكن نيوهامشير قد تحدد أداء هايلي وتحسم مستقبل حملتها الانتخابية، وربما حياتها السياسية.
ويقول تقرير لصحيفة نيويورك تايمز أن أي شيء أقل من النصر أو الهزيمة بفارق ضئيل من شأنه أن يضغط على هايلي للانسحاب بدلا من مواجهة مع ترامب في ولايتها الأصلية، حيث تتخلف هناك، وفق الاستطلاعات.
ويقول التقرير إن أفضل فرصة لهايلي للبقاء هي الإقبال الكبير من الناخبين المستقلين في نيو هامشير، الذين يشكلون 40 بالمئة من الناخبين في الولاية، في حين يمثل الجمهوريون حوالي 30 بالمئة.
وتوقع سكرتير ولاية نيو هامشير إقبالا قياسيا مرتفعا، الثلاثاء، وهو السيناريو الذي زعمت كلتا الحملتين أنه سيعزز فرص نجاحهما.
ويعتقد فريق هايلي أن ارتفاع نسبة الإقبال على التصويت سيعني المزيد من المشاركة من الناخبين المستقلين والمعتدلين الذين من المرجح أن يدعموها.
دونالد ترامب خلال جولة انتخابيةويعتمد فريق هايلي على قراءة لتجربة السيناتور السابق، جون ماكين، الرئاسية لعام 2008 كنموذج يمكن من خلاله استشراف ما سيحصل. وفاز ماكين بالانتخابات التمهيدية في نيو هامشير بدعم الناخبين المستقلين.
وتقدمت هايلي في استطلاع الناخبين المستقلين بنسبة 49 في المئة مقابل 41 لترامب، لكنها كانت متأخرة بنحو 20 نقطة عن ترامب بشكل عام في الولاية، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى هامش الرئيس السابق الواسع بين الجمهوريين، الذي يشير 65 في المئة مقابل 25 في المئة لهايلي.
وخلال تجمع انتخابي في سيبروك في نيو هامشير قالت هايلي إن ديسانتيس "خاض سباقا رائعا، وهو حاكم جيد، نتمنى له التوفيق".
وأضافت أن السباق بات يقتصر الآن على "رجل وسيدة"، متسائلة "ما الذي تريدونه؟ هل تريدون مزيدا من الشيء نفسه، أم تريدون شيئا جديدا؟".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: انسحاب دیسانتیس الحزب الجمهوری الرئیس السابق حاکم فلوریدا بالمئة من فی المئة
إقرأ أيضاً:
روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة.. وأنصاره أغبياء
(CNN)-- لدى روبرت كينيدي جونيور، المرشح من قبل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لمنصب وزير الصحة والخدمات الإنسانية، تاريخ طويل من الانتقادات اللاذعة لترامب نفسه، حيث وصفه بأنه "تهديد للديمقراطية"، و"متنمر"، وحتى في يوليو/تموز الماضي، وصفه بأنه "رئيس فظيع".
لكن أشد هجمات كينيدي قسوة تعود إلى صعود ترامب في عام 2016، عندما أشاد كينيدي في برنامجه الإذاعي "حلقة النار" بأوصاف قاعدة ترامب باعتبارها "حمقى عدوانيين" وبعضهم كانوا "نازيين صريحين"، كما شبه ترامب بـ"الديماغوجيين التاريخيين" مثل أدولف هتلر وبينيتو موسوليني، واتهمه بـ"استغلال انعدام الأمن المجتمعي وكراهية الأجانب لحشد السلطة".
وبعد فوز ترامب في انتخابات 2016، ذكر كينيدي أن "ترامب لم يكن على الأقل مثل هتلر بطريقة ما، لأن هتلر كان مهتما بالسياسة".
وأظهرت مراجعة شبكة CNN لتصريحات كينيدي السابقة أنها تتناسب مع نمط من الانتقادات المتسقة والواسعة النطاق التي وجهها لترامب على مر السنين.
ففي 2019، زعم كينيدي أن ترامب سلم إدارته الأولى لجماعات الضغط من الشركات من الصناعات التي كان من المفترض أن ينظموها - الصناعات التي سيكون كينيدي قادرًا بالفعل على تنظيمها في بعض الحالات إذا تم الموافقة على تعيينه كوزير للصحة والخدمات الإنسانية.
وبصفته رئيسا لوزارة الصحة، سيشرف كينيدي على قطاعات واسعة من صناعات الغذاء والرعاية الصحية.
وتتمتع الوكالة الفيدرالية المترامية الأطراف بميزانية مقترحة إلزامية تتجاوز 1.7 تريليون دولار وتشرف على مبادرات الصحة العامة الرئيسية، بما في ذلك مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، وإدارة الغذاء والدواء، والمعاهد الوطنية للصحة (NIH)، والرعاية الطبية والرعاية الطبية، والتي تؤثر معًا على حياة جميع الأمريكيين.
وفي تصريح لشبكة CNN، أعرب كينيدي عن فخره بالخدمة في إدارة ترامب، ودعم رؤيته، وقال إنه يندم على تصريحاته السابقة حول الرئيس السابق.
وقال: "مثل العديد من الأمريكيين، سمحت لنفسي أن أصدق الصورة المشوهة والسوداوية التي ترسمها وسائل الإعلام للرئيس ترامب، ولم أعد أؤمن بهذا الاعتقاد والآن أشعر بالندم لأنني أدليت بهذه التصريحات".
مقارنة ترامب بـ"الديماغوجيين"
بدأت سنوات انتقاد كينيدي لترامب في التخفيف بعد أن نبذه الحزب الديمقراطي خلال الانتخابات التمهيدية 2024، مما دفعه إلى الترشح كمستقل.
وعندما سُئل في أغسطس/آب عما إذا كان سيخدم في حكومة ترامب، قال كينيدي "لا" ولكن بعد أسابيع، أنهى حملته وأيد ترامب.
ومنذ ذلك الحين، امتنع كينيدي عن أي انتقاد علني لترامب، وتحالف مع الرئيس السابق في قضايا مثل الرقابة الحكومية والصحة العامة.
ولكن التصريحات التي تم الكشف عنها مؤخرا تؤكد شدة توبيخه لترامب في الماضي، بما في ذلك توجيه اتهامات بالعنصرية إليه.
واتهم كينيدي ترامب مرارا وتكرارا بـ"استغلال الخوف والتعصب وكراهية الأجانب لبناء حركة قومية خطيرة" وحذر من أن ترامب سيدمر المناخ والمياه النظيفة.
وفي إحدى حلقات "حلقة النار" في ديسمبر/ كانون الأول 2016، قارن كينيدي استراتيجية ترامب بـ"الديماغوجيين التاريخيين الذين برزوا في أوقات الأزمات".
وقال كينيدي، مقارنا بين الأزمات العالمية مثل الكساد الأعظم، إن "فترات عدم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي غالبا ما أدت إلى ظهور الديماغوجيين الذين يستغلون الخوف والتحيز وانعدام الأمن للحصول على السلطة"، واستشهد بشخصيات مثل هتلر وفرانشيسكو فرانكو وموسوليني، كمقارنات تاريخية.
وذكر: "يمكنك أن ترى أن كل تصريح يصدره دونالد ترامب مبني على الخوف، كل تصريح يصدره. كما تعلمون، يجب أن نخاف من المسلمين. يجب أن نخاف من السود، وخاصة الرجل الأسود الكبير أوباما، الذي يدمر هذا البلد، ويجعل الجميع بائسين".
وتابع: "وهناك شخص واحد فقط لديه العبقرية والقدرة على حل هذه الأشياء، ولن أخبركم كيف سأفعل ذلك. فقط ثقوا بي، وصوتوا لي وسوف يصبح كل شيء عظيما مرة أخرى".