يصوّت البرلمان التركي هذا الأسبوع على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي، وسط توقعات بأن تتحرك في المقابلة صفقة مقاتلات إف الـ16 المتعثرة مع الولايات المتحدة.

ومن شأن هذا التصويت أن ينهي تأخيراً استمر أكثر من عام في المصادقة على انضمام الدولة الاسكندينافية إلى التحالف العسكري الغربي.

وفي حين قالت قناة «سي ان ان تورك» الإخبارية إنّ التصويت سيتم الثلاثاء، أشارت وسائل إعلام محلية أخرى، بينها قناة «إن تي في» الخاصة، إلى أنّ جلسة التصويت ستعقد هذا الأسبوع.

من جهته، قال موظف في البرلمان لـ«فرانس برس» طالباً عدم نشر اسمه، إنّ النواب قد يناقشون الموضوع ويصوّتون عليه الخميس.

تعليق أمريكي
وتعليقاً على جلسة التصويت المرتقبة، قال فيدانت باتيل، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: «لطالما عبّرنا عن مدى استعدادنا لانضمام السويد رسمياً إلى التحالف»، مضيفًا: «نحن نعتبر منذ فترة طويلة أنّ (السويد) احترمت التزامها ونتطلّع إلى المضي قدماً في هذه العملية».

وفي حال مصادقة تركيا، تبقى المجر العائق الأخير أمام عملية الانضمام التي بادرت إليها السويد وجارتها فنلندا ردا على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا قبل نحو عامين.

ووافقت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي على انضمام السويد نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، في انتظار التصويت في الجلسة العامة.

وكانت السويد وفنلندا تقدمتا في الوقت نفسه بطلب الانضمام إلى الناتو، وانضمت الثانية إلى الحلف في أبريل/نيسان الماضي.

ومنذ بداية العملية، أبدى الرئيس رجب طيب أردوغان تحفظات كون ستوكهولم تؤوي في رأيه مجموعات كردية تعتبرها أنقرة «إرهابية».

صفقة الـ«إف 16»
وبداية ديسمبر/كانون الأول الماضي، اشترط أردوغان للموافقة على انضمام السويد أن يصادق الكونغرس الأمريكي على بيع مقاتلات إف-16 لأنقرة، علما أنها في حاجة ماسة إليها لتحديث قدراتها الحربية الجوية.

ولا ترفض الحكومة الأمريكية بيع هذه المقاتلات، لكن الكونغرس عطلها حتى الآن لأسباب سياسية، في مقدمها التوتر بين تركيا واليونان، العضو أيضا في الناتو.

وأجرى أردوغان الشهر الفائت محادثات عبر الهاتف مع نظيره الأمريكي جو بايدن، الذي أبلغه أن تركيا يمكن أن تحظى بموافقة الكونغرس في حال صادقت على انضمام السويد إلى الناتو.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: البرلمان التركي حلف شمال الأطلسي مقاتلات إف 16 الولايات المتحدة السويد على انضمام السوید

إقرأ أيضاً:

احتجاز العشرات على خلفية إهانة أردوغان في ظل استمرار الاحتجاجات في تركيا

إسطنبول " وكالات ": قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن احتجاجات المعارضة على احتجاز رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو تحولت إلى "حركة عنف".

وأضاف أن حزب الشعب الجمهوري، حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، مسؤول عن أي ضرر بالممتلكات أو أذى يلحق بأفراد الشرطة خلال الاحتجاجات.

وقال أردوغان، عقب اجتماع لمجلس الوزراء مساء امس في أنقرة، إن على حزب الشعب الجمهوري التوقف عن "تحريض" المواطنين. وأضاف أن "استعراضهم" سينتهي في النهاية وسيشعرون بالخجل من "الشر" الذي فعلوه ببلدهم.

وقال الرئيس البالغ من العمر 71 عاما "تابعنا بدهشة كأمة الأحداث التي وقعت بعد دعوة زعيم حزب المعارضة الرئيسي للنزول إلى الشوارع عقب عملية فساد في إسطنبول. تحولت (الاحتجاجات) إلى حركة عنف".

وأضاف "حزب المعارضة الرئيسي مسؤول عن الجرحى من أفراد الشرطة وتحطك نوافذ متاجر وتضرر ممتلكات عامة. سيُحاسب على كل هذا، سياسيا في البرلمان، وقانونيا أمام القضاء".

وأثار اعتقال إمام أوغلو، أبرز منافس سياسي للرئيس رجب طيب أردوغان، يوم الأربعاء الماضي أكبر احتجاجات في شوارع تركيا منذ أكثر من 10 سنوات. وقضت محكمة تركية الأحد بحبس إمام أوغلو على ذمة المحاكمة بتهم فساد ينفيها.

ويصف حزب الشعب الجمهوري اعتقال إمام أوغلو بأنه مسيس ويتنافى مع مبادئ الديمقراطية. وتنفي الحكومة الاتهامات وتقول إن القضاء مستقل.

الى ذلك، ذكرت وسائل إعلام تركية اليوم الثلاثاء أن السلطات التركية احتجزت 55 شخصا لاتهامهم بإهانة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأسرته خلال مظاهرات للاحتجاج على اعتقال منافسه الرئيسي.

وأوضحت وكالة الاناضول التركية للأنباء أن المحتجزين المشتبه بهم متهمون بالمشاركة في " مظاهرات غير مصرح لها" في وقت متأخر من أمس أمام مكتب عمدة إسطنبول المعزول أكرم إمام أوغلو.

وقد تم تداول صورة لمجموعة تهين والدة أردوغان الراحلة على مواقع التواصل الاجتماعي. ولم يتسن التأكد من مقاطع الفيديو بصورة مستقلة.

وأدان وزير الداخلية علي يرلي كايا التعليقات المسيئة لأردوغان ووالدته الراحلة، ووصفها بـ " الهجوم الخسيس" ضد " قيمنا الأخلاقية". وقال يرلي كايا أمس إنه تم اعتقال أكثر من ألف شخص لصلتهم بالاحتجاجات التي أعقبت احتجاز إمام أوغلو في 19 مارس الجاري.

وأدان إمام أوغلو، الذي تم حبسه لاتهامه بالفساد، ويواجه تحقيقا منفصلا يتعلق باتهامات بالإرهاب، الاهانات على موقع" اكس" للتواصل الاجتماعي.

مع ذلك، تعهد مجددا" بالكفاح بكل السبل الشرعية" ضد ما وصفه بـ " الانقلاب".

من جهة أخرى، أفرج الثلاثاء عن سبعة من الصحافيين الثمانية الذين اعتقلوا من منازلهم في اسطنبول فجر الاثنين وبينهم مصور فرانس برس، مع بقائهم تحت إشراف قضائي، على ما أعلن أحد محاميهم لفرانس برس.

وقالت MLSA وهي جمعية حقوقية تتابع قضيتهم إن عشرة صحافيين اعتقلوا بتهمة "انتهاك قانون التجمع والتظاهر".

وأعلنت سلطات محافظة انقرة تمديد حظر التجمعات المعمول به في العاصمة التركية حتى الأول من أبريل.

والتجمعات محظورة منذ أسبوع في إسطنبول وإزمير والعاصمة حيث اعتُقل نحو 1200 شخص خلال التجمعات اليومية منذ ذلك الحين.

ومع ذلك، تجمع الآلاف مجددا مساء امس أمام مبنى بلدية إسطنبول.

وحذر وزير الداخلية التركي علي يرليكايا صباح اليوم الثلاثاء على منصة اكس قائلا "اوقفت قواتنا الامنية 43 محرضا والعمل مستمر لاعتقال مشتبه بهم آخرين".

من جهته، دان مجلس أوروبا "الاستخدام غير المتناسب للقوة" خلال التظاهرات. وقال مفوض مجلس أوروبا لحقوق الإنسان مايكل أوفلاهرتي "أدعو السلطات التركية إلى الوفاء بالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان حول احترام حرية التجمع السلمي وحرية التعبير وحرية الإعلام".

واختار الحزب رئيس البلدية في اليوم نفسه ليكون مرشحه للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها عام 2028.

ويقوم الطلاب بالتعبئة في اسطنبول وأنقرة وإسكيشهير المدينة الطلابية الواقعة بينهما ويواصلون الدعوة إلى مقاطعة الدروس.

وأعلن طلاب إسطنبول عن التنسيق بين جامعاتهم من خلال الدعوة إلى تجمع جديد بشكل يومي، وخلال يوم امس أوقفت الشرطة مسيرة الطلاب بالقوة ومنعتهم من الوصول إلى مقر البلدية حيث يجمع حزب الشعب الجمهوري آلاف المتظاهرين كل مساء.

ودعا حزب الشعب الجمهوري إلى مقاطعة إحدى عشرة علامة تجارية معروفة بأنها قريبة من السلطات، بما في ذلك سلسلة شهيرة من المقاهي. وقال أوزيل "يمكننا أن نعد القهوة بأنفسنا".

ودان العديد من المسؤولين الحكوميين بينهم وزير الخارجية هاكان فيدان من واشنطن حيث يقوم بأول زيارة لمسؤول تركي منذ وصول دونالد ترامب إلى السلطة، الإهانات الموجهة إلى والدة الرئيس اردوغان.

وقال فيدان "إن التهجم الوقح على رئيسنا ووالدته الراحلة في ساراتشان (مقر البلدية) هو نتاج انهيار أخلاقي ونفسية قذرة ويضر بالسلم الاجتماعي".

كما دان رئيس حزب الشعب الجمهوري هذه الإهانات وكتب على منصة اكس "من غير المقبول الخلط بين الاحتجاجات والشتائم".

وقال الرئيس أردوغان مساء الاثنين متوجها الى المعارضة في خطاب متلفز "كفوا عن تعكير صفو مواطنينا باستفزازاتكم".

في هذه الاثناء، زار أوزغور أوزيل رئيس حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، عمدة إسطنبول المسجون أكرم إمام أوغلو اليوم الثلاثاء، وذلك بعد ست ليال من الاحتجاجات الحاشدة التي تطالب بالإفراج عنه.

ويعد إمام أوغلو، الذي اعتقل في 19 مارس الجاري، بتهمة الفساد، المنافس الرئيسي للرئيس رجب طيب أردوغان الذي دام حكمه 22 عاماز وينظر بشكل كبير إلى أن اعتقاله له دوافع سياسية وتسبب في إثارة مظاهرات تحول بعضها إلى العنف في جميع أنحاء البلاد.

ولكن الحكومة تصر على أن القضاء التركي مستقل ولا يؤثر عليه النفوذ السياسي.

ووصل أوزيل رئيس حزب الشعوب الجمهوري، الذي ينتمي إليه إمام أوغلو، إلى سجن سيليفري غربي إسطنبول في قافلة من المركبات صباح اليوم الثلاثاء.

ومن المتوقع أن يطلع وسائل الإعلام على حالة العمدة الذي أمضى ليلته الثانية في السجن.

وأعلن أوزيل الليلة السابقة أن اليوم الثلاثاء، سيكون آخر تجمع للحزب خارج مبنى البلدية في اسطنبول، داعيا الناس للانضمام إليه.

وقال أيضا إن الحزب سيعين عضوا في المجلس البلدي ليتولى منصب العمدة بدلا من إمام أوغلو، مما يمنع إمكانية تعيين عضو من قبل الدولة.

مقالات مشابهة

  • احتجاز العشرات على خلفية إهانة أردوغان في ظل استمرار الاحتجاجات في تركيا
  • البرلمان اليوم..قانون تقاعد الحشد الإيراني مقابل التصويت على تحويل حلبجة إلى محافظة
  • وزيرة خارجية ألمانيا تعلق على تأثير توقيف رئيس بلدية إسطنبول على انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي
  • الأمن الأوروبي غير ممكن بدون تركيا
  • البرلمان يؤجل التصويت على مشروع قانون الاستثمار الصناعي
  • هل يتجاهل الغرب احتجاجات تركيا ضد أردوغان؟
  • أسهم تركيا ترتفع بعد خسائر الأسبوع الماضي والليرة تستقر
  • لماذا قرّر أردوغان حبس مُنافسه الأشرس على رئاسة تركيا إمام أوغلو في سجن سيليفري تحديدًا
  • تركيا: اعتقال إمام أوغلو بين القانوني والسياسي
  • تركيا.. صدور حكم بحق رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو والمعارضة تهاجم أردوغان